السباق مع الزمن
مرسل: 19 سبتمبر 2021, 21:17
----
مقالة تحمل وجهة نظر الكاتب فى بعض شأن الحياة بخصوص بعض العبارات التى يتم تداولها ويجد لها تعبير مختلف
السباق مع الزمن
كثيرا" ما سمعنا هذه العبارة (السباق مع الزمن ) أو نحن نسابق الزمن - ولكن يا ترى هل هناك من يستطيع أن يسابق الزمن - يقول البعض نحن دول متخلفة لأن الغرب إستطاع أن يسابق الزمن أما نحن فأمة تسابق الجهل والكسل -- ويضع الكثير التعاريف ذات المعانى الكبيرة لهذه العبارة
فيقول قائل كانوا فى الزمن الماضى ينتقلون فى اسفارهم على الناقة ويقطعون زمن طويل فى الوصول إلى غايتهم أما نحن فى هذه الأيام نستخدم الطائرة فالطريق الذى تقطعه الناقة فى شهور تقطعه الطائرة فى ساعتين فقط من الزمن بذلك نكون قد سابقنا الزمن ووفرنا شهور
وقد يقول اخر أن الماكينات والمصانع تستطيع إنجاز ملايين الأضعاف من الأشياء التى كانت تصنع يدوية ومع جودة أفضل نحن وفرنا الجودة والكمية فسابقنا الزمن وسبقناه
ويقول ثالث حتى المحاصيل الزراعية التى تستلزم وقت معين فى الأرض - إستطعنا أن نقصر هذا الوقت ونخترع فى جينات النبات لينتج أضعاف ماكان ينتج لذلك نحن سابقنا الزمن - فى تقصير مدة المحصول وزيادة انتاجه
والحقيقة هى أنه لا يستطيع كائن من كان أن يسابق الزمن أو يسبقه كما يزعم الزاعمون - لأنه لو أراد أن يسابق الزمان عليه أن يغير مفاهيم الكون ونواميسه أي يجعل اليوم 25 ساعة بدلا" من 24 ساعة
وطبعا" لا أحد يستطيع -- لذلك أنت تسابق نفسك داخل زمان الكون الثابت يقينا" النسبى فى الإحساس به بين شخص واخر حسب الظروف التى يمر بها
وفى النهاية كل سيجرى إلى وقته وينتهى إلى وقته والزمان ثابت ويتغير حوله المتغيرون --
طبعا" من المطلوب أن تسابق نفسك وتسابق غيرك داخل الزمان السابت وألا تحاول التغير فيما تجهله من خصائص الطبيعة التى خلقها الله --
وسنضرب مثلا" – ظن العلماء أنه بتغير بعض خصائص النباات أنه يستطيع إنتاج محصول أوفر وتقليل زمن المحصول فى الأرض كما فعلوا فى محصول القمح – فلعبوا فى الجينات وغيروا من خصائصها فأنتجت محصول أضعاف مضاعفة للمنتج - ولكن على حساب ماذا -- على حساب المادة الفعالة فى المحصول المقاومة لأمراض النباتات --- قديما كنا نصنع الخبز ويظل فى العراء لمدة قد تصل إلى شهر أو يزيد والخبز كما هو لا يصيبه التلف أو العفن -- اليوم الخبز يصاب بالعفن وأنت تضعه داخل الثلاجة وإذا ظل خارج الثلاجة يومين لا أكثر تلف وإنتهت صلاحيته وأصبح علف للماشية وعلف مضر --- قبل إحداث الخلل فى الجينات إذا تركت القمح فى السنابل لا يتلف ولو تركته سنين فقد وجدوا بعض سنابل القمح منذ عصر الفراعنة وعندما زرعوه أنبت -- اليوم القمح يفسد فى سنابله -- فهل سابقت الزمن ووفرت المحصول -- عندما تم قتل بعض الطيور لأنها تأكل المحصول إنتشر الجراد فأنهى عليه كاملا
نعم سابق نفسك وسابق غيرك للحصول على أفضل الأشياء وهذا شيئ مشروع لكن لا تدعى أنك تسابق الزمان لأنه لا أحد يستطيع أن يسابق الزمان مهما أوتى من قوة ومن علم فالزمان يسبق الجميع وإن كان الإحساس به إحساس نسبى
فرغم ثبات الزمن إلا أن الساعة التى تمر على الشخص وهو ينتظر القطار المتأخر ليست كالساعة التى تمر على شخص وهو يجلس يشاهد مباراة فى كرة القدم --- حتى داخل نفس الحدث فالوقت الذى يمر على الفريق الخاسر ليس كالوقت الذى يمر على الفريق المنتصر وهذه هى نسبية الزمن رغم ثباته وعدم تغير عوامله فاليوم 24 ساعة
ومهما بلغت سرعتنا فإن الوقت يقهرنا ولا نقهره
.
.
مقالة تحمل وجهة نظر الكاتب فى بعض شأن الحياة بخصوص بعض العبارات التى يتم تداولها ويجد لها تعبير مختلف
السباق مع الزمن
كثيرا" ما سمعنا هذه العبارة (السباق مع الزمن ) أو نحن نسابق الزمن - ولكن يا ترى هل هناك من يستطيع أن يسابق الزمن - يقول البعض نحن دول متخلفة لأن الغرب إستطاع أن يسابق الزمن أما نحن فأمة تسابق الجهل والكسل -- ويضع الكثير التعاريف ذات المعانى الكبيرة لهذه العبارة
فيقول قائل كانوا فى الزمن الماضى ينتقلون فى اسفارهم على الناقة ويقطعون زمن طويل فى الوصول إلى غايتهم أما نحن فى هذه الأيام نستخدم الطائرة فالطريق الذى تقطعه الناقة فى شهور تقطعه الطائرة فى ساعتين فقط من الزمن بذلك نكون قد سابقنا الزمن ووفرنا شهور
وقد يقول اخر أن الماكينات والمصانع تستطيع إنجاز ملايين الأضعاف من الأشياء التى كانت تصنع يدوية ومع جودة أفضل نحن وفرنا الجودة والكمية فسابقنا الزمن وسبقناه
ويقول ثالث حتى المحاصيل الزراعية التى تستلزم وقت معين فى الأرض - إستطعنا أن نقصر هذا الوقت ونخترع فى جينات النبات لينتج أضعاف ماكان ينتج لذلك نحن سابقنا الزمن - فى تقصير مدة المحصول وزيادة انتاجه
والحقيقة هى أنه لا يستطيع كائن من كان أن يسابق الزمن أو يسبقه كما يزعم الزاعمون - لأنه لو أراد أن يسابق الزمان عليه أن يغير مفاهيم الكون ونواميسه أي يجعل اليوم 25 ساعة بدلا" من 24 ساعة
وطبعا" لا أحد يستطيع -- لذلك أنت تسابق نفسك داخل زمان الكون الثابت يقينا" النسبى فى الإحساس به بين شخص واخر حسب الظروف التى يمر بها
وفى النهاية كل سيجرى إلى وقته وينتهى إلى وقته والزمان ثابت ويتغير حوله المتغيرون --
طبعا" من المطلوب أن تسابق نفسك وتسابق غيرك داخل الزمان السابت وألا تحاول التغير فيما تجهله من خصائص الطبيعة التى خلقها الله --
وسنضرب مثلا" – ظن العلماء أنه بتغير بعض خصائص النباات أنه يستطيع إنتاج محصول أوفر وتقليل زمن المحصول فى الأرض كما فعلوا فى محصول القمح – فلعبوا فى الجينات وغيروا من خصائصها فأنتجت محصول أضعاف مضاعفة للمنتج - ولكن على حساب ماذا -- على حساب المادة الفعالة فى المحصول المقاومة لأمراض النباتات --- قديما كنا نصنع الخبز ويظل فى العراء لمدة قد تصل إلى شهر أو يزيد والخبز كما هو لا يصيبه التلف أو العفن -- اليوم الخبز يصاب بالعفن وأنت تضعه داخل الثلاجة وإذا ظل خارج الثلاجة يومين لا أكثر تلف وإنتهت صلاحيته وأصبح علف للماشية وعلف مضر --- قبل إحداث الخلل فى الجينات إذا تركت القمح فى السنابل لا يتلف ولو تركته سنين فقد وجدوا بعض سنابل القمح منذ عصر الفراعنة وعندما زرعوه أنبت -- اليوم القمح يفسد فى سنابله -- فهل سابقت الزمن ووفرت المحصول -- عندما تم قتل بعض الطيور لأنها تأكل المحصول إنتشر الجراد فأنهى عليه كاملا
نعم سابق نفسك وسابق غيرك للحصول على أفضل الأشياء وهذا شيئ مشروع لكن لا تدعى أنك تسابق الزمان لأنه لا أحد يستطيع أن يسابق الزمان مهما أوتى من قوة ومن علم فالزمان يسبق الجميع وإن كان الإحساس به إحساس نسبى
فرغم ثبات الزمن إلا أن الساعة التى تمر على الشخص وهو ينتظر القطار المتأخر ليست كالساعة التى تمر على شخص وهو يجلس يشاهد مباراة فى كرة القدم --- حتى داخل نفس الحدث فالوقت الذى يمر على الفريق الخاسر ليس كالوقت الذى يمر على الفريق المنتصر وهذه هى نسبية الزمن رغم ثباته وعدم تغير عوامله فاليوم 24 ساعة
ومهما بلغت سرعتنا فإن الوقت يقهرنا ولا نقهره
.
.