المنتجـع الأدبي

عُزلة
ق.ق.ج

- أمي .. متى أستطيع أن أخرج للشارع.؟
- حين تكبر يا ( سامق )؛ مازلت قصيرا.

بعد عشر سنوات ..

- أمي .. متى أستطيع أن أخرج للشارع.؟
- حين تكبر يا ( سامق )؛ مازلت قصيرا.

بعد عشرين سنة ..

- ألن تذهب معنا لندفنها يا ( سامق ) ..؟
- لا أستطيع؛ لا زلت قصيرا..!

.
ع.ب

^^
حين تحصد مازرعت
حين تجني ماغرست
حين تصنع عقدة لاتنتظر أن تحل حين موتك
ثم ذلك التناقض بين الإسم والصفة
رَجُلٌ سَمِقٌ: طَوِيلٌ، هو سامق لكنه قصير في نظر الأم .

تقرأ ايضا من وجهة نظر أخرى ،حين يكون الخوف مبالغا فيه ،تحولت الحماية لعزلة .

أيضا تحتمل أنه حين تتشرب فكرة ما حتى لو كانت خطأ من شخص تثق به وتحبه ،لن تتغير الفكرة حتى لو مات ذلك الشخص ...

قصة قصيرة تتحمل كثيرا من التأويلات
هذه القصة كأنها ( جرس إنذار )
أحسنت عدي
تقديري الكبير وإمتناني ^^

لايمكن لأم طبيعية أن تحرم صغيرها
من النور لمجرد أنه قصير ويستمر الأمر حتى مع بلوغه سن الشباب .
هل كان مختلف عن أقرانه لهذا الحد . ؟
هلكانت الأم تخشى عليه من الخروج للشارع ومواجهة اخطار الإستهزاء والتنمر ؟
القصر يبدو هنا كناية عن أمر أخر أشد وطأة على الأم .

التقدير والتحية كاتبنا عدي بلال لمشاركتنا هذه الومضة الإبداعية بما حملت من تساؤلات كبيرة

كما قال الأخ محمد
القصر يبدو هنا كناية عن أمر أخر أشد وطأة على الأم .
ابدعت اخي ^^

السلام عليكم
كم هو عجيب قدرة الأم على صنع الشخصيات وبناء الأنفس
إذ منذ طفولة الأبناء وهي تغرس فيهم الكثير..
إلى أن يأتي اليوم الذي يصبحون كما أرادت..

الفرق فقط هو كيف تريدهم، وإلى ماذا تعدهم؟
وليست كل أم تستحق حمل هذا اللقب.

في هذا النص استطاعت الأم بجدارة أن تُحمِّل ابنها عبئ كونه قصيرا..
وماذا بعد... المسكين..

قصة تحمل الكثير من العبر.
وفقت أخي عدي
شكرا

أهلا بعودة قلمك أخي بلال^^
..
أول قراءة
وصلني شعور سيء..
نزعة انتقامية من سامق..
وكأنه يقول
لأنها لم تتركني أخرج وأعيش طفولتي و مراهقتي كما يجب..
لن تنتظر مني الآن أن أدفنها و ابكي عليها!
عليها أن تقبل النتيجة..أن تقبل الولدَ الذي ربّته وكيف أصبح!

تماما مثلما نقول لطفل صغير

قم، لا تنخرط في أحادثينا؛ أنت صغير
ثم نطلب منه مثلا أن يحضر لنا كوب ماء ههه
سيقول
أنا صغير في كلتا الحالتين، ولن أحضر لكم ماء ^

..

هناك قراءات أخرى
لكن هذه أول ما وصلني^

تحياتي

لقد بني هذا النصيص على فكرة ( التربية كما تفضلتم أيها الرفاق ) وقد أدرك الجميع الهدف من هذا النصيص.
ولأن كل فكرة لها قالب، ولأن فئات المجتمع كثيرة ..
فقد قررت أن أسلط الضوء على فئة معينة هنا، وهي ( الأقزام )

اخترت اسم ( سامق )، فهذه الأم ترى ولدها عالي الشأن، والأم لا ترى في ولدها إلاّ ما هو جميل .
القفزات الزمنية، كانت مقصودة، حتى تتزامن مع رد الشخصية الام ( مازلت قصيرا )
لم تقل مازلت صغيراً، لأن هذه الجملة لا تعدو على أنها جملة منطقية، وكل صغير يكبر، ويثور في مرحلة عمرية معينة ..
لكنها قالت له ( مازلت قصيرا ) لأنها تعلم بأنه لن يصبح ذات يوم ( طويلاً ) لسببين .
أولهما: حتى يتحقق عنصر الدهشة في الخاتمة ، مرور عشرين سنة ومازال قصيرا .. ( الايحاء ) .
وثانيهما: هو حصد النتيجة ( العزلة ) بسبب خوف الأم على ولدها من أن يلقى ما لقيته ( التهكم ) من الناس، فقررت أن تعزله عن العالم ( تصرف خاطئ )

هذا النصيص يطرح أكثر من فكرة، ويسلط الضوء على شريحة مجتمعية ( القزم )، ويدعو إلى اختلاط هذه الشريحة مع المجتمع، وإلاّ حصد العزلة التي اخترتها كعنوان لهذه القصجة ..

ممتنٌ لجميع من حضر هنا من الرفاق ، وبكم نرتقي بفكرنا، ونساهم في تسليط الضوء على شرائح كثيرة في المجمتع، أسقطها العالم من حساباته.

كل التحية

اندهشت للغاية من شرحك عدي ، حقا كانت صفعة أدبية لن تنسى مطلقا

انا وريم نفدنا منها هههه ^^

لكن ردك كان ثمين جدا مشرفتنا المنيرة
وجاء مفيدا وغنيا ومن ضمن احتمالات عدة لقراءة النص .

انت كنت قريبا جدا يا محمد كالعادة ^^
أنا من ضعت بعيدااااااااا

الحقيقة رغم كل التفسيرات التي قدمتها ،بقي العنوان عائقا شديدا المراس ليجعل قراءتي ناقصة وغير مرضية .
وما كنت لتختار العنوان عبثا .
ثم كلمة سامق ،ذهبت وبحثت عن معناها للتأكد قبل وضع الرد ....
التفسير السهل والبسيط والواضح تجنبته وغرقت في تفلسف لايجدي مطلقا في هذه الحالة .
وسبحان الله هذه عبارتك(ونساهم في تسليط الضوء على شرائح كثيرة في المجمتع، أسقطها العالم من حساباته.)
نحن اسقطنا حتى الأقزام من تفسير أدبي واضح للغاية ،وكأننا اتفقنا على نبذهم إجتماعيا وقصصيا وحتى نقديا
موجع حقا ماحصل ، كنت ذكيا للغاية يا عدي في إيصال
رسالتك وبطريقة راقية ^^