و في ذلك فلتتنافس المتنافسات
مرسل: 26 ديسمبر 2021, 11:37
لو صلحت المرأة للآذان لكانت الخالة روضة انسب مؤذنة على الاطلاق.
تستيقظ مبكرا جدا و وجهتها بيت ابنتها نبيلة ، حيث تصطبح عليها بصوت عال و تحدثها عن آحر ما صنعت كنتها معها .
لا تبالي الخالة روضة بآذان الجيران المتفتحة دائما طالما الحديث عن كنتها بل تتمنى ان يصل صوتها الرنيم كل بيت و قد تتحرج من دق البيوت واحدا واحدا و لو انها تتمنى في أعماقها أن تفعل .
يستيقظ أغلب الجيران عند مقدم الخالة روضة فترسل بعض النسوة آذانهن اليها لتلتقطن الجديد من حيلها و يتعوذ البعض منها و يقفلون النوافذ و الأبواب صكا كي تتنبه و تخفض صوتها .
أمس راحت تتحدث ان الكنة لا تصلح لشيء فهي لا تعرف حتى قلي البطاطا، بل و احضرت معها عيبنة منها لابنتها لتثبت أنها لا تتحرش بها ظلما و عدوانا ، و اول امس عابت عليها سوء تحضير طبق البازلاء و الذي قبله قالت انها لا تحسن خلط السلطة و الخل الا بيديها، و هكذا لكل صباح حدث جديد .
تسكن ويوار بالقرب من ابنة روضة و تطل نافذة غرفتها على فناء بيت هذه الأخيرة و على غرفة المعيشة لذا فهي تسمع كل تفاصيل أحاديثها رغما عنها
لم تكن ويوار من محبي الحموات و زاد غيضها منهن لما تشهده من الخالة روضة و لكم تمنت يوما ان تفتح نافذتها و تسمعها ما لا يسر و لكنها تتحاشى العراك غير المجدي و في النهاية الكنة لا تكت لها بصلة و لاحتى رأتها يوما .
اليوم صباحا حضرت ابنة الخالة روضة جلسة خاصة جمعت فيها صديقات أمها المباركة على صينية شاي و بعض المسمن اللذان فاحت رائحتهما من هناك حتى أرجاء بيت ويوار .
لم يكن في وسع ويوار رؤية الضيوف من نافذتها لكنها عرفت من خلال أحاديثهن انها جلسة غيبة في حق الكنائن.
طبعا تفتتح الحديث الشريف صاحبة الدعوة و صاحبة الدار فكانت البداية الكريمة للخالة روضة أن قالت :هل تظن كنتي نفسها تقيم في فندق ؟ أعطيناها ابننا الأسد و الدار الفسيحة و ليست ممتنة ؟ يفترض بها تقبيل الأيادي و الآقدام لأننا رضينا بها و ادخلناها بيتنا و قد كانت من قبل تعيش في كوخ قذر .
تضيف أخرى : فعلا ، ابنتي أيضا لم تسلم من كنتي ،فهي لا تحتمل منها حتى المزاح و ما عدنا نعرف كيف نتصرف معهن ،أنطرد بناتنا من اجل ارضائهن ؟
تزيد أخرى : و انا كنتي لا تكف عن الاستحمام أبدا حتى ظننت انني أحضرت سمكة الى بيتي و صرت افكر في قطع صنبور المياه عليها كي تجف قليلا .
و اخرى : انا كنتي شاطرة جدا لكنها تسرف في استعمال الماء ايضا و لو حسبت مقدار الماء الذي تستهلكه لجمعت به ثروة و لعلك اصبت يا أختي نورة في فكرة قطع صنبور الماء ،هههه.
و أخرى :ااااه يا ليت كنتي شاطرة و تسرف في استعمال الماء …انها لا تمسه ابدا حتى ان المرحاض يكاد يسد من قذارتها و والله ثم و الله بعد عودتي مباشرة سأخيرها بين استقامة حالها أو تتدبر مكانا آخر تقضي فيه حاجتها .
تعالت سلسلة من الضحكات دامت دقائق عديدة ثم أردفت اخرى :أنا كنتي تكثر السهر و لا الوم عليها شيئا كاسرافها في استهلاك الكهرباء فالتلفاز و المصباح الكهربائي يبيتان في اشتغال حتى آذان الفجر و ربما سآخذ برأيكن و أنتزع منها التلفاز و حتى المصابيح الكهربائية و لتتفقد زوجها على ضوء الشموع كما كنا نحن .
قالت اخرى : أنا كنتي لا تكف عن الحديث مع اهلها عبر الهاتف النقال حتى أنه يكاد يلتصق بأذنها و طبعا ابني هو من يدفع تكاليفه و انا لا اقوى على الاحتجاج .
و قالت أخرى : و كنتي لا تصنع طعاما الا كان شديد الملوحة و قد نبهت عليها اكثر من مرة لكن كانني أصب الماء في غربال و لا أعرف كيف اعالج ذوقها .
قالت الخالة روضة : و لما نصبر على ما نكره منهن ؟ ما الذي يدعونا لاحتمالهن ؟ حتى أن أولادنا صاروا يصغون لنسائهم و يقتادون من آذانهم و كانهم مسحورون في حين كانوا يستقوون على اخواتهم و لكن أنا وصل الصبر بي أقصاه و سأذهب اليه اليوم و اجبره على الخروج من بيتي و ليتدبر بيتا بالكراء ليستقر به بعيدا عني او ليعش عند أمها ان شاء فانا لم أحضرها لتتمايل علي و تتزين لي كالعارضات .
قالت أخرى و انا كما احضرتها ساطلقها و أزوج أبني بأخرى أجمل منها فكثيرات خير منها في السوق .
سمعت ويوار حدبث النساء كله و لم تطق صبرا فتجلببت و خرجت قاصدة بيت جارتها فريدة و من غير استئذان دخلت الى حيث النسوة و قالت لهن : عيب عليكن يا من يفترض بكن التماس الحج و ذكر الله ،ألا تستمتعون بحديث غير سيرة الكنائن ؟ألم تستأمنكن امهاتهن عليهن ؟الم تعاهدنهن ان تكن لهن أمهات بدل امهاتهن ؟أتستعرضن الشر الذي بقلوبكن و تتباهين به ؟ كيف اذا تتصورن اذا ان هذه الكنة سيصفو قلبها يوما و تحملكن حين تعجر أقدامكن عن ذلك ؟ تنافسن في الشر، هيا، و لنر أي منكن الأشطر لكن اعلمن أنكن ستفقدن حب ابنائكن و احترامهم و الخاسر الآكبر حينها سيكون أنتن ، دنيا وآخرة .
ساد صمت رهيب في الغرفة ، التفتت ويوار الى الخالة روضة و قالت : لو سمعت صوتك ثانية ساتصل بكنتك و اخبرها بكل شيئ و ستخبر هي ابنك و لتتحملي يا خالة .
غادرت ويوار الغرفة سريعا و هي تفور من شدة الغضب غبر مصدقة ما تجرأت على فعله و ثار بعدها حديث صاخب عن قلة احترام الجيران لبعضهم حتى صارت بيوتهم تنتهك في وضح النهار
تستيقظ مبكرا جدا و وجهتها بيت ابنتها نبيلة ، حيث تصطبح عليها بصوت عال و تحدثها عن آحر ما صنعت كنتها معها .
لا تبالي الخالة روضة بآذان الجيران المتفتحة دائما طالما الحديث عن كنتها بل تتمنى ان يصل صوتها الرنيم كل بيت و قد تتحرج من دق البيوت واحدا واحدا و لو انها تتمنى في أعماقها أن تفعل .
يستيقظ أغلب الجيران عند مقدم الخالة روضة فترسل بعض النسوة آذانهن اليها لتلتقطن الجديد من حيلها و يتعوذ البعض منها و يقفلون النوافذ و الأبواب صكا كي تتنبه و تخفض صوتها .
أمس راحت تتحدث ان الكنة لا تصلح لشيء فهي لا تعرف حتى قلي البطاطا، بل و احضرت معها عيبنة منها لابنتها لتثبت أنها لا تتحرش بها ظلما و عدوانا ، و اول امس عابت عليها سوء تحضير طبق البازلاء و الذي قبله قالت انها لا تحسن خلط السلطة و الخل الا بيديها، و هكذا لكل صباح حدث جديد .
تسكن ويوار بالقرب من ابنة روضة و تطل نافذة غرفتها على فناء بيت هذه الأخيرة و على غرفة المعيشة لذا فهي تسمع كل تفاصيل أحاديثها رغما عنها
لم تكن ويوار من محبي الحموات و زاد غيضها منهن لما تشهده من الخالة روضة و لكم تمنت يوما ان تفتح نافذتها و تسمعها ما لا يسر و لكنها تتحاشى العراك غير المجدي و في النهاية الكنة لا تكت لها بصلة و لاحتى رأتها يوما .
اليوم صباحا حضرت ابنة الخالة روضة جلسة خاصة جمعت فيها صديقات أمها المباركة على صينية شاي و بعض المسمن اللذان فاحت رائحتهما من هناك حتى أرجاء بيت ويوار .
لم يكن في وسع ويوار رؤية الضيوف من نافذتها لكنها عرفت من خلال أحاديثهن انها جلسة غيبة في حق الكنائن.
طبعا تفتتح الحديث الشريف صاحبة الدعوة و صاحبة الدار فكانت البداية الكريمة للخالة روضة أن قالت :هل تظن كنتي نفسها تقيم في فندق ؟ أعطيناها ابننا الأسد و الدار الفسيحة و ليست ممتنة ؟ يفترض بها تقبيل الأيادي و الآقدام لأننا رضينا بها و ادخلناها بيتنا و قد كانت من قبل تعيش في كوخ قذر .
تضيف أخرى : فعلا ، ابنتي أيضا لم تسلم من كنتي ،فهي لا تحتمل منها حتى المزاح و ما عدنا نعرف كيف نتصرف معهن ،أنطرد بناتنا من اجل ارضائهن ؟
تزيد أخرى : و انا كنتي لا تكف عن الاستحمام أبدا حتى ظننت انني أحضرت سمكة الى بيتي و صرت افكر في قطع صنبور المياه عليها كي تجف قليلا .
و اخرى : انا كنتي شاطرة جدا لكنها تسرف في استعمال الماء ايضا و لو حسبت مقدار الماء الذي تستهلكه لجمعت به ثروة و لعلك اصبت يا أختي نورة في فكرة قطع صنبور الماء ،هههه.
و أخرى :ااااه يا ليت كنتي شاطرة و تسرف في استعمال الماء …انها لا تمسه ابدا حتى ان المرحاض يكاد يسد من قذارتها و والله ثم و الله بعد عودتي مباشرة سأخيرها بين استقامة حالها أو تتدبر مكانا آخر تقضي فيه حاجتها .
تعالت سلسلة من الضحكات دامت دقائق عديدة ثم أردفت اخرى :أنا كنتي تكثر السهر و لا الوم عليها شيئا كاسرافها في استهلاك الكهرباء فالتلفاز و المصباح الكهربائي يبيتان في اشتغال حتى آذان الفجر و ربما سآخذ برأيكن و أنتزع منها التلفاز و حتى المصابيح الكهربائية و لتتفقد زوجها على ضوء الشموع كما كنا نحن .
قالت اخرى : أنا كنتي لا تكف عن الحديث مع اهلها عبر الهاتف النقال حتى أنه يكاد يلتصق بأذنها و طبعا ابني هو من يدفع تكاليفه و انا لا اقوى على الاحتجاج .
و قالت أخرى : و كنتي لا تصنع طعاما الا كان شديد الملوحة و قد نبهت عليها اكثر من مرة لكن كانني أصب الماء في غربال و لا أعرف كيف اعالج ذوقها .
قالت الخالة روضة : و لما نصبر على ما نكره منهن ؟ ما الذي يدعونا لاحتمالهن ؟ حتى أن أولادنا صاروا يصغون لنسائهم و يقتادون من آذانهم و كانهم مسحورون في حين كانوا يستقوون على اخواتهم و لكن أنا وصل الصبر بي أقصاه و سأذهب اليه اليوم و اجبره على الخروج من بيتي و ليتدبر بيتا بالكراء ليستقر به بعيدا عني او ليعش عند أمها ان شاء فانا لم أحضرها لتتمايل علي و تتزين لي كالعارضات .
قالت أخرى و انا كما احضرتها ساطلقها و أزوج أبني بأخرى أجمل منها فكثيرات خير منها في السوق .
سمعت ويوار حدبث النساء كله و لم تطق صبرا فتجلببت و خرجت قاصدة بيت جارتها فريدة و من غير استئذان دخلت الى حيث النسوة و قالت لهن : عيب عليكن يا من يفترض بكن التماس الحج و ذكر الله ،ألا تستمتعون بحديث غير سيرة الكنائن ؟ألم تستأمنكن امهاتهن عليهن ؟الم تعاهدنهن ان تكن لهن أمهات بدل امهاتهن ؟أتستعرضن الشر الذي بقلوبكن و تتباهين به ؟ كيف اذا تتصورن اذا ان هذه الكنة سيصفو قلبها يوما و تحملكن حين تعجر أقدامكن عن ذلك ؟ تنافسن في الشر، هيا، و لنر أي منكن الأشطر لكن اعلمن أنكن ستفقدن حب ابنائكن و احترامهم و الخاسر الآكبر حينها سيكون أنتن ، دنيا وآخرة .
ساد صمت رهيب في الغرفة ، التفتت ويوار الى الخالة روضة و قالت : لو سمعت صوتك ثانية ساتصل بكنتك و اخبرها بكل شيئ و ستخبر هي ابنك و لتتحملي يا خالة .
غادرت ويوار الغرفة سريعا و هي تفور من شدة الغضب غبر مصدقة ما تجرأت على فعله و ثار بعدها حديث صاخب عن قلة احترام الجيران لبعضهم حتى صارت بيوتهم تنتهك في وضح النهار