صفحة 1 من 1

أناقةُ اللـــيل - تغريد

مرسل: 13 يناير 2022, 13:46
بواسطة تغريد نسمة
أناقةُ اللـــيل

ينجلي ضوء النهار كما لم يكن ، وتستودع الشمس الأرض في عهدة القمر.
تستحضر السماء وقار السُّكون ، وتبسطُ بالسواد آفاق الفضاء ..
لتعلنُ بلغة الصمت المهيبة : ( قد آوان تجلي " الليل ").

يدنو " الليل" اقترابًا وبحليته السوداء وقارًا . ليخطوعلى أنسام الهواء أنيقا رزينا ..
يلامس راحة السماء فيشتد وهج النجوم ملبية التحية .
ويهمس في الغيوم فتصطف سوية. يتكئ عليها، يداعبها حنانا حتى ينسكب من بين بسماتها طلُّ المطر.

يتمحصُّ الأفقَ بأحداق متسعة ،
ثم يستدعي كعادته " القمر" .


وما إن يستوفي منه الأخير قربًا ،، حتى يطرح ذاك السؤال المعهود أزلا.

- : أيها القمر. من ناجاك الليلة من البشر ؟
من قص عليك حروفه بماء الدمع قهرا ؟ ومن ابتسم لنورك جذلا وغزلا ؟
من أمسك عن تأملك نوما وتعبا؟ ومن أسهب في تمعنك سهادا وأرقا ؟
من أخمد صوت بوحه عن الذكرى قلقا ؟ ومن سكب بالحديث على محياك نغما ؟

يمتطي السؤال صهوة الصدى ويرتاد أروقة السماء ،
تجتمع النجوم مصغية أذانها بينما تدق النسائم الوقت برهة .
ثم ، يبتدئ حديث "القمر".........
..............

- : أما فلان ،،
فقد أدركته خطوب الحياة وارتسم على حافتي شفاهه تجاعيد وألم ،حتى لم يعد يذكرُ أن قد ابتسم بذا الثغر يوما.
في أخاديد وجهه حكاياتٌ قديمة ، حروفها عتيقة. وما بين الألف والهاء -آه- تنهيدة مشيب تحكي ما مضى.
سبعون عاما قد تلاحقت كسيلٍ عرم. حرث فيهن الأرض صبحا ومساءً. أفاضَ على التراب من عرق الجبين حد الارتواء .
وفي ذات كل ظهيرة ، كان يلُوحُ من بين وريقات الشجر وجه زوجته البشوش ، فيبتسم لها وهو يراقب بحب صغاره القادمين من بعدها ركضا ولهوا.
يختارون بقعة دافئة ذات نسيم عليل ، يجلسون في حلقة دائرية تفيض بالحب ثم يأكلون الطعام هنيئا مريئا.
ومن بعد أعوام لا هي بالقليلة ولا بالكثيرة . تدافع الصغار نحو أحلام الشباب ، هجروا القرية والتحقوا بميدان المدينة.
وفي ليلة صيفية حارقة ، ارتحلت الزوجة نحو بارئها وهُجر العجوز في بيته الخاوي وحقله المثمر! يتمنى طالعًا يخبره عن أحوال صغاره.
وقد رأيته الليلة إذ يمد جسده المنهك فوق سريره . وما إن تلقفت رأسه وسادته وطوى عظامه الغطاء ، حتى تداعى في سباتٍ عميق جريح .

- وأما آخر ،،
فتأملني بعد سهادٍ وأرقٍ أعمَلَ بصمته حول نطاق عينيه بالسواد .
وفي غمرة حملقته نحو الفراغ ، تنهد مستسلما و أمسك هاتفه ، أرفق كلمة السر "أمل" ثم دون على أسطر مذكراته .
(أن يعتصر الدمع بعضه في مقلتيك مستنجدا رحمة الهطول.
ولكنـَّ أنفة الكَسرِ ! تأبى عليـك انكسارات الصباح !
وتُمنِّيك بانجلاء الضوء رويدا رويدا ,,
هامسة في قلبـك ها قد حل الظلام ! وعلى هامش البوح اعتراف أليم تركض نحو حضنه : ها هو الليل هنا يا ذارف العبرات )

أعاد قراءة حروفه مبتسما دامعا ، فخورا محزونا ، وتأمل في فضل مولاه وحكمته فسلوى الكتابة كاليسر مع العسر .
وفي غمرة الحَمد ، تنبه لمؤشر الكتابة ينبض مرارا وتكرار وكأنما يتناغم مع نبضات شجنه ، أو كأنما يدعوه ليكلِّلَ ثمرة تأملاتِ ليلته في جملة ختامية أخيرة.
فما كان منه إلا أن تلاحق بأنامله على تلك الشاشة الزجاجيةز
(انطفئ بريق الليل وتكدست قتامة السواد في الأحداق مرهقة ,,
للأوجاع أجر ,, وللصبر أجر ,, وللأجرين يضاعف الرحمن أجورا ,,
لطالما كان جناح الصبر ذا حمل ثقيل..)

- وأما آخر
فقد فكان الحبور يشقُّ طريقه بين ملامح عينيه وفي أخاديد وجهه.
وفي طيات ارتباكه السعيد رأيته إذ استوسد عتبة نافذته وابتسم لي !
أخبرني أنه يهيم بفلانة حبا، وأن العشق استنزف من روحه عمرا ، وأنه سيبلغ الصبيحة بيتها يطلب وصالها ويسألها عهدها بالوفاء شبابا ومشيبا .
صمتَ برهة ثم نفض وريقة أخرجها من جيب استوطن فوق قلبه.
وفي صوت شجي أخذ يعيد قراءة مهر الحب الذي سيتلوه في غده.
"لاحتْ والسّحرُ يحيط بها وبريقُ الروعةِ يقترب
أنسام العشق بعينيها .. تغري الألحان فتنطرب
أشدو من وحي أناملها .. نجما يلتاع ويلتهب
ما زال لوقع مفاتنها .. أطلال فيها أرتحب
أرخي أستار تصبرك .. في عشقي قولي أنتسب
تتهادى صوبك أجنحتي .. رفقا بالعشق سيغترب"

- وأما آخر ،، فمنهمك بين أسطر العلم ، قد حرمت مقلتيه النوم ليال طوال .
حازمٌ صارمٌ يعد أنفاس الوقت عدا ويثابرها جهدا وعملا.
عزيمته لا تلين لقساوة النعاس حين يغشى جفونه المحمرة .
ينظر للمستقبل بأمل ويطمح في غرسه بالجد والعمل .
وقد رأيته إذ سطَّرَ مقدمة كراسة الملحوظات بأحرف عريضة ، يفوح منها أريج الشغف والعزم.
( لا يمكنك أن تقتطف ثمرات النجاح دونما عمل ، فبذورها تزرع باليد لا بالنظر !)

- وأما فلانة ،،
فكانت في سريرها الوردي ، تبتسم ملء فمها الذي تنقصه العديد من الأسنان.
عدَدتُ أنفاسها المتناغمة الدافئة، وراقبت بطنها يعلو ويهبط في انسجام ، لكني استشعرت روحها تسبح في أرض الأحلام .
بقرب وسادتها دمية حديثة الشراء ، على شاكلة خيل أدهم اللون ذا صهوة كحلاء وغرة بيضاء.
لا شك أن فؤادها البريء لم تجِفَّ ماءُ دهشته من رحلة اليوم ، حدَّ أنه قد أَلحق الخيل بها في المنام.


- وأما فلانة ، أخبروني أن تحت قدميها الجنان تتغنى كرمًا.
أيقظها من بعد نوم دام دقائق معدودة، بكاء رضيعها الجائع.
دنت منه بحنو وحملته بين ضلوعها .
نظرت لعينيه اللامعتين ورأت فيهن انعكاس الجمال ومعاني الأمل.
تبسمت له بعيني فؤادها بينما أخذت تطعمه وترويه بدفء أمانها. تفديه هي بروحها كما تفدي إخوته الأكبر سنا .
وبينما هي على تلك الحال ضحكت بخفة لخاطرٍ سرى في روحها ولكن ما لبثت أن نزفت من عينيها دمعتان راجيتان .
أخذت تداعب أرنبة أنفه وهي تحادثه بهمس . أتعلم يا صغيري:
: أمام عيني ، ستكبر كما كبر إخوتك من قبلك.
ستنمو شعيرات ذقنك مثلهم .
ستزداد خشونة صوتك.
ستتفاخر بازدياد طولك مقارنة بي .
وستبدأ بإعطاء أوامر لي في حزم طفولي .
لا تخرجي ! افعلي ! لا تفعلي !
سينهمر اندفاعك مثلهم في معركة الحياة عجالا .
وستكثر أخطاؤك.
سترفض الاستماع لنصائحي .
وستعتز بآرائك في أنفة وكبرياء .
سيشتعل قلبك بمشاعر متضاربة بينما ستنطفئ أوهام الطفولة في عينيك .
لا عليك .
ستنسج أحلاما جديدة . ولكنك من بعدها ستغادر دفء البيت نحو ميدان الحياة ,,
ولكن تذكر ، طالما "ماما "هنا. هي لن تمل الانتظار
.
- وأما آخر ،، فكان وجهه منكبا في سجود أطاله لله حمدا وشكرا ، خوفا وآملا .
سمعته يدعو لوالديه فضلا ،ويذكر زوجه وبنيه بحسن الختام رغبا ورهبا.
لديه صديق أحبه في الله عمرا ، فذكره بدعوة صادقة وتمنى من الله أجرا .
وقد رأيته إذا ناجى الله بالسجود مطولا ، ولست مطلعا على بوحه ، إنما قد بلغ مسامعي صوت انسكاب الدمعات تصافح أرضية محرابه .
وفي ختام قيامه ككل ليلة، أخذ مصحفه بين يديه ، حضنه بحب مستشعرا أنه كلام مولاه .
أخذ يتلو الآيات مترنما ، بتجويد يشهد له بصحبة القرآن .
وصوته مزمارٌ يستحضر الخشوع.

«««

التقط القمر أنفاسه ثم تمايل بانعكاسات نوره علامةً على أن قد أفرغ ما بجعه .
تراجع بضع خطوات .
بينما نهض الليل في مهابة حتى توسط الجمع .
أطال ابتسامة كللها بالوقار و أشار لخيط الفجر وقد تبين في عتمة السماء .
أخذ ينجلي رويدا رويدا وهو يرتل صادحا بصوته.
وَسَخَّرَ لَكُمُ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ دَائِبَيْنِ وَسَخَّرَ لَكُمُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ﴿٣٣ ابراهيم﴾

Re: أناقةُ اللـــيل "بقلمي"

مرسل: 13 يناير 2022, 14:17
بواسطة جويدة
ما اجمل ما قرأت ! شعر و الله
حديث القمر حلو و اطلاعه على اولئك الناس ، فعالهم و نجواهم و احلامهم ....جعلتني استرخي و انشد حلول الليل
شكراااا

Re: أناقةُ اللـــيل "بقلمي"

مرسل: 13 يناير 2022, 14:49
بواسطة محمد كنجو
مع أول هطول لك هنا أجدت كاتبتنا الفذة تغريد نسمة بتقديم أوراق اعتمادك سفيرة للحرف الأنيق بأسلوبك الرائع الآخاذ الحافل بالمفردات البراقة والمعاني العميقة والتفاصيل الساكنة في اعماق كثير منا .

دمت بود وخير وتوفيق من الله

Re: أناقةُ اللـــيل "بقلمي"

مرسل: 13 يناير 2022, 15:07
بواسطة علي مهلهل
أحببت سردك جدًا فيه شي مختلف، وكأن الكاتب يقول للقارئ تفكر

فعلًا تفكر

قلمك يجمع الكثير في واحد نثر وشعر وقصه
القراءه لكِ ممتعه

👍👍👍 أتمنى أن أقرأ لكِ أكثر

Re: أناقةُ اللـــيل "بقلمي"

مرسل: 13 يناير 2022, 15:44
بواسطة نجمة
تخيلت زوجة العجوز واطفاله في الحقل
الطفلة ع سريرها وهي تحلم بالحصان والرجل المناجي لربه ليلا
بضع سطور لمشاهد ابدعتي في وصفها

وما بين القصة والشعر استمتعت بالقرآءة جدا
يعطيك العافية
بداية أكثر من رائعة 🥰

Re: أناقةُ اللـــيل - تغريد

مرسل: 13 يناير 2022, 18:29
بواسطة فراشة سماوية
هنا حتى لا أنسى^^

Re: أناقةُ اللـــيل "بقلمي"

مرسل: 13 يناير 2022, 21:55
بواسطة تغريد نسمة
جويدة كتب: 13 يناير 2022, 14:17 ما اجمل ما قرأت ! شعر و الله
حديث القمر حلو و اطلاعه على اولئك الناس ، فعالهم و نجواهم و احلامهم ....جعلتني استرخي و انشد حلول الليل
شكراااا

ما أشد أناقة الليل وما أعذب بوح القمر ..
وما أسعدني أن هالة الليل في النص قد جعلتك تنشدين قدومه ..

الشكر موصول لطيب حضورك ..

Re: أناقةُ اللـــيل - تغريد

مرسل: 14 يناير 2022, 15:06
بواسطة خالد
إنها حكايات القمر.. وما أدراك بما شهد القمر من حكايا..

نص مختلف، حالم، شاعري.. تكاد تنام من الهدوء عند آخر كلمة منه، ويعلو شخيرك ^^

شكرا تغريد على هذه الومضات القمرية الخافتة..

Re: أناقةُ اللـــيل - تغريد

مرسل: 14 يناير 2022, 15:12
بواسطة خالد
لقد احدثت وسما جديدا.. (قصص شاعرية) ^^

Re: أناقةُ اللـــيل "بقلمي"

مرسل: 14 يناير 2022, 16:06
بواسطة تغريد نسمة
محمد كنجو كتب: 13 يناير 2022, 14:49 مع أول هطول لك هنا أجدت كاتبتنا الفذة تغريد نسمة بتقديم أوراق اعتمادك سفيرة للحرف الأنيق بأسلوبك الرائع الآخاذ الحافل بالمفردات البراقة والمعاني العميقة والتفاصيل الساكنة في اعماق كثير منا .

دمت بود وخير وتوفيق من الله
وفي التفاصيل كانت مقاصد الحكايا " ..

غمرتني بمديحك أخ محمد ..
وما بين كلمة وكلمة رسمت ابتسامة رضا على محياي ...
لا عدمنا رقي حرفك .. وطيب مرورك ..

Re: أناقةُ اللـــيل - تغريد

مرسل: 14 يناير 2022, 16:55
بواسطة المهندس
أختي تغريد نسمة

مبدئياً .. نص خرافي
ولي عودة تليق، أعدكِ

حتى ذلك الوقت سيبقى العقال مرفوعاً، فأنا أكره القبعات.
كل التحية

Re: أناقةُ اللـــيل - تغريد

مرسل: 14 يناير 2022, 20:30
بواسطة حمزة إزمار
السلام عليك ورحمة الله وبركاته..
أول سؤال لي عندما بدأت القراءة كان: في أي صنف يندرج هذا النص؟
هل هو صنف القصص، أم الخواطر؟
بعدما أنهيت القصة، ملت إلى تصنيفها كقصص مترابطة بمتلازم " أما فلان ة".
لا أردي بالضبط ما أقوله، بعض المقاطع مؤثرة حقا، شعرت أنك كتبتيها بمشاعر صادقة ^^
ما أستطيع قوله هو: ما شاء، نص قوي!

Re: أناقةُ اللـــيل "بقلمي"

مرسل: 14 يناير 2022, 22:23
بواسطة تغريد نسمة
علي مهلهل كتب: 13 يناير 2022, 15:07 أحببت سردك جدًا فيه شي مختلف، وكأن الكاتب يقول للقارئ تفكر

فعلًا تفكر

قلمك يجمع الكثير في واحد نثر وشعر وقصه
القراءه لكِ ممتعه

👍👍👍 أتمنى أن أقرأ لكِ أكثر
يسعد الكاتب حين يستشعر القارئ همسه ب" تفكر "التي يحشد حروفه من أجل إيصال فحواها ..

شكرا لثنائك يا مهلهل .. وأنا أسعد بما وجدته من متعة في القراءة ..

Re: أناقةُ اللـــيل "بقلمي"

مرسل: 14 يناير 2022, 22:25
بواسطة تغريد نسمة
نجمة سهيل كتب: 13 يناير 2022, 15:44 تخيلت زوجة العجوز واطفاله في الحقل
الطفلة ع سريرها وهي تحلم بالحصان والرجل المناجي لربه ليلا
بضع سطور لمشاهد ابدعتي في وصفها

وما بين القصة والشعر استمتعت بالقرآءة جدا
يعطيك العافية
بداية أكثر من رائعة 🥰
انتقيتي الثلاثة الأقرب لعاطفة قلمي ..

شكرا لتواجد روحك الرقيقة بين حروفي ...

Re: أناقةُ اللـــيل - تغريد

مرسل: 14 يناير 2022, 22:28
بواسطة تغريد نسمة
فراشة سماوية كتب: 13 يناير 2022, 18:29 هنا حتى لا أنسى^^
هنا حتى لا ألام على عتاب غيابك أو تأخرك ههه
😁

تدينين نفسَك يا فراشتنا بحق العودة ... ولكن حُقّ للفراش ان يْنتظر ويُرتقب ..
محبتي

Re: أناقةُ اللـــيل - تغريد

مرسل: 15 يناير 2022, 09:39
بواسطة المهندس
أختي تغريد نسمة

عمل أدبي ضخم جداً، وأظن بأن إخراجه قد أخذ منك وقتاً طويلاً ومراجعات قبل الوصول إلى الشكل النهائي.
مشاهد قصصية تسلط الضوء على حالات مختلفة ومنوعة، الرابط الخارجي لها هو ( مناجاة القمر ).
ولو أردت أن أقرأ هذا النص، فإنني سأقرأهُ من الداخل إلى الخارج .. بمعنى

سأقرأ أختي تغريد مثلاً ..
خاطرة في داخل مشهد قصصي، وأبيات شعر في مشهد قصصي آخر، وأحياناً .. سأقرأ مشهد قصصي مجرد.
هذه المشاهد استعرتِ بها عين القمر، وجعلته الراوي العليم ليسرد ما يراه ويسمعه من الشخوص التي تتجمع خيوطهم عند نقطة التقاء واحدة .. هي القمر.

لو تكلمنا عن الحبكة في هذا العمل الأدبي، فإنها بكل تاكيد سردية مفككة، بحيث شخوص كثيرة، يلتقي بعضها أو كلها في مكان مشترك او حدث مشترك، وبين وحدة المكان ( مشاهدة القمر ) ووحدة الحدث ( مناجاة القمر ).
واعتبرناها سردية لأنها تعتمد على الوصف في إطارها الخارجي، بعيداً عن القصص الفرعية الداخلية.

لكن غياب تطور الحدث، يجعلني أميل في تصنيفها إلى نثر جمع بين ألوان أدبية ( مشاهد قصصية وخواطر وشعر ).
ومكتوب بلغة أقل ما توصف بأنها جمعت البلاغة وجزالة اللفظ، وروعة التشبيهات، واستنطاق الليل والقمر والنهار والشمس بطريقة ساحرة..
والخاتمة التي اخترتها .. اخذت الجانب الديني في ذكر الآية من الكتاب المقدس ( القرآن ).

عمل خالد، وبداية تشي بأن خلف هذا القلم .. مارد يعرف جيداً ما يريد، ويجيد ما يعرفه صياغةً وأدباً.

كل التحية

Re: أناقةُ اللـــيل - تغريد

مرسل: 15 يناير 2022, 13:44
بواسطة تغريد نسمة
رفعت خالد كتب: 14 يناير 2022, 15:06 إنها حكايات القمر.. وما أدراك بما شهد القمر من حكايا..

نص مختلف، حالم، شاعري.. تكاد تنام من الهدوء عند آخر كلمة منه، ويعلو شخيرك ^^
لأراجع وصفة الحرف ههه يبدو أنني أضفت قطرة من المنوم سهوا ^^

شكرا تغريد على هذه الومضات القمرية الخافتة..

الشكر موصول لمرورك وطيب ردك رفعت ..

Re: أناقةُ اللـــيل - تغريد

مرسل: 15 يناير 2022, 13:45
بواسطة تغريد نسمة
رفعت خالد كتب: 14 يناير 2022, 15:12 لقد احدثت وسما جديدا.. (قصص شاعرية) ^^
أجمل به من وسم ..
سأصاحبه مطولا برفقة نصوصي إن شاء الله ..

Re: أناقةُ اللـــيل - تغريد

مرسل: 15 يناير 2022, 18:51
بواسطة فراشة سماوية
عدت يا تغريد..
كانت فسحة أدبية شاعرية جميلة..تداخل الأجناس الأدبية
شعرا ونثرا وخاطرة..
كل هذا الجمال اللغوي لم يضعف من فكرة القصة ..
حكايا متعددة في حكاية واحدة لشخصيات عادية
و راو غير اعتيادي..
أحببت هذا المزج و انغمست فيه حقا..


كل التحايا لك^^

Re: أناقةُ اللـــيل - تغريد

مرسل: 17 يناير 2022, 15:23
بواسطة تغريد نسمة
حمزة إزمار كتب: 14 يناير 2022, 20:30 السلام عليك ورحمة الله وبركاته..
أول سؤال لي عندما بدأت القراءة كان: في أي صنف يندرج هذا النص؟
هل هو صنف القصص، أم الخواطر؟
بعدما أنهيت القصة، ملت إلى تصنيفها كقصص مترابطة بمتلازم " أما فلان ة".
لا أردي بالضبط ما أقوله، بعض المقاطع مؤثرة حقا، شعرت أنك كتبتيها بمشاعر صادقة ^^
ما أستطيع قوله هو: ما شاء، نص قوي!
لربما قلمي لم يعترف بعد أنني أجنده كي يصبح قاصا ..
لذلك أخذ يتراوح بين الأصناف معبرا ..
هههه أضحك الله سنك كلما اعدت قراءة تعليق المتلازمة ضحكت من قلبي ..

شكرا لمرورك ..

Re: أناقةُ اللـــيل - تغريد

مرسل: 17 يناير 2022, 15:31
بواسطة سلمى
السلام عليكم

نصك مبهر اختي تغريد
مزيج من الموسيقى الهادئة والكلمات العذبة
رصيدك اللغوي حافل..
وافكارك قيمة، وبعضها يستحق النظر المطول...

سررت بتواجدي بين هذه السمفونية الرائعة
أتمنى القراءة لك من جديد
^^

Re: أناقةُ اللـــيل - تغريد

مرسل: 17 يناير 2022, 15:36
بواسطة تغريد نسمة
عدي بلال كتب: 15 يناير 2022, 09:39 أختي تغريد نسمة

عمل أدبي ضخم جداً، وأظن بأن إخراجه قد أخذ منك وقتاً طويلاً ومراجعات قبل الوصول إلى الشكل النهائي.
مشاهد قصصية تسلط الضوء على حالات مختلفة ومنوعة، الرابط الخارجي لها هو ( مناجاة القمر ).
ولو أردت أن أقرأ هذا النص، فإنني سأقرأهُ من الداخل إلى الخارج .. بمعنى

سأقرأ أختي تغريد مثلاً ..
خاطرة في داخل مشهد قصصي، وأبيات شعر في مشهد قصصي آخر، وأحياناً .. سأقرأ مشهد قصصي مجرد.
هذه المشاهد استعرتِ بها عين القمر، وجعلته الراوي العليم ليسرد ما يراه ويسمعه من الشخوص التي تتجمع خيوطهم عند نقطة التقاء واحدة .. هي القمر.

لو تكلمنا عن الحبكة في هذا العمل الأدبي، فإنها بكل تاكيد سردية مفككة، بحيث شخوص كثيرة، يلتقي بعضها أو كلها في مكان مشترك او حدث مشترك، وبين وحدة المكان ( مشاهدة القمر ) ووحدة الحدث ( مناجاة القمر ).
واعتبرناها سردية لأنها تعتمد على الوصف في إطارها الخارجي، بعيداً عن القصص الفرعية الداخلية.

لكن غياب تطور الحدث، يجعلني أميل في تصنيفها إلى نثر جمع بين ألوان أدبية ( مشاهد قصصية وخواطر وشعر ).
ومكتوب بلغة أقل ما توصف بأنها جمعت البلاغة وجزالة اللفظ، وروعة التشبيهات، واستنطاق الليل والقمر والنهار والشمس بطريقة ساحرة..
والخاتمة التي اخترتها .. اخذت الجانب الديني في ذكر الآية من الكتاب المقدس ( القرآن ).

عمل خالد، وبداية تشي بأن خلف هذا القلم .. مارد يعرف جيداً ما يريد، ويجيد ما يعرفه صياغةً وأدباً.

كل التحية
أهلا يا صاحب "العِقال" ..
حقيقة ،، هنا حديثا أو هناك قديما ..
أميل كثيرا لقراءة الردود وتكرار تمعنها كلما ولجت ،، حتى الموجز منها يعطي دفقة من السعادة أو من شيء لا أعلمه داخل تلافيف دماغي وجوانب روحي .. ناهيك عن متانة اللغة وفصاحتها في ابداء الرأي وإعطاء النصائح والتعقيب الحكيم .. من كاتب لكاتب ! أي جمال تضاهيه اللغة العربية !!
وربما يعود هذا لأننا أصحاب المنتديات أوفياء للطرق القديمة في التعقيب ولا تستهوينا منصات الحداثة بتعقيباتها المتلخصة ب (ضغطة لايك) .

اعتقد أني حدت عن جوهر القصة أو مناقشة تعقيبك
لكن استفادتي من مرورك سواء هنا أو أيا كان جعل حنين الماضي العكاظي يراودني ...

شكرا لمرورك السخي
أسعدني ..

Re: أناقةُ اللـــيل - تغريد

مرسل: 17 يناير 2022, 15:42
بواسطة تغريد نسمة
فراشة سماوية كتب: 15 يناير 2022, 18:51 عدت يا تغريد..

ههه وهنا انفرجت زاوية الفم عن بسمة عريضة

كانت فسحة أدبية شاعرية جميلة..تداخل الأجناس الأدبية
شعرا ونثرا وخاطرة..
كل هذا الجمال اللغوي لم يضعف من فكرة القصة ..
حكايا متعددة في حكاية واحدة لشخصيات عادية
و راو غير اعتيادي..
أحببت هذا المزج و انغمست فيه حقا..


كل التحايا لك^^
مسرورة وممتنة لاستماع الفراش لبوح القمر ..
لا أخفيك أن مزيج الأجناس كان حاضرا وفاءا لكل فصل من فصول حياتي في ستار ! وآخر عهده هو معكم ..

شكرا لجميل مرورك غاليتي ..

Re: أناقةُ اللـــيل - تغريد

مرسل: 17 يناير 2022, 15:47
بواسطة تغريد نسمة
سلمى07 كتب: 17 يناير 2022, 15:31 السلام عليكم

نصك مبهر اختي تغريد
مزيج من الموسيقى الهادئة والكلمات العذبة
رصيدك اللغوي حافل..
وافكارك قيمة، وبعضها يستحق النظر المطول...

سررت بتواجدي بين هذه السمفونية الرائعة
أتمنى القراءة لك من جديد
^^
سلمى ذات الفضول المستلطف ^^
رقيق تواجدك بين حروفي ،،
وأسعدني أن بعض بوحي حاز على احساس (يستحق النظر مطولا) منك ..

شكرا لحلاوة مرورك ..