🥉🐜رائحة الموت 🐜 منيرة (مسابقة النوع 1)
مرسل: 16 فبراير 2022, 10:27
رائحة الموت
-كنت شيصبانا صغيرا وقتها ، ومع ذلك اتخذت قرارا خطيرا للغاية في مملكتنا .....
وأول من صارحت كانت الجدة ( أم نمولة )
- جدتي لن اتزوج من الملكة
_ سقطت حبة الشعير من يدها ،ماهذا الكلام يا نمول ،ذلك قدرك ولن تفر منه حين يتحدد ميعاده ...
_أنا لن افر سأكون ضمن الجنود ،سأحمي المملكة والملكة والعاملات ،هناك الكثير من سيسارع للزواج بالملكة ،لذا لن يؤثر تمردي على النظام العام ..
- لكن لماذا هذا القرار القاسي ؟
_ لقد قرأت بعض كتب ( بطبوطة ) عن جرائم القتل ووجدت أن أغلب إناث الحشرات يقتلن أزواجهن بعد ليلة الزفاف, ولا أريد الموت بتلك الطريقة .
-لكن ذلك لايحدث في مملكة النمل ،صحيح أن الذكر يموت بعد فترة من زواجه ،لكنه موت طبيعي ،نحن لانقتل بعضنا .
-ولو ، أريد ان أموت بسلام ،ودون اي إلتزام ، أو شعور بأنه لاجدوى مني بعد أن أديت مهمة معينة ، كأني شيء انتهت صلاحيته ...
-لقد كنت مختلفا منذ أن كنت يرقة ،لاعجب ان تكون شخصيتك قوية ،وافكارك مختلفة ،فخورة بك يا صغيري ...وضمته بحنان..
-جدتي أريد ان أسألك سؤالا ولاتغضب مني
لماذا أنا أسود وأنت حمراء اللون ،ولما لا تملكين قواطع مثل التي عندي ...
بهتت جدته من سؤاله المفاجىء
-لست أعرف السبب ،لكنك حفيدي العزيز ،وكثير ممن يشبهونك شكلا يعيشون بيننا في أمان ،ولانستطيع الحياة دونكم ،ونفتقد من يغيب منكم ،و...
وقبل أن تكمل قاطعها بإبتسامة :لقد فهمت ... شكرا لك أيتها الجدة ، وانصرف تاركا إياها في حيرة ...
مرت الأشهر ،كبرت وصرت ( نمولا ) ،جنديا محاربا ،أحمي مملكة النمل الأحمر بكل شراسة ...أنفذ مايطلب مني دون تردد أو نقاش..
لكن ذلك الشعور بعدم الإنتماء لقبيلتي كان ينمو داخلي، رغم كل الإهتمام والتقدير الذي نحاط به هنا نحن النمل الأسود الصغير..أحس بأن هذا ليس بيتي،وهؤلاء ليسوا عائلتي
وعزمت أن أبحث عن أهلي مهما كلفني الأمر
وعكفت على قراءة الكتب والمخطوطات التي تحكي عن حياة النمل في سرية تامة ، لأن ذلك أمر ممنوع عندنا ،وبعد كثير من الوقت والجهد اكتشفت أمرا مثيرا للإهتمام ،ورغم خطورة الموقف فقد قررت تنفيذه مهما كانت
النتائج ...
كنت قد لاحظت من خلال معارك كثيرة شاركت فيها، أن موتانا يتم تركهم في ساحة المعركة ،والعودة سريعا للمعسكر ،وكان ذلك يتناقض بشكل صارخ مع إفتقاد غياب اي فرد منا حين يكون على قيد الحياة ،لكن حينما يموت لايتم حتى توديعه بصورة لائقة ..
لذا لم تكن دهشتي كبيرة حين عرفت السبب بعد كل تلك الأبحاث ، ذلك أن النمل الأسود الصغير حين يموت يصدر رائحة مميزة تجعل قبيلة النمل التي ينتمي لها تسرع لحمله ودفنه بعيدا بصورة لائقة ...
وهذا يفسر حالة الإستنفار الشديدة التي يأمرنا فيها قادة جيش النمل الأحمر للعودة للمعسكر ،كي لانرى ذلك المشهد المؤثر ،وكي لانتعرف على مملكتنا الحقيقية
لقد فهمت أنه تم خطفنا بكل قسوة حين كنا يرقات ،وغسلت أدمغتنا ،وأنهم يحتاجون لنا للحياة ،وكي نجعل اكلهم طريا ونومهم هنيا ...
لذا قمت بتنفيذ خطتي المجنونة عند أول معركة جديدة ،كان قائد الفيلق يومها صديقي ( نملوش ) ، كان فدائيا لايهاب الموت ،يضحي بنفسه من أجل جنوده ...
لذا قام بتفجير نفسه كي ينقذنا ، وبدل أن أعود معهم ،التصقت بنملوش ،حتى اختلطت رائحة موته برائحتي ،ومثلت أني ميت ...
غادر الجميع ،وبقيت أنتظر بترقب شديد ،ظهور أهلي الأعزاء
سيميزون رائحتي ويعرفونني ،وسيفرحون برؤيتي حيا ...
أخيرا سأتعرف على أمي وإخوتي وملكتي الحقيقية...
أذرف الدموع وأنا أتخيل لحظة اللقاء ..
اسمع وقع اقدام سريعة ،إنهم هم يشبهونني شكلا فعلا
يحملون جثة نملوش ،ثم يحملونني ،وأستسلم لذلك
الترحاب ،سافاجئهم بأني على قيد الحياة ،حين نقترب من مملكتنا...لكننا نصل المقابر أولا ،يدفنون صديقي ، يقتربون مني اقاوم بشدة : أنا حي يا جماعة ،أنا لم أمت !!!أصرخ ،وأنادي على كل حي طلبا للنجدة....
لكنهم كأنهم لايبصرون ولا يسمعون ،هم يشمون فقط رائحة الموت ويتصرفون على ذلك الأساس ....
يدفنوني حيا ،أختنق ،أعجز عن التنفس ،هذه نهايتي الدفن حيا من أهلي .....أود قول مزيد من الكلام لكن التراب أخرس كل صوت داخلي ، تذكروني...والسلام ....
تمت
تمت
-كنت شيصبانا صغيرا وقتها ، ومع ذلك اتخذت قرارا خطيرا للغاية في مملكتنا .....
وأول من صارحت كانت الجدة ( أم نمولة )
- جدتي لن اتزوج من الملكة
_ سقطت حبة الشعير من يدها ،ماهذا الكلام يا نمول ،ذلك قدرك ولن تفر منه حين يتحدد ميعاده ...
_أنا لن افر سأكون ضمن الجنود ،سأحمي المملكة والملكة والعاملات ،هناك الكثير من سيسارع للزواج بالملكة ،لذا لن يؤثر تمردي على النظام العام ..
- لكن لماذا هذا القرار القاسي ؟
_ لقد قرأت بعض كتب ( بطبوطة ) عن جرائم القتل ووجدت أن أغلب إناث الحشرات يقتلن أزواجهن بعد ليلة الزفاف, ولا أريد الموت بتلك الطريقة .
-لكن ذلك لايحدث في مملكة النمل ،صحيح أن الذكر يموت بعد فترة من زواجه ،لكنه موت طبيعي ،نحن لانقتل بعضنا .
-ولو ، أريد ان أموت بسلام ،ودون اي إلتزام ، أو شعور بأنه لاجدوى مني بعد أن أديت مهمة معينة ، كأني شيء انتهت صلاحيته ...
-لقد كنت مختلفا منذ أن كنت يرقة ،لاعجب ان تكون شخصيتك قوية ،وافكارك مختلفة ،فخورة بك يا صغيري ...وضمته بحنان..
-جدتي أريد ان أسألك سؤالا ولاتغضب مني
لماذا أنا أسود وأنت حمراء اللون ،ولما لا تملكين قواطع مثل التي عندي ...
بهتت جدته من سؤاله المفاجىء
-لست أعرف السبب ،لكنك حفيدي العزيز ،وكثير ممن يشبهونك شكلا يعيشون بيننا في أمان ،ولانستطيع الحياة دونكم ،ونفتقد من يغيب منكم ،و...
وقبل أن تكمل قاطعها بإبتسامة :لقد فهمت ... شكرا لك أيتها الجدة ، وانصرف تاركا إياها في حيرة ...
مرت الأشهر ،كبرت وصرت ( نمولا ) ،جنديا محاربا ،أحمي مملكة النمل الأحمر بكل شراسة ...أنفذ مايطلب مني دون تردد أو نقاش..
لكن ذلك الشعور بعدم الإنتماء لقبيلتي كان ينمو داخلي، رغم كل الإهتمام والتقدير الذي نحاط به هنا نحن النمل الأسود الصغير..أحس بأن هذا ليس بيتي،وهؤلاء ليسوا عائلتي
وعزمت أن أبحث عن أهلي مهما كلفني الأمر
وعكفت على قراءة الكتب والمخطوطات التي تحكي عن حياة النمل في سرية تامة ، لأن ذلك أمر ممنوع عندنا ،وبعد كثير من الوقت والجهد اكتشفت أمرا مثيرا للإهتمام ،ورغم خطورة الموقف فقد قررت تنفيذه مهما كانت
النتائج ...
كنت قد لاحظت من خلال معارك كثيرة شاركت فيها، أن موتانا يتم تركهم في ساحة المعركة ،والعودة سريعا للمعسكر ،وكان ذلك يتناقض بشكل صارخ مع إفتقاد غياب اي فرد منا حين يكون على قيد الحياة ،لكن حينما يموت لايتم حتى توديعه بصورة لائقة ..
لذا لم تكن دهشتي كبيرة حين عرفت السبب بعد كل تلك الأبحاث ، ذلك أن النمل الأسود الصغير حين يموت يصدر رائحة مميزة تجعل قبيلة النمل التي ينتمي لها تسرع لحمله ودفنه بعيدا بصورة لائقة ...
وهذا يفسر حالة الإستنفار الشديدة التي يأمرنا فيها قادة جيش النمل الأحمر للعودة للمعسكر ،كي لانرى ذلك المشهد المؤثر ،وكي لانتعرف على مملكتنا الحقيقية
لقد فهمت أنه تم خطفنا بكل قسوة حين كنا يرقات ،وغسلت أدمغتنا ،وأنهم يحتاجون لنا للحياة ،وكي نجعل اكلهم طريا ونومهم هنيا ...
لذا قمت بتنفيذ خطتي المجنونة عند أول معركة جديدة ،كان قائد الفيلق يومها صديقي ( نملوش ) ، كان فدائيا لايهاب الموت ،يضحي بنفسه من أجل جنوده ...
لذا قام بتفجير نفسه كي ينقذنا ، وبدل أن أعود معهم ،التصقت بنملوش ،حتى اختلطت رائحة موته برائحتي ،ومثلت أني ميت ...
غادر الجميع ،وبقيت أنتظر بترقب شديد ،ظهور أهلي الأعزاء
سيميزون رائحتي ويعرفونني ،وسيفرحون برؤيتي حيا ...
أخيرا سأتعرف على أمي وإخوتي وملكتي الحقيقية...
أذرف الدموع وأنا أتخيل لحظة اللقاء ..
اسمع وقع اقدام سريعة ،إنهم هم يشبهونني شكلا فعلا
يحملون جثة نملوش ،ثم يحملونني ،وأستسلم لذلك
الترحاب ،سافاجئهم بأني على قيد الحياة ،حين نقترب من مملكتنا...لكننا نصل المقابر أولا ،يدفنون صديقي ، يقتربون مني اقاوم بشدة : أنا حي يا جماعة ،أنا لم أمت !!!أصرخ ،وأنادي على كل حي طلبا للنجدة....
لكنهم كأنهم لايبصرون ولا يسمعون ،هم يشمون فقط رائحة الموت ويتصرفون على ذلك الأساس ....
يدفنوني حيا ،أختنق ،أعجز عن التنفس ،هذه نهايتي الدفن حيا من أهلي .....أود قول مزيد من الكلام لكن التراب أخرس كل صوت داخلي ، تذكروني...والسلام ....
تمت
تمت