&&&الرسالة الملعونة &&& أقسى قصة أكتبها ههه
مرسل: 25 يناير 2022, 14:11
الرسالة الملعونة
-على قارب مهترئ ووسط بحر يمتد ملء البصر , وقفت أتأملُ السماء وأتنفس الهواء لآخر مرة
"خلص" لامزيد من هذه الدنيا , إكتفيتُ منها وإكتفتْ مني...
ومثل المحتضر الذي تمر أطوار حياته أمام عينيه,عدتُ للماضي وتذكرت قصتي من بدايتها ...
كنت شابا عاديا فقط ,لم أكن محظوظا جدا ولا طموحا ,مسالمًا وفي حالي ,طيبا,كنت كمن يعيش على حافة
الدنيا ,كل أيامي تتشابه و تتكرر حد الملل , حتى الأحاسيس الجميلة النادرة , التي تعطي للحياة طعما آخر
مثل الحب لم أجربها , فقد تزوجت ُ مثل جدي ..وأبي , زواجا تقليديا , لم أختر عروسي و لأكون صادقا أكثر لم أرغب بأن أفعل
كنتُ كمن يقبلُ كل شيء بتسليم مريح,ورغم إصرار زوجتي العنيد بعد ذلك لتثير
في قلبي ذلك الشعور الجميل والشغف اللذيذ فقد عجزتْ.
حسنا الذنب ليس ذنبها بل هكذا خلقتُ كنت بليد المشاعر , كانت أحاسيسي آلية ومبرمجة, لا أعرف الإنفعال أبدا, كنتُ هادئا لدرجة الموت.
إنسانًا أليا دون روح.
حصلتُ على عمل ممل , أنظم أرشيف الماضي ,وكأن الحاضر - هو الآخر- لا يريدني و لا يحتاجني...
وإستمرت حياتي أياما مكررة ومملة ...حتى كان ذلك اليوم من شهر ديسمبر,يوم تقليت مكالمة عاجلة من والدي الطيب, أسرعتُ إليه، عند بيت جدي ,لما وصلتُ كان
الحزن يخيم على البيت ، جدي يحتضر وقد طلب ملاقا تي بشكل عاجل و فردي ,لما دخلتُ عليه جعلتني رائحــة الموت
أشعر بالرهبة والحزن , ودون كلمات كثيرة أشار بيده " أن أقترب " ثم أخرج من تحت مخدته رسالة صفراء اللون وتكلم بصعوبة شديدة
-خذ ياولدي هذه الرسالة التي ستغير حياتك وحظك للأبد , عدني و أقسمْ بأن لا تضيعها وبأن لاتفتحها إلا بعد مرور شهر كامل
ذلك هو الشرط و إلا لن تنال الخير المنتظر.
وكعادتي المطيعة المستسلمة - دون نقاش ولا تردد - أقسمت له قسما غليظا ووعدته وعدا صادقا أنّي لن أفتح الرسالة لأقرأ مابها ولو كان في ذلك هلاكي
بعدها بلحظات أسلمَ جدي العزيز الروح لبارئها, وخبأتُ رسالة الحظ في جيب سترتي....
كنت يومها جالسا على الشرفة أرتشف قهوتي , حين هجمت عليا زوجتي بسيل من الشتائم لا ينتهي، كانت تصرخ بجنون وتطلب الطلاق مرار وتكرارا ولم تمنحني فرصة لأستفسر وأرد , كان الشر يخرج من عينيها
, وإنتبهتُ لرسالة جدي في يدها ,لما رأتْ نظري يستقر على الرسالة إزداد جنونها جنونا , رمتها
على وجهي , وأسرعت للمطبخ ثم رجعت بسكين حادة ووقفت تواجهني بتحدي مخيف : طلقني الآن الآن وإلا قتلت نفسي, بعدما قرأتُ تلك الرســالة يستحيل أن أبقى معك لحظة أخرى..
كنت على وشك أن أقرأ الرسالة لكنّي تذكرت وعدي لجدي والمستقبل المحظوظ الذي ينتظرني بعد شهر, ولما رأيتها مصرة على رأيها طلقتها خوفا من أن تؤذي نفسها .
حملتُ أغراضي وملابسي التي رمتها وإنطلقت بسيارتي هائما على وجهي من الحزن و الأسى ,فكدت أدهس شرطي المــرور الذي إتجه صوبي يلعنني ويشتمني
ووجدتني أحكي له سبب شرودي كي يعفو عني ولا يعاقبني بأخذ رخصة السياقة ,لما أنهيت كلامي هدأتْ ملامحه :
-تبدو طيبا و صادقا في ماتقول سأسامحك هذه المرة لكن إياك أن تكررها ,و طلب مني الرسالة ليقرأها ,فجأة صار وجهه مسودا وبدا مرعبا وبدأ سيل اللعنات
ينهال عليا مرة أخرى ،ثم سحبني من مقعدي و رماني إلى الشارع , وأخذ كل أوراق السيارة, ووسط توسلاتي و إستفساري عن سبب كل هذه القسوة ردّ
قائلا : أحمد الله أني لم أقم بسجنك أيها المعتوه ورمى الرسالة الصفراء و إنصرف مع سيارتي.....
كنت كما قال كالمعتوه متجها لعملي كي أطلب إجازة لأعرف كيف سأسير أموري حتى يمر هذا الشهر الطويل,لما إستقبلني المدير ورأى علامات الحزن ترتسم
على محياي , تعاطف معي و دعاني لأن أبوح بما يتعبني , فرويت له قصة الرسالة , بداية ضحك للأمر لكن لمّا رأني جادا إنتابه الفضول ليعرف مالذي تحويه
فأعطيته رسالة الحظ , وماهي إلا لحظات و تحول وجهه لمنظر ألفته صار كزوجتي و مثل شرطي المـــرور, وبلا تردد أعلن " أنت مطرود أيها الحثالة " .
لا زوجة , لابيت , لاسيارة , لا عمل فقدت كل شيء في يوم واحد , لم يبق لي مكان أذهب إليه سوى مركب صديقي الوحيد , لما رآني بتلك الصورة رثى لحالي
وواساني كما يفعل الأخ المخلص لأخيه ,كان يخفف عليا وطأة المعاناة , وإقترح عليا أن أذهب معه في رحلة للبحر كي أروح عن نفسي و أنسى.....
و حملنا المركب الكبير مع بعض الصيادين ... و بمرور الأيام وبسبب هواء البحر المنعش و مساعدة صديقي لي بدأت أسترجع شيئا فشيئا هدوئي وراحة بالي..
حتى كانت ليلة العودة للشاطئ أين طلب صديقي العزيز مني أن يقرأ الرسالة ووعدني أن يخبرني بما تحويه وهكذا لن أحنث بوعدي لجدي,حذرته من أن يتغير
كالبقية فضحك بمرح وقال : أنت صديق عمري الوحيد , لست ساذجا لأتخلى عن صديقي من أجل رسالة .
بعد أن قرأها , لم يطل الأمر كثيرا ليتوحش , ليته صرخ أو لعن كالبقية كان باردا بقسوة و حقد وغل , أنزلَ قارب الإنقاذ الصغير في البحر
ثم قال بجدية وكلام غير قابل للنقاش : إنزلْ لذلك القارب و إ نسى أنك لك صديقا , لأجل عشرة العمر لن أعطي الرسالة للصيادين و إلا لقامو برميك للبحر دون رحمة أو شفقة
خذ رسالتك أيها ......
- وهأنذا الآن على قارب مهترئ ووسط بحر يمتد ملئ البصر , وقفت أتأمل السماء وأتنفس الهواء لآخر مرة , لكن قبلا سأقرأك أيتها الرسالة الملعونة
سأقرأ كلماتك الشريرة، التي حطمت حياتي ......
فتحتُ الرسالة بيد مرتجفة وقبل أن أرى حروفها الاولى هبت عاصفة قوية خطفت الرسالة من يدي , ضاعت الرسالة و بدأت أضحك بجنون أخافني .
-تمت
-على قارب مهترئ ووسط بحر يمتد ملء البصر , وقفت أتأملُ السماء وأتنفس الهواء لآخر مرة
"خلص" لامزيد من هذه الدنيا , إكتفيتُ منها وإكتفتْ مني...
ومثل المحتضر الذي تمر أطوار حياته أمام عينيه,عدتُ للماضي وتذكرت قصتي من بدايتها ...
كنت شابا عاديا فقط ,لم أكن محظوظا جدا ولا طموحا ,مسالمًا وفي حالي ,طيبا,كنت كمن يعيش على حافة
الدنيا ,كل أيامي تتشابه و تتكرر حد الملل , حتى الأحاسيس الجميلة النادرة , التي تعطي للحياة طعما آخر
مثل الحب لم أجربها , فقد تزوجت ُ مثل جدي ..وأبي , زواجا تقليديا , لم أختر عروسي و لأكون صادقا أكثر لم أرغب بأن أفعل
كنتُ كمن يقبلُ كل شيء بتسليم مريح,ورغم إصرار زوجتي العنيد بعد ذلك لتثير
في قلبي ذلك الشعور الجميل والشغف اللذيذ فقد عجزتْ.
حسنا الذنب ليس ذنبها بل هكذا خلقتُ كنت بليد المشاعر , كانت أحاسيسي آلية ومبرمجة, لا أعرف الإنفعال أبدا, كنتُ هادئا لدرجة الموت.
إنسانًا أليا دون روح.
حصلتُ على عمل ممل , أنظم أرشيف الماضي ,وكأن الحاضر - هو الآخر- لا يريدني و لا يحتاجني...
وإستمرت حياتي أياما مكررة ومملة ...حتى كان ذلك اليوم من شهر ديسمبر,يوم تقليت مكالمة عاجلة من والدي الطيب, أسرعتُ إليه، عند بيت جدي ,لما وصلتُ كان
الحزن يخيم على البيت ، جدي يحتضر وقد طلب ملاقا تي بشكل عاجل و فردي ,لما دخلتُ عليه جعلتني رائحــة الموت
أشعر بالرهبة والحزن , ودون كلمات كثيرة أشار بيده " أن أقترب " ثم أخرج من تحت مخدته رسالة صفراء اللون وتكلم بصعوبة شديدة
-خذ ياولدي هذه الرسالة التي ستغير حياتك وحظك للأبد , عدني و أقسمْ بأن لا تضيعها وبأن لاتفتحها إلا بعد مرور شهر كامل
ذلك هو الشرط و إلا لن تنال الخير المنتظر.
وكعادتي المطيعة المستسلمة - دون نقاش ولا تردد - أقسمت له قسما غليظا ووعدته وعدا صادقا أنّي لن أفتح الرسالة لأقرأ مابها ولو كان في ذلك هلاكي
بعدها بلحظات أسلمَ جدي العزيز الروح لبارئها, وخبأتُ رسالة الحظ في جيب سترتي....
كنت يومها جالسا على الشرفة أرتشف قهوتي , حين هجمت عليا زوجتي بسيل من الشتائم لا ينتهي، كانت تصرخ بجنون وتطلب الطلاق مرار وتكرارا ولم تمنحني فرصة لأستفسر وأرد , كان الشر يخرج من عينيها
, وإنتبهتُ لرسالة جدي في يدها ,لما رأتْ نظري يستقر على الرسالة إزداد جنونها جنونا , رمتها
على وجهي , وأسرعت للمطبخ ثم رجعت بسكين حادة ووقفت تواجهني بتحدي مخيف : طلقني الآن الآن وإلا قتلت نفسي, بعدما قرأتُ تلك الرســالة يستحيل أن أبقى معك لحظة أخرى..
كنت على وشك أن أقرأ الرسالة لكنّي تذكرت وعدي لجدي والمستقبل المحظوظ الذي ينتظرني بعد شهر, ولما رأيتها مصرة على رأيها طلقتها خوفا من أن تؤذي نفسها .
حملتُ أغراضي وملابسي التي رمتها وإنطلقت بسيارتي هائما على وجهي من الحزن و الأسى ,فكدت أدهس شرطي المــرور الذي إتجه صوبي يلعنني ويشتمني
ووجدتني أحكي له سبب شرودي كي يعفو عني ولا يعاقبني بأخذ رخصة السياقة ,لما أنهيت كلامي هدأتْ ملامحه :
-تبدو طيبا و صادقا في ماتقول سأسامحك هذه المرة لكن إياك أن تكررها ,و طلب مني الرسالة ليقرأها ,فجأة صار وجهه مسودا وبدا مرعبا وبدأ سيل اللعنات
ينهال عليا مرة أخرى ،ثم سحبني من مقعدي و رماني إلى الشارع , وأخذ كل أوراق السيارة, ووسط توسلاتي و إستفساري عن سبب كل هذه القسوة ردّ
قائلا : أحمد الله أني لم أقم بسجنك أيها المعتوه ورمى الرسالة الصفراء و إنصرف مع سيارتي.....
كنت كما قال كالمعتوه متجها لعملي كي أطلب إجازة لأعرف كيف سأسير أموري حتى يمر هذا الشهر الطويل,لما إستقبلني المدير ورأى علامات الحزن ترتسم
على محياي , تعاطف معي و دعاني لأن أبوح بما يتعبني , فرويت له قصة الرسالة , بداية ضحك للأمر لكن لمّا رأني جادا إنتابه الفضول ليعرف مالذي تحويه
فأعطيته رسالة الحظ , وماهي إلا لحظات و تحول وجهه لمنظر ألفته صار كزوجتي و مثل شرطي المـــرور, وبلا تردد أعلن " أنت مطرود أيها الحثالة " .
لا زوجة , لابيت , لاسيارة , لا عمل فقدت كل شيء في يوم واحد , لم يبق لي مكان أذهب إليه سوى مركب صديقي الوحيد , لما رآني بتلك الصورة رثى لحالي
وواساني كما يفعل الأخ المخلص لأخيه ,كان يخفف عليا وطأة المعاناة , وإقترح عليا أن أذهب معه في رحلة للبحر كي أروح عن نفسي و أنسى.....
و حملنا المركب الكبير مع بعض الصيادين ... و بمرور الأيام وبسبب هواء البحر المنعش و مساعدة صديقي لي بدأت أسترجع شيئا فشيئا هدوئي وراحة بالي..
حتى كانت ليلة العودة للشاطئ أين طلب صديقي العزيز مني أن يقرأ الرسالة ووعدني أن يخبرني بما تحويه وهكذا لن أحنث بوعدي لجدي,حذرته من أن يتغير
كالبقية فضحك بمرح وقال : أنت صديق عمري الوحيد , لست ساذجا لأتخلى عن صديقي من أجل رسالة .
بعد أن قرأها , لم يطل الأمر كثيرا ليتوحش , ليته صرخ أو لعن كالبقية كان باردا بقسوة و حقد وغل , أنزلَ قارب الإنقاذ الصغير في البحر
ثم قال بجدية وكلام غير قابل للنقاش : إنزلْ لذلك القارب و إ نسى أنك لك صديقا , لأجل عشرة العمر لن أعطي الرسالة للصيادين و إلا لقامو برميك للبحر دون رحمة أو شفقة
خذ رسالتك أيها ......
- وهأنذا الآن على قارب مهترئ ووسط بحر يمتد ملئ البصر , وقفت أتأمل السماء وأتنفس الهواء لآخر مرة , لكن قبلا سأقرأك أيتها الرسالة الملعونة
سأقرأ كلماتك الشريرة، التي حطمت حياتي ......
فتحتُ الرسالة بيد مرتجفة وقبل أن أرى حروفها الاولى هبت عاصفة قوية خطفت الرسالة من يدي , ضاعت الرسالة و بدأت أضحك بجنون أخافني .
-تمت