بلا عنوان..
مرسل: 02 مايو 2021, 12:59
أمسكت القلم، وأخذت أفكر ما سأكتبه، وليس هذا من عادتي في شيء؛ لأني في العادة أمسك القلم، فأدعه يخط ما شاء الله، إلى أن تتعب أناملي.. بينا أنا هكذا تذكرت صديقي الذي رزق بمولود جديد، وقلت في نفسي لعّله وزوجته يتنازعان عن الاسم الذي سيمنحونه له. ثم تذكرت فجأة أنه يجب عليّ أن أعيد له التهنئة من جديد في يوم العقيقة! وكما تعرفون أنا شخص خجول ولا أحب التبريكات؛ لأني طبعا لست مستعدا لكي أعانق أحدا وكأنه عاد من سفر دام خمسين ألف سنة!
هذه العقدة ليست وليدة اليوم، بل هي ممتدة في الزمن إلى أيام طفولتي عندما كنت أذهب مع والدتي إلى العرس، فتفيض عليّ النساء العجائز بالقبلات حتى تصبح خدودي حمراء، وكثيرا ما كنت أتساءل حينها لم لا تقبلني فتاة صغيرة بدل هؤلاء! فأصبحت أفرّ منهن فرار الفأر من القط.
وهذا الأمر امتد حتى إلى التعازي، ولا أعرف لماذا كلما هممت أن أهنئ أحدا أو أعزيه، أشعر بموجة توتر مفاجئة، وكأنها تقسم لي على انها ستحرجني.. خذ على سبيل المثال هذا، قد كنت في أحد الأيام أعزي أحدهم، فهممت أن أقول " البركا فراسك، البقاء لله تعالى"
فقلت: " البركا فراسك، البقاء للأقوى!" طبعا على ما يبدوا أنه لم يسمع كلمتي الأخيرة، أو ربما سمعها لكنه تجاهلها! لكن في تلك اللحظة كنت أود لو تنشق الأرض لتبلعني، فذاك خير لي!
صاحبي هذا، لو زوجة بغيضة! لا أعرف كيف حصل عليها، ربما تم النصب عليه، حقا لا أعرف.. لكن تذكرت قضية الثياب عندما تذهب لشراء سروال من المحل فتقيسه، وتنظر إلى المرآة فترى نفسك " شاروخان أُس اثنان " وعندما تعود إلى المنزل تجد نفسك " مهرجا أس عشرة" لا زلت أفكر ما هي الخدعة التي يستخدمها هؤلاء الباعة!
زوجته من ذلك النوع الذي يعكف طوال النهار، طبعا ليس على الصلاة والعبادة؛ بل على المسلسلات يا غبي! هل جربت يوما أن تسأل هؤلاء النسوة عن ماذا فعل "مايكل " في شأن "سوزان" أو "راجفير" بشأن "سوميتا" أؤكد لك أنها سوف تسرد عليك تفاصيل جدهما، وتفصيل تكون أظافر أقدامهما؛ وربما تفضلت وزادت عدد أضراس وقواطع وأنياب كل منهما! لكن طبعا هي لا تتذكر هل وضعت الملح في الطعام أم لا!؟
عندما سمعت بخبر المولود الجديد، أخرجت الهاتف، وأرسلت له تسجيلا صوتيا، قلت فيه بحماسة مبالغ فيها: "مبارك يا صديقي، هل ستقيم وليمة تنحر فيها عجلين!" وجاءني الرد برسالة نصية " نذبحك أنت إن شاء الله" فأجبت قائلا: "أعرف أن زوجتك لا تجيد الطبخ، لذلك لن تذبح عجلا، لقد كدت أموت يا صاحبي في آخر مرة تناولت فيها العشاء عندكم" ومرة أخرى لم يتأخر الرد: "أنا زوجته شخصيا"!
في اليوم التالي، التقيته في السوق، في البداية كنت أتحاشى أن يراني، لكي أحافظ على ما تبقى من كرامتي، فإذا أخبرته زوجته بما قلته أمس وأضافت إليه بعض اللمسات الخاصة، فلا شك أنه سيبرق ويرعد.. لكنه صافحني بحرارة، وأخذ يحدثني عن المستقبل الذي رسماه لطفليها، فقلت مقاطعا: "ماذا ستسميه؟"
نظر إلي في دهشة واضحة وقال: "راهول"؟!
حمزة إزمار
سيفاو
2019
هذه العقدة ليست وليدة اليوم، بل هي ممتدة في الزمن إلى أيام طفولتي عندما كنت أذهب مع والدتي إلى العرس، فتفيض عليّ النساء العجائز بالقبلات حتى تصبح خدودي حمراء، وكثيرا ما كنت أتساءل حينها لم لا تقبلني فتاة صغيرة بدل هؤلاء! فأصبحت أفرّ منهن فرار الفأر من القط.
وهذا الأمر امتد حتى إلى التعازي، ولا أعرف لماذا كلما هممت أن أهنئ أحدا أو أعزيه، أشعر بموجة توتر مفاجئة، وكأنها تقسم لي على انها ستحرجني.. خذ على سبيل المثال هذا، قد كنت في أحد الأيام أعزي أحدهم، فهممت أن أقول " البركا فراسك، البقاء لله تعالى"
فقلت: " البركا فراسك، البقاء للأقوى!" طبعا على ما يبدوا أنه لم يسمع كلمتي الأخيرة، أو ربما سمعها لكنه تجاهلها! لكن في تلك اللحظة كنت أود لو تنشق الأرض لتبلعني، فذاك خير لي!
صاحبي هذا، لو زوجة بغيضة! لا أعرف كيف حصل عليها، ربما تم النصب عليه، حقا لا أعرف.. لكن تذكرت قضية الثياب عندما تذهب لشراء سروال من المحل فتقيسه، وتنظر إلى المرآة فترى نفسك " شاروخان أُس اثنان " وعندما تعود إلى المنزل تجد نفسك " مهرجا أس عشرة" لا زلت أفكر ما هي الخدعة التي يستخدمها هؤلاء الباعة!
زوجته من ذلك النوع الذي يعكف طوال النهار، طبعا ليس على الصلاة والعبادة؛ بل على المسلسلات يا غبي! هل جربت يوما أن تسأل هؤلاء النسوة عن ماذا فعل "مايكل " في شأن "سوزان" أو "راجفير" بشأن "سوميتا" أؤكد لك أنها سوف تسرد عليك تفاصيل جدهما، وتفصيل تكون أظافر أقدامهما؛ وربما تفضلت وزادت عدد أضراس وقواطع وأنياب كل منهما! لكن طبعا هي لا تتذكر هل وضعت الملح في الطعام أم لا!؟
عندما سمعت بخبر المولود الجديد، أخرجت الهاتف، وأرسلت له تسجيلا صوتيا، قلت فيه بحماسة مبالغ فيها: "مبارك يا صديقي، هل ستقيم وليمة تنحر فيها عجلين!" وجاءني الرد برسالة نصية " نذبحك أنت إن شاء الله" فأجبت قائلا: "أعرف أن زوجتك لا تجيد الطبخ، لذلك لن تذبح عجلا، لقد كدت أموت يا صاحبي في آخر مرة تناولت فيها العشاء عندكم" ومرة أخرى لم يتأخر الرد: "أنا زوجته شخصيا"!
في اليوم التالي، التقيته في السوق، في البداية كنت أتحاشى أن يراني، لكي أحافظ على ما تبقى من كرامتي، فإذا أخبرته زوجته بما قلته أمس وأضافت إليه بعض اللمسات الخاصة، فلا شك أنه سيبرق ويرعد.. لكنه صافحني بحرارة، وأخذ يحدثني عن المستقبل الذي رسماه لطفليها، فقلت مقاطعا: "ماذا ستسميه؟"
نظر إلي في دهشة واضحة وقال: "راهول"؟!
حمزة إزمار
سيفاو
2019