~ البادئ أظلم ~ (منيرة)

[منيرة]

fb688e86e3227827776f578d01953781.jpg

البادئ أظلم

-مرتعبة تقفز فوق السرير , وقطة برتقالية اللون تتًفرس فيها , تصرخ طالبة النجدة من زوجها النائم قربها، يتجاهلها , ويبدو غير مهتم بالأمر...
تنظر لرواق البيت محاولة الهروب، تجده ممتلئًا عن آخره بالمياه ، إنها محاصرة ...
تٌطلق صيحة رعب مدوية، فتهجم القطة وتغرس مخالبها في عنقها ,تختنق ويكتم الموت أنفاسها الأخيرة.
تستقيظ والعرق البارد يغمرها ، لقد كان كابوسا .

في الصباح , وفوق أسوار الفناء الهشة , كانت تقطف عناقيد العنب وكان هو مختبئاً أعلى الشجرة , يراقبها
لما التقت عيونهما تراجعت هي للوراء فسقطت , أما القط الأسود ،فبقي يرمقها بعيون مرعبة ..
تنهره بأعلى صوتها ، لكنه لا يتحرك ، يبدو كأنه سيقفز عليها ، تسرع للبيت ، تقفل الباب ، تتختلس النظر إليه من النافذة ، لقد كان يعبث بعناقيد العنب الملقاة في مشهد غريب...

استلقت على الكنبة ، ركزت نظرها في السقف وبقيت على تلك الحالة لبعض الوقت ، وكأنها تنتظر أن يسقط عليها تفسير ما ، تحليل منطقى لما مرت وتمر به ، فمنذ زواجها لم تنعم بالراحة مطلقا، لا نهارا ولا ليلا شجارات دائمة مع زوجها لأتفه الأسباب، اضطراب نومها والكوابيس المرعبة التي تلاحقها كل ليلة تقريبا ،وأكثر من هذا الكائنات المخيفة التي تجدها في بيتها ، تتذكر ذلك الثعبان الأرقط الذي وجده زوجها حين كان يبني السور ،ومن الخوف قام بوضع الإسمنت والطوب عليه ، وحبسه هناك داخل الجدار ،ثم بعد مدة وجدوا ثعبانا يشبهه تماما لكنه اختفى قبل أن يتمكنوا من قتله...
وفي الفترة الأخيرة ، هجمت الفئران على بيتها بشكل عجيب ، ولم تنفع كل الوسائل المعروفة للتخلص منها ،كأنهم يظهرون فجأة من العدم ويختفون كذلك في العدم ...
حين بحثت في المواقع الإلكترونية عن تفسير لذلك
قيل أن البيت قد يكون مسكونا أو أرواحا شريرة تتقمص تلك الكائنات ، ربما عن طريق سحر أو لسبب آخر ...
لكن أشد ما أثار رعبها هو ماحصل مؤخرا ، جرذان منتفخة كأنها محنطة أو مسمومة ، فئران مقطعة الرؤوس ، حبات تفاح صغيرة
كل صباح تجد شيء ما مما ذكر ، لم تكن تحيط ببيتها أشجار التفاح وهو بعيد قليلا عن بيوت الجيران ، من أين تأتي كل هذا الأشياء ؟ ولماذا ؟
والسؤال المحير أكثر :هذا القط الأسود المشوه لما يلاحقها بإستمرار ؟ ولما ينظر لها تلك النظرة المستفزة ؟
اخر ما توصلت له بجمع خيوط الكوابيس مع الواقع
أن القط المتفرس في المنام يرمز لصديق خائن يتجسس ، لعدو ينتقم ، لجني مبعوث سحرا أو تعلقا .....
حبة التفاح ترمز للموت أو لحواء ، الفئران كما هو معروف هي فويسقة ...
لكن من يفعل بي هذا ؟ هل هي صديقة أم قريبة أم جارة ، أم هناك امرأة ما في حياة زوجي أم ماذا ؟
قررت أن ترقي نفسها وبيتها ، وهكذا فعلت ...
ومرت الأيام هادئة نوعا ما،وقلت تلك الظواهر الغريبة نسبيا .
وفي إحدى الليالي خرج زوجها من البيت بعد الواحدة صباحا تقريبا ذلك أنه سافر لمدينة أخرى وعليه الوصول لها باكرا ، ونسي أن يقفل النافذة .
بدا وكأنها تختنق ،كأن حملا ثقيلا يطبق على صدرها ، هكذا شعرت الزوجة حين فتحت عينها واستيقظت ، كان السكون يلف الغرفة ، انتبهت أن النافذة مفتوحة !
يا إلهي ،ماهذه العيون التي تتأملها ، تبا إنه هو ( القط الملعون ) ،استمر الصمت لبعض الوقت ، كانت عاجزة عن فعل أي حركة ، خوفا من أي ردة فعل غير متوقعة ، لكن حين قفز بإتجاه السرير ،كان صراخها يملأ المكان ،
لكن القط لم يتراجع بل انقض على عنقها وغرس مخالبه الحادة هناك ...
هذه العيون ، هذه النظرة تعرفها ، إنها تتذكرها الآن ،إنها تشبه نظرات
القطة التي كانت تعيش في بيت أهلها ، عادت بها الذكريات ليوم زفافها
هي سعيدة للغاية ، تدخل مع صديقاتها لغرفتها ...
لكن ماهذه الصدمة؟ ، ماذا هذا القرف ، من بين كل الأماكن لم تجد قطة العائلة إلا فستان زفافها لتلد عليه ،كانت لحظتها تحمل كوب شاي ساخن
لم تشعر إلا وهي تسكبه على الصغار ، على وقع أنينهم المتألم ،هرعت
القطة الأم للمكان ،وانقضت بكل جنون على العروس ،ولولا أن تم إنقاذها
بصعوبة بالغة، لكانت ميتة ،لكن الآن لا سبيل للنجاة، تقاوم بكل قوتها
تحاول الصراخ ، تحاول أبعادها ، لكن المخالب حفرت عميقا في رقبتها
تنفجر الدماء وتهدأ الحركة والأنفاس ...
عثر على امرأة مقطع جزء كبير من عنقها بشيء حاد ، وقربها كان يجلس قط أسود يغطى فروه دم كثيف .
تمت

[محمد كنجو]

مشاهد وأحداث وتفاصيل مرعبة بحق
الحمد لله لم تضعيها ليلا ههه
حتى الصورة مخيفة ، الأخرى مع عناقيد العنب التي مهدت فيها للقصة كانت أرحم .
دمت بود وخير وتوفيق من الله

[سلمى]

السلام عليكم

منيرة ما هذا الخيال ههه
حمدا لله اني قرأتها نهارًا ^^
بداخلك عالم شاسع مملوء بكل شيء إلا الهدوء

سررت للقراءة لك مجددا
موفقة ^^

[محمد كنجو]

كعادتك لاتخلو قصة لك من معلومات جديدة وأود الإستفسار منك أخت منيرة
عن الفئران هي" فويسقة "

[سلمى]

كعادتك لاتخلو قصة لك من معلومات جديدة وأود الإستفسار منك أخت منيرة
عن الفئران هي" فويسقة "

مرحبا أخي محمد، لقد قرأت شيئا عن سبب تسمية الفارة بالفويسقة أردت شرحه لكني وجدتُ نصا يشرح بالتفصيل ان أحببت الاطلاع عليه، ستفهم سبب ذلك

https://islamweb.net/ar/library/index.p ... =44&ID=211

[ابراهيم نصيب]

السلام عليكم ورحمة الله
كم احب قصصك المرعبة اختي منيرة
والغريب في الامر انه نفس القط الاسود في قصتي ههههههه انت من قتل صغارها اذن

الحقيقة لا امل ابدا وانا اقراء قصة لك فيها دائما ذلك الغموض الساحر
الذي يجعلني اتتبع الكلمات المشوقة الى اخرها
سعدت واستمتعت ها هنا
تقبلي مروري المتواضع كل التوفيق لك

[منيرة]

مشاهد وأحداث وتفاصيل مرعبة بحق
الحمد لله لم تضعيها ليلا ههه
حتى الصورة مخيفة ، الأخرى مع عناقيد العنب التي مهدت فيها للقصة كانت أرحم .
دمت بود وخير وتوفيق من الله

لقد كنت الأول هنا هههه
نادر الإحتفاظ بقارىء وفي ، هذا شعور لايقدر بثمن لأي كاتب
شكرا لمرورك العطر وردك المشجع .
تقديري أخي محمد ^^

[وفاء]

أنت كتلة شر يا حمراء.
لماذا قتلت البطلة؟ قط مجرم قاتل أسوأ من قط مات بسبب لقمة العيش، لقد دمرت مستقبله ههههه

[خالد]

قصة مغرقة في السواد والدم.. ومشهد سكب القهوة على الصغار قاس جدا.

لا يمكن أن أقول شيئا عن الحبكة، لأنه ظاهر أنك تهندسين قصصك هندسة.. ولست ممن يحملون القلم ليكتبوا أي شيء.

لكن أتمنى أن تنقصي مستقبلا من جرعة (الشناعة) في قصصك، وبنظري لا يجب أن نسمح لخيالنا أن يوغل في هذا المسلك كما يحب.. في بعض افلام الرعب الأخيرة مثلا، مشاهد التلذذ بقتل الأطفال بكل التفاصيل الصغيرة! وهذا غريب، لا أفهم كيف سمحوا به، هم الذين يتشدقون برعايتهم لحقوق الطفل.. هذا مثال لما يمكن أن يصل إليه الخيال إذا فتحنا له باب (الشناعة).

أمر آخر مهم.. في نظري من الجميل تطعيم قصصنا حتى لو كان موضوعها كئيبا، بلحظات من الهدوء، والتأمل العميق، أو الوصف اللذيذ الشارد.. لتكون كقطعة لذيذة من الحياة على مرارتها. لا ان تكون سوداء من ألفها ليائها.. هذا مرهق لنفسية القارئ.

تقبلي ملاحظاتي الصادقة.. وبالتوفيق لك ^^

مشهد ممتاز في (أدب الرعب) : " كان يعبث بعناقيد العنب الملقاة في مشهد غريب.."

[فراشة سماوية]

أحببت هذه القصة سردا وفكرة و تسلسلا ومنطقية أكثر بكثييير من الأخرى..
عشت القصة وجو الرعب بها
خاصة اني قرأتها أمس ليلا وأنا نائمة بالفناء فوق...
انت تعرفين الباقي ههه



كل التوفيق لك^^

[فراشة سماوية]

الصورة معبرة ايضا..وليست مضحكة كالاخرى ههه

[منيرة]

السلام عليكم

منيرة ما هذا الخيال ههه
حمدا لله اني قرأتها نهارًا ^^
بداخلك عالم شاسع مملوء بكل شيء إلا الهدوء

سررت للقراءة لك مجددا
موفقة ^^

وعليكم السلام ورحمة الله سلمى الغالية
هههههههه تعليقك مرح وجميل ، ذكرني بما قالته لي وفاء ذات يوم ههه

شكرا لوفاءك ومرورك يا شعلة المنتجع
محبتي وامتناني

[منيرة]

كعادتك لاتخلو قصة لك من معلومات جديدة وأود الإستفسار منك أخت منيرة
عن الفئران هي" فويسقة "

لقد تفضلت ( سلمى ) بشرح سر التسمية
ولقد استفدت مجددا من كم المعلومات
شكرا لكما ^^

[منيرة]

السلام عليكم ورحمة الله
كم احب قصصك المرعبة اختي منيرة
والغريب في الامر انه نفس القط الاسود في قصتي ههههههه انت من قتل صغارها اذن

الحقيقة لا امل ابدا وانا اقراء قصة لك فيها دائما ذلك الغموض الساحر
الذي يجعلني اتتبع الكلمات المشوقة الى اخرها
سعدت واستمتعت ها هنا
تقبلي مروري المتواضع كل التوفيق لك

وعليكم السلام ورحمة الله تعالى وبركاته إبراهيم الأصيل
وكم احب ردودك الصادقة ،المشجعة ،المحفزة .
ههههه ربما هو نفس القط ههه.

اعتذر للغاية على تأخري في الرد
ليتك تعود للمكان وتشاركنا الكتابة والتعليق فقلمك رائع فعلا
كل التقدير والإمتنان اخي ابراهيم ^^

[منيرة]

أنت كتلة شر يا حمراء.
لماذا قتلت البطلة؟ قط مجرم قاتل أسوأ من قط مات بسبب لقمة العيش، لقد دمرت مستقبله ههههه

ههههههههههههههه
انا كذلك احيانا في ما يتعلق بالقصص والأدب
هههههههههههههه تعليقك مضحك للغاية ،وهذه ميزة فريدة فيك وفاء
شكراا جزيلا يا بهجة المنتجع ^^

[منيرة]

قصة مغرقة في السواد والدم.. ومشهد سكب القهوة على الصغار قاس جدا.

لا يمكن أن أقول شيئا عن الحبكة، لأنه ظاهر أنك تهندسين قصصك هندسة.. ولست ممن يحملون القلم ليكتبوا أي شيء.

لكن أتمنى أن تنقصي مستقبلا من جرعة (الشناعة) في قصصك، وبنظري لا يجب أن نسمح لخيالنا أن يوغل في هذا المسلك كما يحب.. في بعض افلام الرعب الأخيرة مثلا، مشاهد التلذذ بقتل الأطفال بكل التفاصيل الصغيرة! وهذا غريب، لا أفهم كيف سمحوا به، هم الذين يتشدقون برعايتهم لحقوق الطفل.. هذا مثال لما يمكن أن يصل إليه الخيال إذا فتحنا له باب (الشناعة).

أمر آخر مهم.. في نظري من الجميل تطعيم قصصنا حتى لو كان موضوعها كئيبا، بلحظات من الهدوء، والتأمل العميق، أو الوصف اللذيذ الشارد.. لتكون كقطعة لذيذة من الحياة على مرارتها. لا ان تكون سوداء من ألفها ليائها.. هذا مرهق لنفسية القارئ.

تقبلي ملاحظاتي الصادقة.. وبالتوفيق لك ^^

مشهد ممتاز في (أدب الرعب) : " كان يعبث بعناقيد العنب الملقاة في مشهد غريب.."

اهلا بخالد الناقد الرائع
لقد استفدت من تعليقك وسأحاول الإلتزام بما ذكرت .
لقد وصلتني وجهة نظرك الأدبية واحترمها للغاية
وأوافقك تماما عليها .
لذا لك الإمتنان والشكر والتقدير على هذه النصيحة الذهبية
سأحفظها كمرجع أعود لها بين حين واخر
بوركت خالد ^^

بالنسبة لمشهد العنب المرعب فهو حقا مرعب ههه
شكراااا جزيلا

[منيرة]

أحببت هذه القصة سردا وفكرة و تسلسلا ومنطقية أكثر بكثييير من الأخرى..
عشت القصة وجو الرعب بها
خاصة اني قرأتها أمس ليلا وأنا نائمة بالفناء فوق...
انت تعرفين الباقي ههه



كل التوفيق لك^^

اهلا سمية ^^
شكرا لتعليقك المشجع
اسعدني مرورك
محبتي