حقيقة الخديعة - دان براون

هنا اقتراحات الكتب ونشر المراجعات والآراء حول المقروءات..
قوانين المنتدى
لا نشارك الكتب الرقمية هنا، لكي لا نحمل وزر السرقات الأدبية.. من أراد كتابا يبحث عنه.
أضف رد جديد
صورة العضو الرمزية
حمزة إزمار
مشرف عام
مشرف عام
مشاركات: 1114
اشترك في: 28 إبريل 2021, 07:13
مكان: المغرب
اتصال:

حقيقة الخديعة - دان براون

مشاركة بواسطة حمزة إزمار »

تنبيه: قد يكون هناك حرق للرواية في هذه المراجعة!

السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته، أما بعد:

حقيقة الخديعة، رواية صدرت عام 2001 من تأليف الكاتب الأمريكي دان براون، ترجمت إلى أكثر من خمسون لغة، وطبع منها أكثر من أربعة عشرة مليون نسخة، وكغيرها من روايات براون، فقد بدأت بمشهد غريب حيث ستُفتح الأوراق عن عالم جيولوجي يُطلب منه إرسال رسالة كاذبة تحت تهديد السلاح، ويتم قتله بعد ذلك.

وتحاول الرواية بعد ذلك أن تصور لك الصراع السياسي بين البيت الأبيض والسيناتور سيكستون حول الانتخابات الرئاسية، لتربط كل هذا ب “الخديعة”، وتناقش الرواية فساد السياسيين بشكل كبير، وسطوة وسائل الإعلام الكبرى، كما تناقش قوة الوكالات الخاصة، والفرق التي لا يعلم الناس شيئا عنها.
و تتحدث عن الاكتشافات العلمية الجديدة غير المعروفة لدى الناس.

هذه الرواية قرأتها بعد رواية الجريمة والعقاب لدوستويفسكي، لذلك شعرت ببرودة كبيرة وأنا أقرأ الصفحات الأولى أقصد؛ أني لم أشعر بأية حماسة طوال مائة وثمانين صفحة، لكن من هنا بدأت الأحداث تشدني بشكل رهيب، وكنت أقلب الصفحات وعيناي تقفزان فوق السطور لمعرفة التالي.. كنت قد نشرت تدوينة صغيرة على الفيسبوك قلت فيها: ” دائما كان يراودني سؤال غريب: إلى أي حد يمكن للكاتب أن يدفع ببطل روايته وقصته، إلى عقدة بالغة التعقيد؛ لدرجة يشعر معها القارئ أنه لا توجد أي طريقة لحل العقدة، دون أن ترتسم ابتسامة السخرية على فيه القارئ!؟

ربما وجدت هذه الإجابة قبل هذا في روايات أغاثا كريستي، التي تجعل من الجريمة خيوطا متشابكة لا يمكن حلها، وأيضا في روايات الأستاذ نبيل فاروق في سلسلة رجل المستحيل، والآن أجد إجابة سؤالي عند دان براون!

وحقيقة فأنا أعترف أن عقدة روايته شفرة دافينشي وروايته حقيقة الخديعة قد جعلت مني مدمنا يفعل كل شيء ليجد ما يشفي غليله، ذلك الحماس أثناء القراءة الذي يجعلني أغلق الرواية ثم أغلق عيوني لأتخيل الأحداث قبل أن أعود لأتابع القراءة!”

نعم، عقدة هذه الرواية “عقدة” بمعنى الكلمة، وطبعا لم يفاجئني ذلك كثيرا بعدما رأيت براعة الكاتب في روايته “شيفرة دافينشي” التي قرأتها قبل سنة تقريبا.

أما بخصوص تحفظاتي فهي تتلخص في الآتي:

– أولا: عنوان الرواية ” حقيقة الخديعة” لم يكن موفقا على الإطلاق؛ لأن القارئ يستشعر موضوع الرواية منذ اللحظة الأولى، وبالنسبة لي فقد تنبأت بالكثير من الأحداث قبل عشرات الصفحات من حدوثها، بسبب العنوان الذي جعلني متحفزا لتفسير الأحداث واستنتاج النتائج بناء على ما أقرأه، طبعا هناك احداث لم أستطع توقعها بسبب التشويش عليها، ما ذكرني بأسلوب أغاثا كريستي في روايتها “مقتل روجر أكروويد “! ما أقصده أنه كلما كان العنوان لا يوحي بأي شيء بطريقة مباشرة عن أحداث الرواية كان ذلك أفضل.

– ثانيا: هناك أحداث وأمور لم تخدم الرواية والحبكة بقدر ما أضعفتها، خذ على سبيل المثال القدر الكبير من المعلومات التي يمطرنا بها الكاتب بشكل مكثف، حيث لا يترك لك مجالا لاستيعابها كلها أو فهمها، وخاصة بالنسبة لقارئ غير متخصص أو مطلع على تلك المجالات!

حرفيا شعرت وكأن الكاتب كل ما يريده هو التخلص وحشو النص بالمعلومات دون مراعاة لقدرة القارئ، ودون مراعاة كذلك لمدى استيعاب الأحداث لتلك المعلومات. والعبرة ليست بكمية المعلومات التي تحتويها الرواية؛ بل بمدى احترافية زرع هذه المعلومات بين السطور.

– ثالثا: الرواية حركية بشكل كبير، حيث تذكرت قولا لصديقي رفعت خالد تعليقا على إحدى قصصي: “هذه أمور تصلح للإنمي أو للأفلام، بحيث أن تقنية الصوت والصورة تساعدك على استيعاب ذلك بطريقة أوضح” ونفس الأمر ينطبق على الرواية، فالكثير من أحداثها من الصعب، الصعب جدا أن تعتمد على الخيال فقط، لترسم المشهد الذي أراده الكاتب؛ حيث يتوجب عليك عقب كل مشهد أن تتوقف عن القراءة لترسم المشهد في ذهنك، وهذا محال طبعا!

– رابعا: “النهاية” أو “الخاتمة” وهذا مالم أتوقعه من كاتب بارع مثل دان براون، بالنسبة لي أرى أنه فشل إلى حد كبير في وضع نهاية جيدة، وفي المقابل قام بتذييل العقدة “المدهشة” بذيل سخيف ونهاية بائسة -أقصد بائسة من حيث براعة الفكرة- لا تناسب سوى الأفلام الجنسية الأجنبية! كنت أتساءل ماذا كان سيضره لو لم يدرج هذا المشهد؟

ختاما، فإن نظرتي للرواية توزعت على ثلاث مراحل: “مرحلة البداية” التي كنت أقرأ فيها بملل شديد، “ومرحلة العقدة” التي أبان فيها الكاتب براعته المعهودة في نسج الحبكة، و”مرحلة النهاية” التي أغلقت عليها الرواية وأنا أشعر بسذاجتها وسخفها!




-تم بحمد الله-

بقلم: حمزة إزمار -سيفاو-

في تاريخ: 19 أبريل 2021

صورة

صورة العضو الرمزية
منيرة
مشرف عام
مشرف عام
مشاركات: 8560
اشترك في: 28 إبريل 2021, 03:36
مكان: الجزائر

Re: حقيقة الخديعة

مشاركة بواسطة منيرة »

مراجعة مفيدة ، أحسنت أيها القارىء حمزة ^^.

صورة العضو الرمزية
حمزة إزمار
مشرف عام
مشرف عام
مشاركات: 1114
اشترك في: 28 إبريل 2021, 07:13
مكان: المغرب
اتصال:

Re: حقيقة الخديعة

مشاركة بواسطة حمزة إزمار »

منيرة كتب:مراجعة مفيدة ، أحسنت أيها القارىء حمزة ^^.
شكرا منيرة الطيبة، تحياتي الحارة ^^

صورة العضو الرمزية
خالد
مدير المنتدى
مشاركات: 2769
اشترك في: 27 إبريل 2021, 22:19
مكان: المغرب
اتصال:

Re: حقيقة الخديعة

مشاركة بواسطة خالد »

تعجبني المراجعات التي تجد فيها أهم ما تبحث عنه بصفتك (قارئا مسلما)، هل في الكتاب تهجم على الدين أو الذات الإلهية ؟ هل الرواية إباحية ؟ ثم.. هل هي مشوقة ؟ هل هي مفيدة ؟ كيف كانت حبكتها ؟ وما آخر انطباع خرجت به منها..

لأن بعضهم يكتبون مراجعات منبهرة، فتهرع لقراءة الرواية.. لتجد فيها إلحادا وإباحية وشذوذا ! كيف ينبهر القارئ المسلم مع كل هذه الأمور ؟ وكيف لا يذكره ولو من باب (الإيجابيات والسلبيات) ؟ لا أفهم..

ولأن مراجعتك تقريبا شملت أغلب النقاط المذكورة.. فهي عندي مراجعة موفقة إن شاء الله.
رجمت إلى أكثر من خمسون لغة
= إلى أكثر من خمسين*...

وهذه جملة أعجبتني من مراجعتك..
العبرة ليست بكمية المعلومات التي تحتويها الرواية؛ بل بمدى احترافية زرع هذه المعلومات بين السطور.
بالتوفيق أخي حمزة ^^
🥇🥇🥈🥈🥈🥉

صورة العضو الرمزية
حمزة إزمار
مشرف عام
مشرف عام
مشاركات: 1114
اشترك في: 28 إبريل 2021, 07:13
مكان: المغرب
اتصال:

Re: حقيقة الخديعة - دان براون

مشاركة بواسطة حمزة إزمار »

شكرا خالد دائمااا على ملاحظاتك القسمة .. كم اسعدتني كلامتك.. رفعت من معنوياتي ههه
أنت تدللني خخخ

أضف رد جديد

العودة إلى ”منتجع الكتب والمراجعات“