رواية إيكادولي - مراجعة جويدة (4.00)
مرسل: 13 نوفمبر 2021, 22:44
يبدأ الكتاب بإهداء بسيط : إلى كل المحاربين
فمن يكونون؟
تنتقل المؤلفة بعدها الى عرض مقدمة بسيطة في عباراتها عميقة في معناها فالكلمات في نظرها تبقى ميتة ما دامت حبيسة الأوراق و الرفوف و تستعيد أنفاسها وتضج بالحياة حين يفتح الكتاب و يطالعها القارء بعين قلبه و يؤمن بها ببصيرته .
كنت قد قرأت صفحات من الرواية فاعتراني الملل و وجدت الموضوع صبياني للغاية و خيالي حد تشبيهه برواية هاري بوتر، لكن بعد التمهل و الضغط على نفسي كي استمر حتى نهاية الغلاف عن وعد وعدته ان انا بدأت كتابا الا أقيمه الا بعد اخر سطر فيه فكل كتاب يحمل بنا شيئا ما ، و هو كالبشر ، بعضهم حلو المعشر لذيذ الكلام و بعضهم ممل ثقيل مفيد و في كل خير أو هو كالدواء ، بعضه مر و بعضه حلو ، و فيهما الشفاء .
في الصفحات الأولى أطل علي أنس بمثاليته الجميلة ،مثالية تجعلك تبحث له عن عيب ما ، و بدا عيبه لاحقا ،حين لم يكن يسامح صديقا انحرف و لم يكن يعذر شخصا أخطأ بل كان يبتعد عن كل من حاد و مال نائيا بجانبه محافظا على صيته و سمعته ، ثم ظهر أن لأبيه و جده قصة و طريق اتخذاه حين كانا شابين و هو ذاته الذي سيسير اليه أنس الى عالم آخر في زمن و مناخ و مع آناس آخرين .
للجد و الاب و الابن تعلق بالكتب و المثاليات ذاتها و كل منهم يعد محاربا وكان الدور سيأتي على أخته المحاربة حبيبة في وقت لاحق.
كما أن كل من الجد و الابن و الحفيد لاحقا يؤمن بما عبرت عنه المؤلفة في مقدمة الرواية كون الكتب تحيا بإيمان القارئ بها فهي تؤثر به و تحيا بمحبته و ايمانه و تفاعله و تفنى باهماله و جحوده و نكرانه .
تصف المؤلفة مرام على أنها النموذج المثالي الثاني التي لا يعيبها سوى انفعالها الزائد و خوفها المفرط من المجهول ...و يمكن لاي قارىء أن يتنبأ ان وقوع البطلين في الحب أمر أكيد .
و يظهر لأنس اصدقاء و أعداء كثر لتتشكل الرواية في النهاية بانتصار أنس و مرام على الاميرة نبرة و اخيها كمشاق و يتغير مصير البطلين واقعا و خيالا.
بعد خوض تجربة القراءة تبقى لدي فضول معرفة الحقيقة و فصلها عن الخيال ، و كان أن بحثت قليلا عن الحضارة النوبية و لغتها و موقعها الجغرافي و عرفت انها موجودة فعلا في منطقة بين مصر و السودان ، أهلها يمتازون بسمار البشرة و بلغتهم الغريبة التي لا تزال قائمة الى الان ، وكنت قد تعرفت على بعض كلماتها و لكن ذاكرتي لم تحفظ منها بشيء سوى كلمة إيكادولي التي تعني احبك بالفعل .
و انا اكتب هذه المراجعة أعترف أنني نسيت كثيرا من تفاصيل الرواية و أسماء شخصياتها كما ننسى تفاصيل فيلم شاهدناه ، غير أننا لا نفقد تفاصيله الكبرى و نهايته السعيدة و ما يحمله من مبادئ :
التوبة كفيلة برضى الله وتغيير الاقدار و جب ما سبق
المحارب ليس ذاك الذي يحمل سيفا و يحارب به عدوه فقط و لكن المحارب من يؤمن بمبدأ و يدافع عنه لاخر رمق ، من يتحدى بالكلمة و الفعل ، من يقوى على مواجهة الفساد بكل حيلة و ينشر الحب و الصلاح ، و من يضحي بنفسه من أجل الحق .
الحب مشاعر نبيلة تتلاقى و ليست أجسادا محمومة تتعانق .
قد يلبس الباطل ثوب الحق فيلتبس على الناس ظاهرهما لكن الحق يحصحص دوما و يشقشق كنور الفجر ثم يتبدى جليا للقلوب النقية و مهما طال الباطل و استفحل ستكون الغلبة للحق أخيرا و دائما
الكتب ليست كلمات جوفاء ميتة ، فقد خرجت من قلب صاحبها ساخنة مفعمة بالحياة و كأنما توضع في الثلاجة لحين يتلقاها صاحبها القارىء فيعيد اليها الحياة حين يقبل عليها و يميل اليها و يصدقها و يحبها ، الكلمات معان تحمل من الصدق و الحب ما يحمله صاحبها ليتلقاها من يسعى نحوها فيعيش بها و يتنفس و يتعلم فيحيا الكتاب و مؤلفه اذ ذاك بتأثر القارىء و انجذابه .
قد يأخذنا كتاب الى عوالم من خيال أو يعلمنا من تجارب غيرنا او ينمي مهاراتنا او يسري عنا ...فليس أفيد و ليس أصدق و ليس أمتع و أعظم من كتاب .
يمكننا تغيير أقدارنا بالدعاء ثم بالسعي و لا شيء مستحيل مع الله .
سنظل بحاجة الى نصيحة من يكبرنا و يحبنا في مواجهة الحياة بما كسبوا من تجارب تفوق خبراتنا
يحتاج كل الانسان لصديق، فلا ينبغي الاستغناء عنهم ان ظهرمنهم عوجا ولعلهم بحاجة فقط لارشاد و من ذا الذي لا يخطىء ؟و من أراد خلا بلا عيب مات وحيدا (تجربة أنس )
التسامح يكسب الكثير و التعالي يفقد الغالي
رب صنيع يحفظ للسلف فالعمل الصالح كالبذرة تصير شجرة لنأكل من ثمرها أو ابناءنا او الاحفاد (تجربة جد و والد أنس)...فلنعمل صالحا
خفض جناح الذل من الرحمة لكبار السن (علاقة أنس بناردين)
البعد يزكي الشوق و القرب قد يخنق المحبة (تجربة ناردين)
هناك دائما نقطة ما ،يمكن التراجع فيها عن الخطأ و تصويب الأوضاع (تجربة أنس وصديقه كلودة ا
من رحمة ربي أن يبتلي العبد بضرر صغر ليمنع عنه الضرر الأكبر (إصابة مرام في عينها )
لا ينبغي السكوت عن الخطأ أو الرضى به بل يجب تغييره باليد و اللسان او القلب عند تعذر القدرة (مرام أمام أخطاء الاميرة أونتي و أنس أمام كلودة )
يحتاج الارتباط بالزواج الى اعمال العقل أكثر منه الى نبض القلب ...أوأن يكون القلب مخ العقل على شاكلة مقال محمد كنجو
الطريق الى المجهول يحتاج الى عدة و عتاد (تجربة أنس و تزويد جده و أبيه له بما يلزم للمغامرة)
العاشق يحتاج الى صون كرامته و مواراة ضعفه حتى أمام معشوقته نصيحة أنس لكلودة و لنفسه.
الخير والحق يحتاجان للقوة و الصبر و الالتزام بحفظ العهد للنهاية
أحيانا ، نرسم لحياتنا خططا و برامج لكن يحدث أن ينسف كل هذا بلحظة و نتعثر و نجد اننا اخترنا طريقا آخر(تعثر أنس بشهاب أول الطريق فجعله ينحرف عن المسار المخطط له )
بعض الفضول قد يقتل صاحبه
في النهاية أقول أن الكتاب لم يكن مملا ، و لم يكن بغير نفع ، و لكنه قد يثير نخبة معينة من القراء دون غيرها ...صغار السن و الحالمين تحديد، أما صغار السن فسيتأثرون بمكارم أخلاق البطل و قوة شخصيته و عشقه العفيف الذي قاده الى طلب الزواج من حبيبته التي رسمت المؤلفة شخصية نموذجية لها و أما الحالمون من مختلف الاعمار فسيحبون خيال المؤلفة و كيفية نسجها للرواية .
و على واقعيتي و على تقدم سني أظنني أصنف نفسي من فئة الحالمين .
فمن يكونون؟
تنتقل المؤلفة بعدها الى عرض مقدمة بسيطة في عباراتها عميقة في معناها فالكلمات في نظرها تبقى ميتة ما دامت حبيسة الأوراق و الرفوف و تستعيد أنفاسها وتضج بالحياة حين يفتح الكتاب و يطالعها القارء بعين قلبه و يؤمن بها ببصيرته .
كنت قد قرأت صفحات من الرواية فاعتراني الملل و وجدت الموضوع صبياني للغاية و خيالي حد تشبيهه برواية هاري بوتر، لكن بعد التمهل و الضغط على نفسي كي استمر حتى نهاية الغلاف عن وعد وعدته ان انا بدأت كتابا الا أقيمه الا بعد اخر سطر فيه فكل كتاب يحمل بنا شيئا ما ، و هو كالبشر ، بعضهم حلو المعشر لذيذ الكلام و بعضهم ممل ثقيل مفيد و في كل خير أو هو كالدواء ، بعضه مر و بعضه حلو ، و فيهما الشفاء .
في الصفحات الأولى أطل علي أنس بمثاليته الجميلة ،مثالية تجعلك تبحث له عن عيب ما ، و بدا عيبه لاحقا ،حين لم يكن يسامح صديقا انحرف و لم يكن يعذر شخصا أخطأ بل كان يبتعد عن كل من حاد و مال نائيا بجانبه محافظا على صيته و سمعته ، ثم ظهر أن لأبيه و جده قصة و طريق اتخذاه حين كانا شابين و هو ذاته الذي سيسير اليه أنس الى عالم آخر في زمن و مناخ و مع آناس آخرين .
للجد و الاب و الابن تعلق بالكتب و المثاليات ذاتها و كل منهم يعد محاربا وكان الدور سيأتي على أخته المحاربة حبيبة في وقت لاحق.
كما أن كل من الجد و الابن و الحفيد لاحقا يؤمن بما عبرت عنه المؤلفة في مقدمة الرواية كون الكتب تحيا بإيمان القارئ بها فهي تؤثر به و تحيا بمحبته و ايمانه و تفاعله و تفنى باهماله و جحوده و نكرانه .
تصف المؤلفة مرام على أنها النموذج المثالي الثاني التي لا يعيبها سوى انفعالها الزائد و خوفها المفرط من المجهول ...و يمكن لاي قارىء أن يتنبأ ان وقوع البطلين في الحب أمر أكيد .
و يظهر لأنس اصدقاء و أعداء كثر لتتشكل الرواية في النهاية بانتصار أنس و مرام على الاميرة نبرة و اخيها كمشاق و يتغير مصير البطلين واقعا و خيالا.
بعد خوض تجربة القراءة تبقى لدي فضول معرفة الحقيقة و فصلها عن الخيال ، و كان أن بحثت قليلا عن الحضارة النوبية و لغتها و موقعها الجغرافي و عرفت انها موجودة فعلا في منطقة بين مصر و السودان ، أهلها يمتازون بسمار البشرة و بلغتهم الغريبة التي لا تزال قائمة الى الان ، وكنت قد تعرفت على بعض كلماتها و لكن ذاكرتي لم تحفظ منها بشيء سوى كلمة إيكادولي التي تعني احبك بالفعل .
و انا اكتب هذه المراجعة أعترف أنني نسيت كثيرا من تفاصيل الرواية و أسماء شخصياتها كما ننسى تفاصيل فيلم شاهدناه ، غير أننا لا نفقد تفاصيله الكبرى و نهايته السعيدة و ما يحمله من مبادئ :
التوبة كفيلة برضى الله وتغيير الاقدار و جب ما سبق
المحارب ليس ذاك الذي يحمل سيفا و يحارب به عدوه فقط و لكن المحارب من يؤمن بمبدأ و يدافع عنه لاخر رمق ، من يتحدى بالكلمة و الفعل ، من يقوى على مواجهة الفساد بكل حيلة و ينشر الحب و الصلاح ، و من يضحي بنفسه من أجل الحق .
الحب مشاعر نبيلة تتلاقى و ليست أجسادا محمومة تتعانق .
قد يلبس الباطل ثوب الحق فيلتبس على الناس ظاهرهما لكن الحق يحصحص دوما و يشقشق كنور الفجر ثم يتبدى جليا للقلوب النقية و مهما طال الباطل و استفحل ستكون الغلبة للحق أخيرا و دائما
الكتب ليست كلمات جوفاء ميتة ، فقد خرجت من قلب صاحبها ساخنة مفعمة بالحياة و كأنما توضع في الثلاجة لحين يتلقاها صاحبها القارىء فيعيد اليها الحياة حين يقبل عليها و يميل اليها و يصدقها و يحبها ، الكلمات معان تحمل من الصدق و الحب ما يحمله صاحبها ليتلقاها من يسعى نحوها فيعيش بها و يتنفس و يتعلم فيحيا الكتاب و مؤلفه اذ ذاك بتأثر القارىء و انجذابه .
قد يأخذنا كتاب الى عوالم من خيال أو يعلمنا من تجارب غيرنا او ينمي مهاراتنا او يسري عنا ...فليس أفيد و ليس أصدق و ليس أمتع و أعظم من كتاب .
يمكننا تغيير أقدارنا بالدعاء ثم بالسعي و لا شيء مستحيل مع الله .
سنظل بحاجة الى نصيحة من يكبرنا و يحبنا في مواجهة الحياة بما كسبوا من تجارب تفوق خبراتنا
يحتاج كل الانسان لصديق، فلا ينبغي الاستغناء عنهم ان ظهرمنهم عوجا ولعلهم بحاجة فقط لارشاد و من ذا الذي لا يخطىء ؟و من أراد خلا بلا عيب مات وحيدا (تجربة أنس )
التسامح يكسب الكثير و التعالي يفقد الغالي
رب صنيع يحفظ للسلف فالعمل الصالح كالبذرة تصير شجرة لنأكل من ثمرها أو ابناءنا او الاحفاد (تجربة جد و والد أنس)...فلنعمل صالحا
خفض جناح الذل من الرحمة لكبار السن (علاقة أنس بناردين)
البعد يزكي الشوق و القرب قد يخنق المحبة (تجربة ناردين)
هناك دائما نقطة ما ،يمكن التراجع فيها عن الخطأ و تصويب الأوضاع (تجربة أنس وصديقه كلودة ا
من رحمة ربي أن يبتلي العبد بضرر صغر ليمنع عنه الضرر الأكبر (إصابة مرام في عينها )
لا ينبغي السكوت عن الخطأ أو الرضى به بل يجب تغييره باليد و اللسان او القلب عند تعذر القدرة (مرام أمام أخطاء الاميرة أونتي و أنس أمام كلودة )
يحتاج الارتباط بالزواج الى اعمال العقل أكثر منه الى نبض القلب ...أوأن يكون القلب مخ العقل على شاكلة مقال محمد كنجو
الطريق الى المجهول يحتاج الى عدة و عتاد (تجربة أنس و تزويد جده و أبيه له بما يلزم للمغامرة)
العاشق يحتاج الى صون كرامته و مواراة ضعفه حتى أمام معشوقته نصيحة أنس لكلودة و لنفسه.
الخير والحق يحتاجان للقوة و الصبر و الالتزام بحفظ العهد للنهاية
أحيانا ، نرسم لحياتنا خططا و برامج لكن يحدث أن ينسف كل هذا بلحظة و نتعثر و نجد اننا اخترنا طريقا آخر(تعثر أنس بشهاب أول الطريق فجعله ينحرف عن المسار المخطط له )
بعض الفضول قد يقتل صاحبه
في النهاية أقول أن الكتاب لم يكن مملا ، و لم يكن بغير نفع ، و لكنه قد يثير نخبة معينة من القراء دون غيرها ...صغار السن و الحالمين تحديد، أما صغار السن فسيتأثرون بمكارم أخلاق البطل و قوة شخصيته و عشقه العفيف الذي قاده الى طلب الزواج من حبيبته التي رسمت المؤلفة شخصية نموذجية لها و أما الحالمون من مختلف الاعمار فسيحبون خيال المؤلفة و كيفية نسجها للرواية .
و على واقعيتي و على تقدم سني أظنني أصنف نفسي من فئة الحالمين .