صفحة 1 من 1

🥈الحمامة - رفعت خالد (مسابقة النوع 1)

مرسل: 16 فبراير 2022, 10:33
بواسطة خالد
الحمامة
صورة

1

إن الغضب لشيء مخيف حقا !

كنتُ اليوم أصعد الدرج الحلزوني حيث غرفتي الصغيرة بسطح العمارة، مطأطئ الرأس حيران أسفا.. لقد كانت ربما المقابلة المائة التي أفشل فيها فشلا ذريعا..

لن يستقيم لساني أبدا بهذه الفرنسية اللعينة التي يطلبون منك أن تُقدّم بها مسرحية تمثيلية كاملة عن نفسك ومسارك ومشاعرك وعيوبك ومزاياك كما لو كنتَ (جان فالجان) نفسه !

غضبت غضبا عارما إذ وصلت أمام الباب الرمادي المتهالك لغرفتي التي تفضّل عليّ بها بعضهم مجانا، و(مجانا) هذه ليست مجانية تماما كما تظن !

رحت أفتّش عن المفاتيح بجيبي كالمسعور ثم ركلت الباب بعنف وبلا سبب مقنع لركله، لتمرق بجانب رأسي بغتة حمامة مرفرفة بصخب، مصدرة ذاك الصوت الحنجري المألوف، فانكمشتُ محاذرا وقد شحب وجهي ثم انتصبتُ فصرخت بما أوتيت من صوت أني قاتلها ولابد!

حطّت الحمامة البيضاء على حافّة سور السطح المقابل لي ضامة جناحيها من الرهب، وظلّت ترمقني بصمت مُتعجّب كأنما صُدمتْ مما تلفّظت به للتو !

ظللتُ بدوري أرمقها طويلا والمفتاح في يدي ذاهلا.. شيء ما شدني إليها ! كم هي جميلة هذه الحمامة.. كيف لم أنتبه لهذا من قبل ؟

ثم تذكرت فجأة أنها لم تكن السبب في ما جرى لي اليوم ولا كانت السبب في بطالتي وسوء حظي. لم تفعل لي شيئا هذه المخلوقة البيضاء الطاهرة إلا أني أخفتها حيث كانت قابعة كعادتها في كوة فوق الباب فاضطربت وفرّت..
* * *

2
يُشبهني في وحدتي هذا الشاب الساكن أسفل مني منذ شهرين، إذ اكتمل قمران منذ مجيئه.. وكان يسكن هنا قبله رجل عجوز سكّير لطالما أفزعني وصغاري بصيحاته وأغانيه الشنيعة.

أما هذا فمختلف عن كل البشر الذين رأيت. إنه وحيد كعجائز الحمام عندنا. رغم أنه ليس عجوزا.. لذلك لستُ أفهم مشكلته بالضبط ! هل ترفضه إناث البشر ؟ لا أعرف ما يطلبنه من الذكور، لكني أراه جميلا ويأتيني صوته مريحا دافئا عندما يدندن أو يحدث نفسه أو يفرش سجادته في السطح ليصلي.. ناهيك عن تلك الطاقة الجميلة التي تشع منه في أغلب الأوقات. نحن معشر الحمائم نفهم هذه الأمور..

أحسب أني لو كنت إنسانة لما ترددت في العيش معه في شجرة... أقصد في حفرة من هذه الحفر التي يسكنون بها. ليتني فقط أفهم الذي ألجأه لركل الباب هذا اليوم بعنف ذكرني بالسكير إياه، ثم تلك الصيحة المهددة التي أطلقها تجاهي مع نظرة مخيفة ارتعش لها جسدي!.. إلا أنه لم يلبث حتى هدأ بعدها، وابتسم تلك الابتسامة التي أفرح كلما رأيتها على وجهه.

ألا ليتني أعرف ما بك أيها البشري الغريب !
* * *

3
من عاداتي الجديدة تدوين بعض ما يجري في حياتي الهامشية على مذكرة بنية فاخرة كان أهداها لي أحد الأصدقاء.. فهل تكون هموم الحياة هي ما ألجأ كبار الكتاب للكتابة كما ألجأتني، أم أن الكتابة كانت عندهم ترفا وتسلية ؟

كنتُ أجرع شايا ساخنا من كأس أضعه على الأرض ثم أعود لمذكرتي الفاخرة وأنا متربع على فراشي، أتظاهر بأني كاتب عبقري في بداياته التعيسة..

وكذلك كنت أتنقل بين الكأس والمذكرة إذ حانت مني فجأة نظرة تجاه الباب الموارب لأراها عند العتبة !

كانت تراقبني بفضول.. تلك الحمامة الجميلة !

ابتسمتُ ابتسامة واسعة وقد أفرحني وجودها.. كانت أول مرة أراها بذاك القرب.. يا لجمالها ! ويا لبياض ريشها! وحمرة منقارها التي تشبه حمرة الخجل ! وتلك الساقان الدقيقتان، والجناحان اللذان يبدوان كيدين معقودتين للخلف، وإنهما لجديرتان بالحلي والذهب.. يا لها من حمامة حسناء !

هل جُننت ؟!..

فكرتُ في شيء أعطيه إياها لتأكله، ولو قدرت لقدمت لها كعكا أو أكلا فاخرا مما يأكل البشر.. وضعت المذكرة جانبا، وأنّى لي الكتابة بحضرة هذا الجمال ؟

قمتُ وأنا أنوي أن أضع لها شيئا من فتات الخبز، وربما صببت لها ماء في وعاء ما..

لكن ما إن استويت قائما حتى رفرفت طائرة ولم تُعقّب..
* * *

4
لقد شغل تفكيري هذا البشري، وحلمت به كثيرا خلال نومي !

وأغرب من ذلكم أني كنتُ أزمع السفر خلال هذه الأيام، بعد أن رحل صغاري وحان موسم الهجرة عندنا لولا أن صورة هذا البشري ملأت رأسي الصغير فقعدت مكاني !

حرتُ طويلا حتى أني انطلقتُ محلقة في الفضاء لعل نشوة التحليق تعينني لأجد جوابا.. هل أبقى بجانبه حتى أتأكد من أنه عاد لطبيعته المرحة أم أرحل ببساطة كما أفعل كل موسم ولا أبالي ؟

بالأمس حطّت حمامة بقربي على سور السطح، وتساءلت عن سبب بقائي بهذا المكان المقفر من المدينة، فلما لم أعرف كيف أجيبها.. سخرت مني وطارت!

وفي ظهر اليوم حيث كان الهدوء يعمّ المكان، بدا لي باب غرفته مواربا فخطرت لي فكرة لم تخطر ربما لحمامة من قبل، وهي أن أدخل لألقي عليه إطلالة، فما أظن قلبي الصغير يهدأ حتى أراه، وليكن بعدها ما يكون..

ولقد رأيته ورآني.. وابتسمَ لي وابتسمت. لكنه لم يفقه تبسّمي !
* * *

5
ما حدث اليوم يصحّ أن أسمّيه حدث العام !

لقد تركتُ لحمامتي الحبيبة قمحا وماء في مكان آمن من السطح حتى تأكل مطمئنة.. وقد أكلت.

ثم خطرت لي فكرة لا أدري لعلها تكون أنانية بعض الأنانية.. وهي أن أشتري قفصا !

وقد كان بعد بحث طويل مضن في السوق أن وجدت قفصا كبيرا، أكبر مما تصورت.. ولقد ابتعته رغم قلة مالي. ورغم أني لا أملك أي طريقة للإمساك بها، وهي تخاف حتى من ظلي إن برز لها.. فهي فيما يبدو حمامة لم يمسسها قبلي إنس ولا جان !.. وقد شغفت بها!

وضعت القفص في البيت وجربت فتح بابه الصغير وإغلاقه مرارا، كما ملأت خزان القمح بداخله وأسطوانة الماء..

نعم، قد يكون شبيها بالسجن.. لكني أرغب في سجنها حبا لا تعذيبا. أوَلا يسمّون الزواج قفصا ذهبيا ؟ ثم إني لن أجعلها فيه للأبد، فقط.. فقط..

إنها تُطلّ من خلف الباب مثل المرة السابقة !

كانت ترمقني بعينها الجانبية فيما يُشبه اللهفة! وفي خدها حُمرة وعلى منقارها ما يُشبه الابتسامة !.. نعم، ابتسامة !

بقيت متسمرا مكاني، لا أدري أأقوم "لأوقع بها" أم أنتظر لعلها تتقدم قليلا، فأغلق الباب خلفها بطريقة ما !

كان القفص الكبير قابعا وسط البيت حيث تركته، وبابه الصغير قد نسيته مفتوحا..

تقدمتْ بهدوء وثقة.. ودخلت القفص !

تمت

Re: الحمامة - رفعت خالد (مسابقة النوع 1)

مرسل: 16 فبراير 2022, 10:55
بواسطة منيرة
الأولى ^^

Re: الحمامة - رفعت خالد (مسابقة النوع 1)

مرسل: 16 فبراير 2022, 12:35
بواسطة فراشة سماوية
حمامة بشرية
أم حمامة حقا؟
بدت لي قصة رمزية فاخرة... فالبطلة حمامة بيضاء لا تشوبها شائبة،
نقية لطيفة وفية ..
لكنها خُدعت!
هذا ما قلته بعد أن أنهيت القصة..
لو أنها بقيت حرة، وتركها تهاجر
لعادت لزيارة بطلها بين فترة وأخرى والاطمئنان عليه..أنا متأكدة من ذلك.
الحيوانات لا تخون^^
بالأمس تفرجت على فيديو
فيه بطريق يقطع مسااافة طويلة كل عام
ليزور رجلا أنقذ حياته ذات مرة!
وقد اعتاد الرجل على زيارة البطريق له بنفس الموعد من كل عام..
...
أحببت ما قرأت هنا.
حوار متناوب بين إنسان وحيوان..
من كان إنسانيا بالنهاية؟
الحمامة ولا شك!
يبقى السجن سجنا ولو كان عن حب!
..
قصتك تفتح عدة أبواب للنقاش^^
أو ربما أنا خرجت عن الخط ههه.


تحياتي
بالتوفيق.

Re: الحمامة - رفعت خالد (مسابقة النوع 1)

مرسل: 16 فبراير 2022, 23:01
بواسطة محمد كنجو
اختيار موفق جدا اخي خالد وفكرة ذكية تحسب لك هذا التناوب في الحوار العميق بين الحمامة رمز الحب والسلام وبين الرجل الذي جسد الطبيعة البشرية بكل تناقضاتها وتقلباتها وأوافق الأخت فراشة أن القصة تفتح بابا للنقاش ولا اوافقها مبدئيا أن الإنتصار محسوم للحمامة ،فكثير من البشر خاصة في هذا الزمن الصعب يحمل اعباء كبيرة تنوء عن حملها الجبال .

Re: الحمامة - رفعت خالد (مسابقة النوع 1)

مرسل: 17 فبراير 2022, 12:04
بواسطة جويدة
راقتني فكرة تعلق الحمامة ببشري ، و لعله يحدث .
نظرة ،فابتسامة
النص بديع من كل جوانبه فكرة و اسلوبا .
بالتوفيق

Re: الحمامة - رفعت خالد (مسابقة النوع 1)

مرسل: 17 فبراير 2022, 14:21
بواسطة نجمة
تصاعد الأحداث جميل
الوصف رائع وكأني رأيت الحمامة مصورة أمامي
النهاية شبه مفتوحة
والقصة بفكرة ترمز للكثير وتقرأ بأكثر من قرآءة
أبدعت اخي
وبالتوفيق في المسابقة ^-^

Re: الحمامة - رفعت خالد (مسابقة النوع 1)

مرسل: 17 فبراير 2022, 14:23
بواسطة خالد
فراشة سماوية كتب: 16 فبراير 2022, 12:35 حمامة بشرية
أم حمامة حقا؟
بدت لي قصة رمزية فاخرة... فالبطلة حمامة بيضاء لا تشوبها شائبة،
نقية لطيفة وفية ..
لكنها خُدعت!
هذا ما قلته بعد أن أنهيت القصة..
لو أنها بقيت حرة، وتركها تهاجر
لعادت لزيارة بطلها بين فترة وأخرى والاطمئنان عليه..أنا متأكدة من ذلك.
الحيوانات لا تخون^^
بالأمس تفرجت على فيديو
فيه بطريق يقطع مسااافة طويلة كل عام
ليزور رجلا أنقذ حياته ذات مرة!
وقد اعتاد الرجل على زيارة البطريق له بنفس الموعد من كل عام..
...
أحببت ما قرأت هنا.
حوار متناوب بين إنسان وحيوان..
من كان إنسانيا بالنهاية؟
الحمامة ولا شك!
يبقى السجن سجنا ولو كان عن حب!
..
قصتك تفتح عدة أبواب للنقاش^^
أو ربما أنا خرجت عن الخط ههه.


تحياتي
بالتوفيق.
شكرا سمية ^^
هي حمامة فعلا.. وإن كانت خواطرها تشبه خواطر امرأة..
فعلا.. القصة غريبة - كعادة قصصي - ولا أستغرب أن تثير نقاشا بين موافق على النهاية ورافض..
ربما كنت أخزن بصدري شيئا كنت اود التعبير عنه فخرج في هذه القصة بعد أن نسيت (أنا كنت عاوز إيه أصلا) ^^

Re: الحمامة - رفعت خالد (مسابقة النوع 1)

مرسل: 18 فبراير 2022, 14:12
بواسطة حمزة إزمار
أكثر ما أعجبني في قصتك، هو ذلك السرد المتناوب بين الشخصية "الإنسان" وبين الشخصية "الحمامة" وكنت قد أشرت إلى ذلك في مراجعتي لأكادولي، السرد المتناوب يأسرني بشكل غامض، لأنه يجعلني أتذوق وجهات نظر مختلفة.. كما أستطيع أن أميز بين نوعين من السرد المتناوب:
- السرد المتناوب المساعد: يكون مساعدًا فقط للحبكة الأصلية.
- السرد المتناوب الأصلي: وقصتك نموذج عنه، فإذا حذفت أي من تلك المشاهد التي تناوبت فيها الشخصيتين على السرد، لن تكون هناك أساسا أي قصة.. ذلك أنه يندمج مع الحبكة.
الشيء الثاني الذي أثار اهتمامي، هو تحوّل شخصية البطل من حالة "الهياج" إلى حالة "الاسترخاء" وهذا التحول أجده مهما في حبكة قصتك، فلو حافظ البطل على نفس حالته النفسية، لكنتُ سأقول:
"إذن، هاهو رأى الحمامة، وها قد تناوبت الحمامة والبطل على السرد، لكن أين الجديد؟ ما غاية ذلك كله؟"
الشيء الآخر الذي آثارني: هو مشترك بين جميع قصصك تقريبًا، هناك دائما رسالة رمزية بين الأسطر.. ومن شأن أي شخص قرأ قصتك مرتين بتمعن أن يكتشف ولو جزءًا يسيرًا منها.
وأخيرًا وليس أخيرًا، أجد أن لغتك تساعدك بشكل كبيرٍ جدًا على أن تعطي للقصة رونقا مميزا.. أقصد لو أعطيت نفس الفكرة لشخص لغته ركيكة، ثم هو صاغها بنفس طريقتك تقريبا، لن يكون لها نفس الطعم، ولربما أفسدها!
أخيرًا، جملة النهاية غير مقنعة هه أقصد أنّي بقيت حائرًا، من الموقف الذي سأتخذه من البطل، هل الحمامة دخلت حبًا، أم حيلةً؟!
ربما هذا العيب الوحيد والأوحد الذي وقعتُ عليه.. رغم أنه من وجهة نظر أخرى تبدو قفلة جيدة!

Re: الحمامة - رفعت خالد (مسابقة النوع 1)

مرسل: 19 فبراير 2022, 11:48
بواسطة وفاء
وبابه الصغير قد نسيته مفتوحا..
أفهم من هذه الجملة ان البطل عدل عن فكرة سجنها في القفص، لكنها دخلته طواعية.

Re: الحمامة - رفعت خالد (مسابقة النوع 1)

مرسل: 19 فبراير 2022, 21:53
بواسطة منيرة
I fell pretty so pretty^^

حقا أشعر بالجمال ،لست أرى هنا حيوانا مطلقا ،أرى قلوبا وسحاب على شكل قلوب...
،وبالونات ،وطيور ملونة ، و تلك الألوان السبعة التي تظهر بعد هطول المطر ،وهناك مطر ايضا ههههه
قصة عذبة للغاية خالد ...
رغم الغضب ،رغم البطالة ،رغم الهجرة ،رغم الواقع المرير
هناك قلب يدق ،قلب ينبض للحب وبالحب
هناك إبتسامة حتى وإن لم نرها أو نفقه معناها ،لكننا شعرنا بها ....أحب كثيرا هذه اللقطات والومضات العاطفية الخجولة

Re: الحمامة - رفعت خالد (مسابقة النوع 1)

مرسل: 19 فبراير 2022, 21:58
بواسطة منيرة
أحب هذه الشاعرية الحنونة ،في غير إسفاف ولا تكلف ولا مجون ، لطيفة وحلوة قصتك يا خالد واخترت البطلة المناسبة ، حمامة بيضاء ..
تبادل الأدوار كان جميلا
قصة عذبة تجعل القارىء يحب نفسه لبعض الوقت ويبتسم رغما عنه ههههههه

Re: الحمامة - رفعت خالد (مسابقة النوع 1)

مرسل: 19 فبراير 2022, 22:01
بواسطة منيرة
الآن هناك رد تقني لا أريد كتابته الآن ،أحب النوم على إيقاع هذا الشعور الرقيق الباسم ...
غدا بإذن الله أكمل ....

Re: الحمامة - رفعت خالد (مسابقة النوع 1)

مرسل: 20 فبراير 2022, 21:20
بواسطة منيرة
رغم أن أحد أبطال القصة هنا حيوان ،إلا أني لم أشعر أنها تنتمي لعالم الحيوان ^^
الحمامة هنا رغم انها حقيقة فهي بدت كرمز ...
لذا لم أحس بطعم الحيوان مطلقا هنا ههههه
لو جعلت البطل عصفورا مثلا أو طائرا آخر لكان توظيفا ممتازا .
بالتوفيق لك يا خالد.^^

Re: الحمامة - رفعت خالد (مسابقة النوع 1)

مرسل: 21 فبراير 2022, 10:24
بواسطة خالد
محمد كنجو كتب: 16 فبراير 2022, 23:01 اختيار موفق جدا اخي خالد وفكرة ذكية تحسب لك هذا التناوب في الحوار العميق بين الحمامة رمز الحب والسلام وبين الرجل الذي جسد الطبيعة البشرية بكل تناقضاتها وتقلباتها وأوافق الأخت فراشة أن القصة تفتح بابا للنقاش ولا اوافقها مبدئيا أن الإنتصار محسوم للحمامة ،فكثير من البشر خاصة في هذا الزمن الصعب يحمل اعباء كبيرة تنوء عن حملها الجبال .
وفقك الله وسدّدك أخي الكريم..
سعيد لأن محاولتي راقت لكم ^^

Re: الحمامة - رفعت خالد (مسابقة النوع 1)

مرسل: 21 فبراير 2022, 10:25
بواسطة خالد
جويدة كتب: 17 فبراير 2022, 12:04 راقتني فكرة تعلق الحمامة ببشري ، و لعله يحدث .
نظرة ،فابتسامة
النص بديع من كل جوانبه فكرة و اسلوبا .
بالتوفيق
بارك الله فيك..
كثيرا ما تغزلت بالحمام والقطط، وأخيرا أخرجت بعض مشاعري لبديع ما خلق الله في هذه الكائنات في هذا النص ^^

Re: الحمامة - رفعت خالد (مسابقة النوع 1)

مرسل: 21 فبراير 2022, 10:27
بواسطة خالد
نجمة سهيل كتب: 17 فبراير 2022, 14:21 تصاعد الأحداث جميل
الوصف رائع وكأني رأيت الحمامة مصورة أمامي
النهاية شبه مفتوحة
والقصة بفكرة ترمز للكثير وتقرأ بأكثر من قرآءة
أبدعت اخي
وبالتوفيق في المسابقة ^-^
شكرا لك ريم وبارك الله فيك..
ما أجمل التأمل في هذه المخلوقات البريئة والله.. متعة من المتع التي غفل عنها أكثر البشر.

Re: الحمامة - رفعت خالد (مسابقة النوع 1)

مرسل: 21 فبراير 2022, 10:31
بواسطة خالد
حمزة إزمار كتب: 18 فبراير 2022, 14:12 أكثر ما أعجبني في قصتك، هو ذلك السرد المتناوب بين الشخصية "الإنسان" وبين الشخصية "الحمامة" وكنت قد أشرت إلى ذلك في مراجعتي لأكادولي، السرد المتناوب يأسرني بشكل غامض، لأنه يجعلني أتذوق وجهات نظر مختلفة.. كما أستطيع أن أميز بين نوعين من السرد المتناوب:
- السرد المتناوب المساعد: يكون مساعدًا فقط للحبكة الأصلية.
- السرد المتناوب الأصلي: وقصتك نموذج عنه، فإذا حذفت أي من تلك المشاهد التي تناوبت فيها الشخصيتين على السرد، لن تكون هناك أساسا أي قصة.. ذلك أنه يندمج مع الحبكة.
الشيء الثاني الذي أثار اهتمامي، هو تحوّل شخصية البطل من حالة "الهياج" إلى حالة "الاسترخاء" وهذا التحول أجده مهما في حبكة قصتك، فلو حافظ البطل على نفس حالته النفسية، لكنتُ سأقول:
"إذن، هاهو رأى الحمامة، وها قد تناوبت الحمامة والبطل على السرد، لكن أين الجديد؟ ما غاية ذلك كله؟"
الشيء الآخر الذي آثارني: هو مشترك بين جميع قصصك تقريبًا، هناك دائما رسالة رمزية بين الأسطر.. ومن شأن أي شخص قرأ قصتك مرتين بتمعن أن يكتشف ولو جزءًا يسيرًا منها.
وأخيرًا وليس أخيرًا، أجد أن لغتك تساعدك بشكل كبيرٍ جدًا على أن تعطي للقصة رونقا مميزا.. أقصد لو أعطيت نفس الفكرة لشخص لغته ركيكة، ثم هو صاغها بنفس طريقتك تقريبا، لن يكون لها نفس الطعم، ولربما أفسدها!
أخيرًا، جملة النهاية غير مقنعة هه أقصد أنّي بقيت حائرًا، من الموقف الذي سأتخذه من البطل، هل الحمامة دخلت حبًا، أم حيلةً؟!
ربما هذا العيب الوحيد والأوحد الذي وقعتُ عليه.. رغم أنه من وجهة نظر أخرى تبدو قفلة جيدة!
بارك الله فيك أخي حمزة..

تقنية تعدد زوايا النظر هذه تأسرني، وكان أول عهدي بها في رواية نجيب محفوظ (ميرامار)، حيث يعيد رواية نفس المشهد عدة نزلاء بالفندق، وحان الوقت لأجربها..

ومع ذلك أحاول يا حمزة التخلص من بعض المباشرة التي علقت بي من طبيعة الروايات (الحركية) التي أدمنتها منذ الإعدادي..

أظن النهاية واضحة.. فقد فسر الشاب لم يريد وضعها بالقفص، تركت فقط وجهة نظر الحمامة الأخيرة مبهمة وحسبتُ أن (اللهفة) التي وصفت بها الحمامة في المشهد الأخير واضحة.. لقد شغفها حبا.

ونعم.. أعلم أنها فكرة غريبة ^^

Re: الحمامة - رفعت خالد (مسابقة النوع 1)

مرسل: 21 فبراير 2022, 10:32
بواسطة خالد
وفاء كتب: 19 فبراير 2022, 11:48 وبابه الصغير قد نسيته مفتوحا..
أفهم من هذه الجملة ان البطل عدل عن فكرة سجنها في القفص، لكنها دخلته طواعية.
لا بل نسيه عندما كان يجرب القفص.. ونعم، دخلت طواعية للقفص الذهبي ^^
شكرا وفاء.. بارك الله فيك.

Re: الحمامة - رفعت خالد (مسابقة النوع 1)

مرسل: 21 فبراير 2022, 10:36
بواسطة خالد
منيرة كتب: 19 فبراير 2022, 21:53 I fell pretty so pretty^^

حقا أشعر بالجمال ،لست أرى هنا حيوانا مطلقا ،أرى قلوبا وسحاب على شكل قلوب...
،وبالونات ،وطيور ملونة ، و تلك الألوان السبعة التي تظهر بعد هطول المطر ،وهناك مطر ايضا ههههه
قصة عذبة للغاية خالد ...
رغم الغضب ،رغم البطالة ،رغم الهجرة ،رغم الواقع المرير
هناك قلب يدق ،قلب ينبض للحب وبالحب
هناك إبتسامة حتى وإن لم نرها أو نفقه معناها ،لكننا شعرنا بها ....أحب كثيرا هذه اللقطات والومضات العاطفية الخجولة
لقد عوّدتني يا منيرة على طريقتك الخاصة في تحليل (المشاعر) التي تبثها النصوص فيأتي دائما تعليقك لينهي كل التحاليل الأخرى ويضفي عليها اللمسة الأخيرة.
تعجبني القراءات (الانطباعية) كثيرا، وذلك ما أركز عليه في المراجعات التي أكتب.. ذاك المذاق الأخير الذي يظل أسفل اللسان ^^

في السنوات الأخيرة أثار انتبهاي الصنف الأدبي أو السينمائي الذي يطلق عليه الغربيون feelgood بحيث تخرج من العمل بابتسامة وديعة ونظرة سلام للعالم..

ونعم.. رغم الغضب، رغم الخيبات.. تظل الابتسامة والرحمة ممكنة ^^

شكرا منيرة، بارك الله فيك

Re: الحمامة - رفعت خالد (مسابقة النوع 1)

مرسل: 21 فبراير 2022, 10:38
بواسطة خالد
منيرة كتب: 20 فبراير 2022, 21:20 رغم أن أحد أبطال القصة هنا حيوان ،إلا أني لم أشعر أنها تنتمي لعالم الحيوان ^^
الحمامة هنا رغم انها حقيقة فهي بدت كرمز ...
لذا لم أحس بطعم الحيوان مطلقا هنا ههههه
لو جعلت البطل عصفورا مثلا أو طائرا آخر لكان توظيفا ممتازا .
بالتوفيق لك يا خالد.^^
ربما فهمت قصدك.. وهو أنك كنت تريدين حيوانا مشويا لتستطعمي ذوقه في فمك أليس كذلك ؟

Re: الحمامة - رفعت خالد (مسابقة النوع 1)

مرسل: 21 فبراير 2022, 20:13
بواسطة منيرة
أضحكني تعليقك يا مدير هههههههه

Re: الحمامة - رفعت خالد (مسابقة النوع 1)

مرسل: 21 فبراير 2022, 22:18
بواسطة علي مهلهل
قرأتها ظهرا قصه مختلفه وجميله في كل شي ذكرني النص بكاتب قصه فلم الجوكر الأخير وكاتب إنمي هجوم العمالقه إسلوب القصه لا يستخدمه الجميع لأنه يحتاج لكثير من الجهد وهذا رأي أنك أبدعت جدا، لست مؤهل لأقول لك أحسنت لكنك أحسنت فعلا 👍👍

من عاداتي الجديدة تدوين بعض ما يجري في حياتي الهامشية
وكأن البطل ينظر للحياه وكأنها قطعة خرده من اليأس
أبدعت بتصوير ذلك في هذا المقطع


يعطيك العافيه

Re: الحمامة - رفعت خالد (مسابقة النوع 1)

مرسل: 22 فبراير 2022, 14:23
بواسطة سلمى
السلام عليكم

أظن هناك رمزية في النص..
أحسست أن النص يعكس واقعا آخر، ربما مثلتَه بالحمامة

أحيانا يعشق البعض السجان، فيتحملون السجن، ويخيرونه طواعية
وهذا ما حدث للحمامة التي اختارت مصيرها بكامل رغبتها..

رابط الوحدة هو الذي جمع بين الشاب والحمامة
هي فكرت في وحدته وتعاسته.. وهو تفنن في الإعجاب بها ناسيا وحدته.

فكرة النص راقية، وخروجها في هذه الحلة كان موفقا.

موفق أخ خالد

Re: الحمامة - رفعت خالد (مسابقة النوع 1)

مرسل: 22 فبراير 2022, 19:49
بواسطة خالد
علي مهلهل كتب: 21 فبراير 2022, 22:18 قرأتها ظهرا قصه مختلفه وجميله في كل شي ذكرني النص بكاتب قصه فلم الجوكر الأخير وكاتب إنمي هجوم العمالقه إسلوب القصه لا يستخدمه الجميع لأنه يحتاج لكثير من الجهد وهذا رأي أنك أبدعت جدا، لست مؤهل لأقول لك أحسنت لكنك أحسنت فعلا 👍👍

من عاداتي الجديدة تدوين بعض ما يجري في حياتي الهامشية
وكأن البطل ينظر للحياه وكأنها قطعة خرده من اليأس
أبدعت بتصوير ذلك في هذا المقطع


يعطيك العافيه
شكرا لك أخي علي.. لقد لاحظت أنك تلاحظ معان دقيقة من وراء جمل بعينها وتتذوقها، وهذا من حسن قراءتك.
ولا تقل أنك لست أهلا ^^
وإلا سأغير اسمك إلى (علي الذي ليس أهلا)..
بارك الله فيك

Re: الحمامة - رفعت خالد (مسابقة النوع 1)

مرسل: 22 فبراير 2022, 19:54
بواسطة خالد
سلمى07 كتب: 22 فبراير 2022, 14:23 السلام عليكم

أظن هناك رمزية في النص..
أحسست أن النص يعكس واقعا آخر، ربما مثلتَه بالحمامة

أحيانا يعشق البعض السجان، فيتحملون السجن، ويخيرونه طواعية
وهذا ما حدث للحمامة التي اختارت مصيرها بكامل رغبتها..

رابط الوحدة هو الذي جمع بين الشاب والحمامة
هي فكرت في وحدته وتعاسته.. وهو تفنن في الإعجاب بها ناسيا وحدته.

فكرة النص راقية، وخروجها في هذه الحلة كان موفقا.

موفق أخ خالد
وعليكم السلام ورحمة الله،

لا أدري إن كنت أرمز لشيء ما وأنا أختار شخصيات القصة ومكانها وطريقة السرد المتعدد.. من السهل أن أقول الآن أني كنت أرمز لزواج لم يقدر أو ما أشبه، لكني حقا لا أدري.. ربما كانت نتيجة إعجابي بجمال هذه الطيور الرقيقة فحسب..

شكرا سلمى وبارك الله فيك