كمّوره
مرسل: 27 سبتمبر 2021, 12:47
أن تعيش في عائلة لوالد " لديه أكثر من زوجة " يعني أن تعيش في حرب لا تنتهي من المكائد ، تقف وسط الساحات ، تتلاطمك القذائف من كل إتجاه .
لم أكن الوحيدة التي عانت ، الجميع في هذه العائلة تأذى بطريقة او بأخرى ، وبسبب تلك الحياة التعيسة ، الخالية من كل معاني الحب تعاهدت بيني وبين نفسي أن لا أتزوج أبداً .
كان ذلك قبل أن يأتي " النصيب " الذي أضاع هذا العهد إلى الأبد ، مرّت شهور " الخطبة " هادئة ، جميلة ، تفتقد لكل أنواع " المراهقة العاطفية " التي يعيشها كل حديثي الإرتباط ، كنت اسيطر على مشاعري بعقل لا يقبل أي تجاوز أو إنحراف ، رغم كل محاولاته فلقد أخذت بعهد جديد على نفسي " لن أعيش بتعاسة من أجل رجل، لن أكون إمرأة غيورة أبدا" .
سيكون الرجل في حياتي شريك له إحترامه وتقديره ومتى ما أضاف شريك ثالث او رابع سيكون من حقي أن أفرض شروطي أو أن انهي هذه الشراكة إلى الأبد .
طبعاً كل هذه الاحاديث دارت في عقلي لكنها لم تخرج للعلن يوماً ولم اتوقع ما ينتظرني في حياتي الجديدة ومن أول ليلة!!
بعد حفل الزواج مباشرة ، امسك بيدي يجرني معه .
- تعالي سأريك شيئاً !
هذا كل ما قاله ، كان بيت الزوجيه كثير الممرات ، لم اره قبل هذه اللحظة ، و التي لم اتهنى فيها .
يا ترى ما هذا الشيء الذي يتوق ليريني إياه بكل تلك اللهفة !
، فتح بابا خارج المنزل.
- اعرفك على حبي الأول كمّوره ، كمورتي الحبيبة .
حبه الأول !!
كانت سيارة " كامري " صغيرة عسلية اللون ، رغم جهلي بالسيارات الأ أني عرفت فئتها من أول نظره فقد رأيتها في حياتي كثيرا " بسبب اقتصادها في البانزين "
لكن هذه كان بها شيء مميز ، من نظرة واحدة ستعرف ذلك ، فهي شديدة النظافة ، لامعة بلا أي خدش او غبرة !! تزينها ظلال ، انارات خفيفة ، وإطارات للعجلات !.
- اعجبتك صحيح ؟ لا تقفِ هكذا ،تعالي لتجربي مقعدك.
اتجهت لباب الراكب الأمامي وتركت مشاعر التعجب جانباً.
يالحظي الذي يفلق الصخر ، لم يخبرني انه يملك سيارة !
سأخطط معه لشهر عسل ولا في الأحلام ، ازور فيه كل الأماكن ،الجبال ،السواحل والمنتجعات الصيفية ، كل شيء حُرمت منه بسبب العائلة الكبيرة سأعوض عنه الآن ، بقشعريرة سعادة رفرف قلبي وفتحت الباب ، لتسقطني صرخته الفزِعة من عالمي الوردي !
- انتظرررري ، اخلعي حذائك ستتسخ كموره !!!
هل تعلمون ماذا بعد هذه الكلمات ؟
صمت ، صمت ،صمتت كما لم اصمت في حياتي قط .
كانت تلك الصرخة بداية العذاب ، فزوجي عاشق الكمّوره ، أو بالأصح المهووس بها ، لا يترك راكباً معه الأ ويخلع حذائه ليضعه في كيس ويلبسه حذاء آخر خاص تحت كل مقعد ، لديه بخاخات ملمعه لكل بصمة أصبع تلمس أي زاوية فيها ، يغير أي شيء فيها حتى لو لم يكن بحاجة للتغيير ، اغطية بلاستيكية للمقاعد والأرضيات ، عطور ومبخرة من نوع فاخر !!!
مرّ شهر العسل كئيباً من خلف نافذة كمّوره، السواحل اراها وكأنها بشاشة تلفاز فالنزول ممنوع لأن الرمل يؤذي كمّوره،
يالحظ كمّوره الذي يفلق الصخر ، لا بأس فأيامك معدودة ، قريباً سيعشقني وينساكِ ، طيف زوجة والدي الأولى ظهرت في خيالي، لا لا يا مجنونة هل ستغارين من كومة حديد ؟
توالت الأيام و الأشهر ولازال الحال كما هو ، صبري بدأ ينفذ ، لم يكن ينقصني سوى القشة التي ستقسم ظهري . وأتت تلك اللحظة أسرع مما توقعت ، خلاف عادي مثل كل المتزوجين في سنتهم الأولى ، لا ادري لماذا ذُكر إسمها على لساني بين نقاشنا " عالي الصراخ " ؟
- لا تنطقي إسمها على لسانك فهي أغلى منك ، لقد اشتريتها بضعف مهرك وكلفتني دم قلبي "كلمة عاميه هه" .
أحسست بكلماته وكأنها " كفّ " ضرب خدي ،
بان الأسف على وجهه لحظتها ، ربما صدمته تعابير وجهي المجروحة و ربما لم يقصد كلمته تلك أو الطريقة التي قالها بها ، لكن السيف قد سبق العذل ، وقد سلمت نفسي لمشاعري الغيورة ، حان وقت الإنتقام ، إستعدي للحرب يا كمورة ، سترين كيف يكون الكيد الحقيقي .
ساعدني في إنتقامي وضع زوجي المادي الصعب ، و مصاريف إنجاب طفلنا الأول، أعمتني الغيرة فبدأت اُزين له فكرة بيع كمورة وكيف سيخلصه ثمنها من كل ديونه ، بداية كان يجيب برد قاطع ب" لا" ثم بدأت ال " لا " تلك بالتأخر بنطقها ، حتى أصبحت صمت مطبق وتفكير ، الدلال الذي كانت تحظى به لم يعد متوفرا ، لقد ضاقت جيبه وأصبح طفلنا يحتاج الكثير لنوفر له عناية صحية .
عرضها للبيع في خطوة جريئة بعد أن طالبه أحد الدائنين بشكل عاجل ، كانت كالفتاة الجميلة يتهافت عليها الخطاب من كل مكان، وكان هو كالأب الذي يتنقى لأبنته العريس الذي سيحفظها ويصونها ، بقيت اراقب بصمت ويدي على خدي ، لكني لم أعرف أن الدراما الحقيقة لازالت في قادم الأيام !
كان يوم الوداع مأساوي ، مليئ بالأحضان والتلميع والدموع ، لا انتظروا فلم تنتهي القصة بعد !
مرّت الأيام كئيبة ، كل الذكريات والصور تذكرنا بها ، صحيح أن بيعها فرّج عنا كل الديون ، الحزن في عينيه جعل إحساس الذنب يملئني ، لم اعد اتذكر معاناتي بل بتُ اشتاق لها !
في كل الصور لم اعد أرى سجني خلف زجاج نافذتها ، أو حرماني من الطعام والشراب فيها في كل سفراتنا و رحلاتنا ، تأكدت حينها اني أعشق زوجي لذلك أردت أن أعيد له سعادته ، وضعت معه جدولاً للتقشف وقلت له
- سنجمع المبلغ وستشتري كمورة مجدداً أو واحدة شبية بها .
تحمس كثيراً وبدأت رحلة أخرى مليئة بالحرمان ، لقد كنت عاشقة ، الم يقولوا أن أعمى !
لو كنت فكرت بعقلي وتركت عواطفي منذ تزوجت لما كنت ضائعة في هذه المتاهة ، أين عقلي بين كل تلك الأحداث؟
لا ادري !
أتى اليوم المنتظر وبعد بحث طويل ذهب زوجي ليشتري كمّوره ، جهزت طفلي وبقيت على إستعداد ، لقد وعدنا بأول مشوار فور شرآئه لها .
مرّ اليوم بطيئاً ، وكل إتصالاتي يجيبها " مشغول " ، تأخر كثيراً ، وفي آخر اليوم وصلتني رسالة منه ، حانت اللحظة أخيرا....
خرجت بحماس ، وعادت الأحلام الوردية ترفرف حولي ، وكانت الصدمة
لم تكن كمّوره، سيارة أخرى لا تشبهها أبدا.
- انظري إليها أليست جميلة ، سنتافيه نسفت قلبي من أول نظرة .
كانت سنتافيه فضية لامعة جميلة جدا .
سميت بالله ودخلت لتباغتني صرخته مجدااا
- إنتظررررررررري ، اخلعي حذائك !!!
وعادت حليمة لعادتها القديمة ، بكيت على حالي
وخلعت حذائي وحبي الأعمى ، رفعت راية الهزيمة ، لقد خسرت ، هزمتني كومة الحديد .
النهاية
لم أكن الوحيدة التي عانت ، الجميع في هذه العائلة تأذى بطريقة او بأخرى ، وبسبب تلك الحياة التعيسة ، الخالية من كل معاني الحب تعاهدت بيني وبين نفسي أن لا أتزوج أبداً .
كان ذلك قبل أن يأتي " النصيب " الذي أضاع هذا العهد إلى الأبد ، مرّت شهور " الخطبة " هادئة ، جميلة ، تفتقد لكل أنواع " المراهقة العاطفية " التي يعيشها كل حديثي الإرتباط ، كنت اسيطر على مشاعري بعقل لا يقبل أي تجاوز أو إنحراف ، رغم كل محاولاته فلقد أخذت بعهد جديد على نفسي " لن أعيش بتعاسة من أجل رجل، لن أكون إمرأة غيورة أبدا" .
سيكون الرجل في حياتي شريك له إحترامه وتقديره ومتى ما أضاف شريك ثالث او رابع سيكون من حقي أن أفرض شروطي أو أن انهي هذه الشراكة إلى الأبد .
طبعاً كل هذه الاحاديث دارت في عقلي لكنها لم تخرج للعلن يوماً ولم اتوقع ما ينتظرني في حياتي الجديدة ومن أول ليلة!!
بعد حفل الزواج مباشرة ، امسك بيدي يجرني معه .
- تعالي سأريك شيئاً !
هذا كل ما قاله ، كان بيت الزوجيه كثير الممرات ، لم اره قبل هذه اللحظة ، و التي لم اتهنى فيها .
يا ترى ما هذا الشيء الذي يتوق ليريني إياه بكل تلك اللهفة !
، فتح بابا خارج المنزل.
- اعرفك على حبي الأول كمّوره ، كمورتي الحبيبة .
حبه الأول !!
كانت سيارة " كامري " صغيرة عسلية اللون ، رغم جهلي بالسيارات الأ أني عرفت فئتها من أول نظره فقد رأيتها في حياتي كثيرا " بسبب اقتصادها في البانزين "
لكن هذه كان بها شيء مميز ، من نظرة واحدة ستعرف ذلك ، فهي شديدة النظافة ، لامعة بلا أي خدش او غبرة !! تزينها ظلال ، انارات خفيفة ، وإطارات للعجلات !.
- اعجبتك صحيح ؟ لا تقفِ هكذا ،تعالي لتجربي مقعدك.
اتجهت لباب الراكب الأمامي وتركت مشاعر التعجب جانباً.
يالحظي الذي يفلق الصخر ، لم يخبرني انه يملك سيارة !
سأخطط معه لشهر عسل ولا في الأحلام ، ازور فيه كل الأماكن ،الجبال ،السواحل والمنتجعات الصيفية ، كل شيء حُرمت منه بسبب العائلة الكبيرة سأعوض عنه الآن ، بقشعريرة سعادة رفرف قلبي وفتحت الباب ، لتسقطني صرخته الفزِعة من عالمي الوردي !
- انتظرررري ، اخلعي حذائك ستتسخ كموره !!!
هل تعلمون ماذا بعد هذه الكلمات ؟
صمت ، صمت ،صمتت كما لم اصمت في حياتي قط .
كانت تلك الصرخة بداية العذاب ، فزوجي عاشق الكمّوره ، أو بالأصح المهووس بها ، لا يترك راكباً معه الأ ويخلع حذائه ليضعه في كيس ويلبسه حذاء آخر خاص تحت كل مقعد ، لديه بخاخات ملمعه لكل بصمة أصبع تلمس أي زاوية فيها ، يغير أي شيء فيها حتى لو لم يكن بحاجة للتغيير ، اغطية بلاستيكية للمقاعد والأرضيات ، عطور ومبخرة من نوع فاخر !!!
مرّ شهر العسل كئيباً من خلف نافذة كمّوره، السواحل اراها وكأنها بشاشة تلفاز فالنزول ممنوع لأن الرمل يؤذي كمّوره،
يالحظ كمّوره الذي يفلق الصخر ، لا بأس فأيامك معدودة ، قريباً سيعشقني وينساكِ ، طيف زوجة والدي الأولى ظهرت في خيالي، لا لا يا مجنونة هل ستغارين من كومة حديد ؟
توالت الأيام و الأشهر ولازال الحال كما هو ، صبري بدأ ينفذ ، لم يكن ينقصني سوى القشة التي ستقسم ظهري . وأتت تلك اللحظة أسرع مما توقعت ، خلاف عادي مثل كل المتزوجين في سنتهم الأولى ، لا ادري لماذا ذُكر إسمها على لساني بين نقاشنا " عالي الصراخ " ؟
- لا تنطقي إسمها على لسانك فهي أغلى منك ، لقد اشتريتها بضعف مهرك وكلفتني دم قلبي "كلمة عاميه هه" .
أحسست بكلماته وكأنها " كفّ " ضرب خدي ،
بان الأسف على وجهه لحظتها ، ربما صدمته تعابير وجهي المجروحة و ربما لم يقصد كلمته تلك أو الطريقة التي قالها بها ، لكن السيف قد سبق العذل ، وقد سلمت نفسي لمشاعري الغيورة ، حان وقت الإنتقام ، إستعدي للحرب يا كمورة ، سترين كيف يكون الكيد الحقيقي .
ساعدني في إنتقامي وضع زوجي المادي الصعب ، و مصاريف إنجاب طفلنا الأول، أعمتني الغيرة فبدأت اُزين له فكرة بيع كمورة وكيف سيخلصه ثمنها من كل ديونه ، بداية كان يجيب برد قاطع ب" لا" ثم بدأت ال " لا " تلك بالتأخر بنطقها ، حتى أصبحت صمت مطبق وتفكير ، الدلال الذي كانت تحظى به لم يعد متوفرا ، لقد ضاقت جيبه وأصبح طفلنا يحتاج الكثير لنوفر له عناية صحية .
عرضها للبيع في خطوة جريئة بعد أن طالبه أحد الدائنين بشكل عاجل ، كانت كالفتاة الجميلة يتهافت عليها الخطاب من كل مكان، وكان هو كالأب الذي يتنقى لأبنته العريس الذي سيحفظها ويصونها ، بقيت اراقب بصمت ويدي على خدي ، لكني لم أعرف أن الدراما الحقيقة لازالت في قادم الأيام !
كان يوم الوداع مأساوي ، مليئ بالأحضان والتلميع والدموع ، لا انتظروا فلم تنتهي القصة بعد !
مرّت الأيام كئيبة ، كل الذكريات والصور تذكرنا بها ، صحيح أن بيعها فرّج عنا كل الديون ، الحزن في عينيه جعل إحساس الذنب يملئني ، لم اعد اتذكر معاناتي بل بتُ اشتاق لها !
في كل الصور لم اعد أرى سجني خلف زجاج نافذتها ، أو حرماني من الطعام والشراب فيها في كل سفراتنا و رحلاتنا ، تأكدت حينها اني أعشق زوجي لذلك أردت أن أعيد له سعادته ، وضعت معه جدولاً للتقشف وقلت له
- سنجمع المبلغ وستشتري كمورة مجدداً أو واحدة شبية بها .
تحمس كثيراً وبدأت رحلة أخرى مليئة بالحرمان ، لقد كنت عاشقة ، الم يقولوا أن أعمى !
لو كنت فكرت بعقلي وتركت عواطفي منذ تزوجت لما كنت ضائعة في هذه المتاهة ، أين عقلي بين كل تلك الأحداث؟
لا ادري !
أتى اليوم المنتظر وبعد بحث طويل ذهب زوجي ليشتري كمّوره ، جهزت طفلي وبقيت على إستعداد ، لقد وعدنا بأول مشوار فور شرآئه لها .
مرّ اليوم بطيئاً ، وكل إتصالاتي يجيبها " مشغول " ، تأخر كثيراً ، وفي آخر اليوم وصلتني رسالة منه ، حانت اللحظة أخيرا....
خرجت بحماس ، وعادت الأحلام الوردية ترفرف حولي ، وكانت الصدمة
لم تكن كمّوره، سيارة أخرى لا تشبهها أبدا.
- انظري إليها أليست جميلة ، سنتافيه نسفت قلبي من أول نظرة .
كانت سنتافيه فضية لامعة جميلة جدا .
سميت بالله ودخلت لتباغتني صرخته مجدااا
- إنتظررررررررري ، اخلعي حذائك !!!
وعادت حليمة لعادتها القديمة ، بكيت على حالي
وخلعت حذائي وحبي الأعمى ، رفعت راية الهزيمة ، لقد خسرت ، هزمتني كومة الحديد .
النهاية