** أمسكوا الورقة ** - بيدبا (قصة مسلسلة)
مرسل: 23 فبراير 2022, 08:48
كان يوما غير عادي ... يوما استثنائيا من دون شك .... يوما سيظل محفورا في ذاكرته إلى الأبد ...
ركب ( ألونزو ) كعادته الحافلة رقم 101 المتجهة إلى وسط المدينة حيث بعمل بشركة الاتصالات الجديدة كتقني مراقب، كان الجو باردا، والرياح تهب بشدة منذرة بإعصار قادم، أحكم إغلاق سترته الجلدية، وصعد الحافلة، سلم على السائق المرح ( إيميليو)، وجلس قرب نافذة مفتوحة جعلته يصطك من البرد، فأغلقها على الفور.
أخذ الركاب الذين يعرفون بعضهم البعض أماكنهم، ولم يمض وقت طويل حتى انطلق ( إيميليو ) بالحافلة في مسارها المعهود مع ابتسامته السحرية التي لا تقاوم. كان ( ألونزو) سعيدا جدا، أخيرا بعد طول انتظار وصله الجواب من حبيبته ( مولي).
ستة أشهر بالضبط! لقد عدها باليوم والساعة والدقيقة والثانية! لكن الأمر يستحق ... أراد ان يكون الأمر رومانسيا كالأيام الخوالي! رسالة، فطول انتظار، فجواب ... ولم يرد الرسائل النصية الحديثة الباردة و الخالية من كل شيء إلا السرعة في الوصول ...
لسبب ما حتى ( ألونزو ) لا يمكنه معرفته، لم يشأ أن يقرأ الجواب في بيته في هدوء، على فراشه، او أريكته المريحة، لكنه اختار الحافلة التي تقله إلى العمل! إنه جنون المحبين ... أخرج الرسالة من جيب سترته الداخلي، كان قلبه ينبض بشدة، نظر بحذر حوله ليرى إن كان أحد من الركاب يراقبه، يريد أن يخلو بالرسالة من دون إزعاج، أو توتر، أو مراقبة ... ولكن هيهات، فالأمر شبه مستحيل، وأنت تركب حافلة جماعية.
كان الكرسي الذي بجانبه شاغرا، ما منحه بعض الراحة والخلوة، كان الظرف جديدا، لكن ورقة الرسالة قديمة، لقد كتبها على عجل منه أثناء العمل على ورقة إيصال صغيرة، بعدما وجد الشجاعة الكافية في نفسه، و لم يطق الانتظار أكثر من ذلك ...
تحمل هذه الورقة الصغيرة في طياتها مستقبله الغامض! بعدما اتخذ قرار العمر، وحدد من تكون شريكة حياته، وتوأم روحه.
نظر إلى الظرف طويلا، ثم بيد مرتعشة قرر سحب الرسالة من داخله، كأنه طبيب جراح يقوم بعملية جراحية دقيقة على قلب صبي صغير مخدر، على سرير غرفة العمليات المرعبة! لكن لسوء حظه، ما إن أخرج الرسالة و أمسكها بيده التي ازدادت رعشتها حتى فتحت سيدة بدينة متذمرة تجلس خلفه النافذة على مصراعيها، وهي تصرخ وتشكو :
- أف ! أف .... لقد اختنقت ...
في لمح البصر خطفت الرياح العاصفة من يده المرتعشة الورقة الصغيرة، وطيرتها عاليا في الجو.
- أوقف الحافلة ! أوقف الحافلة اللعينة !
صرخ ( ألونزو ) دون أن يشعر، واتجه مباشرة نحو باب الخروج، وهو يراقب الورقة بعينين متسعتين وحمراوين من الغضب الذي يكاد يخنقه ....
........ يتبع .........
ركب ( ألونزو ) كعادته الحافلة رقم 101 المتجهة إلى وسط المدينة حيث بعمل بشركة الاتصالات الجديدة كتقني مراقب، كان الجو باردا، والرياح تهب بشدة منذرة بإعصار قادم، أحكم إغلاق سترته الجلدية، وصعد الحافلة، سلم على السائق المرح ( إيميليو)، وجلس قرب نافذة مفتوحة جعلته يصطك من البرد، فأغلقها على الفور.
أخذ الركاب الذين يعرفون بعضهم البعض أماكنهم، ولم يمض وقت طويل حتى انطلق ( إيميليو ) بالحافلة في مسارها المعهود مع ابتسامته السحرية التي لا تقاوم. كان ( ألونزو) سعيدا جدا، أخيرا بعد طول انتظار وصله الجواب من حبيبته ( مولي).
ستة أشهر بالضبط! لقد عدها باليوم والساعة والدقيقة والثانية! لكن الأمر يستحق ... أراد ان يكون الأمر رومانسيا كالأيام الخوالي! رسالة، فطول انتظار، فجواب ... ولم يرد الرسائل النصية الحديثة الباردة و الخالية من كل شيء إلا السرعة في الوصول ...
لسبب ما حتى ( ألونزو ) لا يمكنه معرفته، لم يشأ أن يقرأ الجواب في بيته في هدوء، على فراشه، او أريكته المريحة، لكنه اختار الحافلة التي تقله إلى العمل! إنه جنون المحبين ... أخرج الرسالة من جيب سترته الداخلي، كان قلبه ينبض بشدة، نظر بحذر حوله ليرى إن كان أحد من الركاب يراقبه، يريد أن يخلو بالرسالة من دون إزعاج، أو توتر، أو مراقبة ... ولكن هيهات، فالأمر شبه مستحيل، وأنت تركب حافلة جماعية.
كان الكرسي الذي بجانبه شاغرا، ما منحه بعض الراحة والخلوة، كان الظرف جديدا، لكن ورقة الرسالة قديمة، لقد كتبها على عجل منه أثناء العمل على ورقة إيصال صغيرة، بعدما وجد الشجاعة الكافية في نفسه، و لم يطق الانتظار أكثر من ذلك ...
تحمل هذه الورقة الصغيرة في طياتها مستقبله الغامض! بعدما اتخذ قرار العمر، وحدد من تكون شريكة حياته، وتوأم روحه.
نظر إلى الظرف طويلا، ثم بيد مرتعشة قرر سحب الرسالة من داخله، كأنه طبيب جراح يقوم بعملية جراحية دقيقة على قلب صبي صغير مخدر، على سرير غرفة العمليات المرعبة! لكن لسوء حظه، ما إن أخرج الرسالة و أمسكها بيده التي ازدادت رعشتها حتى فتحت سيدة بدينة متذمرة تجلس خلفه النافذة على مصراعيها، وهي تصرخ وتشكو :
- أف ! أف .... لقد اختنقت ...
في لمح البصر خطفت الرياح العاصفة من يده المرتعشة الورقة الصغيرة، وطيرتها عاليا في الجو.
- أوقف الحافلة ! أوقف الحافلة اللعينة !
صرخ ( ألونزو ) دون أن يشعر، واتجه مباشرة نحو باب الخروج، وهو يراقب الورقة بعينين متسعتين وحمراوين من الغضب الذي يكاد يخنقه ....
........ يتبع .........