هروبي إلى الحرية
مرسل: 24 ديسمبر 2022, 13:10
عنوان الكتاب: هروبي إلى الحرية لعلي عزة بيجوفيتش
عدد صفحات الكتاب :449
الأطروحة: غني عن التعريف شخص الكاتب سياسيا، ولكن ما أجملها من قراءة حين تتعلق بجوانية الرجل وبفكره وخصوصا بأقرب المحيطين به وهم أبناؤه، والأجمل من هذا كله أن تكون مادة الكتاب شكلت وهو قابع بأغوار السجن وسربت سرا من قبل أحد السجناء المتهم بالتزوير حين أطلق سراحه ليتمكن ابن الكاتب "بكر" من تدوينها ونشرها بين دفتي كتاب.
الكتاب ذاته عبارة عن مجموعة أفكار أو شذرات لما يعتقده صاحبه حول الأحداث الماضية واراءه حول بعض الكتب والروايات التي قرأها في السجن وكذا رأيه ببعض التيارات كالشيوعية الطاغية على الاتحاد السوفياتي آنذاك والعلمانية المنتشرة بأوروبا وكذا رأيه بالإسلام وما تفرع عنه من طوائف ونزعات وطرق، وكثيرا ما تساءل عن سبب تأخر الحضارة الإسلامية وضعف دولها مقارنة بدول الغرب.
أجمل ما بالكتاب في نظري العاطفي هو نشره لرسائل أبنائه في فترة سجنه (بكر وليلى وسابينا) وأحاديثهم الشيقة عن حياتهم وعن تأثير بعد أبيهم عنهم وأملهم في عودته بينهم وعن تصرفات أحفاده المشاغبة وكأنهم جميعهم ولدوا كتابا ...ولعله الشوق يصنع من الانسان شاعرا رغما عنه.... وخمس سنين تكفي لخلق عالم جديد فكيف بإيقافه؟
المثير والمبهج أن سابينا رأت حلما عن خبر خروج أبيها من السجن قبل أسبوع من ذلك.
إن عنوان الكاتب المختار ببراعة يوحي بالهروب إلى الحرية، وهو هروب فكري لا جسدي، حيث يفر المرء مما يشاء إلى ما يشاء وقد اختار كاتبنا أن يلجأ إلى عالم القراءة والاطلاع على أخبار أبنائه بقراءة رسائلهم أيضا كي لا تهدم روحه وتنتزع إرادته وكي يثبت أمام الامتحان الصعب والابتلاء الكبير والظلم العظيم الذي تعرض له بعد سجنه بسبب رأيه السياسي في أمور الحكم آنذاك وكان أن نصره الله بعد ذلك ومكنه، وليس أعظم جزاء له وأجمل هدية كأبناء يجلونه ويساندونه ويقدرونه .... رحمة الله عليه
عدد صفحات الكتاب :449
الأطروحة: غني عن التعريف شخص الكاتب سياسيا، ولكن ما أجملها من قراءة حين تتعلق بجوانية الرجل وبفكره وخصوصا بأقرب المحيطين به وهم أبناؤه، والأجمل من هذا كله أن تكون مادة الكتاب شكلت وهو قابع بأغوار السجن وسربت سرا من قبل أحد السجناء المتهم بالتزوير حين أطلق سراحه ليتمكن ابن الكاتب "بكر" من تدوينها ونشرها بين دفتي كتاب.
الكتاب ذاته عبارة عن مجموعة أفكار أو شذرات لما يعتقده صاحبه حول الأحداث الماضية واراءه حول بعض الكتب والروايات التي قرأها في السجن وكذا رأيه ببعض التيارات كالشيوعية الطاغية على الاتحاد السوفياتي آنذاك والعلمانية المنتشرة بأوروبا وكذا رأيه بالإسلام وما تفرع عنه من طوائف ونزعات وطرق، وكثيرا ما تساءل عن سبب تأخر الحضارة الإسلامية وضعف دولها مقارنة بدول الغرب.
أجمل ما بالكتاب في نظري العاطفي هو نشره لرسائل أبنائه في فترة سجنه (بكر وليلى وسابينا) وأحاديثهم الشيقة عن حياتهم وعن تأثير بعد أبيهم عنهم وأملهم في عودته بينهم وعن تصرفات أحفاده المشاغبة وكأنهم جميعهم ولدوا كتابا ...ولعله الشوق يصنع من الانسان شاعرا رغما عنه.... وخمس سنين تكفي لخلق عالم جديد فكيف بإيقافه؟
المثير والمبهج أن سابينا رأت حلما عن خبر خروج أبيها من السجن قبل أسبوع من ذلك.
إن عنوان الكاتب المختار ببراعة يوحي بالهروب إلى الحرية، وهو هروب فكري لا جسدي، حيث يفر المرء مما يشاء إلى ما يشاء وقد اختار كاتبنا أن يلجأ إلى عالم القراءة والاطلاع على أخبار أبنائه بقراءة رسائلهم أيضا كي لا تهدم روحه وتنتزع إرادته وكي يثبت أمام الامتحان الصعب والابتلاء الكبير والظلم العظيم الذي تعرض له بعد سجنه بسبب رأيه السياسي في أمور الحكم آنذاك وكان أن نصره الله بعد ذلك ومكنه، وليس أعظم جزاء له وأجمل هدية كأبناء يجلونه ويساندونه ويقدرونه .... رحمة الله عليه