🐓🥚 بيضة العمر 🦢 منيرة 🐔 (مسابقة النوع 1)
مرسل: 16 فبراير 2022, 10:12
بيضة العمر
-انطلقت البطة ( بطبوطة) بأقصى سرعة صوب خم الدجاج ،كانت تصيح وهي تلهث ،منادية على صديقها الديك ( سردوك ) وحالما وجدته بادرته بكلماتها المرعبة دون تمهيد نفسي :
-غادر المكان حالا يا صديقي ، إنهم يخططون لذبحك !
- مابك يا بطبوطة ماهذا الهذيان ،من يخطط لقتلي وأنا مدلل المزرعة الوسيم وصاحب الصوت الرخيم ..
وقبل أن يكمل المديح بادرته ( بطبوطة) بنقرة قوية على رأسه ،فصاح من الألم وكاد أن يرد النقرة ،لولا أن رأى الدموع تترقرق من عينيها ،فصمت وسكن ،واصلت البطة الحديث بنبرة مرتجفة حزينة :أنت تعلم أني امتلك موهبة فهم كلام البشر منذ أن كنت ( بطيطة ) وقد سمعتهم الان يخططون لقتلك ...
اقنعت عجوز شمطاء سيدة البيت بأن عرفك الأحمر بعد أن يطهى ويدق سيكون الحل الوحيد كي يتوقف صغيرها عن التبول اللإرادي , وأن لحيتك بعد أن تجف وتحول لمسحوق قابل للسف، ستجعل أختها المجنونة تسترد عقلها...وطبعا السيدة نجحت في إقناع زوجها ،وهو الآن يجهز السكين الحاد ...
- لكن لما أنا؟ والديكة تملأ الحقل وكذا الدجاج ؟!
_ذلك أن تلك الشمطاء وصفتك انت بالذات
ديك أبيض ،عرفه احمر ،لحيته قرمزية ،عيونه بنية ،وأصابع قدمه صفراء ،ولا أحد غيرك في المنطقة كلها بهذه الأوصاف
هيا اسرع غادر المكان , وقبل أن يودعها ويتحرك خطوة واحدة ،كان السيد عند الباب حاملا سكينه ...
عم الهرج والمرج ،وعلت الصيحات ،وتحفز سردوك للهجوم ، وحاولت بطبوطة إلهاء المزارع ،ونجح في الخروج من الخم لكن يدا قاسية أمسكته من رقبته بكل عنف ،كانت يد الخالة المجنونة ...
كل حيوانات المزرعة تراقب المشهد الحزين ، والدمع ينساب من الخدين ، رأس سردوك تحت السكين ، ماهي إلا لحظة حتى فصل رأسه عن جسده...بقي يتخبط من الألم وسط الحوش كعادة أي مذبوح مسكين ....
مرت الدقائق ولم تخمد أنفاسه ،روحه مازلت تقاوم؟ ... ثم أين الدم؟ لما لم ينزف غزيرا ! فجأة حصل أمر مثير للرعب والدهشة ،نهض سردوك واقفا ،كان مقطوع الرأس لكنه مازال حيا ، الجميع يترصد المنظر العجيب ...كيف لهذا الأمر أن يحصل ؟
أسرع المزارع بإستدعاء بيطري القرية ،الذي كشف عنه وأعلن انه مازال على قيد الحياة ،الذبح لم يكن كما يلزم ،ولم يقضي على أعضائه الحيوية ،لذا لم ينزف ...
قررت العائلة الإبقاء عليه خصوصا انه تم الحصول على العرف واللحية ،وكانوا يعتقدون أنه عاجلا أو آجلا سيموت..
حين اجتمعت الحيوانات ليلا ،تسامروا حول حالة الديك ،وتحدثت بطبوطة عن قصة مشابهة ،حيث ذكرت أن الصرصار ( صرصر) حصل له نفس الأمر وعاش بلا رأس لثلاثة أيام لكنه مات من الجوع وليس بسبب فقدان دماغه .
،لذا اتفقت الحيوانات على مساعدة سردوك على الأكل والشرب كي يعيش أطول فترة ممكنة ......
وعمت شهرته الأفاق ، وكسب كثيرا من المعجبات والمعجبين
وكثيرا من الأعداء أيضا مثل كل مشهور ،فقد تم ذبح بعض الديكة في المزارع لأجل الحصول على سردوك بلا رأس ،لكن دون نتيجة وهذا أثار الغضب والخوف ،ورغبوا في التخلص منه...لكن نجا من كل شر المتآمرين ....
بعد مرور عامين عن الحادثة
إنه السادس عشر من شهر فبراير ،الجو بارد قليلا ،تأخر صديقي (سردوك)في الحضور،قلقت عليه وذهبت لعشه
طرقت الباب لم أسمع أي جواب ،فدخلت رغم أنه لم يكن فعلا صوابا ...
كان هناك مستلقيا مثل النائم ،اقتربت أكثر منه ،أيقظته لم يتحرك ،وضعت يدي على قلبه فلم أسمع دقاته ،عرفت أنه قد غادر الحياة ،أسعدني انه مات في فراشه آمنا وبسلام ،بعد كل ما مر به من قسوة وألام ...لكن ماهذه ؟
لا أصدق ،مستحيل ،إنها بيضة ،بيضة صغيرة ،بيضة الديك التي يبيضها مرة واحدة في العمر ...لقد كان ديكا إستثنائيا بالفعل ....
حملتها وغادرت المزرعة،كانت هذه القصة هي (بيضةَ العُقْرِ ) بالنسبة لقلمي، لم ولن أكتب مجددا بعدها عن أي حيوان بعد رحيل سردوك ...وداعا صديقي ....
التوقيع : (بطبوطة )
-انطلقت البطة ( بطبوطة) بأقصى سرعة صوب خم الدجاج ،كانت تصيح وهي تلهث ،منادية على صديقها الديك ( سردوك ) وحالما وجدته بادرته بكلماتها المرعبة دون تمهيد نفسي :
-غادر المكان حالا يا صديقي ، إنهم يخططون لذبحك !
- مابك يا بطبوطة ماهذا الهذيان ،من يخطط لقتلي وأنا مدلل المزرعة الوسيم وصاحب الصوت الرخيم ..
وقبل أن يكمل المديح بادرته ( بطبوطة) بنقرة قوية على رأسه ،فصاح من الألم وكاد أن يرد النقرة ،لولا أن رأى الدموع تترقرق من عينيها ،فصمت وسكن ،واصلت البطة الحديث بنبرة مرتجفة حزينة :أنت تعلم أني امتلك موهبة فهم كلام البشر منذ أن كنت ( بطيطة ) وقد سمعتهم الان يخططون لقتلك ...
اقنعت عجوز شمطاء سيدة البيت بأن عرفك الأحمر بعد أن يطهى ويدق سيكون الحل الوحيد كي يتوقف صغيرها عن التبول اللإرادي , وأن لحيتك بعد أن تجف وتحول لمسحوق قابل للسف، ستجعل أختها المجنونة تسترد عقلها...وطبعا السيدة نجحت في إقناع زوجها ،وهو الآن يجهز السكين الحاد ...
- لكن لما أنا؟ والديكة تملأ الحقل وكذا الدجاج ؟!
_ذلك أن تلك الشمطاء وصفتك انت بالذات
ديك أبيض ،عرفه احمر ،لحيته قرمزية ،عيونه بنية ،وأصابع قدمه صفراء ،ولا أحد غيرك في المنطقة كلها بهذه الأوصاف
هيا اسرع غادر المكان , وقبل أن يودعها ويتحرك خطوة واحدة ،كان السيد عند الباب حاملا سكينه ...
عم الهرج والمرج ،وعلت الصيحات ،وتحفز سردوك للهجوم ، وحاولت بطبوطة إلهاء المزارع ،ونجح في الخروج من الخم لكن يدا قاسية أمسكته من رقبته بكل عنف ،كانت يد الخالة المجنونة ...
كل حيوانات المزرعة تراقب المشهد الحزين ، والدمع ينساب من الخدين ، رأس سردوك تحت السكين ، ماهي إلا لحظة حتى فصل رأسه عن جسده...بقي يتخبط من الألم وسط الحوش كعادة أي مذبوح مسكين ....
مرت الدقائق ولم تخمد أنفاسه ،روحه مازلت تقاوم؟ ... ثم أين الدم؟ لما لم ينزف غزيرا ! فجأة حصل أمر مثير للرعب والدهشة ،نهض سردوك واقفا ،كان مقطوع الرأس لكنه مازال حيا ، الجميع يترصد المنظر العجيب ...كيف لهذا الأمر أن يحصل ؟
أسرع المزارع بإستدعاء بيطري القرية ،الذي كشف عنه وأعلن انه مازال على قيد الحياة ،الذبح لم يكن كما يلزم ،ولم يقضي على أعضائه الحيوية ،لذا لم ينزف ...
قررت العائلة الإبقاء عليه خصوصا انه تم الحصول على العرف واللحية ،وكانوا يعتقدون أنه عاجلا أو آجلا سيموت..
حين اجتمعت الحيوانات ليلا ،تسامروا حول حالة الديك ،وتحدثت بطبوطة عن قصة مشابهة ،حيث ذكرت أن الصرصار ( صرصر) حصل له نفس الأمر وعاش بلا رأس لثلاثة أيام لكنه مات من الجوع وليس بسبب فقدان دماغه .
،لذا اتفقت الحيوانات على مساعدة سردوك على الأكل والشرب كي يعيش أطول فترة ممكنة ......
وعمت شهرته الأفاق ، وكسب كثيرا من المعجبات والمعجبين
وكثيرا من الأعداء أيضا مثل كل مشهور ،فقد تم ذبح بعض الديكة في المزارع لأجل الحصول على سردوك بلا رأس ،لكن دون نتيجة وهذا أثار الغضب والخوف ،ورغبوا في التخلص منه...لكن نجا من كل شر المتآمرين ....
بعد مرور عامين عن الحادثة
إنه السادس عشر من شهر فبراير ،الجو بارد قليلا ،تأخر صديقي (سردوك)في الحضور،قلقت عليه وذهبت لعشه
طرقت الباب لم أسمع أي جواب ،فدخلت رغم أنه لم يكن فعلا صوابا ...
كان هناك مستلقيا مثل النائم ،اقتربت أكثر منه ،أيقظته لم يتحرك ،وضعت يدي على قلبه فلم أسمع دقاته ،عرفت أنه قد غادر الحياة ،أسعدني انه مات في فراشه آمنا وبسلام ،بعد كل ما مر به من قسوة وألام ...لكن ماهذه ؟
لا أصدق ،مستحيل ،إنها بيضة ،بيضة صغيرة ،بيضة الديك التي يبيضها مرة واحدة في العمر ...لقد كان ديكا إستثنائيا بالفعل ....
حملتها وغادرت المزرعة،كانت هذه القصة هي (بيضةَ العُقْرِ ) بالنسبة لقلمي، لم ولن أكتب مجددا بعدها عن أي حيوان بعد رحيل سردوك ...وداعا صديقي ....
التوقيع : (بطبوطة )