عنوان الكتاب: البعد الخفي ل/ ادوارد تي.هول
مرسل: 17 ديسمبر 2022, 11:30
عنوان الكتاب: البعد الخفي ل/ ادوارد تي.هول
عدد صفحات الكتاب :300...قرأت منه 58 صفحة
الأطروحة: العنوان ككثير من الكتب التي مرت عليّ مثير للفضول، إذ يتساءل القارئ عن أي بعد يتحدث الكاتب وكيف يمكن للبعد أن يكون خفيا؟ ولتواضع عقلي، ظننته يقصد الزمن، والبعد في الفضاء أو تحت الماء أو ربما بعوالم أخرى كعالم الجن مثلا.
لكن الموضوع أكثر جدية ونفعا، للإنسان حين يعلم أهمية احترام البعد الخفي، وقد استقى ذلك من عالم الحيوان، كما تأكد له انطباق ذات القوانين على البشر.
يحتاج كل كائن لمسافة تفصله عن باقي المخلوقات المشابهة له، أو المختلفة عنه، ففي عالم الحيوان مثلا أبناء الجنس الواحد يحترمون مسافة تبعدهم عن بعض، إلا في مرحلة التزاوج والتي تنتهي بحمل الأنثى، وإذا لم يتم ذلك تحت ظرف معين كالاكتظاظ في مكان ما، فإنه تظهر العدوانية بين الحيوانات حد قتل بعضهم، وإن توفر لديهم الطعام والأمان، وقد تأكد ذلك لعدة علماء راقبوا بعض الحيوانات كالأرانب والظباء والفئران، وثبتت ذات الحقيقة.
وهناك استثناء واحد في ذلك لبعض الحيوانات التي تعيش في مناطق شديدة البرودة كالبطاريق، فالمسافة الفاصلة بين كل حيوان هي تقريبا صفر، وذلك للضرورة الحيوية، كي يدفعوا البرد وينعموا بالدفىء، بفعل الاحتكاك والتقارب.
هذا والحيوان من ذات النوع، أمّا إن كانا من نوعين مختلفين، كالمفترس والضحية (الذئب والأرنب) فان المسافة الفاصلة بينهما تزداد، طلبا للأمان.
بل إن تجربة تمت في مكان ما من أمريكا، حين تجمعت الغزلان في مكان ما، وتوفر لهم المأكل، وأبعدوا عنهم الصيادين، والذئاب فتكاثروا بشكل كبير، ثم وقع شيء لا يصدق...قامت الغزلان بانتحار جماعي، ليعود العدد صغيرا كما كان بادئ الأمر
نحن كبشر لا نختلف عن الحيوانات في الحاجة للأمان إذ لا يعقل أن يعيش في ذات الغرفة عدد كبير من الأفراد، لأن الاكتظاظ يزيد من فرص العدوانية والفوضى، ويدفع الانسان للتوتر النفسي، الذي قد يترجمه بأفعال شاذة، وحتى أفراد الأسرة الواحدة، يحتاج كل منهم للتفرد بذاته بين آونة وأخرى، بل ومن شعب لآخر تختلف هذه المسافة المطلوبة للأمان فالأوربيون لا يبالون بقرب الجار من جاره، بينما العرب يميلون للتباعد والنساء يملن للتقارب الجسدي أكثر مما يتحمله الرجال بعضهم من بعض.
ولاحترام هذا البعد، لتوفير السكون النفسي والهدوء السلوكي، صار لزاما العمل -وفقا لكل هذا -في المجال العمراني لتوفير حيز من البعد الخفي يضمن سلامة وسلام المخلوقات جمعاء.
عدد صفحات الكتاب :300...قرأت منه 58 صفحة
الأطروحة: العنوان ككثير من الكتب التي مرت عليّ مثير للفضول، إذ يتساءل القارئ عن أي بعد يتحدث الكاتب وكيف يمكن للبعد أن يكون خفيا؟ ولتواضع عقلي، ظننته يقصد الزمن، والبعد في الفضاء أو تحت الماء أو ربما بعوالم أخرى كعالم الجن مثلا.
لكن الموضوع أكثر جدية ونفعا، للإنسان حين يعلم أهمية احترام البعد الخفي، وقد استقى ذلك من عالم الحيوان، كما تأكد له انطباق ذات القوانين على البشر.
يحتاج كل كائن لمسافة تفصله عن باقي المخلوقات المشابهة له، أو المختلفة عنه، ففي عالم الحيوان مثلا أبناء الجنس الواحد يحترمون مسافة تبعدهم عن بعض، إلا في مرحلة التزاوج والتي تنتهي بحمل الأنثى، وإذا لم يتم ذلك تحت ظرف معين كالاكتظاظ في مكان ما، فإنه تظهر العدوانية بين الحيوانات حد قتل بعضهم، وإن توفر لديهم الطعام والأمان، وقد تأكد ذلك لعدة علماء راقبوا بعض الحيوانات كالأرانب والظباء والفئران، وثبتت ذات الحقيقة.
وهناك استثناء واحد في ذلك لبعض الحيوانات التي تعيش في مناطق شديدة البرودة كالبطاريق، فالمسافة الفاصلة بين كل حيوان هي تقريبا صفر، وذلك للضرورة الحيوية، كي يدفعوا البرد وينعموا بالدفىء، بفعل الاحتكاك والتقارب.
هذا والحيوان من ذات النوع، أمّا إن كانا من نوعين مختلفين، كالمفترس والضحية (الذئب والأرنب) فان المسافة الفاصلة بينهما تزداد، طلبا للأمان.
بل إن تجربة تمت في مكان ما من أمريكا، حين تجمعت الغزلان في مكان ما، وتوفر لهم المأكل، وأبعدوا عنهم الصيادين، والذئاب فتكاثروا بشكل كبير، ثم وقع شيء لا يصدق...قامت الغزلان بانتحار جماعي، ليعود العدد صغيرا كما كان بادئ الأمر
نحن كبشر لا نختلف عن الحيوانات في الحاجة للأمان إذ لا يعقل أن يعيش في ذات الغرفة عدد كبير من الأفراد، لأن الاكتظاظ يزيد من فرص العدوانية والفوضى، ويدفع الانسان للتوتر النفسي، الذي قد يترجمه بأفعال شاذة، وحتى أفراد الأسرة الواحدة، يحتاج كل منهم للتفرد بذاته بين آونة وأخرى، بل ومن شعب لآخر تختلف هذه المسافة المطلوبة للأمان فالأوربيون لا يبالون بقرب الجار من جاره، بينما العرب يميلون للتباعد والنساء يملن للتقارب الجسدي أكثر مما يتحمله الرجال بعضهم من بعض.
ولاحترام هذا البعد، لتوفير السكون النفسي والهدوء السلوكي، صار لزاما العمل -وفقا لكل هذا -في المجال العمراني لتوفير حيز من البعد الخفي يضمن سلامة وسلام المخلوقات جمعاء.