صفحة 1 من 1

🥉نانسي و السبوعي - جويدة (مسابقة النوع 1)

مرسل: 16 فبراير 2022, 12:20
بواسطة جويدة
نانسي والسبوعي

- أنظري إلى حجمها، شكلها كحبة الجوز
لمعت عينا سهى وهي تراها تتحرك رفقة سبعة آخرين بداخل علبة صغيرة، وانفرجت أساريرها بهجة وهي تتخيلها تحوم بداخل شقتها الصغيرة باعثة روحا لطيفة بالأرجاء.
- أجننت؟ لن يقبل زوجك بوجودها أبدا، تعرفين أنه لا يميل إلى تربية الحيوانات...تحركي من هنا ولا تجنيني.
- أرجوك، انظري إلى عينيها السوداوين الصغيرتين، انظري إلى حجمها، ربما لن يلاحظ وجودها أبدا، سأخفيها في صندوق وأضعها في ركن مخفي وأحررها كلما غادر إلى العمل إن اضطررت.
- لا تتهوّري، من سيطعمها، وأنت لا تغادرين البيت إلا نادرا؟ وزوجك لا يحب تناول الخس، وهي لا تشتهي غيره ...تعقّلي.
كانت ريم تحاول جر سهى بالقوة بعيدا عن بائع السلاحف الصغيرة، ولكنها تسمّرت كشجرة عتيقة، غائرة جذورها بالأرض، والبائع يقبع غير بعيد لا يبالي بالمد والجزر الماثل أمامه، وكأنه لن يستنفع من الصفقة، وكأنه عامل حكومي، لا يفيده جمع الضرائب -على كثرتها-في شيء، ولعل بخس الثمن يفسر برودة أعصابه ولا مبالاته، ولعله بمحض التجربة تأكد أن البائع ينوي الشراء ولو طلب ثروة.
- لو سمحت، أريد واحدة ...قالت سهى بعينين ضاحكتين كياباني سعيد.
- إن كان ولا بد اختاري هذه، قالت ريم لأختها وكلها امتعاض لم يؤثر على مزاج سهى والبائع في شيء.
- ولماذا هذه بالذات؟
- لأنها تبدو أكثر حيوية من غيرها، ربما هم مرضى، والدليل أنهم لا يلتفتون لورق الخس.
- حسن، ضع هذه في علبة لو سمحت وامنحني ورقة خس لعشائها من فضلك.
لفّ الرجل السلحفاة، كهدية ذهبية بداخل علبة بعيدة كل البعد عن الأناقة، وضم ّاليها ورقة خس ذابلة، واستلم الثمن وعاد لقرفصته بالركن.
كانت سهى سعيدة كمن بشرت بالحمل، إذ كانت تحمل بحقيبتها كائنا حيا يتحرك، واستعجلت الوصول إلى البيت لتلقي صغيرتها بأرجائه عازمة على وضع زوجها تحت الأمر الواقع، لعلمها أنه سيرضخ بالنهاية لرغبتها وجنونها.
وصولا إلى البيت، أول ما تبادر إلى ذهنها، تلوين قوقعة سلحفاتها الصغيرة. هكذا ستبدو ألطف وأجمل، وسيحبها محمود سريعا ...سيأخذ بعض الوقت ليعتاد عليها، لكنه سيحبها بالتأكيد.
Screenshot_20220216-131120.jpg
كانت بعد ذلك العناء، سلحفاة مثالية بنظر سهى، بألوان زاهية لا يختلف اثنان على عدم الإعجاب بها، ودخل محمود مرهقا من مشقة اليوم، فاستقبلته بكل الود الذي ألفه مذ تزوجا، ثم استأذنته بمبيت ضيف معهم.
- كيف نستقبله بهذا الوضع؟ من يكون قليل المروءة من يفرض نفسه ضيفا علينا ولا نملك غير هذه الغرفة؟
- اعتبره طفلا، قالت سهى باسمة الثغر كالعادة.
- أحد أبناء اخوتك؟ منذ متى يفارقون أهاليهم للمبيت عندنا والحال هذه؟
- ليس أحدا ممّن تعرف...أصرت سهى على إخفاء هوية الضيف رغم شعورها ببداية انفعال محمود.
- مرحبا به إن كان طفلا، ضيفا أو مقيما، قال محمود كاظما غيظه ونفاذ صبره، وآثر اختصار الحديث كي يظهر الضيف نفسه بنفسه.
حملت سهى علبة صغيرة ومدتها لزوجها بذات الابتسامة الواضحة، فراح محمود يحدق بما فيها ليتفاجأ بسلحفاة ذات ألوان فاقعة، استنكرها ونفر من كل ما فيها، حتى سلطة الخس الذابلة قلبت معدته،و هزت أركانه ، ولكنه تماسك وأبدا رباطة جأش كبيرة كي لا يجرح مشاعر زوجته وأردف:
- من أين جاءت؟
- يبدو أنها لم ترقك، ذلك دأبك مع كل جديد، هل تذكر السمكتين اللتين أصريت أن تشتريهما لي؟ لم تحبهما بادئ الأمر، ولكنك تعلقت بهما فيما بعد وحزنت لموتهما، وستحب السلحفاة أيضا، صدقني.
- هل هي ضيفة أم تنوين التكفل بها؟ قالها محمود وقد تكمشت أساريره من القرف.
- طبعا سأتكفل بها، أحتاج إلى الشعور بالحياة في غيابك. قالت سهى محاولة دغدغة مشاعره.
- لكن ...سلحفاة؟ ألم تجدي غيرها؟
- إنها جميلة، صبورة غير مؤذية، لا تحتاج لمكان شاسع، ولا لعناية فائقة وليست متطلبة أبدا، تحتاج لورقة خس كغذاء يومي.
- يا ألهى، ستحضرين لي يوما ثورا أو قردا من أجل التسلية ...قالها مستسلما.
- كلا، أفكر بالعيش رفقة هذه السلحفاة طول العمر، ستعيش سنوات أطول منّا، هل كنت تعلم؟ عمرها مديييد.
- ومعاناتي ستكون مدييييدة .... وماذا عن فضلاتها؟
- من غيري سينظف، إنها بالكاد كحجم فضلات عصفور.
قضي الأمر ، و كان أن جهز محمود بيتا من الورق المقوى للسلحفاة ، و أسماها نانسي لصغر حجمها و كثرة حركتها ، و صار يصطبح على ملاحقتها قدمه و عضّه إن استطاعت، و كثيرا ما كانت تنال منه في صلاته فيضحك ، و كانت سهى تشاهد الحب الذي نشأ بينه و بين نانسي في غضون أيام فتبتسم سعيدة بهذا المخلوق الضعيف الذي استطاع أن يخلق جوا لطيفا بالبيت، و اتسع المكان رغم ضيقه له ، و فسّحت القلوب على كثرة مشاغلها للانشغال به ، إلى أن حل الشتاء ، و فرض السبات وجوده ، و نامت نانسي ، فلم تستيقظ ، و اغمضت عينينها السوداوين الصغيرين إلى الأبد ، و حل بالبيت حزن غريب، اقتضى معه حضور ضيف آخر، لتحل معه البركة و السعادة من جديد.
فكرت سهى ودبرت، وقررت احضار قط من بيت الجيران، فقد ولدت قطتهم منذ أيام، ولكن استضافة قط يتطلب المشاورة والمشاركة، ولو أنها تشتهي تربية الكلاب، فهم ألطف وأوفى، غير أنه يستحيل اقتناء واحد وهما يعيشان في مجمع سكني.
- محمود، أريد اقتناء قطة من بيت الجيران التي ولدت حديثا.
- أجننت؟ لا أحب شعر القطط، وماذا لو خرّب المكان، وماذا عن فضلاته التي يلقيها بكل ركن؟ لعلمك قد أعاني من حساسية القطط، فأنا لم ألمس قطا بحياتي، أمي لم تسمح بهذا أبدا.
- أرجوك، أحتاج لحياة بالبيت، ولن يوفرها غير قط، أرأيت حين اقتنينا السمكتين، ثم السلحفاة؟ ألم تكن معترضا وظننت أنهم سيجلبون المشاكل، ثم أحببتهم كواحد من ولدك؟ كذلك ستحب القط، أؤكد لك، وإن لم تحبه فدعه لي، أنا سأتكلف كالعادة بنظافته وإطعامه، أرجوك، أحتاج إلى ذلك.
- حسن، أفضل أن آخذ القط من إحدى زبوناتي، قالت إن قطتها معقمة ونظيفة، فان كنت فاعل، فسأختار قطها.
فرحت سهى ولم تمانع من أي مكان يصل القط، بينما كان محمود كالعادة قاني الوجه مغلوبا على أمره، معترضا على قوانين الحياة وتصاريف الدهر.
اتصل بها ذات مساء طالبا النجدة، فقد أحضر القط في علبة كرتونية، ولا يريد أن يصمت عن المواء، وخاف أن يحمله فيغادر علبته ويلامس يده، لعله يخدشه أو يعضه فيلحق بالمشافي التي لا أمان فيها.
حثّت سهى الخطى سعيدة وكأنها تقف على سجاد طائر... حملت العلبة والقط الصغير بها يصيح محاولا الإفلات
- حبيبي، كم أنت جميل ...للقط قالت سهى ذلك، بينما وجم محمود للحظة.
- أصبح حبيبك منذ الآن، وأنا ركنت في الرف؟
ابتسمت سهى وداوتها قائلة: أتغار من صغيرك؟
وصولا إلى البيت، استقر مزاج القطيط، وبدأ يكتشف المنطقة شمّا ونظرا منتقلا من غرفة لأخرى تحت عناية الزوج السعيد.

ثلاثة أيام كانت كفيلة لجعل سهى ومحمود يطيران فرحا بالوافد الجديد، يراقبان حركاته وسكناته كمولود صغير، ونسي محمود فزعه، وحساسيته، وغرق في سعادة لا يفهمها إلا مربوا القطط، والذين حرموا من الإنجاب خاصة، فصار القط لديهم بمنزلة الولد، وكان أن أسموه السبوعي.
كان السبوعي يبدأ يومه كقط ولد ، بالوقوف على رأس سهى و العبث بشعرها حتى تفيق ، فان لم تفعل انتقل إلى الخطة ب حيث سيصعّد من هجومه و شراسته فيعض أصابع يدها ، حتى تستسلم و تعلن جاهزيتها لإطعامه ، حين ذاك يقفز فرحا رافعا ذيله كعمود علم ، و يسبقها إلى المطبخ كي لا تتوه أو تغير مسارها ، ثم يجلس على الأرض أو فوق الطاولة أو على شفى كرسي قريب و يبدأ موشحه القوي ، كي يحرجها و يوترها فتزيد من سرعة الإنجاز ، فلا وقت لديه لتضييعه ، عليه أن يأكل ، و يذهب إلى المرحاض ، ثم يمارس رياضته على محمود ، و العجيب أنه لا يوقظه أبدا لإطعامه، و كأنه فهم دور كل واحد منهما، و قرر الوقوف عليه.
كان محمود يضطر حين يعض السبوعي أصابع قدمه على النهوض، ولم يكن سهلا أبدا على سهى إيقاظه من النوم مذ تزوجا ونجح السبوعي رضيعا فيما عجزت عنه طويلا.
حين يصلي الزوج معا، تحت صخب السبوعي وتعذيبه، كانت رياضة كرة القدم تبدأ مع محمود، ريثما تحضر سهى فطور الصباح.
ثم يقفز السبوعي فوق مائدة الإفطار ويتشمم كل طبق كي يتأكد أن سهى لم تحرمه من شيء، ثم يجلس غير بعيد لمشاهدة أبويه في توافقهما يتناولان ما قسم الله لهما.
لم يسمح السبوعي أبدا لأبيه بمغادرة البيت بسهولة، لذا كانت تحمله سهى بين ذراعيها كلما هم بالمغادرة كي لا يلحق به فيسبب الفوضى في رواق العمارة.
إذا ما بقي السبوعي بمفرده مع سهى، كان يلعب دور الظل، فهو معها حيثما حلّت، إن كنست البيت التصق بالمكنسة لا يفارقها وكأنها أمه، فيجمد حركة سهى، وإذا انتقلت لمسح الأرض يلعب التزلج على البلاط فيغدو ويجيء ويبلل فروته ولا يبالي طالما يحصل على المتعة التي يريد، فتضطر سهى لتجفيفه بمنشفة أو مجفف الشعر، لتنال نصيبا من الخدش يصور فيه على يديها كبيكاسو أروع الخطوط الدموية.
وإذا فكرت بفتح الحاسوب، تراه أمام الشاشة يشاهد الفأرة فيلاحقها، أو يجرب الضغط على الحروف، أو ينام على لوحة الكتابة، ولا يروق له النوم على غيرها مهما حاولت سهى إبعاده.
قبل وصول محمود بثوان، يستشعر السبوعي حضوره، وقبل أن يدق الجرس يقفز أمام الباب متأهبا فيرن الجرس من بعده، ويموء السبوعي فرحا، لتحمله سهى بين ذراعيها بقوة إذ يحاول المتملص منها، فيدخل محمود وتتقابل عينا السبوعي مع عينيه، وكأنه بوح بالإشتياق، ويقفز من بين يدي سهى إلى كتفه ويدور بين جانبيه، ويمسح على رأسه، ولا يكتفي منه حتى يحمله في أحضانه ويكلّمه مداعبا معبرا له عن شوقه.
بعد قسط من الراحة، يطالب السبوعي باستمرار اللّعب بالكرة مع زميله حاملا الكرة بين فكيه، فيختلطان في غرفة خاصة قد أفرغت محتوياتها لهذا الغرض، ويتواصل ضحك محمود وتشجيعه للسبوعي مع كل تسديدة يقف ضدها فهو الهدّاف والسبوعي حارس المرمى الصنديد.
بعد العشاء كان السبوعي يتكوم بين سهى ومحمود وغالبا ما يميل نحو زميل اللعب، فيبدو كطفل وديع علبه النعاس، أو هدية من السماء. لتمضي الأيام سريعة سعيدة رفقة الأرواح الطيبة البريئة وتزول غمائم الحزن تباعا بكرم من الله على يدي هرير قادم من المجهول.
Screenshot_20220216-131107.jpg

Re: نانسي و السبوعي - جويدة (مسابقة النوع 1)

مرسل: 16 فبراير 2022, 12:38
بواسطة فراشة سماوية
أهلا بك جوييدة♥️

الأولى

Re: نانسي و السبوعي - جويدة (مسابقة النوع 1)

مرسل: 16 فبراير 2022, 14:00
بواسطة فراشة سماوية
كي يحرجها و يوترها فتزيد من سرعة الإنجاز ، فلا وقت لديه لتضييعه ، عليه أن يأكل ، و يذهب إلى المرحاض ، ثم يمارس رياضته على محمود ، و العجيب أنه لا يوقظه أبدا لإطعامه، و كأنه فهم دور كل واحد منهما، و قرر الوقوف عليه.


كان هذا من المقاطع التي أثرت بي
وأيضا وصفك للمشاعر العميقة بين الزوجين والقط والسلحفاة وماذا عنى الأمر لهما.
لامست قصتك قلبي.
صدق كبير بها..
كنت سأسال لماذا ماتت السلحفاة المسكينة؟

.
نفس الشعور تقريبا يساورني لكن مع النباتات
أحب رؤيتها تنمو.. تبتسم مزهرة
^^


كل السعادة لقلبك جويدة❤



بالتوفيق

Re: نانسي و السبوعي - جويدة (مسابقة النوع 1)

مرسل: 16 فبراير 2022, 19:31
بواسطة منيرة
سلام جويدة
قصة مؤثرة للغاية ،مؤثرة فعلا ...
...

Re: نانسي و السبوعي - جويدة (مسابقة النوع 1)

مرسل: 16 فبراير 2022, 19:40
بواسطة منيرة
لمستك الإبداعية على( نانسي ) مدهشة ،أحزنني للغاية موتها
جعلتني أتعاطف مع السلاحف وأتعرف عن قرب عليها....
بل جعلتني أحبها ،وكأن البطلة استطاعت اقناع القراء كما فعلت مع زوجها ...
لم أعرف أن السبوعي وصل بعد رحيل سمكتين وسلحفاة
الأسماك لاتعيش طويلا في البيوت ،لذا رحيلها متوقع
لكن السلحفاة كان مفاجئا سباتها الأخير ...

أسلوبك رائع وممتع ، قصصك إنسانية تلامس شغاف القلوب
حكاية توقظ الحنان في نفس كل قارىء
حقا أبدعت كالعادة جويدة ^^

Re: نانسي و السبوعي - جويدة (مسابقة النوع 1)

مرسل: 16 فبراير 2022, 22:02
بواسطة محمد كنجو
كنت متلهفا لقراءة قصتك عن الحيوان كاتبتنا الفذة جويدة ولم يخب ظني جاءت القصة عن السبوعي والمفاجأة الجميلة الحزينة بآن معا هو وجود نانسي ضمن المشهد ،قصتك بكل تفاصيلها الدقيقة وما حملت من مقارنات ومفارقات كانت بحق وبلا مجاملة رائعة بكل المقاييس الإنسانية والأدبية والجمالية .
دمت بود وخير وتوفيق من الله
ودام التآلق رفيق دربك في كل مناسبة

Re: نانسي و السبوعي - جويدة (مسابقة النوع 1)

مرسل: 17 فبراير 2022, 14:39
بواسطة نجمة
قصة السلحفاة ذكرتني بي قبل سنين
لو كنت عندت أكثر كان زوجي سيجرني من عباتي من محل الحيوانات ههههه هو يصاب بالدوار من الصدفيات وأي حيوان او نبات له صدفية ههههههه
مؤخرا اشترى سمكات ومات اغلبها بقيت واحدة
أول وآخر مرة
قبلا ماتوا علي عصافير
بكيت عليهم كثير وحرمت دخولها البيت
ثم السمكات والقط الذي هرب ههههه
قرأت هنا تفاصيل يعجز اي قلم عن كتابتها
مبدعة دوما استاذة جويدة
ماشاءالله عليك
تكتبين بكل سلاسة وتدخل قلب القارئ مباشرة 🥰

Re: نانسي و السبوعي - جويدة (مسابقة النوع 1)

مرسل: 19 فبراير 2022, 15:48
بواسطة علي مهلهل
طرقتي واقع ملموس فنحن نهرب من أمر قد يكون هو الخير لنا
فعلا أن الجميع ليس مختلف عن الجميع إنما هيا البيئه، التعامل،
الإعتياد، أحببت حب البطل محمود لزوجته، أحببت الهدوء القابع خلف القصه وكأنه يقول كل شي سيكون بخير

فعلا مهما حصل كل شي سيكون بخير

يعطيك العافيه قصه جميله 👍👍👍👍

Re: نانسي و السبوعي - جويدة (مسابقة النوع 1)

مرسل: 19 فبراير 2022, 16:55
بواسطة وفاء
قصصك تخرج من القلب لتصل إلى القلوب، سلمت يمناك ياغالية

Re: نانسي و السبوعي - جويدة (مسابقة النوع 1)

مرسل: 19 فبراير 2022, 20:44
بواسطة حمزة إزمار
ربما بطريقة ما أنا أمْيل إلى القصص الطويلة، منّي إلى القصص اللحظية التي تصوّر مشهدًا سريعًا..
عحبتُ أيضا لذاك المزيج من المشاعر المتداخل في القصة، لا أدري كيف أصفها، ولكن بطريقة ما، هي تلامس القلب، إن شئتُ أن أصنفها تصنيفًا لقلتُ: "حيوانشرية عاطفية" هه طبعا الكلمة الأولى مزيج من كلمة حيوانية، وبشرية..  ^^
أحسنتِ أختي الفاضلة(^_^)

Re: نانسي و السبوعي - جويدة (مسابقة النوع 1)

مرسل: 22 فبراير 2022, 08:13
بواسطة المهندس
ختي القاصة الفذة جويدة

لم أشعر بالملل منذ السطر الأول إلى الخاتمة، وهذا يدل على نجاح أي قصة طويلة..
السرد كان متقناً دون حشو أو استعجال، وحقيقة لا أدري كيف تستطيعين أن تقفزي بالأزمان دون أن يشعر بها القارىء ولو لثانية..!؟
ما شاء الله عليكِ ..

الجميل بهذا النص أختي جويدة، هو أن أغلب الشخصيات هنا هي شخصيات رئيسة، ( محمود، سهى، نانسي ، السبوعي) تتفاعل مع الحدث، وتتغير تصرفاتها، باستثناء البائع والشخصية ( ريم ) الشخصيات المساعدة، حتى أنني رأيت البائع بأنه ممثلٌ مغمور يحاول الاستفادة من الدور بأقصى درجة ممكنة.

التفاعل بين القط والشخصيات ( الساردة والزوج ) كان مصوراً بطريقة مدهشة، بأفعال حركة، ووصف البيئة المكانية بإتقان.
والحبكة الاجتماعية المتصلة كانت سردية محكمة، تتناسب مع فكرة القصة ( دواخل الشخوص وتأثرها )..

أحببت مشهد الختام جداً.

أرفع لكِ القبعة القديرة جويدة على هذا النص..
لا حرمكِ الله البهاء

كل التحية

" تم التصويت "

Re: نانسي و السبوعي - جويدة (مسابقة النوع 1)

مرسل: 22 فبراير 2022, 09:53
بواسطة سلمى
السلام عليكم

جويدة الغالية أحسست بحزن عميق وانا أقرأ تفاصيل هذا النص الحساس
أثرت فيّ كل كلمة وجملة وإحساس
واختلطت المشاعر داخلي بين فرحة مستترة للزوجين طيبي القلب الذين احتوى قلبهما ثلاث حيوانات لطيفة
وبين ندم مستتر أيضا.. لنعم الله التي منحنا إياه ولم نشكره كما يجب..
أحيانا تغرقنا نعم الله دون أن ندرك، ولا نعرف أن ما نملكه هو حلم ومنى الغير.

فكرت وانا أقرأ سطور هذا النص، لماذا لا يربي الزوجان طفلا او طفلة؟ يتيمين ربما، ويعيشان أبوة حقيقية، هذا غير مستحيل، وحدث كثيرا..

نصٌ عميق، يحمل أكثر من نظرة
نظرة لطيبة قلب الزوجين، لحنان سهى وقلبها الكبير، ولطيبة قلب زوجها الذي يستسلم لطلباتها، ويسعد لاحقا بما تخطط له..
ونظرة لكل أسرة تملك أبناء أن تحمد الله على هذه النعمة، بالفعل الأطفال هم زينة البيت وروحه..

وقد جعلتنا نحس بمدى قساوة خلو البيت ممن يؤنس سهى، بفضل كليمات قليلة كانت كافية لنعرف الوحدة القاسية التي قد تغلف أي امرأة حينما يغلق زوجها البيت مغادرا للعمل..
الحل ربما يكمن في أن تجد عملا تشغل نفسها به طيلة اليوم، فالانتاج يشغل المرء عن التفكير فيما ينقصه..

نص رائع جعلني اطيل المكوث هنا
في حفظ الرحمان جويدة
حفظك المولى

على فكرة صورة السلحفاة والقطة رائعين 😍
تذكرت سلحفاة اشتريتها منذ أيام الجامعة من (la basti) ههه
وعاشت مدة طويلة، إلى أن ماتت بعد أن هرمت المسكينة ...