الولادة الجديدة ..سعود الصاعدي

[محمد كنجو]

"اطلب الموت توهب لك الحياة".

أبو بكر الصديق رضي الله عنه.

-١-
في وصية أبي بكر الصديق لخالد بن الوليد، رضي الله عنهما؛ لا يحضر التضاد حلية ولا زينة بلاغية، ولا استجلابا لطباق لفظي، لأنه لا تضاد في هذه الوصية بين الحياة والموت؛ فهما وجهان لحياة كريمة.
ترينا هذه الوصية كيف يزهر طلبُ الموت بالحياة، بحيث لا تذوي ولا تذبل؛ حتى إذا انتهى الأجل حضر زائرا يحلّق بالروح اتساعا، فلا ينتزعها انتزاعا من الخمول والدعة والاسترخاء الطويل كما يحدث لمن ركن إلى الحياة الدنيا.
-٢-
إنّ طلب الموت في هذه الوصية ليس رفضا للحياة كما قد يتوهم، وإنما هو إقبال على أسبابها من عزّة ومنعة وتمكين، في سياق الحرب العوان التي تتخطّف الناس، كي لا يموت المرء مرّتين، مرة في المعركة ومرة قبل حدوثها، وقد استمسك خالد بوصية أبي بكر فمات على فراشه ولم يمت تحت ظلال السيوف، فما كان لسيف الله أن يفلّ أو يثلم في معركة!
-٣-
لا يحضر الموت نقيضا للحياة، في الرؤية الإسلامية، بل هو امتداد لها باعتباره ولادة جديدة في عالم آخر.
كما لا يعني ذلك الإعراض أو السعي إلى الدمار دون الإعمار. كلا، ففلسفة الموت أعمق من اختزالها في فناء عابر، أو نهاية محتومة، إنما هي جدلية منتجة تقوم عليها أسباب الحياة نموا وازدهارا.
-٤-
نعم، يحزننا مشهد الموت لأنه انطفاء وفراق، ولكن هذا نظر محدود بإطار مادي لا يتجاوز إلى ما هو أبعد من استحضار الوجود الكلي للإنسان، الوجود الذي يترقّى من عالم إلى عالم ومن شكل إلى شكل، ولو أننا رأينا الموت بعين البصيرة لفهمنا أنّه، في صيغته الأسمى، ارتقاء لا فناء، وعبور لا ثبور، وأنه للمؤمنين رفرفة وتحليق إلى عالم أوسع وأرحب!

[خالد الحمصي]

جزاك الله خيرا أبا أحمد الحبيب
هذا مرتكز المسلم في نظرته للكون وخالق الكون
والعلة من وجوده والطريق الصحيح الذي ينبغي أن يسلكه
فعندما يتسع الأفق في النظر إلى الأشياء من زوايا مختلفة وعميقة ستتغير الحياة نحو الأفضل

[محمد كنجو]

حياك الله خالد الحبيب
دمت والجميع بخير وتوفيق من الله .