العائلة الكبيرة - محمد | مس. ما خفي أجمل 3
مرسل: 10 يونيو 2023, 11:41
-الباحثون عن الظل يرحلون وتبقى الشجرة -
أشرقت الشمس على المدينة كما لم تشرق من قبل ..
كل ركن وزاوية من دوربها الضيقة وأسواقها العتيقة تلونت بألوان البهجة والفرح .
المدينة التي رزحت تحت الإحتلال لعقود وعانى أهلها حمى الإنتظار و القهر ومرارته ،يعيشون اليوم الحلم الكبير ونشوة النصر ولذته .
تفجير النفق أسفل مسجدها المقدس كان الشرارة التي أنتفضت لها الأمة فاستفاقت من سباتها وحطمت أغلالها و ميزت غثها من سمينها واجتمعت كلمتها على قلب رجل واحد .
فوق التلة التي تطل على المدينةوالتي كانت لأيام خلت مسرحا لعربدة جنود الإحتلال وبطشهم وشهدت ملحمة بطولية وتضحيات جسام لتحريرها ، نصب رجال فرقة
فرقة الإقتحام الشجعان معسكرهم تحسبا لغدر العدو المتربص خارج الأسوار ، واتخذو من محيط شجرة بلوط معمرة مسجدا لهم يجتمعون حولها كلما سنحت الفرصة ، يصلون ويتعارفون و يخطون بالحراب والسكاكين
على جذعها العريض ذكرى انتصاراتهم وينظرون بزهو من بعيد إلى بريق القبة الذهبية وهي تتلألأ وسط هالة من النور كأنها جوهرة نادرة من خارج هذا الكوكب وسعيد الحظ من كان يحصل على أذن للنزول إلى المدينة والصلاة هناك .
.. قائد الفيلق والذي لقبه أهل المدينة بسلطان وأهدوه جوادا عربيا أصيلا امتنانا وعرفانا كان يزورهم من حين
لآخر ،يجلس معهم، يستمع إلى مطالبهم ويشاركهم همومهم وأفراحهم وأعطى الجميع رقم هاتفه الأرضي في مركز القيادة لتلبية احتياجاتهم واحتياجات أهاليهم الطارئة ،وكم سر حين ألتقى بشبيه له بينهم فصافحه وعانقه والتقط معه صورة أرسلها إلى أمه التي طالما حدثته عن شبيه له في المشرق .
من بين الجميع في المعسكر توطدت عرى الصداقة بين ثلاثة شبان بحكم سنهم المتقارب واهتماماتهم المشتركة وأشياء أخرى لم يعرفوا كنهها ..
في أحد الليالي المقمرة استلقى شامل تحت الشجرة
يتأمل النجوم ويحصيها المرة تلو المرة ، في ظل انشغال أوس بحاسوبه وعبد الرحمن بأوراق أمامه ، طال الصمت وتذمر شامل من الأمر فخاطبهما بلهجة لم تخلو من نبرة عتاب : -ماالذي يشغلكما إلى هذا الحد..؟
لاحظا أنني صديقكما القريب هنا ولست دمية ..
-هناك مسابقة في موقع أدبي
نشترك فيه ومطلوب منا أن نختار كلمات يتم ادراجهافي في قصة ..رد أوس ورأسه مازال منكبا إلى حاسوبه.
-ولماذا لم تخبراني من قبل ،تعلمان أنني أيضا أهتم بالأدب.. انتبه عبد الرحمن
للحديث وتوقف عن الكتابة معتذرا لصديقه:
-حسنا هاك أسم الموقع بادر للتسجيل فورا، أمي هي المدير الآن بعد سفر المدير السابق إلى الشرق في مهمة عاجلة وسأوصي بك خيرا أضاف مبتسما .
أمسك شامل بالورقة وقرأها ثم كرر قرأتها على مسامعهما
-المنتجع الأدبي - ،ليس بغريب عني هذا الأسم ،نعم أنه مكتوب على ملابس عيدي الأول ولم أعرف فحواه للآن وقد اشتراها لي يومها جدي من اسطنبول كما أخبرتني أمي وظننته أسم فندق أو ماشابه ..مهلا ..!
هناك صورة مازلت أحتفظ بها في هاتفي. أنتصب أوس وعبد الرحمان واقفين واقتربا منه وعيونهما ترنو إلى الهاتف .ذهل أوس عندما رأى الصورة وصاح بأعلى صوته :
-وأنا أيضا أملك صورة بتصميم مماثل وكانت تلك من فنون أمي .
ساد صمت مطبق للحظات والحيرة والذهول تكتسي ملامح الأصدقاء الثلاثة
قطع آوس الصمت موجها حديثه لشامل :
ماهو سرك يافتى الشام أخبرني.. ؟ بالأمس ذهلنا جميعا لمقدار الشبه بينك وبين القائد واليوم نجد أسم منتجعنا المفضل على ملابسك
و من عامك الأول ..
لم أعد قادرا على التركيز ،أشعر وكأن رصاصة قناص اخترقت رأسي .
...تدخل عبد الرحمن وحث شامل على الإسراع بالتسجيل في الموقع للمشاركة في المسابقة على أن يخبر أمه بالأمر لاحقا لفك طلاسم
هذا اللغز ، وأخبرهما أن منظمة المسابقة "رغد على عجلة من أمرها للحصول على الكلمات المطلوبة بأقصى سرعة لإعطاء شارة البدء .
لم يكذب شامل خبرا وتحمس للأمر وأسرع بالتسجيل ..
تحلق الأصدقاء حول بعضهم البعض يتشارون لإختيار الكلمات المطلوبة ..
-أختار اسم أمي صاح عبد الرحمن وكلمة مزدوجة -خاروف إرهابي- فهي القصة المحببة لقلبي وقلبها .
تحمس أوس وقال بلاتردد :-اختار أيضا اسم أمي و كلمة "شحطوط "فهي القصة المفضلة لديها وفيها تنبأت من سنين طويله أو لعلها كانت تحلم بمثل هذه الأيام وزوال الحدود والقيود .
-وأنت ماالذي تختاره ياشامل ..؟نطقاها معا
صمت شامل لبرهة وعينه على الصورة في هاتفه ومع دمعة لم يستطع حبسها :
- جدي ..ولاشي سواها فما زال يعيش في قلبي .
أشرقت الشمس على المدينة كما لم تشرق من قبل ..
كل ركن وزاوية من دوربها الضيقة وأسواقها العتيقة تلونت بألوان البهجة والفرح .
المدينة التي رزحت تحت الإحتلال لعقود وعانى أهلها حمى الإنتظار و القهر ومرارته ،يعيشون اليوم الحلم الكبير ونشوة النصر ولذته .
تفجير النفق أسفل مسجدها المقدس كان الشرارة التي أنتفضت لها الأمة فاستفاقت من سباتها وحطمت أغلالها و ميزت غثها من سمينها واجتمعت كلمتها على قلب رجل واحد .
فوق التلة التي تطل على المدينةوالتي كانت لأيام خلت مسرحا لعربدة جنود الإحتلال وبطشهم وشهدت ملحمة بطولية وتضحيات جسام لتحريرها ، نصب رجال فرقة
فرقة الإقتحام الشجعان معسكرهم تحسبا لغدر العدو المتربص خارج الأسوار ، واتخذو من محيط شجرة بلوط معمرة مسجدا لهم يجتمعون حولها كلما سنحت الفرصة ، يصلون ويتعارفون و يخطون بالحراب والسكاكين
على جذعها العريض ذكرى انتصاراتهم وينظرون بزهو من بعيد إلى بريق القبة الذهبية وهي تتلألأ وسط هالة من النور كأنها جوهرة نادرة من خارج هذا الكوكب وسعيد الحظ من كان يحصل على أذن للنزول إلى المدينة والصلاة هناك .
.. قائد الفيلق والذي لقبه أهل المدينة بسلطان وأهدوه جوادا عربيا أصيلا امتنانا وعرفانا كان يزورهم من حين
لآخر ،يجلس معهم، يستمع إلى مطالبهم ويشاركهم همومهم وأفراحهم وأعطى الجميع رقم هاتفه الأرضي في مركز القيادة لتلبية احتياجاتهم واحتياجات أهاليهم الطارئة ،وكم سر حين ألتقى بشبيه له بينهم فصافحه وعانقه والتقط معه صورة أرسلها إلى أمه التي طالما حدثته عن شبيه له في المشرق .
من بين الجميع في المعسكر توطدت عرى الصداقة بين ثلاثة شبان بحكم سنهم المتقارب واهتماماتهم المشتركة وأشياء أخرى لم يعرفوا كنهها ..
في أحد الليالي المقمرة استلقى شامل تحت الشجرة
يتأمل النجوم ويحصيها المرة تلو المرة ، في ظل انشغال أوس بحاسوبه وعبد الرحمن بأوراق أمامه ، طال الصمت وتذمر شامل من الأمر فخاطبهما بلهجة لم تخلو من نبرة عتاب : -ماالذي يشغلكما إلى هذا الحد..؟
لاحظا أنني صديقكما القريب هنا ولست دمية ..
-هناك مسابقة في موقع أدبي
نشترك فيه ومطلوب منا أن نختار كلمات يتم ادراجهافي في قصة ..رد أوس ورأسه مازال منكبا إلى حاسوبه.
-ولماذا لم تخبراني من قبل ،تعلمان أنني أيضا أهتم بالأدب.. انتبه عبد الرحمن
للحديث وتوقف عن الكتابة معتذرا لصديقه:
-حسنا هاك أسم الموقع بادر للتسجيل فورا، أمي هي المدير الآن بعد سفر المدير السابق إلى الشرق في مهمة عاجلة وسأوصي بك خيرا أضاف مبتسما .
أمسك شامل بالورقة وقرأها ثم كرر قرأتها على مسامعهما
-المنتجع الأدبي - ،ليس بغريب عني هذا الأسم ،نعم أنه مكتوب على ملابس عيدي الأول ولم أعرف فحواه للآن وقد اشتراها لي يومها جدي من اسطنبول كما أخبرتني أمي وظننته أسم فندق أو ماشابه ..مهلا ..!
هناك صورة مازلت أحتفظ بها في هاتفي. أنتصب أوس وعبد الرحمان واقفين واقتربا منه وعيونهما ترنو إلى الهاتف .ذهل أوس عندما رأى الصورة وصاح بأعلى صوته :
-وأنا أيضا أملك صورة بتصميم مماثل وكانت تلك من فنون أمي .
ساد صمت مطبق للحظات والحيرة والذهول تكتسي ملامح الأصدقاء الثلاثة
قطع آوس الصمت موجها حديثه لشامل :
ماهو سرك يافتى الشام أخبرني.. ؟ بالأمس ذهلنا جميعا لمقدار الشبه بينك وبين القائد واليوم نجد أسم منتجعنا المفضل على ملابسك
و من عامك الأول ..
لم أعد قادرا على التركيز ،أشعر وكأن رصاصة قناص اخترقت رأسي .
...تدخل عبد الرحمن وحث شامل على الإسراع بالتسجيل في الموقع للمشاركة في المسابقة على أن يخبر أمه بالأمر لاحقا لفك طلاسم
هذا اللغز ، وأخبرهما أن منظمة المسابقة "رغد على عجلة من أمرها للحصول على الكلمات المطلوبة بأقصى سرعة لإعطاء شارة البدء .
لم يكذب شامل خبرا وتحمس للأمر وأسرع بالتسجيل ..
تحلق الأصدقاء حول بعضهم البعض يتشارون لإختيار الكلمات المطلوبة ..
-أختار اسم أمي صاح عبد الرحمن وكلمة مزدوجة -خاروف إرهابي- فهي القصة المحببة لقلبي وقلبها .
تحمس أوس وقال بلاتردد :-اختار أيضا اسم أمي و كلمة "شحطوط "فهي القصة المفضلة لديها وفيها تنبأت من سنين طويله أو لعلها كانت تحلم بمثل هذه الأيام وزوال الحدود والقيود .
-وأنت ماالذي تختاره ياشامل ..؟نطقاها معا
صمت شامل لبرهة وعينه على الصورة في هاتفه ومع دمعة لم يستطع حبسها :
- جدي ..ولاشي سواها فما زال يعيش في قلبي .