○ وقــفـةٌ مـُقـتطعـةٌ مـِن الزمـَنِ السـَّريعِ ○,, بفـلـسَـفـتِي ,,, سلمى07
مرسل: 27 فبراير 2022, 15:44
_______________
في زمنٍ تتصاعد فيه أسهمُ بعضٍ... تكاد تصل عنان السَّماء، تتزينُ الأفواه والآذان والأنوف والملامح بلون الترفِ والرقيِ والاعتلاءِ، ترقى تفاصيلهم إلى درجاتٍ مترفةٍ، تأخذهم كما يأخذ بساط الريح الحالمين، يطير بهم حيث يشاؤُون، لا يترك بأفئدتهم أمنيةً دون أن يُحقـِّقَها.. مثلهم كمثل أبطال قصص الأساطير، الذين ملكوا مارد المصباح، فنفـَض عن مخيلاتهم غبار التمني والترجي، ومحَا من أسطح أمخاخهم أية فكرةٍ مستحيلةٍ.. فحقق الأماني، وزرع المستحيلات، لتنبت وتصبح واقعًا ملموسًا، ظفر به الحالمون ونالوا قسطًا كبيرًا واسعًا شاسعًا من الحياة..
فكانَ أن لبسوا، وأكلوا، وشربوا، وضحكوا، وتمتعوا.. وكان أن درسوا، ونجحوا وعملوا وترنحوا فوق سطح الكرة الأرضية، يدوِّرونها بين أرجلهم كلاعب كرةٍ محترفٍ، يـُتقـنُ فنَّ تليين الكرة، بلقطاتٍ لا يُحسنها إلا من ملك مهارة خارقةً موهوبةً مجبولةً ممنوحةً كعطيةٍ وهديةٍ من السَّماء، قبل أن تكون خبرةً وتدريبًا وتعلـُمًا..
وفي نفس الزمن... تتنازل أسهم البعض دون أدنى رغبةٍ منهم، تنهال عليهم السِّـلبيات من كل جانب، يحاربون أساها كمثل الضروسين الذين وُلدُوا في قبائل تقتاتُ على القتال وتعيشُ عليه، لا تملك وسيلة أخرى من الحياة سوى الدفاع عن الذات، أو الجري وراء الرغبات دون جدوى..
تتقاذفهم أمواج الحياة، كأبطال الحكايات الأسطورية أيضًا، ولكنهم أبطالُ المآسي الذين وُجدوا ليكتبوا لعنوان حياتهم وبالخط الأسود العريض.. أن الحياة ألــم.. يعاندُون وحوش الحياة، يدافعون عن حقوقهم ضد السَّالبين، يعيشون ليُبعدوا عنهم المصائب، يتنفسون فقط حتَّى ينتظرُوا الغد، ليواصلُوا تعب الأمس القريب.. ليمرَّ الزمان فيتساءلون عن سبب العيش وهدف الحياة، ولا يجدون بالخُلد إجابةٍ، إذ حتى أثناء التفكير في الإجابات تتقاذفهم الكوارث، فيضطرون لنفض غبار التساؤلات، ونشر غطاء التفكير في كيفية إبعاد القادم المُرعب الآتي..
وبنفس الزمن أيضًا... تعتدل أسهم البعض، فلا هي في ارتفاعٍ ولا هي في انخفاضٍ.. يتوجمون مرةً يدورون في أدغال الحياة، كالتائهين الأسطوريين أيضًا.. الذين وُلدوا ليعانقوا التوهان رغمًا عنهم.. يجدون تارةً ما يقتاتون به، وما يستمرون به للوقوف بثبات.. ويتشتتون أخرى تغلبهم وحوش التردد، وضباع الخذلان، وذئاب الكسل والتوهان.. وتارةً أخرى تبتسمُ لهم شجونُ السنون.. كمثل من ابتسمت لهم فكانوا أبطال -بينِ البين- لا هم بالناجين من مخالب الضياع والألم، ولا هم بالغاطسين فيه حدَّ السقم..
في نفس الزمن أيضًا... مُحيطون مُلِمُّون بما يجري في الكون، يتأملون بصمتٍ رهيبٍ يُسمَع له صوتُ الأنين.. ثمَّ بصوتٍ كليمٍ يُسمعُ له حسُّ السكون المطبق.. يُعايشون هؤلاء وأولئك وغيرهم الكثير.. ولا يجدون لذواتهم مكانًا يُصنـَّفونهم فيه.. لكأنهم بعيدون عن خارطة الزمن.. يعيشون زمانًا غير الزمان، وحياةً غير الحياة. قد يفقهون أكوانًا وعوالم ودروب ومتاهات.. كأنه مضى على وجودهم دهورًا كاملةً، وهم في الحقيقة لا يزالون في بدايات الطريق..
هؤلاء يتوجمون من الآتي.. لأنهم عاشوا مع ذواتهم ومع غيرهم ومع الأساطير كل الحيوات.. تنبت بعقولهم نبتة استفهام، تتحول لشجرة باسقةٍ، وارفةِ الظِلال، تُسقط على رؤوسهم ثمارًا يوميةً تذكرهم بفائدة الكون، وعوالمه المتشعبة.. فيأكلونها بنهمٍ للجواب، يرددُون قائلين.. رغم الصخب ذاك كله.. رغم الثورات والتوجمات.. رغم التجمهر والضجيج: تفاهة.. تفاهة.. كل شيء يبدو كحبة ثمرةٍ تافهة، يتخيلها الناظرون ثمرًا شهيًا غريبًا مميزًا.. يُذاق من غير استبانة الطعم..
فيرجِعُ منها الجائع بنفس جوعه.. ويعود إليها الناهمُ بنفس نفهمه الأول.. والذي كان يجبُ أن يكون، أن لا يُقترب أحدٌ من فكرة الشبع أصلاً.. ولا من رغبة التذوق أيضًا.. فليست كل الثمار قابلةً للأكل، ولا كلها مانحةً للشبع..
بين كل هؤلاء.. يجري الزمن، ويجري، ويجري، ويجري.. الكل يتبع اللاحق وينتظرُ الآتي.. ويَذكـُرُ الفائت بقلبٍ لاهٍ أو يقضٍ أو عاتي..
تتشابكُ جميع الأسهم التي ارتفعت، والتي دنت، والتي اعتدلت أيضًا، لتصبح سهامًا قد تُصيب الأهداف بينةً، أو قد تصيب أصحابها في غفلةٍ.
________________
تمتماتٌ خربشاتٌ أم فلسفاتٌ.. لستُ أدري غير أنها وجدت رغبةً بالاندلاق، فانسكبت كاملة..
في زمنٍ تتصاعد فيه أسهمُ بعضٍ... تكاد تصل عنان السَّماء، تتزينُ الأفواه والآذان والأنوف والملامح بلون الترفِ والرقيِ والاعتلاءِ، ترقى تفاصيلهم إلى درجاتٍ مترفةٍ، تأخذهم كما يأخذ بساط الريح الحالمين، يطير بهم حيث يشاؤُون، لا يترك بأفئدتهم أمنيةً دون أن يُحقـِّقَها.. مثلهم كمثل أبطال قصص الأساطير، الذين ملكوا مارد المصباح، فنفـَض عن مخيلاتهم غبار التمني والترجي، ومحَا من أسطح أمخاخهم أية فكرةٍ مستحيلةٍ.. فحقق الأماني، وزرع المستحيلات، لتنبت وتصبح واقعًا ملموسًا، ظفر به الحالمون ونالوا قسطًا كبيرًا واسعًا شاسعًا من الحياة..
فكانَ أن لبسوا، وأكلوا، وشربوا، وضحكوا، وتمتعوا.. وكان أن درسوا، ونجحوا وعملوا وترنحوا فوق سطح الكرة الأرضية، يدوِّرونها بين أرجلهم كلاعب كرةٍ محترفٍ، يـُتقـنُ فنَّ تليين الكرة، بلقطاتٍ لا يُحسنها إلا من ملك مهارة خارقةً موهوبةً مجبولةً ممنوحةً كعطيةٍ وهديةٍ من السَّماء، قبل أن تكون خبرةً وتدريبًا وتعلـُمًا..
وفي نفس الزمن... تتنازل أسهم البعض دون أدنى رغبةٍ منهم، تنهال عليهم السِّـلبيات من كل جانب، يحاربون أساها كمثل الضروسين الذين وُلدُوا في قبائل تقتاتُ على القتال وتعيشُ عليه، لا تملك وسيلة أخرى من الحياة سوى الدفاع عن الذات، أو الجري وراء الرغبات دون جدوى..
تتقاذفهم أمواج الحياة، كأبطال الحكايات الأسطورية أيضًا، ولكنهم أبطالُ المآسي الذين وُجدوا ليكتبوا لعنوان حياتهم وبالخط الأسود العريض.. أن الحياة ألــم.. يعاندُون وحوش الحياة، يدافعون عن حقوقهم ضد السَّالبين، يعيشون ليُبعدوا عنهم المصائب، يتنفسون فقط حتَّى ينتظرُوا الغد، ليواصلُوا تعب الأمس القريب.. ليمرَّ الزمان فيتساءلون عن سبب العيش وهدف الحياة، ولا يجدون بالخُلد إجابةٍ، إذ حتى أثناء التفكير في الإجابات تتقاذفهم الكوارث، فيضطرون لنفض غبار التساؤلات، ونشر غطاء التفكير في كيفية إبعاد القادم المُرعب الآتي..
وبنفس الزمن أيضًا... تعتدل أسهم البعض، فلا هي في ارتفاعٍ ولا هي في انخفاضٍ.. يتوجمون مرةً يدورون في أدغال الحياة، كالتائهين الأسطوريين أيضًا.. الذين وُلدوا ليعانقوا التوهان رغمًا عنهم.. يجدون تارةً ما يقتاتون به، وما يستمرون به للوقوف بثبات.. ويتشتتون أخرى تغلبهم وحوش التردد، وضباع الخذلان، وذئاب الكسل والتوهان.. وتارةً أخرى تبتسمُ لهم شجونُ السنون.. كمثل من ابتسمت لهم فكانوا أبطال -بينِ البين- لا هم بالناجين من مخالب الضياع والألم، ولا هم بالغاطسين فيه حدَّ السقم..
في نفس الزمن أيضًا... مُحيطون مُلِمُّون بما يجري في الكون، يتأملون بصمتٍ رهيبٍ يُسمَع له صوتُ الأنين.. ثمَّ بصوتٍ كليمٍ يُسمعُ له حسُّ السكون المطبق.. يُعايشون هؤلاء وأولئك وغيرهم الكثير.. ولا يجدون لذواتهم مكانًا يُصنـَّفونهم فيه.. لكأنهم بعيدون عن خارطة الزمن.. يعيشون زمانًا غير الزمان، وحياةً غير الحياة. قد يفقهون أكوانًا وعوالم ودروب ومتاهات.. كأنه مضى على وجودهم دهورًا كاملةً، وهم في الحقيقة لا يزالون في بدايات الطريق..
هؤلاء يتوجمون من الآتي.. لأنهم عاشوا مع ذواتهم ومع غيرهم ومع الأساطير كل الحيوات.. تنبت بعقولهم نبتة استفهام، تتحول لشجرة باسقةٍ، وارفةِ الظِلال، تُسقط على رؤوسهم ثمارًا يوميةً تذكرهم بفائدة الكون، وعوالمه المتشعبة.. فيأكلونها بنهمٍ للجواب، يرددُون قائلين.. رغم الصخب ذاك كله.. رغم الثورات والتوجمات.. رغم التجمهر والضجيج: تفاهة.. تفاهة.. كل شيء يبدو كحبة ثمرةٍ تافهة، يتخيلها الناظرون ثمرًا شهيًا غريبًا مميزًا.. يُذاق من غير استبانة الطعم..
فيرجِعُ منها الجائع بنفس جوعه.. ويعود إليها الناهمُ بنفس نفهمه الأول.. والذي كان يجبُ أن يكون، أن لا يُقترب أحدٌ من فكرة الشبع أصلاً.. ولا من رغبة التذوق أيضًا.. فليست كل الثمار قابلةً للأكل، ولا كلها مانحةً للشبع..
بين كل هؤلاء.. يجري الزمن، ويجري، ويجري، ويجري.. الكل يتبع اللاحق وينتظرُ الآتي.. ويَذكـُرُ الفائت بقلبٍ لاهٍ أو يقضٍ أو عاتي..
تتشابكُ جميع الأسهم التي ارتفعت، والتي دنت، والتي اعتدلت أيضًا، لتصبح سهامًا قد تُصيب الأهداف بينةً، أو قد تصيب أصحابها في غفلةٍ.
________________
تمتماتٌ خربشاتٌ أم فلسفاتٌ.. لستُ أدري غير أنها وجدت رغبةً بالاندلاق، فانسكبت كاملة..