التربيع و التدوير
مرسل: 24 نوفمبر 2022, 11:20
التربيع و التدوير لعمر بن بحر
الجاحظ
رسالة من 49 صفحة.
أول ما اجتذبني الصورة على غلاف الكتاب و التي تمثل رجلين يقابل ظهر احدهما ظهر الاخر على خلفية بيوت مختلفة رغم تشابهها و كذا الاشجار. أما العنوان المثير للعجب فقد طرح بفكري كثيرا من التساؤلات اهمها ماذا يصنع رجل كالجاحظ بالمربعات و الدوائر ؟ هل صار يخوض في الهندسة من بعد الادب ؟
بولوجي اولى الصفحات لم يساورني الشك ان الرجل يذم صاحبه _ احمد بن عبد الوهاب _ ذما لم تعهد أذني سماعه و لا عيني قراءته و ذلك لا يعني أنه لم يوجد مثله من قبل و لكنني لم اعتد قراءة أدب الهجاء.
ان هذه التجربة الفريدة بالنسبة لي و التي فتحت عيني على ذم لا يمكن وصفه الا بالرفيع فلا يعرف صاحبه أهو يشتم ام يمدح ؟
بينما يخاطب الجاحظ نظيره احمد بن عبد الوهاب فهو يخاطب عقول و حواس كل القراء و قد جمع كل مجال في كل زمان و مكان طارحا عشرات المسائل المحيرة المعجزة على صاحبه بانتظار جواب لا يظنه قادرا عليه اذ خاض في الدين و الطب و الفلك و الادب وحتى السحر و علوم الغيب عبر كل الازمان و اجتذب انتباهي بأسلوبه الجامع بين الشيء و ضده و جمع المسائل التي ظلت لغزا عبر الازمان بل بعضها لم يثر انتباهي و حيرتي يوما و كأنها كانت مسلمات فصارت محل عجب و استطاع بأسلوب لذيذ ان يلفت اهتمامي لمعرفة المزيد عن اسرار الدنيا و يرغبني في البحث عن حلول الالغاز و كان شحذ همتي و شحن طاقتي و اثار رغبتي في المعرفة ...و كانما و هو يشتم صاحبه فهو يصفع كل عقل استكان للمهادنة و سلم لواقع الامور دون فهم اسبابها .
حتى انه و هو يمدح صاحبه مدحا مبالغا فيه بشدة و كانه الاجمل فوق الكون و الاقوى و الاذكى منذ بداية الخلق ليومه ذاك و كانه بذلك يشتمه ...فزيادة المدح لمن لا يستحق ذم .
و كذا و هو يحاول التودد اليه و استسماحه و طلب عطفه و رحمته باسلوب جاد احيانا و مازح اخرى حتى ليكاد يغري به الصبية في الشوارع ، ثم انه بهذا يجعل القارئ كالسكران لا يدري أين يلوي ؟ و لا يعرف بعد كل هذا أهو يذم صاحبه شكلا و مضمونا ام يهيم به اعجابا ؟
ينتهي الكتاب بدعاء الجاحظ للشباب و لصاحبه بضرورة حل المسائل التي طرحها و ان عجز ا ان يلزما بابه لانه عليم بكل مسالة...ما يجعله بحرا واسعا من العلوم اليقينية و غيرها .
مع رجاء السداد من رب العباد.