بلا اسم -نجمة (مس. ما خفي أجمل 4)
- نجمة
- عضو ذهبيّ (1500+)
- مشاركات: 3722
- اشترك في: 28 إبريل 2021, 11:58
- مكان: جدة ...المملكة العربية السعودية
بلا اسم -نجمة (مس. ما خفي أجمل 4)
اهش الأغنام بعصاتي وأعود لأحتضان صديقي الحمل الصغير سماوي ، أمه حُميراء بجانبي ، آمنة مطمئنة عليه ، كيف لا وأنا من اعتنيت بهم منذ نعومة أظافري ، أعدت تقبيله ، اليوم آخر يوم لي معهم سأتزوج بعد بضع أسابيع ولم يعد الخروج للشمس مقبولا، هكذا قالت أمي ، ضحكت ، لا أظن أن هذا الوقت سيكفي لمحو أثر التنور من يداي والأشواك من قدمي !
مساء ذلك اليوم انتظرت أخي على جانب الطريق قادما من مدرسته ، انهيت بقية أعمالي ، وقبل النوم كعادته قرأ علي قصة ، أحب سماع القصص ، طالعت الكتاب بحسرة وانا أتمنى لو افهم تلك الخربشات !
مرّت الأسابيع كلمح البصر ، وبات موعد عرسي قريبا ، اليوم بشكل خاص طلب والدي أن احضر له الفطور في الفناء الخلفي ، خطوت خطوات مرتجفة إليه ، لم أرفع عيناي ، قرّبت طعامه ، امسك يدي بدفئ ، لم أرى ملامحه بسبب الدموع التي ملأت مقلتاي ، بدأ يوصيني بنبرة لأول مرة اسمعها ، امسح دموعي علّها تترك لي مجالا لأرى ملامحه ، لأستبدلها بتلك الملامح الجامدة العالقة في عقلي ، لكنها أبت التوقف .
لا اتذكر الكثير من يوم زفافي ، ولم أفهم تصرفاتي يومها ، كأن عقلي خرج عن سيطرته ، اتذكر القطعة الشهية من كبد الخروف التي قدمت كضيافة لنا ، وأنا أنظر لها من خلف الغطاء الأخضر الشفاف الذي حجب عني كل المشاهد و الوجوه ،عدا الروائح الشهية تلك ،حين غفلت أمي عني تسللت يدي لقطعة صغيرة ، رميتها في فمي متناسية امر انيابي التي تتساقط ، أكملت يومي أبكي مغيبة من الألم ، ودعتني أمي وذرفت المزيد من الدموع عليها و على أسناني ، بعدها بلحظات فوجئت بحجابي الذي رفع فجأة وملامح غاضبة تنظر لي قبل أن تعيده كما كان ، تعالت أصوات غاضبة و رجل يصيح
_انها طفلة ، طفلة
ماذا يحدث ؟ قلقت ، ربما هناك طفلة ضائعة ، لن اتحرك من مكاني كما امرتني أمي ، يال الطفلة المسكينة ، أعدت ترتيب غطائي وعاد ألم أسناني بقوة أكبر!
مرّت ساعات قبل أن تعود الخطوات الغاضبة ، نزع حجابي لكن هذه المرّة بالكامل وقد رقت الملامح ملامحه ، حقيقة أن هذا زوجي تخيفني كثيرا ، لطالما دعوت أن أتزوج رجلا بشوش عكس والدي تماما ، يال خيبتي فهذا يشبهه تماما .
_كم عمرك ؟
السؤال المفاجئ أخرجني من أفكاري
_ عشر سنوات.
صوتي بالكاد يسمع ، لذا كرر سؤاله فكررت إجابتي ولعجبي كانت بنفس النبرة لكنه سمعها، رأى على ملامحي الألم وقبل أن يسالني أشرت بخوف على أسناني ، اختفى لدقائق قبل أن يعود
_ هذا قرنقل ضعيه عليها لكن لا تبلعيه
هززت رأسي ، ساعدني في تغيير ملابسي ،سرّح شعري ، بادئ ذي بدء كنت خجولة لكن بشاشته طمئنتي ،ضحكت كما لم اضحك من قبل ، ربما اهذي فأنا بلا نوم ولا وطعام ،لا اتذكر كيف وصلنا لهذا الحال ، أطعمني بعض الحلوى ونمت كأني لم أكن احتضر قبلا من الألم .
توالت الأيام وأصبحت سهرتنا تلك روتين يومي ، هو يقص علي الطرائف وأخبار أسفاره إلى الهند والخليج وما لقيه من عجائب في البحار والغابات هناك وأنا أقص عليه مغامراتي بين الأودية ، عن خرافي ، اسمائهم وعن سماوي اللطيف الذي اشتاقه !
كان يقرأ كتبا كثيرة ، يقرأ لي بعضها وأحيانا افتحها لمشاهدة الصور فيها فحسب ..
_من هذا ؟
سألته حين رأيت صورة على كتاب ما
_ هذا كونفوشيوس
_ اسمه مضحك أكثر من صورته
قلتها مقهقهة
_ هل تريدين تعلم القرآءة ؟
رفعت عيناي له بحيرة
_ سأسافر قريبا وسأترك لك بعض الكتب لتتسلي بها ، حبذا لو تكتبي لي سأكون سعيدا بقرآءة أي شيء عنك .
زادت حيرتي من إصراره ، لكنه كما قال فعل ، تعلمت سريعا ، كنت شغوفة وكأني في حرب مع الزمن لأتعلم قبل رحيله ، وكم كانت فرحتي عظيمة حين بدت لي معاني تلك الخربشات الغامضة المسماة حروف !
بالرغم من لطفه معي الأ أن توجس ما في داخلي بدأ يكبر ، تارةً أراه سارحاً لا ينتبه لي وتارةً أخرى ينظر لي وكأنه ينظر لكبش على وشك أن يُذبح!
هكذا انتهى الحلم ، في غمضة عين طارت الأجنحة التي استظل بها ، وهو يوصيني أن اكتب له كل ما يحصل معي ، لم اعرف معنى كلمته الأ حين شعرت بالمؤامرات التي تحاك ضدي خفية وذلك الدلال الذي عشته ماهو الأ صراع خاضه زوجي كي يتركوني وشأني ، لكنه ببساطة قد رحل .
في البداية لم افهم ، حتى أخبرتني سلفتي أن زواجي كان بسبب دين بين والدي ووالد زوجي، لم اسمع بقية كلامها ، لان تلك الحقيقة صفعتني بلا رحمة !
بعدها صفعتني حماتي حرفياً لمرات كلما تأخرت عن عملي لثوانِ لكن ليس بألم تلك الصفعة ، تألمت ، جعت ، عطشت بفم مبتسم ، كرهت والدي ، أحلم به وهو يلقيني من أعلى الجبل ، صبرت على أمل عودة من يسمى زوجي ، فهو من تبقى لي الآن ، لكن الأشهر تحولت لسنة ثم سنين ، عاد بعد خمس سنوات ، ولم أكتب له رسالة قط .
كنت طفلة بثوب إمرأة بالِ ، برآءتي خدشت لم أعد بذلك النقاء والروح الصافية ، أخذت مني تلك السنوات ما أخذت من ظلم وشتات ، لم أرى اهلي فيها سوى مرتان ، لم يكن يسمح لي بزيارتهم ، نفسي الضائعة ترى فيهم صورة الظلم الذي تحياه .
اصنع الطعام ولا يحق لي اكله ، احلب البقر والأغنام ولا يحق لي شرب حليبها ، اجني المحاصيل ولا آكل الأ فتاتها ، والأسوأ من كل ذلك اجلب الماء ولا اغتسل به ، كان علي الذهاب إلى البئر في جوف الليل وصقيع البرد ، لا نسى نصيحة سلفتي ، غطي وجهك إذا شعرتي بقدوم أحد ، حتى لا يقول في اليوم التالي رأيت فلانة بل سيقول رأيت إحداهنّ ، أذهب وأنا ارتجف من تخيل أن أعيش ذلك الموقف وأعود وأنا ارتجف لساعات شوقا لملامح كدت انساها !
في أجازته القصيرة تلك تعلقت به أكثر ، سألني كثيرا عن السنوات التي خلت لكني أخبرته القليل ، لم أعد أثرثر كالسابق ، خفت أن أقول شيء خاطئ فيطلقني ، سيقتلني والدي ولن يقبل بي أي أحد !
اهداني كتبا جديدة وملابس أخذتها مني حماتي في اليوم التالي ، قطعا ذهبية اختفت ورأيتها بعد أيام تزين عنقها ايضا ، تغيرت معاملتهم لي جذريا ، كنت متأكدة من ذلك ، لم يبقى طويلا بضعة اسابيع وعاد لسفره ، ليخلف وراءه روحا تنمو في احشائي قلبت حياتي رأسا على عقب ، حملته وهناً على وهن ، حين اتعب تسندني جذوع الشجر والصخور ، كفرس مثقلة من شدة العدو ، استريح عليها قبل أكمل عملي ، سبعة أشهر فقط وبعد معاناة مع المخاض لأيام أنجبت صغيري ،كفرخ حمام بالكاد يتنفس .
صحته تزداد سوءا ، يوجد طبيب في القرية المجاورة ، مسيرة نصف يوم ، لكن لم يهتم أحد ، حين زارتني أمي ورأته ، قالت لي أن لا اتعلق به لأنه سيموت ، توسلت إليها أن يذهبوا به إلى الطبيب لكنها هزت رأسها وعادت في نفس اليوم ، وضعته على صدري برفق ، اتنفس رائحته ، أحاول أن اطمئنه أني معه ، أني أحبه حباً جماً ، رغم أنف الجميع .
اقرأ عليه بعضا من القران وألف القماش عليه ، اقربه لصدري ، اليوم تنتهي نقاهتي وسأعود لعملي ، الكل يخاف لمسه لذلك سآخذه معي ، ابتسمت بأسى وأنا اهمس له .
_ يبدو أننا سنشكل فريقا للمنبوذين ياصغيري .
من رحمة الله بهذا الصغير أن حليبي يكفيه والأ من سيسمح لي بحلب الشاة !
وبمعجزة ربانية أكمل صغيري شهره الثالث ، نمى له حاجبان وأظافر لينة ، لازال يتوسد صدري ليلاً ونهاراً ، ويبتسم لي نادراً كمكأفاة تنسيني تعبي ، لففت قطعة قماش أخرى عليه ، سأذهب لمزرعة خلف الجبل، الطريق طويل ، والشتاء على الأبواب ، أخذت كسرة خبز جافة وقربة ماء ، اغني لصغيري عن غزال نزل لأسفل الوادي واصطاده أحد الصيادين ورثاء والدته له .
انهيت عملي ، جهزت حزمة أعلاف لأخذها معي ، غداً سابقى في البيت ولن أرعى الاغنام اذا أخذتها ، حاولت رفعها ، لكن شعرت بشيء غريب على صدري ، انزلت الحزمة برفق !
لا اشعر بأنفاس صغيري ، لا احس بحركته
" يا رب " همستها طويلا ، ربما هو نائم ! او اغمي عليه ، أحاول إقناع نفسي وأنا أفتح على وجهه لأراه
صدى نشيجي تناقلته الجبال و ألم مرير يتسلل لجوفي ، أنا في كابوس " يا رب " حاولت إرضاعه ، صفعته لمرات ، وجهه الخالي من الحياة واضح للعيان غير أن قلبي يأبى التصديق ، أعدته لمكانه وبدأت المسير ، أقدامي متثاقلة و فؤادي فارغ ، بدا لي أن الشمس أنطفأت وأن الظلام عم الكون .
قبل أن أدخل عتبة الباب قبلت ملامحه ونظرت لها طويلا علّ ذاكرتي تحفظها لي ، سلمته لهم ، دفن صغيري ساعتها.
بت ليلتها في ظلمات غرفتي انظر إلى بقعة من المجهول ، وقبل أن يطلع الفجر وجدتني أقرع باب اهلي حافية من كل شيء ، طبطبت أمي عليّ وهي تذكرني بحاله وأنه عاش أكثر ممن هم في حاله ، شربت حليبا دافئا ولفتني بلحاف دافئ ، دخلت في غيبوبة ما بين الصحوة والنوم ، اسمع صياح يشبه صوت والدي ، لم أفهم منه سوى بضع كلمات
"اخبريها أن تعود لبيت زوجها ، كيف خرجت في منتصف الليل ، ماذا سيقول الناس عنا "
وقبل أن يدخل عليّ وجدتني أركض عائدة ، في الطريق تزاحمت جيوش من الذكريات أمامي معظمها يشق الصخر كمدا .
عدت لأعمالي وكم كانت العودة مريرة ، لأشهر ربطت جذع شجرة على صدري علّها تملأ مكانه ، غابت الشمس أخيرا ، اضرب على الجذع بيدي رامية إياه ،أكفكف دموعي ، استدرت ورأيته أمامي ، مغاضبا كأول لقاء بيننا ، اغمضت عيناي وفتحتها ، لازال أمامي ، هو هنا حقا ، صفعته لسعت خدي ، نزلت أرضا أحتضن نفسي ، ليس هو ايضا ، آخر من تبقى لي ، سأموت لو خذلني !
طوقتني يداه قبل أن تسترسل أفكاري أكثر ، دموعه كقطرات مطر اطفأت جحيم مستعرا داخلي ، أخبرني أن أحد اصدقائه أخبره بما اعانيه وأن طفلنا مريض وأن طريق عودته شاقا كاد فيها يلقى حتفه لمرات !
الطوفان الذي تلى تلك الأيام جرف معه غبار كل تلك السنين ، سمعت فيها ابشع الألفاظ وتلقى زوجي نصيبه من الصفعات لمجرد قوله :
_ سآخذها معي
جمع والده أعيان ومشائخ من القرية في ليلة تحكيم قبلي حرمه من كل ميراثه مقابل أن يأخذني ، لوهلة ظننت انه لن يفعلها لكنه ختم على الحكم كما لو كان يشرب ماءا ، صوت ضمير خافت كاد يصيح فيّ لكني قتلته سأذهب معه لأقصى الأرض لأي مكان يخرجني من دوامة العذاب هذه !
اشرق يوم جديد وأنا أمسك بيده، يحكي لي عن مدينة أعيش فيها بلا ظلم بلا ألم سأقرأ فيها المزيد من الكتب، ونملأ بيتنا الكبير الكثير من الأطفال ، مررنا على قبر صغيري ، ودعناه ، في قفص صغير حبست ذكرياته الثمينة هي الشيء الوحيد الذي سآخذه معي ، سألني إذا كنت أريد توديع والداي لكني هززت رأسي ب " لا " هكذا أكملنا طريقنا إلى المجهول ....
تمت
مساء ذلك اليوم انتظرت أخي على جانب الطريق قادما من مدرسته ، انهيت بقية أعمالي ، وقبل النوم كعادته قرأ علي قصة ، أحب سماع القصص ، طالعت الكتاب بحسرة وانا أتمنى لو افهم تلك الخربشات !
مرّت الأسابيع كلمح البصر ، وبات موعد عرسي قريبا ، اليوم بشكل خاص طلب والدي أن احضر له الفطور في الفناء الخلفي ، خطوت خطوات مرتجفة إليه ، لم أرفع عيناي ، قرّبت طعامه ، امسك يدي بدفئ ، لم أرى ملامحه بسبب الدموع التي ملأت مقلتاي ، بدأ يوصيني بنبرة لأول مرة اسمعها ، امسح دموعي علّها تترك لي مجالا لأرى ملامحه ، لأستبدلها بتلك الملامح الجامدة العالقة في عقلي ، لكنها أبت التوقف .
لا اتذكر الكثير من يوم زفافي ، ولم أفهم تصرفاتي يومها ، كأن عقلي خرج عن سيطرته ، اتذكر القطعة الشهية من كبد الخروف التي قدمت كضيافة لنا ، وأنا أنظر لها من خلف الغطاء الأخضر الشفاف الذي حجب عني كل المشاهد و الوجوه ،عدا الروائح الشهية تلك ،حين غفلت أمي عني تسللت يدي لقطعة صغيرة ، رميتها في فمي متناسية امر انيابي التي تتساقط ، أكملت يومي أبكي مغيبة من الألم ، ودعتني أمي وذرفت المزيد من الدموع عليها و على أسناني ، بعدها بلحظات فوجئت بحجابي الذي رفع فجأة وملامح غاضبة تنظر لي قبل أن تعيده كما كان ، تعالت أصوات غاضبة و رجل يصيح
_انها طفلة ، طفلة
ماذا يحدث ؟ قلقت ، ربما هناك طفلة ضائعة ، لن اتحرك من مكاني كما امرتني أمي ، يال الطفلة المسكينة ، أعدت ترتيب غطائي وعاد ألم أسناني بقوة أكبر!
مرّت ساعات قبل أن تعود الخطوات الغاضبة ، نزع حجابي لكن هذه المرّة بالكامل وقد رقت الملامح ملامحه ، حقيقة أن هذا زوجي تخيفني كثيرا ، لطالما دعوت أن أتزوج رجلا بشوش عكس والدي تماما ، يال خيبتي فهذا يشبهه تماما .
_كم عمرك ؟
السؤال المفاجئ أخرجني من أفكاري
_ عشر سنوات.
صوتي بالكاد يسمع ، لذا كرر سؤاله فكررت إجابتي ولعجبي كانت بنفس النبرة لكنه سمعها، رأى على ملامحي الألم وقبل أن يسالني أشرت بخوف على أسناني ، اختفى لدقائق قبل أن يعود
_ هذا قرنقل ضعيه عليها لكن لا تبلعيه
هززت رأسي ، ساعدني في تغيير ملابسي ،سرّح شعري ، بادئ ذي بدء كنت خجولة لكن بشاشته طمئنتي ،ضحكت كما لم اضحك من قبل ، ربما اهذي فأنا بلا نوم ولا وطعام ،لا اتذكر كيف وصلنا لهذا الحال ، أطعمني بعض الحلوى ونمت كأني لم أكن احتضر قبلا من الألم .
توالت الأيام وأصبحت سهرتنا تلك روتين يومي ، هو يقص علي الطرائف وأخبار أسفاره إلى الهند والخليج وما لقيه من عجائب في البحار والغابات هناك وأنا أقص عليه مغامراتي بين الأودية ، عن خرافي ، اسمائهم وعن سماوي اللطيف الذي اشتاقه !
كان يقرأ كتبا كثيرة ، يقرأ لي بعضها وأحيانا افتحها لمشاهدة الصور فيها فحسب ..
_من هذا ؟
سألته حين رأيت صورة على كتاب ما
_ هذا كونفوشيوس
_ اسمه مضحك أكثر من صورته
قلتها مقهقهة
_ هل تريدين تعلم القرآءة ؟
رفعت عيناي له بحيرة
_ سأسافر قريبا وسأترك لك بعض الكتب لتتسلي بها ، حبذا لو تكتبي لي سأكون سعيدا بقرآءة أي شيء عنك .
زادت حيرتي من إصراره ، لكنه كما قال فعل ، تعلمت سريعا ، كنت شغوفة وكأني في حرب مع الزمن لأتعلم قبل رحيله ، وكم كانت فرحتي عظيمة حين بدت لي معاني تلك الخربشات الغامضة المسماة حروف !
بالرغم من لطفه معي الأ أن توجس ما في داخلي بدأ يكبر ، تارةً أراه سارحاً لا ينتبه لي وتارةً أخرى ينظر لي وكأنه ينظر لكبش على وشك أن يُذبح!
هكذا انتهى الحلم ، في غمضة عين طارت الأجنحة التي استظل بها ، وهو يوصيني أن اكتب له كل ما يحصل معي ، لم اعرف معنى كلمته الأ حين شعرت بالمؤامرات التي تحاك ضدي خفية وذلك الدلال الذي عشته ماهو الأ صراع خاضه زوجي كي يتركوني وشأني ، لكنه ببساطة قد رحل .
في البداية لم افهم ، حتى أخبرتني سلفتي أن زواجي كان بسبب دين بين والدي ووالد زوجي، لم اسمع بقية كلامها ، لان تلك الحقيقة صفعتني بلا رحمة !
بعدها صفعتني حماتي حرفياً لمرات كلما تأخرت عن عملي لثوانِ لكن ليس بألم تلك الصفعة ، تألمت ، جعت ، عطشت بفم مبتسم ، كرهت والدي ، أحلم به وهو يلقيني من أعلى الجبل ، صبرت على أمل عودة من يسمى زوجي ، فهو من تبقى لي الآن ، لكن الأشهر تحولت لسنة ثم سنين ، عاد بعد خمس سنوات ، ولم أكتب له رسالة قط .
كنت طفلة بثوب إمرأة بالِ ، برآءتي خدشت لم أعد بذلك النقاء والروح الصافية ، أخذت مني تلك السنوات ما أخذت من ظلم وشتات ، لم أرى اهلي فيها سوى مرتان ، لم يكن يسمح لي بزيارتهم ، نفسي الضائعة ترى فيهم صورة الظلم الذي تحياه .
اصنع الطعام ولا يحق لي اكله ، احلب البقر والأغنام ولا يحق لي شرب حليبها ، اجني المحاصيل ولا آكل الأ فتاتها ، والأسوأ من كل ذلك اجلب الماء ولا اغتسل به ، كان علي الذهاب إلى البئر في جوف الليل وصقيع البرد ، لا نسى نصيحة سلفتي ، غطي وجهك إذا شعرتي بقدوم أحد ، حتى لا يقول في اليوم التالي رأيت فلانة بل سيقول رأيت إحداهنّ ، أذهب وأنا ارتجف من تخيل أن أعيش ذلك الموقف وأعود وأنا ارتجف لساعات شوقا لملامح كدت انساها !
في أجازته القصيرة تلك تعلقت به أكثر ، سألني كثيرا عن السنوات التي خلت لكني أخبرته القليل ، لم أعد أثرثر كالسابق ، خفت أن أقول شيء خاطئ فيطلقني ، سيقتلني والدي ولن يقبل بي أي أحد !
اهداني كتبا جديدة وملابس أخذتها مني حماتي في اليوم التالي ، قطعا ذهبية اختفت ورأيتها بعد أيام تزين عنقها ايضا ، تغيرت معاملتهم لي جذريا ، كنت متأكدة من ذلك ، لم يبقى طويلا بضعة اسابيع وعاد لسفره ، ليخلف وراءه روحا تنمو في احشائي قلبت حياتي رأسا على عقب ، حملته وهناً على وهن ، حين اتعب تسندني جذوع الشجر والصخور ، كفرس مثقلة من شدة العدو ، استريح عليها قبل أكمل عملي ، سبعة أشهر فقط وبعد معاناة مع المخاض لأيام أنجبت صغيري ،كفرخ حمام بالكاد يتنفس .
صحته تزداد سوءا ، يوجد طبيب في القرية المجاورة ، مسيرة نصف يوم ، لكن لم يهتم أحد ، حين زارتني أمي ورأته ، قالت لي أن لا اتعلق به لأنه سيموت ، توسلت إليها أن يذهبوا به إلى الطبيب لكنها هزت رأسها وعادت في نفس اليوم ، وضعته على صدري برفق ، اتنفس رائحته ، أحاول أن اطمئنه أني معه ، أني أحبه حباً جماً ، رغم أنف الجميع .
اقرأ عليه بعضا من القران وألف القماش عليه ، اقربه لصدري ، اليوم تنتهي نقاهتي وسأعود لعملي ، الكل يخاف لمسه لذلك سآخذه معي ، ابتسمت بأسى وأنا اهمس له .
_ يبدو أننا سنشكل فريقا للمنبوذين ياصغيري .
من رحمة الله بهذا الصغير أن حليبي يكفيه والأ من سيسمح لي بحلب الشاة !
وبمعجزة ربانية أكمل صغيري شهره الثالث ، نمى له حاجبان وأظافر لينة ، لازال يتوسد صدري ليلاً ونهاراً ، ويبتسم لي نادراً كمكأفاة تنسيني تعبي ، لففت قطعة قماش أخرى عليه ، سأذهب لمزرعة خلف الجبل، الطريق طويل ، والشتاء على الأبواب ، أخذت كسرة خبز جافة وقربة ماء ، اغني لصغيري عن غزال نزل لأسفل الوادي واصطاده أحد الصيادين ورثاء والدته له .
انهيت عملي ، جهزت حزمة أعلاف لأخذها معي ، غداً سابقى في البيت ولن أرعى الاغنام اذا أخذتها ، حاولت رفعها ، لكن شعرت بشيء غريب على صدري ، انزلت الحزمة برفق !
لا اشعر بأنفاس صغيري ، لا احس بحركته
" يا رب " همستها طويلا ، ربما هو نائم ! او اغمي عليه ، أحاول إقناع نفسي وأنا أفتح على وجهه لأراه
صدى نشيجي تناقلته الجبال و ألم مرير يتسلل لجوفي ، أنا في كابوس " يا رب " حاولت إرضاعه ، صفعته لمرات ، وجهه الخالي من الحياة واضح للعيان غير أن قلبي يأبى التصديق ، أعدته لمكانه وبدأت المسير ، أقدامي متثاقلة و فؤادي فارغ ، بدا لي أن الشمس أنطفأت وأن الظلام عم الكون .
قبل أن أدخل عتبة الباب قبلت ملامحه ونظرت لها طويلا علّ ذاكرتي تحفظها لي ، سلمته لهم ، دفن صغيري ساعتها.
بت ليلتها في ظلمات غرفتي انظر إلى بقعة من المجهول ، وقبل أن يطلع الفجر وجدتني أقرع باب اهلي حافية من كل شيء ، طبطبت أمي عليّ وهي تذكرني بحاله وأنه عاش أكثر ممن هم في حاله ، شربت حليبا دافئا ولفتني بلحاف دافئ ، دخلت في غيبوبة ما بين الصحوة والنوم ، اسمع صياح يشبه صوت والدي ، لم أفهم منه سوى بضع كلمات
"اخبريها أن تعود لبيت زوجها ، كيف خرجت في منتصف الليل ، ماذا سيقول الناس عنا "
وقبل أن يدخل عليّ وجدتني أركض عائدة ، في الطريق تزاحمت جيوش من الذكريات أمامي معظمها يشق الصخر كمدا .
عدت لأعمالي وكم كانت العودة مريرة ، لأشهر ربطت جذع شجرة على صدري علّها تملأ مكانه ، غابت الشمس أخيرا ، اضرب على الجذع بيدي رامية إياه ،أكفكف دموعي ، استدرت ورأيته أمامي ، مغاضبا كأول لقاء بيننا ، اغمضت عيناي وفتحتها ، لازال أمامي ، هو هنا حقا ، صفعته لسعت خدي ، نزلت أرضا أحتضن نفسي ، ليس هو ايضا ، آخر من تبقى لي ، سأموت لو خذلني !
طوقتني يداه قبل أن تسترسل أفكاري أكثر ، دموعه كقطرات مطر اطفأت جحيم مستعرا داخلي ، أخبرني أن أحد اصدقائه أخبره بما اعانيه وأن طفلنا مريض وأن طريق عودته شاقا كاد فيها يلقى حتفه لمرات !
الطوفان الذي تلى تلك الأيام جرف معه غبار كل تلك السنين ، سمعت فيها ابشع الألفاظ وتلقى زوجي نصيبه من الصفعات لمجرد قوله :
_ سآخذها معي
جمع والده أعيان ومشائخ من القرية في ليلة تحكيم قبلي حرمه من كل ميراثه مقابل أن يأخذني ، لوهلة ظننت انه لن يفعلها لكنه ختم على الحكم كما لو كان يشرب ماءا ، صوت ضمير خافت كاد يصيح فيّ لكني قتلته سأذهب معه لأقصى الأرض لأي مكان يخرجني من دوامة العذاب هذه !
اشرق يوم جديد وأنا أمسك بيده، يحكي لي عن مدينة أعيش فيها بلا ظلم بلا ألم سأقرأ فيها المزيد من الكتب، ونملأ بيتنا الكبير الكثير من الأطفال ، مررنا على قبر صغيري ، ودعناه ، في قفص صغير حبست ذكرياته الثمينة هي الشيء الوحيد الذي سآخذه معي ، سألني إذا كنت أريد توديع والداي لكني هززت رأسي ب " لا " هكذا أكملنا طريقنا إلى المجهول ....
تمت
- منيرة
- مشرف عام
- مشاركات: 8560
- اشترك في: 28 إبريل 2021, 03:36
- مكان: الجزائر
- محمد كنجو
- عضو ذهبيّ (1500+)
- مشاركات: 5663
- اشترك في: 29 إبريل 2021, 12:24
Re: بلا اسم -نجمة (مس. ما خفي أجمل 4)
دخلت وأنا في طريق عودتي للمنزل لاقرأ رؤوس أقلام فوجدتتني وقد اكمتلها بكل تركيز وتأثر حتى أخر حرف
تبدو لي تحفة انسانية وأدبية يحق وبلا مجاملة
لي عودة بعون الله
تبدو لي تحفة انسانية وأدبية يحق وبلا مجاملة
لي عودة بعون الله
- محمد كنجو
- عضو ذهبيّ (1500+)
- مشاركات: 5663
- اشترك في: 29 إبريل 2021, 12:24
Re: بلا اسم -نجمة (مس. ما خفي أجمل 4)
العنوان حكاية لوحده بعكس كل القصص التي لاتحمل أسم أو عنوان ،ذكرني بابنة فقدناها بعمر الثلاث شهور وسبحان الله لم تحمل اسما بعد حيرة طويلة في اختيار الأسم بيني وبين زوجتي وأمي وأخواتي البنات،
- منيرة
- مشرف عام
- مشاركات: 8560
- اشترك في: 28 إبريل 2021, 03:36
- مكان: الجزائر
Re: بلا اسم -نجمة (مس. ما خفي أجمل 4)
سلام جميل يا نجمة المكان يا نبع الحنان ^^
ريم ياريم ياريم ^^
لا عجب أن ينسى محمد نفسه فيصطدم ، رغم أن القصة ليست صادمة وإن كانت حقيقة ، قاسية جدا نعم ، مؤلمة نعم ، حزينة نعم ، لكنها جميلة جدااااااااا ، بعض المشاهد مبهرة مبهرة تماما من شدة صدقها ،مثل هذا المشهد
(عدت لأعمالي وكم كانت العودة مريرة ، لأشهر ربطت جذع شجرة على صدري علّها تملأ مكانه)
ريم ياريم ياريم ^^
لا عجب أن ينسى محمد نفسه فيصطدم ، رغم أن القصة ليست صادمة وإن كانت حقيقة ، قاسية جدا نعم ، مؤلمة نعم ، حزينة نعم ، لكنها جميلة جدااااااااا ، بعض المشاهد مبهرة مبهرة تماما من شدة صدقها ،مثل هذا المشهد
(عدت لأعمالي وكم كانت العودة مريرة ، لأشهر ربطت جذع شجرة على صدري علّها تملأ مكانه)
- منيرة
- مشرف عام
- مشاركات: 8560
- اشترك في: 28 إبريل 2021, 03:36
- مكان: الجزائر
Re: بلا اسم -نجمة (مس. ما خفي أجمل 4)
من أحببت أكثر هنا ؟
الحمل سماوي وحميراء ^^...
توظيفك للكلمات ياريم كان ممتازا ، القصة حقا تحوي مشاهد ساحرة ، النهاية رائعة ^^... البطلة ( مقاتلة ^^)
الرومانسية حاضرة ..لكن سؤال ،هل قام بصفعها ؟ لما ؟ ^^
الحمل سماوي وحميراء ^^...
توظيفك للكلمات ياريم كان ممتازا ، القصة حقا تحوي مشاهد ساحرة ، النهاية رائعة ^^... البطلة ( مقاتلة ^^)
الرومانسية حاضرة ..لكن سؤال ،هل قام بصفعها ؟ لما ؟ ^^
- نجمة
- عضو ذهبيّ (1500+)
- مشاركات: 3722
- اشترك في: 28 إبريل 2021, 11:58
- مكان: جدة ...المملكة العربية السعودية
- نجمة
- عضو ذهبيّ (1500+)
- مشاركات: 3722
- اشترك في: 28 إبريل 2021, 11:58
- مكان: جدة ...المملكة العربية السعودية
- نجمة
- عضو ذهبيّ (1500+)
- مشاركات: 3722
- اشترك في: 28 إبريل 2021, 11:58
- مكان: جدة ...المملكة العربية السعودية
Re: بلا اسم -نجمة (مس. ما خفي أجمل 4)
هو للعنوان حكاية اخرى حقا هههههه وسأقوله بعد المسابقة هههههه
عساها شفيعة لكم يارب
كتبت تلك السطور وانا متأثرة جدا لذا لا اتخيل اني وصلت لربع الم من مر به
- نجمة
- عضو ذهبيّ (1500+)
- مشاركات: 3722
- اشترك في: 28 إبريل 2021, 11:58
- مكان: جدة ...المملكة العربية السعودية
Re: بلا اسم -نجمة (مس. ما خفي أجمل 4)
منيرة كتب: ↑11 فبراير 2024, 19:36 سلام جميل يا نجمة المكان يا نبع الحنان ^^
ريم ياريم ياريم ^^
لا عجب أن ينسى محمد نفسه فيصطدم ، رغم أن القصة ليست صادمة وإن كانت حقيقة ، قاسية جدا نعم ، مؤلمة نعم ، حزينة نعم ، لكنها جميلة جدااااااااا ، بعض المشاهد مبهرة مبهرة تماما من شدة صدقها ،مثل هذا المشهد
(عدت لأعمالي وكم كانت العودة مريرة ، لأشهر ربطت جذع شجرة على صدري علّها تملأ مكانه)
ظننتها ستكون مستهلكة
هي كانت مكتوبة معي قبلا
سأرسل لك المسودة لاحقا
قصص جداتي كانت ملمهة بالنسبة لي
سعيدة انها اعجبتك
اتوقع ان كل أم لا تتقبل ببساطة خسارة صغيرها
سيبقى حسرة في جوفها مدى العمر
لذا كان هذا المشهد ضروريا
- منيرة
- مشرف عام
- مشاركات: 8560
- اشترك في: 28 إبريل 2021, 03:36
- مكان: الجزائر
- نجمة
- عضو ذهبيّ (1500+)
- مشاركات: 3722
- اشترك في: 28 إبريل 2021, 11:58
- مكان: جدة ...المملكة العربية السعودية
Re: بلا اسم -نجمة (مس. ما خفي أجمل 4)
حميراء نعجة خالتي وهي حقيقية ههههه
ربما لأن علاقتهم تجاوزت علاقة زوجين
هذا ما شعرت به ^^
سؤال جميل هههه جعلني افكر كثيرا
ربما السرد هو من تحكم بي ساعتها لا اعرف هههه
- نجمة
- عضو ذهبيّ (1500+)
- مشاركات: 3722
- اشترك في: 28 إبريل 2021, 11:58
- مكان: جدة ...المملكة العربية السعودية
- منيرة
- مشرف عام
- مشاركات: 8560
- اشترك في: 28 إبريل 2021, 03:36
- مكان: الجزائر
Re: بلا اسم -نجمة (مس. ما خفي أجمل 4)
هو للأمانة أحببت الصفعة رغم أنها ظالمة ، ذكرتني بصفعة الحب
وربما المشهد مترسخ في ذهنك من رواية ما أو فلم ...
الان يعني لا يكفي البطلة كل ما مرت به من قهر حقيقي
تأتي الراوية ريم ،وتصفعها ولا تعرف لما فعلت ذلك ؟
هذا حقاااااا ظلم لا حد له ^^
- فراشة سماوية
- عضو ذهبيّ (1500+)
- مشاركات: 1642
- اشترك في: 28 إبريل 2021, 20:09
Re: بلا اسم -نجمة (مس. ما خفي أجمل 4)
كانت قصتك أول قصة قرأتها بالامس
اولا الحمد لله ان القصة رغم مأساويتها
انتهت نهاية سعيدة.
لكن انا كلي على بعضي لم أشعر بالراحة..
ليس الخلل بقصتك
وانما بفكرة تزويج البنات الصغيرات
هذا الموضوع يسبب لي شعورا سلبيا..
يعني حتى لو ان نهاية القصة سعيدة
فإني لا أتقبل في سري هذا الزواج اصلا!
لا أتخيل كيف يمكن للأهل ان ينزعوا من يد ابنتهم الصغيرة الدمى التي تلعب بها
ويجعلونها هي دمية تباع وتشرى؟
أرى بأن الأمر وحشي...وقاس.
.قصتك كانت هادئة..
ورحيمة نوعا ما..
أجدت الوصف والتصوير
حتى أني تخيلت القصة كمسلسلات أهل الصعيد^^
كما قلت سابقا و سأظل أقولها
قلمك إنساني جدا
ويجيد التعبير عن هموم الغير..
كل التوفيق لك ياغالية^^
اولا الحمد لله ان القصة رغم مأساويتها
انتهت نهاية سعيدة.
لكن انا كلي على بعضي لم أشعر بالراحة..
ليس الخلل بقصتك
وانما بفكرة تزويج البنات الصغيرات
هذا الموضوع يسبب لي شعورا سلبيا..
يعني حتى لو ان نهاية القصة سعيدة
فإني لا أتقبل في سري هذا الزواج اصلا!
لا أتخيل كيف يمكن للأهل ان ينزعوا من يد ابنتهم الصغيرة الدمى التي تلعب بها
ويجعلونها هي دمية تباع وتشرى؟
أرى بأن الأمر وحشي...وقاس.
.قصتك كانت هادئة..
ورحيمة نوعا ما..
أجدت الوصف والتصوير
حتى أني تخيلت القصة كمسلسلات أهل الصعيد^^
كما قلت سابقا و سأظل أقولها
قلمك إنساني جدا
ويجيد التعبير عن هموم الغير..
كل التوفيق لك ياغالية^^
- نجمة
- عضو ذهبيّ (1500+)
- مشاركات: 3722
- اشترك في: 28 إبريل 2021, 11:58
- مكان: جدة ...المملكة العربية السعودية
Re: بلا اسم -نجمة (مس. ما خفي أجمل 4)
ربما هي شح العواطفمنيرة كتب: ↑11 فبراير 2024, 20:36هو للأمانة أحببت الصفعة رغم أنها ظالمة ، ذكرتني بصفعة الحب
وربما المشهد مترسخ في ذهنك من رواية ما أو فلم ...
الان يعني لا يكفي البطلة كل ما مرت به من قهر حقيقي
تأتي الراوية ريم ،وتصفعها ولا تعرف لما فعلت ذلك ؟
هذا حقاااااا ظلم لا حد له ^^
منطقة صخرية كتلك لا تترك مجال للين العواطف
لذا اجد الصفعة هي افضل مواساة ههههههه
لا اتخيل مشهدا آخر
لكن اترك لك القلم لتخيل مشهد من زاويتك يتناسب مع سياق القصة والشخصيات ههههه
- نجمة
- عضو ذهبيّ (1500+)
- مشاركات: 3722
- اشترك في: 28 إبريل 2021, 11:58
- مكان: جدة ...المملكة العربية السعودية
Re: بلا اسم -نجمة (مس. ما خفي أجمل 4)
في موضوع نقاشيفراشة سماوية كتب: ↑12 فبراير 2024, 20:22 كانت قصتك أول قصة قرأتها بالامس
اولا الحمد لله ان القصة رغم مأساويتها
انتهت نهاية سعيدة.
لكن انا كلي على بعضي لم أشعر بالراحة..
ليس الخلل بقصتك
وانما بفكرة تزويج البنات الصغيرات
هذا الموضوع يسبب لي شعورا سلبيا..
يعني حتى لو ان نهاية القصة سعيدة
فإني لا أتقبل في سري هذا الزواج اصلا!
لا أتخيل كيف يمكن للأهل ان ينزعوا من يد ابنتهم الصغيرة الدمى التي تلعب بها
ويجعلونها هي دمية تباع وتشرى؟
أرى بأن الأمر وحشي...وقاس.
.قصتك كانت هادئة..
ورحيمة نوعا ما..
أجدت الوصف والتصوير
حتى أني تخيلت القصة كمسلسلات أهل الصعيد^^
كما قلت سابقا و سأظل أقولها
قلمك إنساني جدا
ويجيد التعبير عن هموم الغير..
كل التوفيق لك ياغالية^^
تحدثنا عن الثقافات المجتمعية
وصدقيني يرتبط بشكل وثيق مع القصة
في القصة عمدا وضعت تساؤلها بشأن الطفلة الضائعة حتى ابين للقارئ
التربية الي صقلت عليها
وكيف ممكن المجتمع يعطي الحق للظلم بطريقة فجة بسبب الجهل
الى قبل ٥٠ سنة كان هذا حالنا
وصدقيني اشمئزازك هذا طبيعي جدا
والي يخرج من قوقعة فكر مجتمعه بيعرف عيوبه جيدا
لكن ما بيقدر يغير شيء ابدا
لذلك في النهاية سيكون منبوذا وبيترك كل شيء خلفه
لذلك النهاية كانت منطقية جدا
الهرب بنفسك من مجتمع ظالم هو قمة الشجاعة
هو انتصار بحد ذاته
حضورك الاروع فراشة
بإنتظار عودتك دائما ^^