صفحة 1 من 1

فراقية ابن زريق البغدادي - قصيدة صوتية

مرسل: 25 نوفمبر 2022, 21:30
بواسطة خالد
اختر listen in browser للاستماع للقصيدة في هذه الصفحة دون الانتقال لموقع ساوندكلاود
***

الشاعر العباسي أبو الحسن علي بن زريق البغدادي، شاعر مقل قتله طموحه، أحب ابنة عم كانت تكن له حبًا عميقًا وتزوجها، ولكن لشدة فقره وضيق العيش فضل مغادرة بغداد إلى الأندلس طلبًا لسعة الرزق، لعله يجد فيها من لين العيش ما يعوضه عن فقره. ولكن صاحبته تشبثت به، ودعته إلى البقاء بقربها خوفًا عليه من الأخطار، فلم ينصت لها.

وقصد الأمير أبا الخيبر عبد الرحمن الأندلسي في الأندلس، ومدحه بقصيدة بليغة، فأعطاه عطاء قليلاً. وبعد أن عاد إلى الخان الذي نزل به تذكر فراق حبيبته، وما تحمّله من مشاق ومتاعب من أجلها، فاعتل وأصابه الغم والهم والمرض ثم لفظ أنفاسه.

وقال بعض من كتب عنه إن عبد الرحمن الأندلسي إنما أراد أن يختبره بهذا العطاء القليل ليعرف هل هو من المتعففين أم الطامعين الجشعين، فلما تبين له تعففه، أرسل من يسأل عنه ليجزل له العطاء، فتفقدوه في الخان الذي نزل به فوجدوه ميتًا. وعند رأسه رقعة مكتوب فيها هذه القصيدة...

وتعد من القصائد المشهورة التي سار كثير من أبياتها على ألسنة الناس مسرى الأمثال، و هذه القصيدة معروفة تحت ثلاثة أسماء:
عينية ابن زريق، وفراقية ابن زريق، ويتيمة ابن زريق. فهي العينية لأن قافيتها هي العين المضمومة. وهي القصيدة الفراقية لأن موضوعها الفراق. وهي القصيدة اليتيمة لأن مؤرخي الأدب لم يذكروا له غير هذه القصيدة ؛ والغريب ألا يكون لابن زريق غيرها. مثلها مثل قصيدة دوقلة المنبجي الذي لم تحفظ له كتب التراث الشعري غيــر قصيدته ( اليتيمة ).. وهكذا استحق الشاعران فضل البقاء والذكر - في ذاكرة الشعر العربي كله - بقصيدة واحدة لكل منهما. .

---
لا تَعذلِيه فَإِنَّ العَذلَ يُولِعُهُ
قَد قلتِ حَقاً وَلَكِن لَيسَ يَسمَعُهُ

جاوَزتِ فِي لومه حَداً أَضَرَّ بِهِ
مِن حَيثَ قَدرتِ أَنَّ اللوم يَنفَعُهُ

فَاستَعمِلِي الرِفق فِي تَأِنِيبِهِ بَدَلاً
مِن عَذلِهِ فَهوَ مُضنى القَلبِ مُوجعُهُ

قَد كانَ مُضطَلعاً بِالخَطبِ يَحمِلُهُ
فَضُلعت بِخُطُوبِ البين أَضلُعُهُ

يَكفِيهِ مِن لَوعَةِ التَشتِيتِ أَنَّ لَهُ
مِنَ النَوى كُلَّ يَومٍ ما يُروعُهُ

ما آبَ مِن سَفَرٍ إِلّا وَأَزعَجَهُ
رَأيُ إِلى سَفَرٍ بِالبين يَزمَعُهُ

كَأَنَّما هُوَ فِي حِلِّ وَمُرتحلٍ
مُوَكَّلٍ بِفَضاءِ اللَهِ يَذرَعُهُ

إن الزَمانَ أَراهُ في الرَحِيلِ غِنىً
وَلَو إِلى السَندّ أَضحى وَهُوَ يُزمَعُهُ

تأبى المطامعُ إلا أن تُجَشّمه
للرزق كداً وكم ممن يودّعُهُ

وَما مُجاهَدَةُ الإِنسانِ تَوصِلُهُ
رزقَاً وَلا دَعَةُ الإِنسانِ تَقطَعُهُ

قَد وَزَّع اللَهُ بَينَ الخَلقِ رزقَهُمُ
لَم يَخلُق اللَهُ مِن خَلقٍ يُضَيِّعُهُ

لَكِنَّهُم كُلِّفُوا حِرصاً فلَستَ تَرى
مُستَرزِقاً وَسِوى الغاياتِ تُقنُعُهُ

وَالحِرصُ في الرِزقِ وَالأَرزاقِ قَد قُسِمَت
بَغِيُ أَلا إِنَّ بَغيَ المَرءِ يَصرَعُهُ

وَالدهرُ يُعطِي الفَتى مِن حَيثُ يَمنَعُه
إِرثاً وَيَمنَعُهُ مِن حَيثِ يُطمِعُهُ

أستَودِعُ اللَهَ فِي بَغدادَ لِي قَمَراً
بِالكَرخِ مِن فَلَكِ الأَزرار مَطلَعُهُ

وَدَّعتُهُ وَبوُدّي لَو يُوَدِّعُنِي
صَفو الحَياةِ وَأَنّي لا أَودعُهُ

وكم تشفّعَ بي أن لا أُفَـارِقَهُ
وللضروراتِ حالٌ لا تُشفّعُهُ

وَكَم تَشبَّثَ بي يَومَ الرَحيلِ ضُحَىً
وَأَدمُعِي مُستَهِلّاتٍ وَأَدمُعُهُ

لا أَكُذبُ اللَهَ ثوبُ الصَبرِ مُنخَرقٌ
عَنّي بِفُرقَتِهِ لَكِن أَرَقِّعُهُ

إِنّي أَوَسِّعُ عُذري فِي جَنايَتِهِ
بِالبينِ عنهُ وَجُرمي لا يُوَسِّعُهُ

أعطيت مُلكاً فَلَم أَحسِن سِياسَتَهُ
وَكُلُّ مَن لا يُسُوسُ المُلكَ يخلَعُهُ

وَمَن غَدا لابِساً ثَوبَ النَعِيم بِلا
شكرٍ عَلَيهِ فَإِنَّ اللَهَ يَنزَعُهُ

اِعتَضتُ مِن وَجهِ خِلّي بَعدَ فُرقَتِهِ
كَأساً أَجَرَّعُ مِنها ما أَجَرَّعُهُ

كَم قائِلٍ لِي ذُقتُ البَينَ قُلتُ لَهُ
الذَنبُ وَاللَهِ ذَنبي لَستُ أَدفَعُهُ

أَلا أَقمت فَكانَ الرُشدُ أَجمَعُهُ
لَو أَنَّنِي يَومَ بانَ الرُشدُ اتبَعُهُ

إِنّي لَأَقطَعُ أيّامِي وَأنفذها
بِحَسرَةٍ مِنهُ فِي قَلبِي تُقَطِّعُهُ

بِمَن إِذا هَجَعَ النُوّامُ بِتُّ لَهُ
بِلَوعَةٍ مِنهُ لَيلي لَستُ أَهجَعُهُ

لا يَطمِئنُّ لِجَنبي مَضجَعُ وَكَذا
لا يَطمَئِنُّ لَهُ مُذ بِنتُ مَضجَعُهُ

ما كُنتُ أَحسَبُ أَنَّ الدهرَ يَفجَعُنِي
بِهِ وَلا أَنَّ بِي الأَيّامَ تَفجعُهُ

حَتّى جَرى البَينُ فِيما بَينَنا بِيَدٍ
عَسراءَ تَمنَعُنِي حَظّي وَتَمنَعُهُ

قَد كُنتُ مِن رَيبِ دهرِي جازِعاً فَرِقاً
فَلَم أَوقَّ الَّذي قَد كُنتُ أَجزَعُهُ

بِاللَهِ يا مَنزِلَ العَيشِ الَّذي دَرَست
آثارُهُ وَعَفَت مُذ بِنتُ أَربُعُهُ

هَل الزَمانُ مَعِيدٌ فِيكَ لَذَّتنا
أَم اللَيالِي الَّتي أَمضَتهُ تُرجِعُهُ

فِي ذِمَّةِ اللَهِ مِن أَصبَحَت مَنزلَهُ
وَجادَ غَيثٌ عَلى مَغناكَ يُمرِعُهُ

مَن عِندَهُ لِي عَهدُ لا يُضيّعُهُ
كَما لَهُ عَهدُ صِدقٍ لا أُضَيِّعُهُ

وَمَن يُصَدِّعُ قَلبي ذِكرهُ وَإِذا
جَرى عَلى قَلبِهِ ذِكري يُصَدِّعُهُ

لَأَصبِرَنَّ لدهر ٍلا يُمَتِّعُنِي
بِهِ وَلا بِيَ فِي حالٍ يُمَتِّعُهُ

عِلماً بِأَنَّ اِصطِباري مُعقِبُ فَرَجاً
فَأَضيَقُ الأَمرِ إِن فَكَّرتَ أَوسَعُهُ

عَسى اللَيالي الَّتي أَضنَت بِفُرقَتَنا
جِسمي سَتَجمَعُنِي يَوماً وَتَجمَعُهُ

وَإِن تُغِلُّ أَحَدَاً مِنّا مَنيَّتَهُ
لا بُدّ في غَدِه الثّاني سَيَتْبَعَهُ

وإن يدم أبداً هذا الفراق لنا
فَما الَّذي بِقَضاءِ اللَهِ نصنَعُهُ

Re: فراقية ابن زريق البغدادي - قصيدة صوتية

مرسل: 26 نوفمبر 2022, 08:25
بواسطة منيرة
قصيدة رائعة ومعلومات جديدة ^^
شكراا للنقل يا مدير ^^

وَمَن غَدا لابِساً ثَوبَ النَعِيم بِلا
شكرٍ عَلَيهِ فَإِنَّ اللَهَ يَنزَعُهُ

Re: فراقية ابن زريق البغدادي - قصيدة صوتية

مرسل: 26 نوفمبر 2022, 08:42
بواسطة خالد
العفو منيرة..

وَما مُجاهَدَةُ الإِنسانِ تَوصِلُهُ
رزقَاً وَلا دَعَةُ الإِنسانِ تَقطَعُهُ

قَد وَزَّع اللَهُ بَينَ الخَلقِ رزقَهُمُ
لَم يَخلُق اللَهُ مِن خَلقٍ يُضَيِّعُهُ

لَكِنَّهُم كُلِّفُوا حِرصاً فلَستَ تَرى
مُستَرزِقاً وَسِوى الغاياتِ تُقنُعُهُ

وَالحِرصُ في الرِزقِ وَالأَرزاق قَد قُسِمَت
بَغِيٌ أَلا إِنَّ بَغيَ المَرءِ يَصرَعُهُ

وَالدهرُ يُعطِي الفَتى مِن حَيثُ يَمنَعُه
إِرثاً وَيَمنَعُهُ مِن حَيث يُطمِعُهُ
....

Re: فراقية ابن زريق البغدادي - قصيدة صوتية

مرسل: 26 نوفمبر 2022, 08:43
بواسطة خالد
أنظري كيف وصف زوجه في بغداد، التي لم تكن راضية بسفره:

أستَودِعُ اللَهَ فِي بَغدادَ لِي قَمَراً
بِالكَرخِ مِن فَلَكِ الأَزرار مَطلَعُهُ

وَدَّعتُهُ وَبوُدّي لَو يُوَدِّعُنِي
صَفو الحَياةِ وَأَنّي لا أَودعُهُ

وكم تشفّعَ بي أن لا أُفَـارِقَهُ
وللضروراتِ حالٌ لا تُشفّعُهُ

وَكَم تَشبَّثَ بي يَومَ الرَحيلِ ضُحَىً
وَأَدمُعِي مُستَهِلّات وَأَدمُعُهُ

لا أَكذبُ اللَهَ ثوبُ الصَبرِ مُنخَرقٌ
عَنّي بِفُرقَتِهِ لَكِن أَرَقِّعُهُ

Re: فراقية ابن زريق البغدادي - قصيدة صوتية

مرسل: 26 نوفمبر 2022, 10:44
بواسطة محمد كنجو
"حقا بديعة للغاية
قصيدة تستحق الحفظ "

الرد مسروق هههه ^^

Re: فراقية ابن زريق البغدادي - قصيدة صوتية

مرسل: 26 نوفمبر 2022, 10:49
بواسطة منيرة
ههههههههههههه
وضعت هذا الرد ولم أجده ههههه
رد مخطوف وليس مسروق ههههه

Re: فراقية ابن زريق البغدادي - قصيدة صوتية

مرسل: 26 نوفمبر 2022, 10:49
بواسطة منيرة
القصيدة صوتا ملحنة وجميلة جدا

Re: فراقية ابن زريق البغدادي - قصيدة صوتية

مرسل: 26 نوفمبر 2022, 18:00
بواسطة جويدة
قرأت بدايتها صباحا و اسفت على وفاة الشاعر بخيبة الامل و تخاصمت مع زوجي بسببه :هو يقول قتله جشعه و انا اقول قتله ممدوحه بخيبة الامل ...و لم انه القصيدة .لكنني ساعود اليها غدا بحول الله
شكرا لك

Re: فراقية ابن زريق البغدادي - قصيدة صوتية

مرسل: 26 نوفمبر 2022, 18:06
بواسطة جويدة
منيرة كتب: 26 نوفمبر 2022, 10:49 ههههههههههههه
وضعت هذا الرد ولم أجده ههههه
رد مخطوف وليس مسروق ههههه
لانك وضعته في سجل تفاصيل يومك :lol:

Re: فراقية ابن زريق البغدادي - قصيدة صوتية

مرسل: 26 نوفمبر 2022, 18:12
بواسطة جويدة
قرأتها الان لانني لم اضمن فراغي بالغد
الحسرة تغرق القصيدة على الخل و على قلة الحظ و على انتقاص الاجر و قلة التقدير
التلاعب بالارزاق يشبه القتل و ان كان قتلا معنويا ...و هو هو يقتل المرء بالفعل اذ شعر بأنه تهشم عناء الفراق و السفر من أجل لا شيء
و قد كنت قرات في مكان ما ...أن الشعراء في فترة الضعف صاروا يتقاذفون بعضهم بمسبات و تشبيهات من قبيل أن الشاعر ليس سوى شحاذ لانه يطلب مقابلا لكلماته ...و تلك قاتلة المرء الشاعر حقا لانه في عهد ما كان اذا ظهر شاعر في قبيلة ما احتفلوا و اكرموا اهله لانه بمقام لسان القبيلة و الذائذ عن حياضهم.
اكاد اقاسم الرجل همه .

Re: فراقية ابن زريق البغدادي - قصيدة صوتية

مرسل: 26 نوفمبر 2022, 18:42
بواسطة خالد
لقد أشعلت القصيدة نقاشا أدبيا بينكما في البيت إذن.. جميل ^^
هل استمعت للإلقاء ؟

Re: فراقية ابن زريق البغدادي - قصيدة صوتية

مرسل: 26 نوفمبر 2022, 18:54
بواسطة خالد
ليس ثمة ما يأسرني مثل إبداع يتركه عبقري مجهول ويمضي.. هذا أصدق تعبير على الحياة وناسها.
لا تنتظر من الناس أن ينصفوك، فإنهم لن يفعلوا.. أتقن عملك، واعط الجميع ظهرك.
وانظروا كيف أقر الشاعر بأن حرصه لم يزده في رزقه شيئا، وأن جزعه من أشياء لم يقه منها، فكأنه يقول فما نفع الجزع إذن وما نفع الحرص ؟

ما أسهل الحكمة وما أصعبها..

Re: فراقية ابن زريق البغدادي - قصيدة صوتية

مرسل: 26 نوفمبر 2022, 20:23
بواسطة منيرة
جويدة كتب: 26 نوفمبر 2022, 18:06
منيرة كتب: 26 نوفمبر 2022, 10:49 ههههههههههههه
وضعت هذا الرد ولم أجده ههههه
رد مخطوف وليس مسروق ههههه
لانك وضعته في سجل تفاصيل يومك :lol:
لم أنتبه حتى قرأت تعليقك ههه
الله يسعدك جويدة ^^

Re: فراقية ابن زريق البغدادي - قصيدة صوتية

مرسل: 26 نوفمبر 2022, 20:45
بواسطة جويدة
رفعت خالد كتب: 26 نوفمبر 2022, 18:42 لقد أشعلت القصيدة نقاشا أدبيا بينكما في البيت إذن.. جميل ^^
هل استمعت للإلقاء ؟
ليس تماما لان زوجي لا يميل كثيرا للادب و لكنني رغم ذلك اصر على اخباره بما يشغلني و ما اقرأ باكثر اختصار ممكن كي لا ينزعج من الثرثرة :D
هذا ذكرني بقصيدة كنت احفظها في طفولتي و انا احاول تحفيظها لاختي الكبرى :
و لا تحرصن فالحرص ليس بزائد في الرزق بل يشقى الحريص و يتعب
يظل ملهوفا يروم تحيلا و الرزق ليس بحيلة يستجلب
ان لم تخني الذاكرة...فليرض كل بما قسم له ...و الحمد لله

Re: فراقية ابن زريق البغدادي - قصيدة صوتية

مرسل: 26 نوفمبر 2022, 20:56
بواسطة جويدة
منيرة كتب: 26 نوفمبر 2022, 20:23
جويدة كتب: 26 نوفمبر 2022, 18:06
منيرة كتب: 26 نوفمبر 2022, 10:49 ههههههههههههه
وضعت هذا الرد ولم أجده ههههه
رد مخطوف وليس مسروق ههههه
لانك وضعته في سجل تفاصيل يومك :lol:
لم أنتبه حتى قرأت تعليقك ههه
الله يسعدك جويدة ^^
على الرحب و السعة :D
أسعد الله ايامك انت ايضا