السباق مع الزمن

هنا الخواطر الحالمة والشذرات القصيرة الهائمة..
قوانين المنتدى
لا إيحاءات مسمومة أو اقتباسات كتاب أجانب لا يبالون بالدين ويهجمون على القدر ومعنى الحياة الذي أخبرنا الله به
أضف رد جديد
صورة العضو الرمزية
عبدالرحمن الناصر
عضو مجمّد
مشاركات: 44
اشترك في: 01 يوليو 2021, 14:01

السباق مع الزمن

مشاركة بواسطة عبدالرحمن الناصر »

----


مقالة تحمل وجهة نظر الكاتب فى بعض شأن الحياة بخصوص بعض العبارات التى يتم تداولها ويجد لها تعبير مختلف

السباق مع الزمن

كثيرا" ما سمعنا هذه العبارة (السباق مع الزمن ) أو نحن نسابق الزمن - ولكن يا ترى هل هناك من يستطيع أن يسابق الزمن - يقول البعض نحن دول متخلفة لأن الغرب إستطاع أن يسابق الزمن أما نحن فأمة تسابق الجهل والكسل -- ويضع الكثير التعاريف ذات المعانى الكبيرة لهذه العبارة
فيقول قائل كانوا فى الزمن الماضى ينتقلون فى اسفارهم على الناقة ويقطعون زمن طويل فى الوصول إلى غايتهم أما نحن فى هذه الأيام نستخدم الطائرة فالطريق الذى تقطعه الناقة فى شهور تقطعه الطائرة فى ساعتين فقط من الزمن بذلك نكون قد سابقنا الزمن ووفرنا شهور
وقد يقول اخر أن الماكينات والمصانع تستطيع إنجاز ملايين الأضعاف من الأشياء التى كانت تصنع يدوية ومع جودة أفضل نحن وفرنا الجودة والكمية فسابقنا الزمن وسبقناه
ويقول ثالث حتى المحاصيل الزراعية التى تستلزم وقت معين فى الأرض - إستطعنا أن نقصر هذا الوقت ونخترع فى جينات النبات لينتج أضعاف ماكان ينتج لذلك نحن سابقنا الزمن - فى تقصير مدة المحصول وزيادة انتاجه
والحقيقة هى أنه لا يستطيع كائن من كان أن يسابق الزمن أو يسبقه كما يزعم الزاعمون - لأنه لو أراد أن يسابق الزمان عليه أن يغير مفاهيم الكون ونواميسه أي يجعل اليوم 25 ساعة بدلا" من 24 ساعة
وطبعا" لا أحد يستطيع -- لذلك أنت تسابق نفسك داخل زمان الكون الثابت يقينا" النسبى فى الإحساس به بين شخص واخر حسب الظروف التى يمر بها
وفى النهاية كل سيجرى إلى وقته وينتهى إلى وقته والزمان ثابت ويتغير حوله المتغيرون --
طبعا" من المطلوب أن تسابق نفسك وتسابق غيرك داخل الزمان السابت وألا تحاول التغير فيما تجهله من خصائص الطبيعة التى خلقها الله --
وسنضرب مثلا" – ظن العلماء أنه بتغير بعض خصائص النباات أنه يستطيع إنتاج محصول أوفر وتقليل زمن المحصول فى الأرض كما فعلوا فى محصول القمح – فلعبوا فى الجينات وغيروا من خصائصها فأنتجت محصول أضعاف مضاعفة للمنتج - ولكن على حساب ماذا -- على حساب المادة الفعالة فى المحصول المقاومة لأمراض النباتات --- قديما كنا نصنع الخبز ويظل فى العراء لمدة قد تصل إلى شهر أو يزيد والخبز كما هو لا يصيبه التلف أو العفن -- اليوم الخبز يصاب بالعفن وأنت تضعه داخل الثلاجة وإذا ظل خارج الثلاجة يومين لا أكثر تلف وإنتهت صلاحيته وأصبح علف للماشية وعلف مضر --- قبل إحداث الخلل فى الجينات إذا تركت القمح فى السنابل لا يتلف ولو تركته سنين فقد وجدوا بعض سنابل القمح منذ عصر الفراعنة وعندما زرعوه أنبت -- اليوم القمح يفسد فى سنابله -- فهل سابقت الزمن ووفرت المحصول -- عندما تم قتل بعض الطيور لأنها تأكل المحصول إنتشر الجراد فأنهى عليه كاملا
نعم سابق نفسك وسابق غيرك للحصول على أفضل الأشياء وهذا شيئ مشروع لكن لا تدعى أنك تسابق الزمان لأنه لا أحد يستطيع أن يسابق الزمان مهما أوتى من قوة ومن علم فالزمان يسبق الجميع وإن كان الإحساس به إحساس نسبى
فرغم ثبات الزمن إلا أن الساعة التى تمر على الشخص وهو ينتظر القطار المتأخر ليست كالساعة التى تمر على شخص وهو يجلس يشاهد مباراة فى كرة القدم --- حتى داخل نفس الحدث فالوقت الذى يمر على الفريق الخاسر ليس كالوقت الذى يمر على الفريق المنتصر وهذه هى نسبية الزمن رغم ثباته وعدم تغير عوامله فاليوم 24 ساعة
ومهما بلغت سرعتنا فإن الوقت يقهرنا ولا نقهره



.
.

صورة العضو الرمزية
سلمى
عضو ذهبيّ (1500+)
عضو ذهبيّ (1500+)
مشاركات: 1822
اشترك في: 29 إبريل 2021, 18:41
مكان: الجزائر

Re: السباق مع الزمن

مشاركة بواسطة سلمى »

السلام عليكم ورحمة الله
تحية طيبة أخي عبد الرحمان
ومسرورة لأني قرأت هذا المقال
بعض الأشياء تأتينا كومضة نأخذ منها عبرة، فتحيي فينا شيئا ما.
مقالة مميزة، وهذا ما تبرع فيه دوما أخي عبد الرحمان.
سيزخر المنتدى بمقالاتك العميقة المفيدة أكيد.
بارك الله فيك

صورة العضو الرمزية
محمد كنجو
عضو ذهبيّ (1500+)
عضو ذهبيّ (1500+)
مشاركات: 5663
اشترك في: 29 إبريل 2021, 12:24

Re: السباق مع الزمن

مشاركة بواسطة محمد كنجو »

السلام عليكم
مقال مفيد فيه الحكمة والرأي السديد
طاحونة الزمن تطوينا في النهاية ،لم تتوقف عند غيرنا ولن تتوقف عندنا إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها

سلم الفكر واليراع صديقي عبد الرحمن

صورة العضو الرمزية
خالد
مدير المنتدى
مشاركات: 2769
اشترك في: 27 إبريل 2021, 22:19
مكان: المغرب
اتصال:

Re: السباق مع الزمن

مشاركة بواسطة خالد »

تأمل جميل في كلمات سهلة غير متكلفة.. ينقصها بعض التدقيق اللغوي..

إنه (وهم التحكم) عند غير المؤمنين خاصة. بل قال بعضهم بكل بجاحة أن البشر وصلوا لدرجة من العلم لم يعودوا معها محتاجين لله، والعياذ بالله.

لكل أجل كتاب، ولن ينال المرء فوق رزقه ولو طارت المعزة.. الجميل أن ثمة غربيون يكتبون عن هذا الوهم وهناك أفلام ومسلسلات تتحدث عن كارثة (التطور)، من باب (وشهد شاهد من أهلها). ويحضرني هنا نقد عبد الوهاب المسيري رحمه الله لنزعة التقدم المحمومة والإنتاج المفرط المتضاعف على حساب الطبيعة والمناخ، وكذا الرفع المتزايد من سرعة السيارات والقطارات.. أين نمضي بكل هذه السرعة؟ ومتى نقول: حسبنا هذه السرعة، لا مزيد ! ؟
🥇🥇🥈🥈🥈🥉

صورة العضو الرمزية
عبدالرحمن الناصر
عضو مجمّد
مشاركات: 44
اشترك في: 01 يوليو 2021, 14:01

Re: السباق مع الزمن

مشاركة بواسطة عبدالرحمن الناصر »

سلمى07 كتب: 19 سبتمبر 2021, 21:29 السلام عليكم ورحمة الله
تحية طيبة أخي عبد الرحمان
ومسرورة لأني قرأت هذا المقال
بعض الأشياء تأتينا كومضة نأخذ منها عبرة، فتحيي فينا شيئا ما.
مقالة مميزة، وهذا ما تبرع فيه دوما أخي عبد الرحمان.
سيزخر المنتدى بمقالاتك العميقة المفيدة أكيد.
بارك الله فيك

أهلا" بأختنا الأستاذة / سلمى
شكرا" لمرورك الكريم بالمقال - والحديث فى مفهوم الزمان يخضع لأشياء وعوامل كثيرة فالزمن رغم ثباته إلا أنه يخضع للحدث فإذا توقف الحدث فلا زمن
كمن مات مائة عام - كم لبثت - يوما" أو بعض يوم - لأن الحدث توقف بالنسبة له فلم يشعر بمرور الزمن - فلازمن - حتى من مات منذ نوح عليه السلام
توقف عنهم الحدث فلا زمن - ويوم تقوم الساعة - يقسم المجرمون مالبسوا غير ساعة ----
سعدت وتشرفت بتواجدك بالمتصفح الأخت العزيزة / سلمى
مع خالص تحيتى


.

صورة العضو الرمزية
عبدالرحمن الناصر
عضو مجمّد
مشاركات: 44
اشترك في: 01 يوليو 2021, 14:01

Re: السباق مع الزمن

مشاركة بواسطة عبدالرحمن الناصر »

محمد كنجو كتب: 20 سبتمبر 2021, 08:08 السلام عليكم
مقال مفيد فيه الحكمة والرأي السديد
طاحونة الزمن تطوينا في النهاية ،لم تتوقف عند غيرنا ولن تتوقف عندنا إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها

سلم الفكر واليراع صديقي عبد الرحمن

أهلا" بك صديقى العزيز / محمد
بالتأكيد الزمن لا يتوقف عند أحد بل يسير إلى قدر معلوم لا يعلمه إلا الله سبحانه وتعالى - وعمر الأرض منذ خلقها الله سبحانه وتعالى - تخضع لحسابات مختلفة - فى حسابات البشر
ربما مئات الألاف من السنين حسب ما نحسب ولكن هناك يوم كألف سنة مما نعد وهناك يوم قدرة خمسون ألف سنة ---
وهناك يوم قصير ويوم طويل وسنة تنتهى فى لمح البشر وسنى لا تريد الإنتهاء -- عملية نسبية تتحكم فيها حالة الإنسان النفسية والصحية والإقتصادية والسياسية وغيرها رغم ثبات الزمن
شكرا" للأخ العزيز / محمد -- لتواجدك بالموضوع ولتعقيبك عليه
مع خالص تحيتى


.

صورة العضو الرمزية
عبدالرحمن الناصر
عضو مجمّد
مشاركات: 44
اشترك في: 01 يوليو 2021, 14:01

Re: السباق مع الزمن

مشاركة بواسطة عبدالرحمن الناصر »

رفعت خالد كتب: 20 سبتمبر 2021, 10:14 تأمل جميل في كلمات سهلة غير متكلفة.. ينقصها بعض التدقيق اللغوي..

إنه (وهم التحكم) عند غير المؤمنين خاصة. بل قال بعضهم بكل بجاحة أن البشر وصلوا لدرجة من العلم لم يعودوا معها محتاجين لله، والعياذ بالله.

لكل أجل كتاب، ولن ينال المرء فوق رزقه ولو طارت المعزة.. الجميل أن ثمة غربيون يكتبون عن هذا الوهم وهناك أفلام ومسلسلات تتحدث عن كارثة (التطور)، من باب (وشهد شاهد من أهلها). ويحضرني هنا نقد عبد الوهاب المسيري رحمه الله لنزعة التقدم المحمومة والإنتاج المفرط المتضاعف على حساب الطبيعة والمناخ، وكذا الرفع المتزايد من سرعة السيارات والقطارات.. أين نمضي بكل هذه السرعة؟ ومتى نقول: حسبنا هذه السرعة، لا مزيد ! ؟

أهلا" بالأخ العزيز / رفعت خالد
وظن أهلها أنهم قادرون عليها - وصلوا بالعلم إلى قمة مبتغاه - ثم ها هو فايرس لا يرى بالعين المجردة يزلزل كيانهم ويشل حركتهم - ورغم قوة الإنسان فيما يدعى -إلا أنه خلق ضعيفا
نعم يزيدون فى السرعة - ولكن كلما زادت السرعة فى بعض الأحيان زادت المخاطر --- الزمن معضلة كبيرة لم يستطيع أحد التوصل إليه -- لذلك كان القسم -- فلا أقسم بمواقع النجوم
فالنجوم التى نراها فى السماء ليست فى أماكنها -لكنها كانت هنا ثم مضت أو إنتهت وما نراه ما هو إلا مواقعها -- موضوع الزمن كبير جدا"
شكرا" للأستاذ / رفع خالد لتواجدك بالموضوع والتعقيب المثمر عليه
مع خالص تحيتى


.

صورة العضو الرمزية
المهندس
عضو نادر!
عضو نادر!
مشاركات: 1050
اشترك في: 03 يناير 2022, 06:12

Re: السباق مع الزمن

مشاركة بواسطة المهندس »

أخي عبد الرحمن الناصر

مقالة إقناعية من زاوية الكاتب، مدعمة بالأمثلة والاستدلال السليم.
نعتقد بأننا نسابق الزمن، والزمن لا يأبه لهذا الاعتقاد، فهو ماضٍ كقائد عسكري بانتظام.
راق لي ربط الحدث بالشعور بالزمن.

سلم الفكر والبنان
كل التحية
فلســـــ ( الأردن ) ـــــــــــــطين
وطن برائحة الشهداء.. فكيف لا يغار منه الياسمين

أضف رد جديد

العودة إلى ”منتجع المقالات والخواطر والشذرات“