صفحة 1 من 1

#@# لأنك الله #@#

مرسل: 18 يونيو 2022, 12:10
بواسطة ابن أبيه
لأنك الله

"لا تعذليه" ... أما يكفيه أن فجعا
سرى إلى القفر ... يا تعساً لما صنعا

سعى إلى قدرٍ إذ فرَّ من قدرٍ
وسابق الموت نحو الموت مُضطلِعا

رأى الأمانيَّ تختال المدى غبشاً
فصاحبَ الرَّيبَ نحو الوهم مُقتنِعا

وقاسم الحُلم زاداً بعد راحلةٍ
وصادق الشوق والأهوال والوجعا

وأثمل القلب بالآمال ذات جوًى
وأسكر الروح لا زيفاً ولا جشعا

وأجهد النفس فوق الجَهد ملتهباً
وشد في رحله الإيمان إذ زمعا

يا لائمين هوًى في مهجةٍ نزفت
دمعاً فساح دماً فوق الربى وسعى

وسارقين مُنًى هامت على فننٍ
وذابحين خيالاً ماد وامتنعا

وشاربين نخوب الموت في شغفٍ
وراقصين على أشجانه ولعا

أما ترون أمات الويلُ خافقَه
واستوطن اليأسُ في جنبيه واضطجعا

وفارق النوم جفناً عاشقاً طرباً
فرقَّ هولاً وأردى وجدَه هلعا

وانساب ماءً وموتٌ قاب قوس مُنًى
وقارب العمر وسط الموج قد شرعا

ما ضرَّ لو أزهرت أمواجه أملاً
إذ مسَّه الضرُّ مذ للكون كان وعى

ما ضرَّ لو لامست كفَّاه بعض ندًى
أو هامس القلبَ إصباحٌ إذا طلعا

ورقَّ كالورد لما اسَّاقطت مطراً
سحائبُ العمر ... عيشٌ ... أو سرى شعُعا

لكن ... وتعذل ما أبقت نوائبه
وتغرس السيف تلو السهم مندفعا

ويعبث الخنجر الفضيُّ في جسدٍ
لم يبق شبرٌ به لم يتَّقد سَلَعا

يصيح والليل قد ملَّته أنجمه
وشاب قلبٌ ... وضجَّت أضلعٌ ... فدعا

يقول: يا ربِّ ... قد ضاقت بما رحبت
بنا المنافي... فلا رحبٌ لنا اتَّسعا

يا جابر الصدع ... إنَّ الموت قاب هوًى
سواك ربَّاه من ذا يرتجى طمعا

لأنك الله ... قلبي بالرضا ثملٌ
لأنك الله ... أمناً كان أم فزعا

لأنك الله ... قد أطلقت قافيتي
لأنك الله ... حسبي... لا أُرى جزِعا

أبو حمزة
18.6.2022

Re: #@# لأنك الله #@#

مرسل: 18 يونيو 2022, 12:19
بواسطة علي مهلهل
ما ضرَّ لو أزهرت أمواجه أملاً
إذ مسَّه الضرُّ مذ للكون كان وعى

ما ضرَّ لو لامست كفَّاه بعض ندًى
أو هامس القلبَ إصباحٌ إذا طلعا

ورقَّ كالورد لما اسَّاقطت مطراً
سحائبُ العمر ... عيشٌ ... أو سرى شعُعا

لكن ... وتعذل ما أبقت نوائبه
وتغرس السيف تلو السهم مندفعا

ويعبث الخنجر الفضيُّ في جسدٍ
لم يبق شبرٌ به لم يتَّقد سَلَعا

أبدعت أبو حمزه في الوصف معنى ومغنى 👍🌹🌹

Re: #@# لأنك الله #@#

مرسل: 18 يونيو 2022, 20:42
بواسطة محمد كنجو
ونعم بالله لايذل من والاه ولايعز من عاداه
ما أروع النظم عندما يطاوع الإحساس
قصيدة ايمانية رائعة جدا شاعرنا المبدع
حفظك الله ووفقك ووفقنا دائما لما يحبه ويرضاه .

Re: #@# لأنك الله #@#

مرسل: 18 يونيو 2022, 21:23
بواسطة منيرة
سلام الله عليكم ورحمته وبركاته أخي أبو حمزة
غيابك كان مثمرا ،فقد عدت بقصيدة رائعة معنى ومبنى ..
العنوان الموفق والنهاية المميزة الراضية منحت القارىء شعورا بالسلام الجمبل ..
بارك الله فيك اخي

Re: #@# لأنك الله #@#

مرسل: 19 يونيو 2022, 09:45
بواسطة نجمة
ماشاءالله تبارك الله
قرأتها بالأمس ورغم الأنشغال
ولجمالها قرأتها أكثر من مرة 😊

Re: #@# لأنك الله #@#

مرسل: 23 يونيو 2022, 13:55
بواسطة ابن أبيه
أصدقائي الكرام

أعتذر حقا عن تأخري في الرد عليكم
ومرد ذلك كله إلى ما أمر به من ظروف حالية تفرض علي البعد عن الواقع الافتراضي إلى واقع لا يكاد يترك لي فرصة لالتقاط الأنفاس

قد لا أجد فرصة للرد قريباً

لكن فلتعلموا أن في القلب لكم مكانا لا يضاهى.. وموضعا لا يدانى

دمتم بكل الخير والود

أخوكم أبو حمزة

Re: #@# لأنك الله #@#

مرسل: 23 يونيو 2022, 14:15
بواسطة خالد
قصيدة بديعة مدهشة أخي حمزة..
لا أرتك الله بأسا أخي، ولا تطل الغيبة..

Re: #@# لأنك الله #@#

مرسل: 24 يونيو 2022, 09:28
بواسطة فراشة سماوية
رائعة بحق
رائعة و أكثر

خاصة آخر مقطع
يصلح كدستور للرضا في الحياة.


يا جابر الصدع ... إنَّ الموت قاب هوًى
سواك ربَّاه من ذا يرتجى طمعا

لأنك الله ... قلبي بالرضا ثملٌ
لأنك الله ... أمناً كان أم فزعا

لأنك الله ... قد أطلقت قافيتي
لأنك الله ... حسبي... لا أُرى جزِعا

....

بوركت و بورك فكرك وقلمك
كل التقدير أخي أبو حمزة.