ذكريات لا تنسى ...من ارشيفي و من ذكرياتي

هنا مكان القصص القصيرة والمسلسلة والقصيرة جدا..
قوانين المنتدى
المرجو الابتعاد عن القصص الإباحية وقصص علاقات الخيانة وكل علاقة محرمة
أضف رد جديد
صورة العضو الرمزية
جويدة
عضو وفيّ للمنتجع
عضو وفيّ للمنتجع
مشاركات: 798
اشترك في: 28 إبريل 2021, 11:28

ذكريات لا تنسى ...من ارشيفي و من ذكرياتي

مشاركة بواسطة جويدة »

ذكريات لا تنسى
بداخل الحافلة المكتضة بين أجسام متلاحمة و عيون حائرة متعبة مشاغبة و روائح طيبة و أخرى خبيثة كانت هناء تشعر أنها محظوظة جدا لانها استطاعت الحصول على كرسي شاغر و قد استوى جالسا بالقرب منها رجل ذو لحية و شارب و تبدو عليه ملامح الطيبة و التهذيب .

لم تعتد هناء ركوب الحافلات لكن سيارتها تعرضت لعطل كبير اضطرها لمزاحمة الناس على الحافلات بعد أن عجزت قدراتها على توقيف سيارة أجرة .

وجهت ناظريها الى الخارج حتى لا تصطدم عيناها بأحد، فتضطر لمنحه مكانها أو تدخل في حديث ممل لا طاقة لها عليه بعد مشقة ساعات النهار الطويلة في الشركة حيث تعمل .

جاء القابض يقتطع التذاكر، فسبقها الرجل المهذب، يريد دفع ثمن تذكرتهما معا…نظرت اليه بغرابة فابتسم و أردف قائلا :ألم تعرفيني ؟ قطبت جبينها و أشارت برأسها :لا …اتسعت ابتسامته اكثر : حبيب …ثانوية العقيد لطفي، قسم الادب ،رقم ثلاثة .

أشرق وجهها فجأة و لمعت عيناها و قابلته بابتسامة أكبر و راحت تحاول دفع التذكرتين معا لكن القابض قال أنهما مدفوعتين سلفا من قبل السائق.

تطلع حبيب مشرئبا برأسه الى أعلى ليتعرف على هوية السائق، و اذا به كالمجنون يضحك، و يتناسى وجود كل الناس : من ؟ طارق ؟ انه طارق …يا للصدفة .

قرب حبيب وجهه نحو هناء يريد تذكيرها بطارق و سرعان ما رجعت اليها ذكريات الثانوية التي جمعتهم معا.

استدارت الى واجهة النافذة بعد ان شعرت بكل العيون تتفحصها حين لفت حبيب انتباه كل الراكبين نحوهما و تذكرت حدثا لطيفا جدا .

كان طارق حينها ولد مشاغب جدا بينما كانت هي و حبيب ولدين مهذبين و منضبطين .

اتفق بعض الزملاء يوما على الزيغ من الفصل، فراح طارق يخرجهم واحدا واحدا، حتى يضمن نجاح خطة الهروب ، و كاد ينتهي إلا من تلميذين اثنين فقط :هناء و حبيب.

اتجه الى هناء أولا… نظر اليها بحدة و أمرها بالخروج فوجهت اليه نظرة أقسى و أشد و قالت بكل قوة و برودة و بتشديد اللام : لا،فأشاح بناظريه عنها و لم ينطق بكلمة واحدة ،و توجه الى آخر المعارضين لفكرة الهروب من المدرسة.

اتجه صوبه و طلب منه مغادرة الصف... لكن حبيب الهزيل الجسم اذ ذاك رفض، فشدد عليه ثانية ،و لكنه رفض ،فأخذه بقبضة يد واحدة ودفعه دفعة قوية الصقته بالباب، و رفعه الى أعلى و حبيب يردد العبارة ذاتها : لا لا لا، و أحمر وجهه حتى لكأنه كاد يختنق، و ظنت هناء أنه قاتله ،ووقفت تشاهد الموقف في حيرة ،و ما كادت تفكر في ردة فعل مناسبة لإنقاذ حبيب حتى أفلته من تلقاء نفسه...تركه و شأنه واستمر حبيب في السعال لدقائق عديدة .

بقي المعارضين لوحدهما في القسم لدقائق …جلس قريبا منها محصورة انفاسه ،يكاد يبكي مما حصل معه ،و شعرت هناء بارتباكه و خجلهو قهره، و أحست في أعماقها بالرغبة في مواساته ،و لكنها بقيت جالسة من غير حراك .

عاد بقية التلاميذ فرادى الى أماكنهم واحدا تلو الآخر و استطاعت هناء و حبيب ان يفشلا خطة الهروب التي اتفق عليها اكثر من أربعين فردا...و عادت البسمة و الثقة بنفس حبيب مع خطوات اول عائد الى الصف.
لم تنس هناء ابدا منظر حبيب الضعيف و هو يقاوم، و هويرفض ان تملى عليه ارادة غيره ،و اعجبت بشخص هذا المخلوق الشجاع ... و رغم انها لم تعرب له ابدا عن احترامها له طيلة السنوات الثلاث التي جمعتها به في الثانوية، الا ان ذكراه بقيت محفورة في رأسهاطويلا و قد علمها ان الرجولة أخلاق لا عضلات .

بلغت الحافلة بهناء محطتها النهائية استدارت نحو حبيب …كادت تخرج من فمها كلمات تعبر له بها عن اعجابها به في تلك الفترة و في ذلك الموقف لكن …الزمن و المكان لم يسعفاها …ابتسمت في وجهه ثانية و قالت : سررت بلقائك ثانية …فتحت الحافلة أبوابها و ابتلعت أناسا جدد و غابت هناء في الزحام من جديد.

صورة العضو الرمزية
نجمة
عضو ذهبيّ (1500+)
عضو ذهبيّ (1500+)
مشاركات: 3722
اشترك في: 28 إبريل 2021, 11:58
مكان: جدة ...المملكة العربية السعودية

Re: ذكريات لا تنسى ...من ارشيفي و من ذكرياتي

مشاركة بواسطة نجمة »

قصة لطيفة
مشاعر الحنين كانت بكل حرف كتبتيه
مشاعر القهر لدى حبيب تحولت لذكرى جميلة
ولازال متمسك بمبادئه
طارق ذلك المشاغب الذي تظن ان العالم كله سيتغير عداه
ها هو شاب عاقل ههه
أحب أن اقرأ لك دوما ^^
تحياتي لك ي مبدعة
🥉🥉🥉

زيد محمد عبد الله
عضو مجمّد
مشاركات: 22
اشترك في: 25 نوفمبر 2021, 04:56
مكان: الحمد لله وكفى
اتصال:

Re: ذكريات لا تنسى ...من ارشيفي و من ذكرياتي

مشاركة بواسطة زيد محمد عبد الله »

الاخت جويدة ,,,
السلام عليكم ’,’’ مبارك فوز الجزائر بكأس العرب ,,, كان من المتوقع ,,, فريقكم يعيش احلى ايامه هذه الفترة ,,, مبارك ,,,

بالنسبة للقصة قرأتها ,.,, واعجبتني ,,, هي قصة متكاملة فيها حبكة قصصية جميلة ’,’,’, ومضتها جميلة ,,, فهي من النوع ومضة كبقعة الضوء التي تنار للدقائق في حياة الانسان يعود فيها للوراء للذكريات يوم مر في حياته ,,, كان يوما عصيبا حفر بالذاكرة ,,, ولمع اليوم وبرق كبقعة ضوء فكانت ومضة جميلة ومريرة ورائعة ,,, من الجميل ان نعود لذكريات الطفولة والشباب المحفورة في الذاكرة ولاتنسى ’,,,
اعجبني النص اختي جويدة لغة سهلة وسلسة ,,, لا يوجد لدي أي ملاحظة على النص ... انا من المتابعين لك ان شاء الله ,,, دمت بخير وامن وامان ’,,, اخوك نيسان ’,

صورة العضو الرمزية
وفاء
مشرف عام
مشرف عام
مشاركات: 2720
اشترك في: 28 إبريل 2021, 17:03
مكان: المغرب

Re: ذكريات لا تنسى ...من ارشيفي و من ذكرياتي

مشاركة بواسطة وفاء »

نهاية واقعية لكنها غير مرضية، كنت أنتظر أن يدور بين الثلاثة حوار أو على الأقل بين هناء وحبيب، أو أن يقف حبيب لمصافحة طارق.
🥈🥉

صورة العضو الرمزية
خالد
مدير المنتدى
مشاركات: 2769
اشترك في: 27 إبريل 2021, 22:19
مكان: المغرب
اتصال:

Re: ذكريات لا تنسى ...من ارشيفي و من ذكرياتي

مشاركة بواسطة خالد »

قصة بدأت بتدرج حتى نضجت واكتملت بحكمة بليغة للب معنى الرجولة، وذاك المشهد العجيب بالنهاية.. نظرات الحياء التي وراءها ما وراءها..
قصة ممتازة.
🥇🥇🥈🥈🥈🥉

صورة العضو الرمزية
جويدة
عضو وفيّ للمنتجع
عضو وفيّ للمنتجع
مشاركات: 798
اشترك في: 28 إبريل 2021, 11:28

Re: ذكريات لا تنسى ...من ارشيفي و من ذكرياتي

مشاركة بواسطة جويدة »

نجمة سهيل كتب: 21 ديسمبر 2021, 15:15 قصة لطيفة
مشاعر الحنين كانت بكل حرف كتبتيه
مشاعر القهر لدى حبيب تحولت لذكرى جميلة
ولازال متمسك بمبادئه
طارق ذلك المشاغب الذي تظن ان العالم كله سيتغير عداه
ها هو شاب عاقل ههه
أحب أن اقرأ لك دوما ^^
تحياتي لك ي مبدعة
صار طارق مسؤولا عن ارواح الناس و يقودهم لبر الامان ..و ظل على شغبه و مرحه رغم ذلك
و حبيب استمر في تحفظه و هناء بقيت كما كانت .
نادرا ما يتغير الناس لذا يمكن التنبؤ بمآل الشخصيات متذ نعومة الاظافر الل في حالات خاصة تجعل الشخض ينحرف عما كان متوقعا له
يسعدني ان تقرئي لي غاليتي

صورة العضو الرمزية
جويدة
عضو وفيّ للمنتجع
عضو وفيّ للمنتجع
مشاركات: 798
اشترك في: 28 إبريل 2021, 11:28

Re: ذكريات لا تنسى ...من ارشيفي و من ذكرياتي

مشاركة بواسطة جويدة »

زيد محمد عبد الله كتب: 22 ديسمبر 2021, 06:42 الاخت جويدة ,,,
السلام عليكم ’,’’ مبارك فوز الجزائر بكأس العرب ,,, كان من المتوقع ,,, فريقكم يعيش احلى ايامه هذه الفترة ,,, مبارك ,,,

بالنسبة للقصة قرأتها ,.,, واعجبتني ,,, هي قصة متكاملة فيها حبكة قصصية جميلة ’,’,’, ومضتها جميلة ,,, فهي من النوع ومضة كبقعة الضوء التي تنار للدقائق في حياة الانسان يعود فيها للوراء للذكريات يوم مر في حياته ,,, كان يوما عصيبا حفر بالذاكرة ,,, ولمع اليوم وبرق كبقعة ضوء فكانت ومضة جميلة ومريرة ورائعة ,,, من الجميل ان نعود لذكريات الطفولة والشباب المحفورة في الذاكرة ولاتنسى ’,,,
اعجبني النص اختي جويدة لغة سهلة وسلسة ,,, لا يوجد لدي أي ملاحظة على النص ... انا من المتابعين لك ان شاء الله ,,, دمت بخير وامن وامان ’,,, اخوك نيسان ’,
بارك الله فيك اخي .
يسرني ان ينال النص اعجابك .
و ان تقرأ لي .

صورة العضو الرمزية
جويدة
عضو وفيّ للمنتجع
عضو وفيّ للمنتجع
مشاركات: 798
اشترك في: 28 إبريل 2021, 11:28

Re: ذكريات لا تنسى ...من ارشيفي و من ذكرياتي

مشاركة بواسطة جويدة »

وفاء كتب: 22 ديسمبر 2021, 19:23 نهاية واقعية لكنها غير مرضية، كنت أنتظر أن يدور بين الثلاثة حوار أو على الأقل بين هناء وحبيب، أو أن يقف حبيب لمصافحة طارق.
احببت ان انقل القصة بحذافيرها كما حصلت .
كيف تتوقعين ان ينقطع السائق عن السياقة و الوقوف للحديث مع صديقيه ؟
كما ان حبيب ذو اللحية صار محافظا و قد احسن اذ بادر بالحديث مع هناء و التي بدورها ازعجتها عيون المراقبة :lol:
اما ما حصل بعد نزلت هناء فعلمه عند الله .ربما القى حبيب و طارق و شربا القهوة معا و تبادلا ارقام الهواتف و البريد الالكتروني و تكررت لقاءاتهما و تزوج احدهما اخت الاخر ....لا ادري :D

صورة العضو الرمزية
جويدة
عضو وفيّ للمنتجع
عضو وفيّ للمنتجع
مشاركات: 798
اشترك في: 28 إبريل 2021, 11:28

Re: ذكريات لا تنسى ...من ارشيفي و من ذكرياتي

مشاركة بواسطة جويدة »

رفعت خالد كتب: 23 ديسمبر 2021, 19:20 قصة بدأت بتدرج حتى نضجت واكتملت بحكمة بليغة للب معنى الرجولة، وذاك المشهد العجيب بالنهاية.. نظرات الحياء التي وراءها ما وراءها..
قصة ممتازة.
تلك كانت و انا بعمر 14 و ادركت حينها ان الارادة تغلب العضلات و ان ذاك الفتى الهزييييل جدا غلب ذاك المفتول العضلات ...كان ذلك مذهلا

أضف رد جديد

العودة إلى ”منتجع القصص“