~ البادئ أظلم ~ (منيرة)
مرسل: 20 يونيو 2021, 12:19
-مرتعبة تقفز فوق السرير , وقطة برتقالية اللون تتًفرس فيها , تصرخ طالبة النجدة من زوجها النائم قربها، يتجاهلها , ويبدو غير مهتم بالأمر...
تنظر لرواق البيت محاولة الهروب، تجده ممتلئًا عن آخره بالمياه ، إنها محاصرة ...
تٌطلق صيحة رعب مدوية، فتهجم القطة وتغرس مخالبها في عنقها ,تختنق ويكتم الموت أنفاسها الأخيرة.
تستقيظ والعرق البارد يغمرها ، لقد كان كابوسا .
في الصباح , وفوق أسوار الفناء الهشة , كانت تقطف عناقيد العنب وكان هو مختبئاً أعلى الشجرة , يراقبها
لما التقت عيونهما تراجعت هي للوراء فسقطت , أما القط الأسود ،فبقي يرمقها بعيون مرعبة ..
تنهره بأعلى صوتها ، لكنه لا يتحرك ، يبدو كأنه سيقفز عليها ، تسرع للبيت ، تقفل الباب ، تتختلس النظر إليه من النافذة ، لقد كان يعبث بعناقيد العنب الملقاة في مشهد غريب...
استلقت على الكنبة ، ركزت نظرها في السقف وبقيت على تلك الحالة لبعض الوقت ، وكأنها تنتظر أن يسقط عليها تفسير ما ، تحليل منطقى لما مرت وتمر به ، فمنذ زواجها لم تنعم بالراحة مطلقا، لا نهارا ولا ليلا شجارات دائمة مع زوجها لأتفه الأسباب، اضطراب نومها والكوابيس المرعبة التي تلاحقها كل ليلة تقريبا ،وأكثر من هذا الكائنات المخيفة التي تجدها في بيتها ، تتذكر ذلك الثعبان الأرقط الذي وجده زوجها حين كان يبني السور ،ومن الخوف قام بوضع الإسمنت والطوب عليه ، وحبسه هناك داخل الجدار ،ثم بعد مدة وجدوا ثعبانا يشبهه تماما لكنه اختفى قبل أن يتمكنوا من قتله...
وفي الفترة الأخيرة ، هجمت الفئران على بيتها بشكل عجيب ، ولم تنفع كل الوسائل المعروفة للتخلص منها ،كأنهم يظهرون فجأة من العدم ويختفون كذلك في العدم ...
حين بحثت في المواقع الإلكترونية عن تفسير لذلك
قيل أن البيت قد يكون مسكونا أو أرواحا شريرة تتقمص تلك الكائنات ، ربما عن طريق سحر أو لسبب آخر ...
لكن أشد ما أثار رعبها هو ماحصل مؤخرا ، جرذان منتفخة كأنها محنطة أو مسمومة ، فئران مقطعة الرؤوس ، حبات تفاح صغيرة
كل صباح تجد شيء ما مما ذكر ، لم تكن تحيط ببيتها أشجار التفاح وهو بعيد قليلا عن بيوت الجيران ، من أين تأتي كل هذا الأشياء ؟ ولماذا ؟
والسؤال المحير أكثر :هذا القط الأسود المشوه لما يلاحقها بإستمرار ؟ ولما ينظر لها تلك النظرة المستفزة ؟
اخر ما توصلت له بجمع خيوط الكوابيس مع الواقع
أن القط المتفرس في المنام يرمز لصديق خائن يتجسس ، لعدو ينتقم ، لجني مبعوث سحرا أو تعلقا .....
حبة التفاح ترمز للموت أو لحواء ، الفئران كما هو معروف هي فويسقة ...
لكن من يفعل بي هذا ؟ هل هي صديقة أم قريبة أم جارة ، أم هناك امرأة ما في حياة زوجي أم ماذا ؟
قررت أن ترقي نفسها وبيتها ، وهكذا فعلت ...
ومرت الأيام هادئة نوعا ما،وقلت تلك الظواهر الغريبة نسبيا .
وفي إحدى الليالي خرج زوجها من البيت بعد الواحدة صباحا تقريبا ذلك أنه سافر لمدينة أخرى وعليه الوصول لها باكرا ، ونسي أن يقفل النافذة .
بدا وكأنها تختنق ،كأن حملا ثقيلا يطبق على صدرها ، هكذا شعرت الزوجة حين فتحت عينها واستيقظت ، كان السكون يلف الغرفة ، انتبهت أن النافذة مفتوحة !
يا إلهي ،ماهذه العيون التي تتأملها ، تبا إنه هو ( القط الملعون ) ،استمر الصمت لبعض الوقت ، كانت عاجزة عن فعل أي حركة ، خوفا من أي ردة فعل غير متوقعة ، لكن حين قفز بإتجاه السرير ،كان صراخها يملأ المكان ،
لكن القط لم يتراجع بل انقض على عنقها وغرس مخالبه الحادة هناك ...
هذه العيون ، هذه النظرة تعرفها ، إنها تتذكرها الآن ،إنها تشبه نظرات
القطة التي كانت تعيش في بيت أهلها ، عادت بها الذكريات ليوم زفافها
هي سعيدة للغاية ، تدخل مع صديقاتها لغرفتها ...
لكن ماهذه الصدمة؟ ، ماذا هذا القرف ، من بين كل الأماكن لم تجد قطة العائلة إلا فستان زفافها لتلد عليه ،كانت لحظتها تحمل كوب شاي ساخن
لم تشعر إلا وهي تسكبه على الصغار ، على وقع أنينهم المتألم ،هرعت
القطة الأم للمكان ،وانقضت بكل جنون على العروس ،ولولا أن تم إنقاذها
بصعوبة بالغة، لكانت ميتة ،لكن الآن لا سبيل للنجاة، تقاوم بكل قوتها
تحاول الصراخ ، تحاول أبعادها ، لكن المخالب حفرت عميقا في رقبتها
تنفجر الدماء وتهدأ الحركة والأنفاس ...
عثر على امرأة مقطع جزء كبير من عنقها بشيء حاد ، وقربها كان يجلس قط أسود يغطى فروه دم كثيف .
تمت