صفحة 1 من 1

ما أسخف كلماتي وما أعمقها! - رفعت خالد

مرسل: 26 ديسمبر 2021, 12:21
بواسطة خالد
the_last_paradox_by_mihai82000-d36tke1.jpg

لعل من المفيد – أحيانا – أن يُشكّك المرء في تفسيره للواقع المُعاش، لاسيما وهو يرى هذا التضارب المهول في تفسير ما وصلت إليه حياة البشر اليوم !

هناك من لازال يقول أن الحياة جميلة ! وهو رأي غريب على كل حال. حتى أن بعض الناس من المبتلين ابتلاءات شديدة – تخشى مجرد ذكرها – قد ينقضّ على من يُصرّح بهذا الرأي ! ومن الناس كذلك من يُصرّ – إلحاحا – على رأي أبي العلاء المعريّ وشوبنهاور وسيوران: (الحياة شرّ كلها، ليتنا ما وُلدنا، ليتنا نموت..).

وبغض الطّرف عن خطأ كلا الفريقين عندي، فإن تأرجح مؤشر الجمال والبشاعة أمر يستحيل ضبطه بضابط يفهمه البشر.. هناك توازن في اللاّتوازن ! كوميديا في المأساة، شهوة في البغض، خوف في الحبّ، إلخ.. وحتى طريقة استقبال الكائن البشري لهذه الموجات المتراقصة من المشاعر والأحداث والحقائق وتفاعله معها، ثم ما يصدره – بعدُ – نتيجة لهذا التفاعل من ردود أفعال وقرارات، حتى هذا لا يقل غرابة واستحالة للضبط ! وهكذا يجد المرء نفسه بعد عشرات السنوات جالسا مكانه – كما بدأ – يتأمل الحياة بشرود عاجزا عن لمسها لينظر إن كانت ساخنة أم باردة، رطبة أم خشنة !

لا نعرف شيئا مثل (الدنيا) يحمل كل هذه المتناقضات كالفقر الفادح والغنى الفاحش، الغباء المطبق والعبقرية المذهلة، التضحية المتفانية في سبيل العقائد والخيانة الشيطانية للأمانات، رغبة الانتحار وغريزة البقاء التي تمسك في الوجود، وتغرس فيه مخالبها ألا يُفلت منها !

ثم.. كيف حافظت البشرية على شهية الحياة، رغم هذا القطار الطويل من الأحزان والمصائب الذي تجره وراءها وتلهث من ثقل ما تجر ؟ ومع أن الإيمان بالله – عز وجل – يصنع العجائب ويهوّن الموت والحياة، ويدفع المؤمن للتضحيات الجسام، إلا أنك قد تجد أناسا كُفّارا أو جُهّالا لا يفقهون حتى معنى الإيمان، تجدهم يعملون أعمالا مهينة كتلميع الأحذية أو تقليم الأظافر، لا تدري كيف يصبرون عليها !.. ومع هذا البؤس الذي هم فيه تراهم ممتلئين بالحياة والضحكات والشهوات !

ما أقوى الإنسان وما أضعفه..

ما أبسط الحياة وما أعقدها..

ما أسخف كلماتي هذه.. وما أعمقها !

خالد
15-04-2018

Re: ما أسخف كلماتي وما أعمقها!

مرسل: 26 ديسمبر 2021, 12:34
بواسطة نجمة
قرأت هذا المقال وانا اتذكر قبل عامين في مثل هذا الوقت
نهاية ٢٠١٩
كيف كان حالي وكيف صار ؟
وفي غمضة عين وانتبهاتها يغير الله من حال إلى حال
عام ٢٠٢٠ و٢٠٢١ من أجمل سنين حياتي
رغم انها سيئة للكثيرين وربما للعالم أجمع
وجدت الخير في ناس ظننت أنهم شر لي
ومن ظننتهم خيرا لي كانوا شرا
لست أهلا للنصح ولا أملك تجارب يمكن أن تحكى غير هذه
لكن حين تكون في أسوأ أيام حياتك ويحدثك صوت من داخلك أنك بخير وأن الله معك وسيتغير كل هذا وكل الأبواب المغلقة ستفتح لك ، يقولها بيقين تام هنا أعرف إنك على الطريق الصحيح ان شاء الله 😊

Re: ما أسخف كلماتي وما أعمقها!

مرسل: 26 ديسمبر 2021, 12:37
بواسطة خالد
يسعدني أنك قرأتها من قبل ^^
نعم.. من داخل العسر قد تحس باقتراب اليسر إن شاء الله..

Re: ما أسخف كلماتي وما أعمقها!

مرسل: 26 ديسمبر 2021, 14:00
بواسطة منيرة
اين قرأتها يا ريم ،في مدونة خالد ؟!
جميل هههههه
امممم قرأت ايضا هذا المقال قبلا ،لكن حين اعدت قراءته شعرت انها المرة الأولى ،أخخخخ كم استعملت هذا المساء الفعل ( شعر)
ههههه.
حسن لم أرى سخفا مطلقا في كل ما قيل
إنه حقا مقال رائع ،وتجيد هندسة الكلمات بأسلوبك الممتاز

Re: ما أسخف كلماتي وما أعمقها!

مرسل: 26 ديسمبر 2021, 14:00
بواسطة منيرة
هناك توازن في اللاّتوازن ! كوميديا في المأساة، شهوة في البغض، خوف في الحبّ، إلخ.. وحتى طريقة استقبال الكائن البشري لهذه الموجات المتراقصة من المشاعر والأحداث والحقائق وتفاعله معها، ثم ما يصدره – بعدُ – نتيجة لهذا التفاعل من ردود أفعال وقرارات، حتى هذا لا يقل غرابة واستحالة للضبط ! وهكذا يجد المرء نفسه بعد عشرات السنوات جالسا مكانه – كما بدأ – يتأمل الحياة بشرود عاجزا عن لمسها لينظر إن كانت ساخنة أم باردة، رطبة أم خشنة !

Re: ما أسخف كلماتي وما أعمقها!

مرسل: 26 ديسمبر 2021, 18:12
بواسطة جويدة
ليس هناك أي سخف في وصف الحياة و ما حوت من تضارب و اختلاف و تعقيد و بساطة .

Re: ما أسخف كلماتي وما أعمقها!

مرسل: 27 ديسمبر 2021, 10:15
بواسطة وفاء
ما أبلغ كلماتك...وما أعمقها

Re: ما أسخف كلماتي وما أعمقها!

مرسل: 28 ديسمبر 2021, 10:43
بواسطة خالد
شكرا لكم جميعا ^^
إنما تلاعبت بالعنوان لأظهر التناقض.. لإنه موضوع النص.

Re: ما أسخف كلماتي وما أعمقها!

مرسل: 30 ديسمبر 2021, 19:41
بواسطة فراشة سماوية
كثيرا ما تساءلت ..نحن نتمسك بالحياة حتى وإن مرّ بنا ما ينغصها..
ربما هذه هي حلاوة الحياة
في انكساراتها والنهوض بعد ذلك!
في انتظار الفرح و توقعه..
و تمنّي ساعة نوم بعد التعب..


كلماتك مؤثرة أخي خالد
بوركت^