رواية (المعقّد) لعبد الوهاب الرفاعي
مرسل: 02 مايو 2021, 17:19
من أغرب القصص التي قرأت - أو سمعت للدقة - رغم أن الأسلوب المكتوبة به لا يفهم منه قارئها أول وهلة أنها قصة فانتازية غرائبية.. وهذا في حد ذاته يزيد من غرابتها !
ولقد كان أكثر ما أعجبني في القصة تلك المفاجآت التي تنزل على القارئ على حين غرّة فتغير وجهة القصة إلى مصير خطير لم يكن في الحسبان. وكذلك أعجبني الأسلوب الهادئ الرزين المتأمل لرجل خبر الحياة وتعب منها وندم على أخطائه فيها..
ولا شك عندي الآن أن الكاتب بذل مجهودا كبيرا في حبك خيوط القصة، لكي لا يغادر صغيرة ولا كبيرة إلا ويشرحها. ولكنه بالغ في الشرح في ختام القصة حتى أفسد شيئا من الغموض الذي كان يجمل على القصة أن تبقى عليه. فلا داعي ليشرح لنا الكاتب – مثلا - كيف عرف الراوي القصة، وما الذي يظن أنه وقع منها وما لا يظن وقوعه. هذا يمطّط النهاية ويفسد ذلك الجو المهيب الغامض للماورائيات. لا يهمنا من روى القصة ما دامت خيالية، المهم هو أن القصة رويت وفهمنا أحداثها على غرابتها وتعقيدها. شكرا.. هذا يكفي. أما قضية الراوي وماذا يعلم ؟ ولماذا يعلمه ؟ وكيف يجمع بين ذلك.. فهذا بظني قد يكتبه الكاتب لنفسه في (ورق الوساخ) وليس للقارئ.
كما لم تفتني ملاحظة تجنب الدين في حياة أفراد القصة بالكلية، وهم في مجتمع إسلامي.. ثم يصف بعدها الخواء والفراغ بالشكل الذي يصف به الغربيون وحدتهم وفراغهم. هم الذين ليس لديهم إلا العمل وجمع المال والسفر والتمتع بكل سبيل.. ثم الملل من كل ما سبق. وهذه مصيبة أدبنا الكبرى في نظري قبل الحديث عن اللغة أو أي جزئية أخرى. أقولها وأكررها.. التحيز للغرب. بحيث يختمر لدى أكثر كتابنا ما قرأوه من آداب الغرب الكافر فيسكبون روح تلك الآداب في أعمالهم، إلا أنها أعمال بحروف عربية وأماكن وأشخاص عربية مسلمة. فتكون النتيجة شاذة نشاز.. شاب اسمه محمد أو ياسين يسمع الأذان خمس مرات في اليوم لن تكون حياته مثل حياة شاب اسمه جوليان يمضي ليله إلى الفجر في الرقص ومعاقرة الخمر وسب الحياة.. ولذلك لن يكون حزن الأول كحزن الثاني، ولا تصرف الأول يكون كتصرف الثاني.. أفلا يعقل كتابنا هذا ؟
02-05-2021
ولقد كان أكثر ما أعجبني في القصة تلك المفاجآت التي تنزل على القارئ على حين غرّة فتغير وجهة القصة إلى مصير خطير لم يكن في الحسبان. وكذلك أعجبني الأسلوب الهادئ الرزين المتأمل لرجل خبر الحياة وتعب منها وندم على أخطائه فيها..
ولا شك عندي الآن أن الكاتب بذل مجهودا كبيرا في حبك خيوط القصة، لكي لا يغادر صغيرة ولا كبيرة إلا ويشرحها. ولكنه بالغ في الشرح في ختام القصة حتى أفسد شيئا من الغموض الذي كان يجمل على القصة أن تبقى عليه. فلا داعي ليشرح لنا الكاتب – مثلا - كيف عرف الراوي القصة، وما الذي يظن أنه وقع منها وما لا يظن وقوعه. هذا يمطّط النهاية ويفسد ذلك الجو المهيب الغامض للماورائيات. لا يهمنا من روى القصة ما دامت خيالية، المهم هو أن القصة رويت وفهمنا أحداثها على غرابتها وتعقيدها. شكرا.. هذا يكفي. أما قضية الراوي وماذا يعلم ؟ ولماذا يعلمه ؟ وكيف يجمع بين ذلك.. فهذا بظني قد يكتبه الكاتب لنفسه في (ورق الوساخ) وليس للقارئ.
كما لم تفتني ملاحظة تجنب الدين في حياة أفراد القصة بالكلية، وهم في مجتمع إسلامي.. ثم يصف بعدها الخواء والفراغ بالشكل الذي يصف به الغربيون وحدتهم وفراغهم. هم الذين ليس لديهم إلا العمل وجمع المال والسفر والتمتع بكل سبيل.. ثم الملل من كل ما سبق. وهذه مصيبة أدبنا الكبرى في نظري قبل الحديث عن اللغة أو أي جزئية أخرى. أقولها وأكررها.. التحيز للغرب. بحيث يختمر لدى أكثر كتابنا ما قرأوه من آداب الغرب الكافر فيسكبون روح تلك الآداب في أعمالهم، إلا أنها أعمال بحروف عربية وأماكن وأشخاص عربية مسلمة. فتكون النتيجة شاذة نشاز.. شاب اسمه محمد أو ياسين يسمع الأذان خمس مرات في اليوم لن تكون حياته مثل حياة شاب اسمه جوليان يمضي ليله إلى الفجر في الرقص ومعاقرة الخمر وسب الحياة.. ولذلك لن يكون حزن الأول كحزن الثاني، ولا تصرف الأول يكون كتصرف الثاني.. أفلا يعقل كتابنا هذا ؟
02-05-2021