*** سأنقذك حبيبتي ***
مرسل: 14 سبتمبر 2023, 10:42
استيقظت باكرا كعادتي ، لأني أحب نسمات الصباح المنعشة . كانت زوجتي
لا تزال نائمة ، لأنها عملت لساعة متأخرة في قسم الاستعجالات . المسكينة إنها
تعمل بجد منقطع النظير . لحسن حظنا لم نرزق بأولاد لحد الساعة ، و إلا لكان
الأمر صعبا جدا على كلينا ، أنا أعمل بمكان بعيد طيلة النهار ، وهي الأخرى
يبتلعها عملها كليا ... وجدت ورقة المشتريات ملتصقة على الثلاجة ، مع قبلة
حارة خيالية ، وكلمة أحبك مكتوبة بشكل مضحك ! رغم تعبها الشديد ، لم تنس
كتابتها ! هذا ما يجعلني أهيم بها طوال الوقت ... في العادة هي من يشتري
مستلزمات البيت ، لأن السوبر ماركت قريب من المستشفى الذي تعمل فيه ،
وخدماتهم مميزة ، وعروضهم أيضا . ركبت سيارتي ، واتجهت صوبه مباشرة ،
مع كوب قهوة ساخن ، و أنغام موسيقى هادئة. كل شيء كان طبيعيا ، لم أستغرق
وقتا طويلا في التبضع ، وعدت بسرعة إلى البيت . لسوء حظي لم أشغل الراديو
فقد جاء تحذير خطير من عمدة البلدة بإخلاء المدينة فورا ، لأن السد الكبير ،
تعرض لتخريب إرهابي ، وهو على وشك الانهيار ، مما ينذر بكارثة مفزعة ...
دوت صافرات الإنذار بقوة ، كان شعورا مرعبا ، رغم أني لم أعلم بالضبط ما
يجري ، إلا أنني اتجهت بأقصى سرعة إلى البيت لإيقاظ زوجتي التي كانت تغط
في نوم عميق . ولا أظنها ستسمع صوت الصافرات المشؤوم . كنت في سباق مع
الزمن ، لكن دوي الانفجار القوي أصم أذني ، وخدر جسمي بالكامل . كان
التسونامي الذي نتج عنه مدمرا إلى أبعد الحدود . لقد أغرق البلدة كلها .. هرعت
بأقصى قوتي إلى مدخل البيت ، كانت المياه تتدفق بشكل جنوني ، غطتني إلى
رقبتي ، يا إلهي ! ارحمنا ... لم يكن شيء يشغلني إلا إنقاذ حبيبتي . كانت في
سبات عميق بوجهها الملائكي . صرخت بقوة :
- استيقظي ) كاثرين ( ... استيقظي حبيبتي ....
لم تسمعني ، كان الماء قد غمر الجزء السفلي من المنزل ، لم يبق أمامي الكثير .
كالمجنون دلفت غرفتها ، و أيقظتها ، كانت لا تزال نائمة ، لم تستوعب الأمر ،
ولم يكن لدي الوقت الكافي لأشرح لها ، حملتها بين ذراعي ، وصعدت بها للعلية
، رغم ثقلها و صعوبة الأمر علي ، إلا أني وجدت طاقة كافية بداخلي ساعدتني
للوصول للعلية في وقت قياسي ... طرحتها على الأرض برفق ، والتطقت
أنفاسي ، وهي تنظر إلي بدهشة ، عندها فتحت لها نافذة العلية ، وشاهدت
الكارثة المؤلمة بعينيها .. مدينتنا الرائعة ابتلعتها مياه السد الكبير ، بالتأكيد لن
تكون الأمور كما كانت من قبل ، لكننا سنصمد كما تعودنا دائما عند الكوارث ،
نظرت إلي لبرهة دون أن تلفظ كلمة واحدة ، اغرورقت عيناها الساحرتان
بالدموع ، واحتظنتني بقوة هامسة في أذني :
- سنكون بخير ، لا تقلق حبيبي ....
لا تزال نائمة ، لأنها عملت لساعة متأخرة في قسم الاستعجالات . المسكينة إنها
تعمل بجد منقطع النظير . لحسن حظنا لم نرزق بأولاد لحد الساعة ، و إلا لكان
الأمر صعبا جدا على كلينا ، أنا أعمل بمكان بعيد طيلة النهار ، وهي الأخرى
يبتلعها عملها كليا ... وجدت ورقة المشتريات ملتصقة على الثلاجة ، مع قبلة
حارة خيالية ، وكلمة أحبك مكتوبة بشكل مضحك ! رغم تعبها الشديد ، لم تنس
كتابتها ! هذا ما يجعلني أهيم بها طوال الوقت ... في العادة هي من يشتري
مستلزمات البيت ، لأن السوبر ماركت قريب من المستشفى الذي تعمل فيه ،
وخدماتهم مميزة ، وعروضهم أيضا . ركبت سيارتي ، واتجهت صوبه مباشرة ،
مع كوب قهوة ساخن ، و أنغام موسيقى هادئة. كل شيء كان طبيعيا ، لم أستغرق
وقتا طويلا في التبضع ، وعدت بسرعة إلى البيت . لسوء حظي لم أشغل الراديو
فقد جاء تحذير خطير من عمدة البلدة بإخلاء المدينة فورا ، لأن السد الكبير ،
تعرض لتخريب إرهابي ، وهو على وشك الانهيار ، مما ينذر بكارثة مفزعة ...
دوت صافرات الإنذار بقوة ، كان شعورا مرعبا ، رغم أني لم أعلم بالضبط ما
يجري ، إلا أنني اتجهت بأقصى سرعة إلى البيت لإيقاظ زوجتي التي كانت تغط
في نوم عميق . ولا أظنها ستسمع صوت الصافرات المشؤوم . كنت في سباق مع
الزمن ، لكن دوي الانفجار القوي أصم أذني ، وخدر جسمي بالكامل . كان
التسونامي الذي نتج عنه مدمرا إلى أبعد الحدود . لقد أغرق البلدة كلها .. هرعت
بأقصى قوتي إلى مدخل البيت ، كانت المياه تتدفق بشكل جنوني ، غطتني إلى
رقبتي ، يا إلهي ! ارحمنا ... لم يكن شيء يشغلني إلا إنقاذ حبيبتي . كانت في
سبات عميق بوجهها الملائكي . صرخت بقوة :
- استيقظي ) كاثرين ( ... استيقظي حبيبتي ....
لم تسمعني ، كان الماء قد غمر الجزء السفلي من المنزل ، لم يبق أمامي الكثير .
كالمجنون دلفت غرفتها ، و أيقظتها ، كانت لا تزال نائمة ، لم تستوعب الأمر ،
ولم يكن لدي الوقت الكافي لأشرح لها ، حملتها بين ذراعي ، وصعدت بها للعلية
، رغم ثقلها و صعوبة الأمر علي ، إلا أني وجدت طاقة كافية بداخلي ساعدتني
للوصول للعلية في وقت قياسي ... طرحتها على الأرض برفق ، والتطقت
أنفاسي ، وهي تنظر إلي بدهشة ، عندها فتحت لها نافذة العلية ، وشاهدت
الكارثة المؤلمة بعينيها .. مدينتنا الرائعة ابتلعتها مياه السد الكبير ، بالتأكيد لن
تكون الأمور كما كانت من قبل ، لكننا سنصمد كما تعودنا دائما عند الكوارث ،
نظرت إلي لبرهة دون أن تلفظ كلمة واحدة ، اغرورقت عيناها الساحرتان
بالدموع ، واحتظنتني بقوة هامسة في أذني :
- سنكون بخير ، لا تقلق حبيبي ....