الذي أضحك وأبكى - رفعت خالد
مرسل: 16 يناير 2022, 15:31
من أهم ما ينبغي على ساكن هذا الكوكب أن يوطن نفسه عليه هو حسن تدبير تقلب الأمزجة والأحوال.. وأن يتذكر دائما قاعدة (دوام الحال من المحال). فيوقن - إن كان مستاء - أن سوف يُسرّى عنه بإذن الله، وإن كان مسرورا كَلِفا، فليهوّن عليه، إذ الحياة هي الحياة ولن تنقلب (جنة) لمجرد أنه في مزاج جيد !
هذا التذكر (لعكس المزاج) من الحيل النافعة لتجنب (الصدمات) التي تُصيب الإنسان من جرّاء تغير الأحوال. كما أن هذه الحيلة تُبقي على جذوة الأمل مُتّقدة مهما طال (العُسر)، فاليُسر لابد قادم.. شئت أم أبيت !
وأغرب ما وجدتُ في باب (تغير الأمزجة) هو ذاك الاعتقاد الواهم الساذج باستحالة الخروج من حال سيئ أو خصومة بائسة.. ذاك اليأس المتكرر من الصلح، على الرغم من وفرة التجارب التي نمر بها في الحياة. إلا أننا ننسى - من عجب - أن نقيس الحالة المُستجدّة بسابقاتها، وننسى أن (مع العسر يُسرا) كما أخبر ربنا.. وإنه لمن أعجب العجب.
ولعل هذه الطبائع الساذجة عند أكثر الناس، وهذا النسيان لمعلومات بالضرورة من قواعد الوجود، بسبب من انعدام (الحكمة) نظرا لندرة القدوات الحسنة والتربية على المنهاج القويم، فإننا - والله المستعان - لا نكاد نرى في الشارع رجلا صالحا، حكيما، سوي الأخلاق، ذا علم، فضلا عن التعلم على يديه.. ومن رُزق ذلك فقد رزق الخير كله.
إلا أن التوازن بين هذه الأمزجة يحصل - آخر الأمر - عند عموم البشر بشكل أو بآخر.. ولولا أنه يحصل لفسدت الحياة واختل توازن الكون بالكلية. فالواقع يُظهر أن (توازنا ما) يحدث عند أغلب النفوس حتى بعد نشوب الفوضى واختلال الموازين أحيانا بفعل الثورات والحروب والكوارث، فإنه لا تلبث حتى تعود المياه لمجاريها.. فتُشيّد البيوت، وتُقام الجنائز، وتُكنس الفوضى، وتجفف الدموع، وتشتاق الأنفس وتستيقظ الغرائز والشهوات، وتنطلق الابتسامات والضحكات، وتنشأ الصداقات، وتُقام الأعراس والحفلات، ويجتمع الناس للسمر. ويعمل العمال، ويكتب الكتّاب وتورق الأشجار التي كانت بالأمس خاوية جدباء.. فسبحان الذي أضحك وأبكى..
07-2020
هذا التذكر (لعكس المزاج) من الحيل النافعة لتجنب (الصدمات) التي تُصيب الإنسان من جرّاء تغير الأحوال. كما أن هذه الحيلة تُبقي على جذوة الأمل مُتّقدة مهما طال (العُسر)، فاليُسر لابد قادم.. شئت أم أبيت !
وأغرب ما وجدتُ في باب (تغير الأمزجة) هو ذاك الاعتقاد الواهم الساذج باستحالة الخروج من حال سيئ أو خصومة بائسة.. ذاك اليأس المتكرر من الصلح، على الرغم من وفرة التجارب التي نمر بها في الحياة. إلا أننا ننسى - من عجب - أن نقيس الحالة المُستجدّة بسابقاتها، وننسى أن (مع العسر يُسرا) كما أخبر ربنا.. وإنه لمن أعجب العجب.
ولعل هذه الطبائع الساذجة عند أكثر الناس، وهذا النسيان لمعلومات بالضرورة من قواعد الوجود، بسبب من انعدام (الحكمة) نظرا لندرة القدوات الحسنة والتربية على المنهاج القويم، فإننا - والله المستعان - لا نكاد نرى في الشارع رجلا صالحا، حكيما، سوي الأخلاق، ذا علم، فضلا عن التعلم على يديه.. ومن رُزق ذلك فقد رزق الخير كله.
إلا أن التوازن بين هذه الأمزجة يحصل - آخر الأمر - عند عموم البشر بشكل أو بآخر.. ولولا أنه يحصل لفسدت الحياة واختل توازن الكون بالكلية. فالواقع يُظهر أن (توازنا ما) يحدث عند أغلب النفوس حتى بعد نشوب الفوضى واختلال الموازين أحيانا بفعل الثورات والحروب والكوارث، فإنه لا تلبث حتى تعود المياه لمجاريها.. فتُشيّد البيوت، وتُقام الجنائز، وتُكنس الفوضى، وتجفف الدموع، وتشتاق الأنفس وتستيقظ الغرائز والشهوات، وتنطلق الابتسامات والضحكات، وتنشأ الصداقات، وتُقام الأعراس والحفلات، ويجتمع الناس للسمر. ويعمل العمال، ويكتب الكتّاب وتورق الأشجار التي كانت بالأمس خاوية جدباء.. فسبحان الذي أضحك وأبكى..
07-2020