ليلة رعب ...من ارشيف جويدة
مرسل: 24 سبتمبر 2021, 22:24
لا تحب لين أبدا الاستيقاظ باكرا ،فليس هناك الكثير لتصنعه خلال نهارها الطويل ،ذلك أنها اعتادت السهر رفقة زوجها محمد على فنجان القهوة الليلى ،في مقابلة التلفاز و هما يتجاذبان اطراف الحديث عن أحداثهما اليومية المعتادة :هي بين شؤون البيت و طلبات الولدين و ساعاتها مع النت رفقة صديقات الفايس بوك و هو مع عمله في الشركة و زملائه و المسؤولين .
هكذا كانت أيام لين الرتيبة ، لكن في ذاك الصباح نطق هاتفها خلوي بصوت عال جدا ،فراحت تفتش عنه، تريد اسكاته و هي مغمضة العينين كي لا يزعج نور الشمس عينيها، فيحرمها لذة الرجوع إلى النوم من جديد ... لكنه لم يسكت فاضطرت للرد على المتصل على مضض، و إذا هي أختها نادين ،تريد اطلاعها على حلم رأته و تظنه رؤيا
راحت نادين في حديث مقتضب، تخبر أختها أن شيئا ما لا تدري كنهه سيحدث لمحمد ... فالرؤى رسائل ربانية قد يكون هدفها تحذيريا:قالت نادين بهمس مريب
شعرت لين بانقباض في صدرها من كلمات أختها ،مما أقض مضجعها و حرمها لذة الرجوع إلى فراشها الدافئ.
قضت لين يومها في قلق على زوجها، و هي تتساءل عما يمكن أن يحصل معه، فتتأفف حينا و تستغفر حينا آخر، و مع هذا لم تشأ أن تتصل به ، و تخبره بقلقها عليه بسبب ذاك الحلم ...ربما توقعت أن يسخر من تنبؤات أختها و ربما لم تشأ نقل جزعها إليه .
حين وصل الزوج سالما كادت لين تبكي من فرط الفرح أمامه ،لكنها تمالكت نفسها و أخفت الأمر
ليلا، جلست إلى جانب زوجها -كما اعتادا دائما -يتشاركان مشاهدة التلفاز معا ، فوقع بصرها على قناة تبث حصة عن أشهر قاتل في منطقة غير بعيدة عن سكناهم ...كان يقتل الصبية دون السادسة عشر بعد الاعتداء عليهم ،فتقطيعهم ، ثم دفن كل قطعة على حدى ،في مزرعة قريبة من هناك... فأصرت لين على مشاهدتها بعد شد و رد مع محمد ، الكاره لمثل تلك القصص ، ولم تتمكن من معرفة تتمتها إذ قسمت إلى أجزاء ثلاثة ،مما ألهب حماستها و نار فوضولها .
ليلتها كان محمد متعبا جدا ،فاستأذن زوجته و آوى إلى فراشه ،و فيما هي لم تجد ما تصنعه بمفردها ،راحت تبحث عن تتمة قصة ذاك القاتل عبر النت فوجدتها مفصلة و كاملة ، و إن هي الا لحظات حتى نام جميع من بالبيت عداها .
و فيما هي منشغلة بمتعة قراءتها ، سمعت صوتا بالطابق السفلي يشبه وقوع شيء ما....تراه أحد ما تسلل إلى البيت ؟
لم ترد إيقاظ زوجها و فضح خوفها قبل التأكد من الأمر، فاتجهت نحو الباب و ألصقت أحدى أذنيها به، تريد سماع أي صوت قد يدلها عمّا يحدث بالأسفل ...ثم سمعت صوتا آخر يشبه صرير الباب او ربما صوتا نسائيا مكتوما ...حتى القطط فوق السطح صارت تتلاعب بأعصابها
فكرت فيما لو كانت عصابة مجرمة، اخترقت البيت ...من تنقذ أولا ؟ولداها ؟زوجها أم تنجو بنفسها ،و يا روح ما بعدك روح ؟ هل ستستطيع أن تقاوم ؟ كم عددهم ؟كيف ستفعل ؟
تذكرت فيلم كيفين الذي دافع عن بيته و واجه مجرمين خرقاء بطرق بسيطة جدا لكن الوقت ليس في صالحها الآن ...ندمت كثيرا بعدد شعر رأسها ، لكونها لم تخصص مكانا سريا في البيت، يصلح للاختباء فيه في مثل هذه الظروف
تبا لكل شيء بالبيت، المهم أن ننجو بأرواحنا: قالت لين في قرارة نفسها :فليأخذوا كل مدخراتنا و ليبقوا على الصبيين على الأقل .
بقيت للحظات أمام الباب ...تخيلت أنهم سيفتحونه و سيجدونها أمامه تنتظر مصيرها ...فكرت في إيقاظ زوجها قبل أن يصيرالخيال أمرا واقعا حيث سيلتف أحد خلفها و يخزها بسكين حادة الرأس على ظهرها بيد و يكتم بالأخرى أنفاسها كي تستجيب لأوامره دون تردد، ثم ينتقلون إلى سرير محمد فيطعنونه ألف طعنة ،ثم إلى غرفة الولدين فيجرونهما كأضحية العيد ،يهددونها باستخراج كنورها و إلا ذبحوهما أمام ناظريها ، فلا تتردد و تنفذ ما يطلبون، لكنهم لا يرضون بذلك ، فيضرمون النار كي لا يخلّفوا وراءهم شهودا، بل شهداء
بقيت مسمرة هناك لوقت تحسبه دهرا ، و كلها آذان صاغية ،و كلها عقل يفكر و خيال يرواد ،و كلها قلب ينبض، و كلها عرق يتصبب ،حتى طال الأمد و هدأت الحركات و السكنات، و لم تهدأ النفس إلا قليلا
....لم تجرؤ لين في النهاية على إيقاظ محمد رغم أنها كانت ترتجف حتى أخمص قدميها ، لأنها خافت أن يسخر منها و يمنعها من مشاهدة أفلام و حصص الرعب ثانية .
اتجهت ثانية الى الحاسوب و فتحت الفايس بوك و عوّلت على محادثة أول فتاة تصادفها لعلها تتسلى معها و تنسى مخاوفها
ظلت لين في حالة فزع إذ لم تجد أيا من صديقاتها ....سمعت من بعيد صدى موسيقى عارمة ،على الأرجح أنه يقام حفل زفاف في آخر الشارع
.هدأ روعها قليلا بعد ،إذ استأنست ببعض القطط المتناحرة في السطح ...ولا تزال بقايا الخوف في جوفها ...توضأت وصلت ركعتين لعلها تطمئن
تسللت في هدوءداخل الفراش ...غطت على عينيها و أقسمت يمينا أن تكون منذ الغد أول النائمين و المفيقين، ثم غطّت في نوم عميق .
هكذا كانت أيام لين الرتيبة ، لكن في ذاك الصباح نطق هاتفها خلوي بصوت عال جدا ،فراحت تفتش عنه، تريد اسكاته و هي مغمضة العينين كي لا يزعج نور الشمس عينيها، فيحرمها لذة الرجوع إلى النوم من جديد ... لكنه لم يسكت فاضطرت للرد على المتصل على مضض، و إذا هي أختها نادين ،تريد اطلاعها على حلم رأته و تظنه رؤيا
راحت نادين في حديث مقتضب، تخبر أختها أن شيئا ما لا تدري كنهه سيحدث لمحمد ... فالرؤى رسائل ربانية قد يكون هدفها تحذيريا:قالت نادين بهمس مريب
شعرت لين بانقباض في صدرها من كلمات أختها ،مما أقض مضجعها و حرمها لذة الرجوع إلى فراشها الدافئ.
قضت لين يومها في قلق على زوجها، و هي تتساءل عما يمكن أن يحصل معه، فتتأفف حينا و تستغفر حينا آخر، و مع هذا لم تشأ أن تتصل به ، و تخبره بقلقها عليه بسبب ذاك الحلم ...ربما توقعت أن يسخر من تنبؤات أختها و ربما لم تشأ نقل جزعها إليه .
حين وصل الزوج سالما كادت لين تبكي من فرط الفرح أمامه ،لكنها تمالكت نفسها و أخفت الأمر
ليلا، جلست إلى جانب زوجها -كما اعتادا دائما -يتشاركان مشاهدة التلفاز معا ، فوقع بصرها على قناة تبث حصة عن أشهر قاتل في منطقة غير بعيدة عن سكناهم ...كان يقتل الصبية دون السادسة عشر بعد الاعتداء عليهم ،فتقطيعهم ، ثم دفن كل قطعة على حدى ،في مزرعة قريبة من هناك... فأصرت لين على مشاهدتها بعد شد و رد مع محمد ، الكاره لمثل تلك القصص ، ولم تتمكن من معرفة تتمتها إذ قسمت إلى أجزاء ثلاثة ،مما ألهب حماستها و نار فوضولها .
ليلتها كان محمد متعبا جدا ،فاستأذن زوجته و آوى إلى فراشه ،و فيما هي لم تجد ما تصنعه بمفردها ،راحت تبحث عن تتمة قصة ذاك القاتل عبر النت فوجدتها مفصلة و كاملة ، و إن هي الا لحظات حتى نام جميع من بالبيت عداها .
و فيما هي منشغلة بمتعة قراءتها ، سمعت صوتا بالطابق السفلي يشبه وقوع شيء ما....تراه أحد ما تسلل إلى البيت ؟
لم ترد إيقاظ زوجها و فضح خوفها قبل التأكد من الأمر، فاتجهت نحو الباب و ألصقت أحدى أذنيها به، تريد سماع أي صوت قد يدلها عمّا يحدث بالأسفل ...ثم سمعت صوتا آخر يشبه صرير الباب او ربما صوتا نسائيا مكتوما ...حتى القطط فوق السطح صارت تتلاعب بأعصابها
فكرت فيما لو كانت عصابة مجرمة، اخترقت البيت ...من تنقذ أولا ؟ولداها ؟زوجها أم تنجو بنفسها ،و يا روح ما بعدك روح ؟ هل ستستطيع أن تقاوم ؟ كم عددهم ؟كيف ستفعل ؟
تذكرت فيلم كيفين الذي دافع عن بيته و واجه مجرمين خرقاء بطرق بسيطة جدا لكن الوقت ليس في صالحها الآن ...ندمت كثيرا بعدد شعر رأسها ، لكونها لم تخصص مكانا سريا في البيت، يصلح للاختباء فيه في مثل هذه الظروف
تبا لكل شيء بالبيت، المهم أن ننجو بأرواحنا: قالت لين في قرارة نفسها :فليأخذوا كل مدخراتنا و ليبقوا على الصبيين على الأقل .
بقيت للحظات أمام الباب ...تخيلت أنهم سيفتحونه و سيجدونها أمامه تنتظر مصيرها ...فكرت في إيقاظ زوجها قبل أن يصيرالخيال أمرا واقعا حيث سيلتف أحد خلفها و يخزها بسكين حادة الرأس على ظهرها بيد و يكتم بالأخرى أنفاسها كي تستجيب لأوامره دون تردد، ثم ينتقلون إلى سرير محمد فيطعنونه ألف طعنة ،ثم إلى غرفة الولدين فيجرونهما كأضحية العيد ،يهددونها باستخراج كنورها و إلا ذبحوهما أمام ناظريها ، فلا تتردد و تنفذ ما يطلبون، لكنهم لا يرضون بذلك ، فيضرمون النار كي لا يخلّفوا وراءهم شهودا، بل شهداء
بقيت مسمرة هناك لوقت تحسبه دهرا ، و كلها آذان صاغية ،و كلها عقل يفكر و خيال يرواد ،و كلها قلب ينبض، و كلها عرق يتصبب ،حتى طال الأمد و هدأت الحركات و السكنات، و لم تهدأ النفس إلا قليلا
....لم تجرؤ لين في النهاية على إيقاظ محمد رغم أنها كانت ترتجف حتى أخمص قدميها ، لأنها خافت أن يسخر منها و يمنعها من مشاهدة أفلام و حصص الرعب ثانية .
اتجهت ثانية الى الحاسوب و فتحت الفايس بوك و عوّلت على محادثة أول فتاة تصادفها لعلها تتسلى معها و تنسى مخاوفها
ظلت لين في حالة فزع إذ لم تجد أيا من صديقاتها ....سمعت من بعيد صدى موسيقى عارمة ،على الأرجح أنه يقام حفل زفاف في آخر الشارع
.هدأ روعها قليلا بعد ،إذ استأنست ببعض القطط المتناحرة في السطح ...ولا تزال بقايا الخوف في جوفها ...توضأت وصلت ركعتين لعلها تطمئن
تسللت في هدوءداخل الفراش ...غطت على عينيها و أقسمت يمينا أن تكون منذ الغد أول النائمين و المفيقين، ثم غطّت في نوم عميق .