أكون أو لا أكون..من ارشيف جويدة
مرسل: 04 أكتوبر 2021, 19:43
اعتاد برهان بعد نهاية كل أسبوع أن يلم بعض أصحابه في حديقته الصغيرة حيث يتسامرون على إبريق شاي معطر مع بعض الحلويات التي تعدها زوجته ببراعة و التي يفتخر بها على الدوام فيعتدل في جلسته بينهم و يحدثهم بما شاء و يشير لمن شاء بالكلام و يسكت من شاء و كلهم مصغون غير آبهين طالما يأتيهم طعامهم و شرابهم بين أيديهم بلا مشقة و لا عناء .
جلس إليهم ذات مساء و صمت طويلا فعرفوا أنه سيتحدث كثيرا بعدها لذا استعجلوا ترشف الشاي مع ما رافقه ولزموا الصمت في انتظار جديد السيد برهان ….تمخط طويلا ثم بصق و لعن الزمن فسأله أحد أصحابه :لما تلعن الزمن و قد علمنا أنه أمر لا يجوز؟
شزره برهان بنظرة لو مات لقالوا قتلته و رفع عصاه نحوه مهددا ثم تراجع و قال :أهذا هو الزمن الذي يروق لكم ؟
زمن صارت المصالح فيه معبودة و انقلبت موازين الدنيا رأسا على عقب فأصبح ينظر للطيب بلؤم على أنه مغفل و ذو المبادئ متخلف و الصادق ساذج و النزيه أبله و سفيه...صار الرجال يشعرون بالخجل و أشباه الرجال يتباهون بلا خجل و النساء العفيفات يتوارين و المتحضرات حسب رأيهن يتجرأن و يتمادين .
قال المعترض عن سب الزمن :
لعلها أشراط الساعة حانت و الكل عنها غافل و لعلها فترة ضعف تعتري العرب المسلمين بين الحين و الآخر ، كانها فترة قيلولة و سينهضون من جديد ،فلا تقلق .
هدأ برهان للحظة كمن راقه الرد و هز كتفيه و رأسه و قال موافقا:
كلنا أمل في غد أفضل حيث الرجال رجال و النساء نساء لا يعتدي أحد على دائرة تخصص الآخر حيث ترعى المرأة الرجل و يحمي الرجل المرأة فهي ليست بحاجة لأكثر من الحماية من نفسها و من كل المحيطين بها و في ءلك صلاح لها فإذا صلحت صلحت الدنيا معها و نشأ على يديها الرجال الذين هم دعائم المجتمع .
نطق آخر من غير استئذان : بالفعل ، صرنا في زمن يشبه الجاهلية الأولى نصحو نعمل نأكل و ننام و سعيد الحظ فينا من وقع بين يدي امرأة تخشي الله فيه فتهون عليه ما يعيشه خارج البيت و لعله يستطيع أن يحملها معه في ذاكرته كالمخمور لا يفيق من سكره حتى يعود إليها و الا قد يرتكب في كل يوم جريمة فمن سائق الأجرة الى صاحب العمل الى الخضار و البقال و الجزار….كلهم يتحينون الفرصة للقض على الغافل و ويله من سهى لحظة زمن فالكارثة حتما ستحل به.
و كمن راقه تسلسل الكلام أومأ برهان برأسه و أضاف:
قبلما يزيد عن العشرين عاما لم يكن الأمر بهذا السوء أتذكرون؟ أجابوا كلهم دفعة واحدة :أجل نذكر .
فقال كنا نجد أمثال هؤلاء الملعونين كلهم طبعا لكنهم كانوا قلة تعد على الأصابع و كانوا يمارسون مكرهم و فسادهم في الخفاء فكيف تكاثروا كما الفطر في كل مكان دون أن يتمكن أحد من اجتثاثهم من الجذور ؟
صار العيش معهم كالحياة وسط الذئاب و يا سعادة من يلقى شخصا يخاف الله و يا شقاء من يضيع صحبة طيبة أو امرأة صالحة،حتى ليكاد المرء يقول ما قاله يوسف عليه السلام أن السجن أحب إليه.
نطق المعترض عن سب الزمن ثالثة و قال : لكن ما وجه الاختلاف ؟ فداخل السجن يشبه خارجه كلهم بشر و في كل منهم خير و شر لكن كأن الشر في الناس تضاعف و استقوى و كأننا نشاهد فيلم رعب أمريكي، أولئك الذين أصيبوا بفيروس يجعلهم يستفيقون بعد موتهم ليصبحوا آكلي لحوم البشر و قد أصابهم نوع من الكلب ...الذين يدعونهم الزومبيين.
انفجر الكل ضاحكا فمن مستلق على ظهره و من ملق بعض الطعام من فمه فبانت فورة الغضب على وجه برهان المحمر و نبرات صوته الحادة ازدادت حدة حتى كادت احباله تنقطع حين تحولت الجلسة من وقار الى هزل و سخرية …انتصب واقفا كإمام سيلقى خطبة الجمعة و قال :رحم الله شكسبير حين قال إما أكون أو لا أكون و لا أظنني مع أمثالكم و في زمنكم سأكون .
غادر برهان حديقته و ترك ضيوفه في تسليتهم و مزاحهم يعبثون و يلهونو يأكلون .
جلس إليهم ذات مساء و صمت طويلا فعرفوا أنه سيتحدث كثيرا بعدها لذا استعجلوا ترشف الشاي مع ما رافقه ولزموا الصمت في انتظار جديد السيد برهان ….تمخط طويلا ثم بصق و لعن الزمن فسأله أحد أصحابه :لما تلعن الزمن و قد علمنا أنه أمر لا يجوز؟
شزره برهان بنظرة لو مات لقالوا قتلته و رفع عصاه نحوه مهددا ثم تراجع و قال :أهذا هو الزمن الذي يروق لكم ؟
زمن صارت المصالح فيه معبودة و انقلبت موازين الدنيا رأسا على عقب فأصبح ينظر للطيب بلؤم على أنه مغفل و ذو المبادئ متخلف و الصادق ساذج و النزيه أبله و سفيه...صار الرجال يشعرون بالخجل و أشباه الرجال يتباهون بلا خجل و النساء العفيفات يتوارين و المتحضرات حسب رأيهن يتجرأن و يتمادين .
قال المعترض عن سب الزمن :
لعلها أشراط الساعة حانت و الكل عنها غافل و لعلها فترة ضعف تعتري العرب المسلمين بين الحين و الآخر ، كانها فترة قيلولة و سينهضون من جديد ،فلا تقلق .
هدأ برهان للحظة كمن راقه الرد و هز كتفيه و رأسه و قال موافقا:
كلنا أمل في غد أفضل حيث الرجال رجال و النساء نساء لا يعتدي أحد على دائرة تخصص الآخر حيث ترعى المرأة الرجل و يحمي الرجل المرأة فهي ليست بحاجة لأكثر من الحماية من نفسها و من كل المحيطين بها و في ءلك صلاح لها فإذا صلحت صلحت الدنيا معها و نشأ على يديها الرجال الذين هم دعائم المجتمع .
نطق آخر من غير استئذان : بالفعل ، صرنا في زمن يشبه الجاهلية الأولى نصحو نعمل نأكل و ننام و سعيد الحظ فينا من وقع بين يدي امرأة تخشي الله فيه فتهون عليه ما يعيشه خارج البيت و لعله يستطيع أن يحملها معه في ذاكرته كالمخمور لا يفيق من سكره حتى يعود إليها و الا قد يرتكب في كل يوم جريمة فمن سائق الأجرة الى صاحب العمل الى الخضار و البقال و الجزار….كلهم يتحينون الفرصة للقض على الغافل و ويله من سهى لحظة زمن فالكارثة حتما ستحل به.
و كمن راقه تسلسل الكلام أومأ برهان برأسه و أضاف:
قبلما يزيد عن العشرين عاما لم يكن الأمر بهذا السوء أتذكرون؟ أجابوا كلهم دفعة واحدة :أجل نذكر .
فقال كنا نجد أمثال هؤلاء الملعونين كلهم طبعا لكنهم كانوا قلة تعد على الأصابع و كانوا يمارسون مكرهم و فسادهم في الخفاء فكيف تكاثروا كما الفطر في كل مكان دون أن يتمكن أحد من اجتثاثهم من الجذور ؟
صار العيش معهم كالحياة وسط الذئاب و يا سعادة من يلقى شخصا يخاف الله و يا شقاء من يضيع صحبة طيبة أو امرأة صالحة،حتى ليكاد المرء يقول ما قاله يوسف عليه السلام أن السجن أحب إليه.
نطق المعترض عن سب الزمن ثالثة و قال : لكن ما وجه الاختلاف ؟ فداخل السجن يشبه خارجه كلهم بشر و في كل منهم خير و شر لكن كأن الشر في الناس تضاعف و استقوى و كأننا نشاهد فيلم رعب أمريكي، أولئك الذين أصيبوا بفيروس يجعلهم يستفيقون بعد موتهم ليصبحوا آكلي لحوم البشر و قد أصابهم نوع من الكلب ...الذين يدعونهم الزومبيين.
انفجر الكل ضاحكا فمن مستلق على ظهره و من ملق بعض الطعام من فمه فبانت فورة الغضب على وجه برهان المحمر و نبرات صوته الحادة ازدادت حدة حتى كادت احباله تنقطع حين تحولت الجلسة من وقار الى هزل و سخرية …انتصب واقفا كإمام سيلقى خطبة الجمعة و قال :رحم الله شكسبير حين قال إما أكون أو لا أكون و لا أظنني مع أمثالكم و في زمنكم سأكون .
غادر برهان حديقته و ترك ضيوفه في تسليتهم و مزاحهم يعبثون و يلهونو يأكلون .