المنتجـع الأدبي

في قرية حدودية نائية أطلق صرخة الحياة الاولى ،المولود البكر لزوجان جمعتهما الأقدار على إختلاف النسب والهوية .
تحولت رحلة البحث عن الأسم التي كانت قبل ولادته تتتهي بمزاح وإبتسامات متبادلة بين الزوجين إلى مشكلة حقيقية

الأب.. لم يكن يود أن يفسد فرحته بقدوم ولي العهد ،لكن كيف سيواجه أسرته ،فروعها قبل أصولها، وهم الذين أعترضوا وقاوموا زواجه من غريبة عنهم لاتشاطرهم عاداتهم وتقاليدهم، وحتى لغتهم على الرغم أن مايجمعهم كان رابطة الدين الواحد والوطن الواحد .

الأم ..تسلحت برؤيا قصتها على الأب من أيام حملها الأولى، عن شيخ جليل وتلك الهالة من النور وهو يقدم لها مولودا ويهمس لها: هذا محمد ..
لم يدم الخلاف بينهما طويلا 
وتوصلا إلى حل وسط ،أن يكون الأسم
على الورق رسميا حسب رغبة الأب
منعا للحرج أمام عائلته التي كانت تحبذ أسماء
فيها دلالة قومية، على أن ينادياه 
"محمد" إحتراما لرغبة ورؤيا الأم.
كبر الولد ولم ينتهي الخلاف،بل اخذ ابعادا جديدة ..
مع كل زيارة  أو لقاء يجمع الأسرتين كان الحديث غالبا
مايتمحور عن ماهية الأسم ..
بعفوية وتلقائية كان محمد يناور
يتنقل بين هذا الأسم وذاك في محاولة لنيل رضا الطرفين .

وصل مرحلة الشباب وكان لابد له 
من حسم الأمر، المحسوم في داخله أصلا
كيف لا ووالداه وأخوته ينادونه محمد
ورؤيا أمه التي ما فتئت تكررها
على مسامعه تهز كيانه وتسري في ذاته
بما يجب أن يكون عليه .
الأمر الذي زاد الفجوة الموجودة أصلا بينه وبين عائلة والده لاسيما أنه لم يكن يتقن لغتهم
بسبب طبيعة عمل والده التي كانت تفرض
عليه قضاء أوقات طويلة خارج المنزل وفي مدن شتى .
وكذلك التعليم الرسمي الذي كان بلغة البلد،
ولطالما تلقى التوبيخ والذي تطور لاحقا 
الى إتهام مباشر من عائلة والده بنكران الأصل .

سافر محمد الى الخارج لإتمام دراسته
وفي ذهنه صورة سحرية عن الغرب وحضارته
وقيم المساواة والحرية والإنسانية، 
وإحترام الفرد لعمله بعيدا عن أي اعتبارات أخرى
ولم يكن يتصور بإي حال من الأحوال
أن أول عقبة ستعترضه الأسم، 
حتى تفوقه الدراسي وإتقانه اللغة 
لم يكن ليحدث أي فرق في التعامل إلا ماندر .
إنقضت سنوات الدراسة ببطء شديد
لدرجة انه كان يعدها يوم بيوم 
وساعة بساعة، و لم يصدق نفسه
وهو يركب الطائرة عائدا إلى بلده أن تلك العقوبة 
التي إختارها بمحض إرادته مرت بسلام .
بعد ايام قليلة من عودته شعر فيها بأنه ولد من جديد
فاتحه أبوه بأمر الزواج وأن عروسته جاهزة 
و انه نجح بإقناع والدته بهذا الإختيار.
إحترم محمد رغبة والده حيث ان "المرشحة" 
كانت من أسرة يحبها ويحترمها، وهي مناسبة 
من حيث الشكل ودرجة الثقافة والأخلاق،
لطموحاته بالإستقرار وبناء أسرة مثالية
..لكنه إستدرك مازحا : لكن بشرط واحد يا أبي
أن أتفق معها مسبقا على إختيار أسماء أحفادك
وأن تتعهد أنت بتعليمهم لغة أهلك..
وأتكفل انا بتعليمهم اللغة التي أعشقها.

..بقلمي

الأولى ^^

منيرة كتب:الأولى ^^

يشرفني ويسعدني مرورك أخت منيرة
دمت الأولى في كل مكان

اختيار إسم المولود مسؤولية كبيرة، لأن الإختيار الخاطئ قد يكون كعاهة مستديمة، بعض الآباء يغفلون عن أهمية الإسم وأن لكل من اسمه نصيب.
القصة لها أبعاد أخرى غير الإسم لكن هذا ما لفت انتباهي ههه

اللحظات الأولى من حياتنا دائما لها أهميتها البالغة فتفاصيل حياتنا كلها لابد أن تتمحور حول تلك البداية وما يرافقها من إرهاصات قد تحمل إشارات للمستقبل ، وبالوقت نفسه تضبط إيقاع الحياة كلما جرفتنا تيارات التناقضات ......
سرد مميز منك صديقي الراقي
كتاباتك دائما تتميز بالصدق والرزانة في الأسلوب

أبرزت هذه القصة الاجتماعية صراع الأجيال الذي كثيرا ما ينشب بين طبقة الآباء وبين الأبناء أو الأحفاد، وقد يشتد ويضطرم ما بين العائلات المتناسبة، لاعتبارات قبلية ومجتمعية ضيقة.. وكم جنى الآباء بأنانيتهم هذه على أعشاش أبنائهم من حيث يدرون أو لا يدرون..

كما أبرزت القصة معضلة الاسم والهوية التي يحتقرهما كثير منا، ويمضي مهاجرا لبلاد الغرب ولا يبالي.. يكاد يعانق أول من يلقاه منهم ظنا منه أنه نجى من الظلم والتخلف. فتأتيه صفعة ولابد تنبهه إن كان له عقل يعقل به أن أولئك الذين فر إليهم أناسي من لحم ودم، بل هم شر ممن ترك وأظلم.. لا يعترفون بربه ولا برسوله ولا بدينه ولا لغته.. ولا اسمه. إلا قليلا منهم. وهذا جزاء من يتكبر على النصيحة ولا يسمع لأهل العلم والفضل.

وفقك الله أخي محمد.

روووووعة، هذه أول قصة لي أقرأها لك أخي محمد، لقد أحببت قلمك وخاصة أنه عالج قضية "صراع الأجيال " كما عبر عنه الأخ خالد قبلي..
وقد أثارت القصة عدة تساؤلات عندي، وأهمها: لماذا يصر بعض الأباء على تسمية أولادهم تسميات قد لاتليق بهم!
منساقين بذلك وراء الموضة! ويجعلون الإسماء شيئا من الموضة وكأنه أمر هين!

تحياتي لك أخي محمد^^

اختيار إسم المولود مسؤولية كبيرة، لأن الإختيار الخاطئ قد يكون كعاهة مستديمة، بعض الآباء يغفلون عن أهمية الإسم وأن لكل من اسمه نصيب.
القصة لها أبعاد أخرى غير الإسم لكن هذا ما لفت انتباهي هه

الإمتنان والتقدير لمرورك العطر أخت وفاء
وكما تفضلت احيانا الإختيار الخاطئ للأسماء،
يكون بمثابة عاهة مستديمة وقد قرأت مقالا
كيف كان الإستعمار الفرنسي في الجزائر
يسعى لاستبدال اسماء عائلات عريقة و إطلاق اسماء
والقاب ماانزل الله بها من سلطان
في محاولة طمس الهوية واذلال الناس

شكرا من القلب مديرنا الفاضل
لمرورك الكريم الذي تناول كل الجوانب
الإجتماعية وحتى النفسية للقصة بفطنة ودراية
التقدير والتحية استاذ رفعت خالد وأطيب الامنيات
لهذا الموقع بالتقدم والإزدهار بجهودكم وجهود كل الأخوة والأخوات

خالد الحمصي كتب:اللحظات الأولى من حياتنا دائما لها أهميتها البالغة فتفاصيل حياتنا كلها لابد أن تتمحور حول تلك البداية وما يرافقها من إرهاصات قد تحمل إشارات للمستقبل ، وبالوقت نفسه تضبط إيقاع الحياة كلما جرفتنا تيارات التناقضات ......
سرد مميز منك صديقي الراقي
كتاباتك دائما تتميز بالصدق والرزانة في الأسلوب

حياك الله وبباك أخي خالد الحمصي
أعتز وأتشرف بمرورك الثمين بما حمل
من إشراقات وأنوار شكرا للوقت الذي منحتني إياه
قي القراءة والرد صديقي

حمزة إزمار كتب:روووووعة، هذه أول قصة لي أقرأها لك أخي محمد، لقد أحببت قلمك وخاصة أنه عالج قضية "صراع الأجيال " كما عبر عنه الأخ خالد قبلي..
وقد أثارت القصة عدة تساؤلات عندي، وأهمها: لماذا يصر بعض الأباء على تسمية أولادهم تسميات قد لاتليق بهم!
منساقين بذلك وراء الموضة! ويجعلون الإسماء شيئا من الموضة وكأنه أمر هين!

تحياتي لك أخي محمد^^

يسعدني جدا ان القصة راقت لذائقتك الأدبية المتفردة
أخي حمزة وكما تفضلت الإستهتار في إطلاق الأسماء غير
اللائقة ظاهرة خطيرة خاصة اذا كان الأمر لمسايرة الموضة أو اقتداء بأسماء ممثلين وممثلات أجانب ومايمكن ان يترسخ في ذهن الأبناء في مستقبل حياتهم نتيجة لذلك

لقصصك دوما قضايا هامة..
فعلا انه أمر مخجل ربما أن نجد بهذا الوقت من يتحكمون بأسماء الأحفاد
ويفرضون نمطا معينا..
كأن يخلد اسم الجد الاول جيلا عن جيل هه
..
محمد في القصة رمز للتحول والتغيير و الخروج من تلك الشرنقة.

قصة جميلة و ذات مغزى..

أحييك اخي محمد^^

سلام عليكم أخي محمد.
كأن هذه القصة حقيقية ؟
تعصب غريب حقيقة ، صراع حاد لأجل (اسم )
كأن حمل الإسم هو حمل الإرث والهوية وكل العادات .
وكادت القصة أن تتكرر في جيل جديد .
الإسم أمانة وعلى حامله أن يكون فخورا به ومحبا له
أيا كانت الظروف ، وإلا فليغيره ،الإسم جزء من الشخصية
خصوصا لو كان من الأسماء المحمودة في الأرض وفي السماء .
قصة فيها المخفي أكثر من الظاهر هههه كأنه تم اقتطاعها من حكاية
طويلة مترامية الفصول .
تقديري أخي محمد
سعدت بقراءة أول قصة لك هنا ^^

فراشة سماوية كتب:لقصصك دوما قضايا هامة..
فعلا انه أمر مخجل ربما أن نجد بهذا الوقت من يتحكمون بأسماء الأحفاد
ويفرضون نمطا معينا..
كأن يخلد اسم الجد الاول جيلا عن جيل هه
..
محمد في القصة رمز للتحول والتغيير و الخروج من تلك الشرنقة.

قصة جميلة و ذات مغزى..

أحييك اخي محمد^^

التقدير والتحية لمرورك الراقي أخت سمية
كما أشرت هناك من يبالغ في حرصه على توارث اسماء الأباء والأجداد وهناك بالمقابل من يشطح ويسعى لأطلاق اسماء غريبة اقتداء واعجابا بأبطال الأفلام والمسلسلات

منيرة كتب:سلام عليكم أخي محمد.
كأن هذه القصة حقيقية ؟
تعصب غريب حقيقة ، صراع حاد لأجل (اسم )
كأن حمل الإسم هو حمل الإرث والهوية وكل العادات .
وكادت القصة أن تتكرر في جيل جديد .
الإسم أمانة وعلى حامله أن يكون فخورا به ومحبا له
أيا كانت الظروف ، وإلا فليغيره ،الإسم جزء من الشخصية
خصوصا لو كان من الأسماء المحمودة في الأرض وفي السماء .
قصة فيها المخفي أكثر من الظاهر هههه كأنه تم اقتطاعها من حكاية
طويلة مترامية الفصول .
تقديري أخي محمد
سعدت بقراءة أول قصة لك هنا ^^

وعليكم السلام ورحمة الله مشرفتنا المنيرة
الإمتنان والعرفان لمرورك العطر
كعادتك الذكاء والحدس السليم في قراءة النصوص
لايخونك مطلقا ..دمت بود وخير وتوفيق من الله

قصة تباري الزمن ولا تقف عند محطة واحدة ..
بجهد اسلوبي رائع أتاح لنا فرصة للمغامرة والتجوال المترف للكلمات عبر سيمياء المعاني ..بعلاماتها ودلالاتها..
ليظل السرد المتقن سيد النزال بين الكاتب ومعاناته بهويته ولتظل السخرية موضوع الحلبة بينهما ...
كاتبنا محمد كان قادرا على التمترس وراء القصة كأحد الفنون القادرة على اقتفاء الأثر الذي بقي فيه..يعيد اكتشافه بهذه البهجة الحاضرة في مكنون ابداعه المزروع بالفرح الانساني ...

ميادة أحمد كنجو كتب:قصة تباري الزمن ولا تقف عند محطة واحدة ..
بجهد اسلوبي رائع أتاح لنا فرصة للمغامرة والتجوال المترف للكلمات عبر سيمياء المعاني ..بعلاماتها ودلالاتها..
ليظل السرد المتقن سيد النزال بين الكاتب ومعاناته بهويته ولتظل السخرية موضوع الحلبة بينهما ...
كاتبنا محمد كان قادرا على التمترس وراء القصة كأحد الفنون القادرة على اقتفاء الأثر الذي بقي فيه..يعيد اكتشافه بهذه البهجة الحاضرة في مكنون ابداعه المزروع بالفرح الانساني ...

الله يعزك ويكرمك يارب
شرفتتني بمرورك العطر وقراءتك الواعية
دمت لأخوك ذخر وفخر

قرأت القصة في اول ايام نشرك لها
لكن المنتدى كان يطردني وتكاسلت عن الرد ع كثير من القصص
الحقيقة لأسلوب كتابتك سحر عجيب فمن يقرأها يحس بنفس الشعور الذي احسه بأول قرآءه له
والأجمل أنك تناقش قضايا و عاطفة يعانيها الكثير
جزيل الشكر والتقدير لك
دمت متميزا اخي

منذ قليل كنت هنا. ولدي ملاحظة يا صديقي محمد؛ وهي
على روعة لغتك السهلة الجميلة لكن قصصك دائمًا مؤلمة وحزينة.. الله يبعث لك وللجميع ايام حلوة يارب
تحية صادقة لك صديقي الطيب محمد

عالم القصص@ كتب: ↑12 سبتمبر 2021, 16:15 منذ قليل كنت هنا. ولدي ملاحظة يا صديقي محمد؛ وهي
على روعة لغتك السهلة الجميلة لكن قصصك دائمًا مؤلمة وحزينة.. الله يبعث لك وللجميع ايام حلوة يارب
تحية صادقة لك صديقي الطيب محمد

ولك من القلب التقدير والتحية صديقي عبد الله لمرورك وتعقيبك ،دمت ودام فيض عطائك

ريم اليافعي~ كتب: ↑12 سبتمبر 2021, 15:48 قرأت القصة في اول ايام نشرك لها
لكن المنتدى كان يطردني وتكاسلت عن الرد ع كثير من القصص
الحقيقة لأسلوب كتابتك سحر عجيب فمن يقرأها يحس بنفس الشعور الذي احسه بأول قرآءه له
والأجمل أنك تناقش قضايا و عاطفة يعانيها الكثير
جزيل الشكر والتقدير لك
دمت متميزا اخي

حياك الله وبياك أخت ريم
وجزيل الشكر للوقت الذي منحتني إياه في القراءة والرد ،دمت بود وخير وتوفيق من الله