الصرخة
مرسل: 13 أكتوبر 2021, 06:06
الصرخة
قصة قصيرة
رائد قاسم
تسقط رجله في حفرة ضيقة .. يطلب النجدة من جهاز النداء مرارا وتكرارا دون جدوا... يعيش على الامل ولكنه كان بعيدا .. تمر الليلة الأولى وسط الوحشة والظلام الدامس... ينبلج الفجر فينبعث في قلبه الامل .. تشرق الشمس فيستمد منها العزيمة .. إلا انها كانت قاسية .. اشعتها تضربه دون هوادة فتخور قواه ويصيبه الوهن ... تغيب الشمس بعد ساعات طويلة من العذاب .. يستنشق الهواء العليل فيعتريه الامل من جديد ...يطلق نداءات استغاثة يائسة بأعلى صوته .. يصرخ عل احد يسمعه .. يرتد صدى صوته على مسامعه ... يرى طائرة في السماء ، يلوح لها بكلتا يديه .. يناديها عل صوته يصلها الا انها كانت بعيدة ، بعيدة .. يتطلع في رجله الحبيسة .. تتغرغر عيناه بالدموع ويبكي ، ولكنه لا يرى بدا من التضحية .. ينتظر ليلة أخرى عل الامل ينبثق منه فجر الخلاص ولكن ليس في هذا المكان سوى الفراغ ، العتمة، الهدوء القاتل ، الصمت الابدي.
تشرق الشمس فيخرج ساطوره .. يبكي بكاء مر .. ثم يقوم بما عزم عليه ..
يقطعها رويدا رويدا وصراخه يصل الى عنان السماء ، بينما الهواء ينقله الى الرحاب المترامية الأطراف .. يصرخ صراخا عاتيا رهيبا... دموعه تنهمر على الأرض كأنها طوفان .. يخرج من حفرته ويخرجها معه ثم يضعها في حقيبته التي يرتديها خلف ظهره ويمشي على يديه وركبتيه على الأرض الجبلية الوعرة وقد تحول الى كائن محطم وضائع .. يشاهد عدة اشخاص يسرعون الخطى نحوه .. ينتشلونه من بحر ضياعه وغياهب وحدته... يخبرونه وقد قارب على فقدان وعيه انهم سمعوا صرخات مفزعة فانتشروا يبحثون عن صاحبها .. تنسكب الدموع من عينيه قائلا: صرخت حتى سمعني الموتى ، وبعد ان فقدت جزء من جسدي سمعتموني ..
قصة قصيرة
رائد قاسم
تسقط رجله في حفرة ضيقة .. يطلب النجدة من جهاز النداء مرارا وتكرارا دون جدوا... يعيش على الامل ولكنه كان بعيدا .. تمر الليلة الأولى وسط الوحشة والظلام الدامس... ينبلج الفجر فينبعث في قلبه الامل .. تشرق الشمس فيستمد منها العزيمة .. إلا انها كانت قاسية .. اشعتها تضربه دون هوادة فتخور قواه ويصيبه الوهن ... تغيب الشمس بعد ساعات طويلة من العذاب .. يستنشق الهواء العليل فيعتريه الامل من جديد ...يطلق نداءات استغاثة يائسة بأعلى صوته .. يصرخ عل احد يسمعه .. يرتد صدى صوته على مسامعه ... يرى طائرة في السماء ، يلوح لها بكلتا يديه .. يناديها عل صوته يصلها الا انها كانت بعيدة ، بعيدة .. يتطلع في رجله الحبيسة .. تتغرغر عيناه بالدموع ويبكي ، ولكنه لا يرى بدا من التضحية .. ينتظر ليلة أخرى عل الامل ينبثق منه فجر الخلاص ولكن ليس في هذا المكان سوى الفراغ ، العتمة، الهدوء القاتل ، الصمت الابدي.
تشرق الشمس فيخرج ساطوره .. يبكي بكاء مر .. ثم يقوم بما عزم عليه ..
يقطعها رويدا رويدا وصراخه يصل الى عنان السماء ، بينما الهواء ينقله الى الرحاب المترامية الأطراف .. يصرخ صراخا عاتيا رهيبا... دموعه تنهمر على الأرض كأنها طوفان .. يخرج من حفرته ويخرجها معه ثم يضعها في حقيبته التي يرتديها خلف ظهره ويمشي على يديه وركبتيه على الأرض الجبلية الوعرة وقد تحول الى كائن محطم وضائع .. يشاهد عدة اشخاص يسرعون الخطى نحوه .. ينتشلونه من بحر ضياعه وغياهب وحدته... يخبرونه وقد قارب على فقدان وعيه انهم سمعوا صرخات مفزعة فانتشروا يبحثون عن صاحبها .. تنسكب الدموع من عينيه قائلا: صرخت حتى سمعني الموتى ، وبعد ان فقدت جزء من جسدي سمعتموني ..