صوت الذئب -عبدالرحمن (مسابقة ما خفي أجمل 2)
مرسل: 24 يونيو 2022, 23:52
لطالما دللتني (ماما) لكن الدلال لم يفسدني ،ورغم اني تجاوزت العامين منذ أشهر فقط ،إلا أني كنت اتفهم كثيرا من تصرفاتها مع الأطفال الآخرين ،وأظهر نفسي كطفل عاقل يعتمد عليه ...وهكذا عشنا في سلام وأمان وحنان ...
حتى جنت الماما وقررت دون تمهيد أن تنتزع مني رضاعة الحليب ، وتفعل ذلك بعيدا عن والدي ، ولتعذبني أكثر اعطت رضاعتي الخضراء لأسماء تلك البطة السمينة ،كي تفهمني اني كبرت ويجب أن اشرب في كأس سخيف مثل الكبار قاومت في بداية الأمر ،لكنها حاصرتني وهددتني بالغول الذي لا أعرف من هو ، فكنت أشرب بعدم رضا وبكثير من الإزعاج لها ولي ،وصار شرب الحليب كمن صار يشربه مالحا بعد أن طعمه لذيذا وحلوا ..
ث
م صارت تحمل اسماء في كل حين وتهمل وجودي ، قاومت تلك المشاعر القوية وبدأت اتمرد في تناول الطعام ، وهذا الأمر افقد أمي ماتبقي لها من أعصاب ،وصارت تبحث عن افكار لتجبرني بها ، فمثلا هددتني في مرة بشرطة الأطفال في الهاتف ، ولم ينجح الأمر ،في إحدى الليالي حطت حمامات على النافذة سمعت هديلها لأول مرة وشعر بالخوف وقلت لها :ماما ماماإنه صوت الدب ،فضحكت وردت: لالا تخف إنها حمامة فقط ،فارتحت كثيرا ،لكنها استغلت الأمر وبحثت عن صوت الذئب المرعب واسمعتني إياه وصرت أشرب الحليب والتهم الخبز ...
الخوف ،مع الشعور بالغيرة الشديدة والإشتياق لأبي ولرضاعة الحليب ،كل ذلك الضغط والكتمان أمرضني بحمى شديدة. لم أكن أعلم أن الغيرة خطيرة ، تغيرت طباعي ،ولم اعد مرحا ولا نشيطا ،بلا ملامح مبتهجة ،حتى لعبة الأرجوحة لم أعد أطيقها ، كانت أمي تسجل رسائل صوتية لوالدي ،تشكو فيها من حالتي..
وتدهورت حالتي الصحية والنفسية أكثر، كانت تعلم حبي للقلم والأوراق أحضرت مكتبا صغيرا خاصا بالأطفال وبطاقات ملونة زاهية وطلبت أن أخربش ،لكني رفضت وبقيت متعلقا بها وفقط ، كانت تحملني طيلة الوقت ، حاولت أن تقص علي حكايتي المفضلة حول صبي الخيزران ،لكني صرخت ، أمنيتها بأن نقضي عطلة رائعة في بيت جدي أضحت أطلالا واهية وأحلامنا بأن ننعم براحة البال باتت كوابيسا مزعجة ...
حتى دواء الطبيب لم ينفع ، ومرت الأيام في توتر وحزن ...
ثم تعلمت أمي الدرس وفهمت أنها اخطأت للغاية في فطمي فجأة ، ولم تدرك اني مثل كل البشر اغار وأحب وأشتاق وأخاف كثيرا وهي جعلتني أختبر كل هذه المشاعر دفعة واحدة دون أن تعوض عن ذلك بضعف الحنان المعتاد ،وبكثير من الدلال واللعب والإحتواءوهكذا عاملتني بلطف بالغ ،وعناية شديدة حتى استرجعت صحتي ، لكن الحليب رغم كل جهودها مازلت ارفضه ، لقد كرهته وصار اللون الأبيض يصيبني بالغثيان
وأشعر حين يقترب كوب الحليب مني كأني اسمع صوت الذئب يعوي في أذني ..
حتى جنت الماما وقررت دون تمهيد أن تنتزع مني رضاعة الحليب ، وتفعل ذلك بعيدا عن والدي ، ولتعذبني أكثر اعطت رضاعتي الخضراء لأسماء تلك البطة السمينة ،كي تفهمني اني كبرت ويجب أن اشرب في كأس سخيف مثل الكبار قاومت في بداية الأمر ،لكنها حاصرتني وهددتني بالغول الذي لا أعرف من هو ، فكنت أشرب بعدم رضا وبكثير من الإزعاج لها ولي ،وصار شرب الحليب كمن صار يشربه مالحا بعد أن طعمه لذيذا وحلوا ..
ث
م صارت تحمل اسماء في كل حين وتهمل وجودي ، قاومت تلك المشاعر القوية وبدأت اتمرد في تناول الطعام ، وهذا الأمر افقد أمي ماتبقي لها من أعصاب ،وصارت تبحث عن افكار لتجبرني بها ، فمثلا هددتني في مرة بشرطة الأطفال في الهاتف ، ولم ينجح الأمر ،في إحدى الليالي حطت حمامات على النافذة سمعت هديلها لأول مرة وشعر بالخوف وقلت لها :ماما ماماإنه صوت الدب ،فضحكت وردت: لالا تخف إنها حمامة فقط ،فارتحت كثيرا ،لكنها استغلت الأمر وبحثت عن صوت الذئب المرعب واسمعتني إياه وصرت أشرب الحليب والتهم الخبز ...
الخوف ،مع الشعور بالغيرة الشديدة والإشتياق لأبي ولرضاعة الحليب ،كل ذلك الضغط والكتمان أمرضني بحمى شديدة. لم أكن أعلم أن الغيرة خطيرة ، تغيرت طباعي ،ولم اعد مرحا ولا نشيطا ،بلا ملامح مبتهجة ،حتى لعبة الأرجوحة لم أعد أطيقها ، كانت أمي تسجل رسائل صوتية لوالدي ،تشكو فيها من حالتي..
وتدهورت حالتي الصحية والنفسية أكثر، كانت تعلم حبي للقلم والأوراق أحضرت مكتبا صغيرا خاصا بالأطفال وبطاقات ملونة زاهية وطلبت أن أخربش ،لكني رفضت وبقيت متعلقا بها وفقط ، كانت تحملني طيلة الوقت ، حاولت أن تقص علي حكايتي المفضلة حول صبي الخيزران ،لكني صرخت ، أمنيتها بأن نقضي عطلة رائعة في بيت جدي أضحت أطلالا واهية وأحلامنا بأن ننعم براحة البال باتت كوابيسا مزعجة ...
حتى دواء الطبيب لم ينفع ، ومرت الأيام في توتر وحزن ...
ثم تعلمت أمي الدرس وفهمت أنها اخطأت للغاية في فطمي فجأة ، ولم تدرك اني مثل كل البشر اغار وأحب وأشتاق وأخاف كثيرا وهي جعلتني أختبر كل هذه المشاعر دفعة واحدة دون أن تعوض عن ذلك بضعف الحنان المعتاد ،وبكثير من الدلال واللعب والإحتواءوهكذا عاملتني بلطف بالغ ،وعناية شديدة حتى استرجعت صحتي ، لكن الحليب رغم كل جهودها مازلت ارفضه ، لقد كرهته وصار اللون الأبيض يصيبني بالغثيان
وأشعر حين يقترب كوب الحليب مني كأني اسمع صوت الذئب يعوي في أذني ..