الظالم والمظلوم
مرسل: 17 سبتمبر 2021, 12:36
محاولة لمبتدأ فى كتابة قصة كنا نسمع عنها فى الحكاوى الشعبية - كتبتها على عجل لأكون موجودا" معكم على حافة المنتدى القصصى --
الظالم - والمظلوم
فى إحدى القرى كان يوجد بها رجل طاغية ظالم لم يلمس الإيمان قلبه أسمه (جبران ) ولا يعرف الجبر لقلبه سبيل – إستولى على أراضى الفلاحين بالظلم والإستبداد والقوة الغاشمة حتى أصبح يمتلك ألف فدان
يركب حصانه ويمر على الأطيان التى إمتلكها بالغصب رافعا" سوطه على الأجراء الذين يعملون فى الأرض بعد أن كانوا ملاكها يضربهم بسبب أو من غير سبب
وكان لجبران ولد إسمه سليم ورث من أبيه القوة والغلظة وجفاء القلب وعدم الورع والإيمان وكان يمتطى جواده متبخترا"يجوب الأراضى والحدائق المغتصبة - ودائما" لا تدوم الحياة ولا تمشى كما يهوى البشر فقد مرض جبران مرضا" خبيث ليس له علاج وأصبح طريح الفراش ذليلا"
وفى إحدى المرات عندما كان سليم يجوب القرية متبخترا" على جواده لمح صبية مليحة وجهها مثل الصبح مبيض وشعرها مثل الليل مسود جسدها كأنه عود من البان ينطق الحسن من وجهها وكأن الطيور تتغنى به - فدخلت سهام الحب فى قلب سليم فأقترب منها وسألها عن اسمها فقالت أن إسمها صباح بنت ريحان
رجع سليم إلى أبيه وقال له -- يا أبى لقد نويت على الزواج -- فقال جبران تمام - وهل وجدت عروس ابنة أغنياء مثلنا قال سليم لا – بل فتاة اسمها صباح بنت رجل إسمه ريحان - فإهتز جبران من على سرير مرضه – هذا رجل فقير معدم -- هل أنت مخمور – هل ذهب عقلك فقال سليم سأتزوجها سواء وافقت أم لم توافق
ذهب سليم إلى دار ريحان ودق الباب – ففتحت صباح لأن ريحان شيخ كبير - فقالت لسليم ماذا تريد – فقال جئت خاطبا" لك من أبيك - فقالت ليس لك زواج عندنا يا ظالم فأبوك قد إغتصب ثلاثة فدادين من أرضنا - فقال سليم سأدفع لأبيك خمسون فدان عوضا" عن ذلك -- هنا جاء ريحان يتوكأ على عصاه وقال له – ياسليم بيه إن إبنتى مخطوبة لإبن عمها همام - صحيح هو فقير لكنه هو من سيتزوج إبنتى
هنا رفع سليم السلاح فى وجه ريحان وقال له معك أسبوع واحد وسأحضر وسأتزوجها سواء" وافقت أم لم توافق – وفى اليوم التالى أرسل ريحان إلى إبن أخيه ليعقد القران على إبنته حتى ينهى أمل سليم وتهديده
تزوج همام من صباح وأصبح الأمر واقعا" وتأججت نيران الغيرة فى قلب سليم – لتفضيلهم هذا الفقير المعدم عليه – ومر عام وأنجبت صباح طفل مليح مثل أبيه فأطلقوا عليه اسم كريم -
وبعد عامين وأثناء تجوال سليم بحصانه فى القرية شاهد الطفل كريم يسير خلف أبيه همام - فتوقدت النيران فى قلبه وصمم على قتل همام وتيتيم الطفل لكى ينفرد بمن تملكت قلبه –
كان همام يخرج من بيته كل يوم قبل اذان الفجر لكى يصلى الفجر فى المسجد ثم ينطلق إلى عمله - نادى سليم على الخفير الخصوصى جبر لكى يأتى معه ويتربصا لهمام بعد خروجه من البيت --
وبعد خروج همام وأثناء سيره فى الطريق أمر سليم خفيره جبر لكى يطلق النار على همام - وعندما هم جبر بإطلاق النار سمع همام وهو يسبح ويذكر الله -- فقال لا أستطيع أن أقتله - هنا أخرج سليم سلاحه وأطلق النار ثمانية طلقات على همام فأرداه قتيلا" يسبح فى الدماء -- وركبا خيلهما وإنطلقا هاربين من مسرح الجريمة
عندما لاح الصباح وأشرقت الشمس وجد الناس همام قتيلا"فى دمائه وحضرت زوجته مهرولة فلما وجدت زوجها قتيلا" لطمت وجهها وقالت غدروك يا همام وقتلوك بالظلم والجبروت ويتموا ولدك - خذوه وادفنوه – فقالوا لها بل نبلغ الشرطة – فقالت بل أشكوا قاتله إلى الله - وادعوا الله أن يصيب القاتل بمرض طويل لا شفاء ولا دواء له وما يخدمه فى مرضه إلا ألد أعدائه
حملوا همام ودفنوه - وحملت صباح طفلها وذهبت لتعيش مع والدها - ولكن الأحزان تتوالى فبعد شهر واحد مات الشيخ ريحان وأصبحت صباح وحيدة مع طفلها فى بيت أبيها
وبعد أربعة شهور ذهب سليم بحصانه إلى بيت صباح ودق الباب ففتحت فإذا بها تجد سليم -- ماذا تريد أيها الظالم - قال أريد أن أتزوجك - قالت له إذهب أيها الظالم ولا تعود هنا أبدا" لكن سليم قال لها لن أتركك
وفى كل يوم يذهب سليم إلى بيت صباح ويربط الحصان فى شباك البيت وينصرف -- وظن أهل القرية أن سليم يذهب كل يوم إلى بيت صباح وينام عندها - فبدأوا يتكلمون عليها بالباطل وساءت سمعتها ظلما" وعدوانا"
فأضطرت صباح للقبول بزواج سليم لها وتم عقد قرانها على الظالم وذهبت مع طفلها إلى قصر الطاغية --- ومرت الأيام وإزدادت كراهية سليم لطفلها كريم الذى كان يشبه أبيه إلى حد كبير – وكلما نظر سليم إلى وجه كريم يرى همام قتيلا" يسبح فى دمائه --
نادى سليم على الخفير جبر وقال له لابد أن تأخذ الطفل كريم وتقتله - فقال الخفير الخصوصى لا أستطيع أن أقتل طفلا" –فقال سليم - حياتك مقابل حياته إن لم تقتله قتلتك أنا
غافل الخفير جبر صباح والدة كريم وخطف الطفل وقال له تعالى معى سأحضر لك الحلوى – وعندما غادر القرية بالطفل
أخرج السكين من بين طيات ملابسه وهم بقتل الطفل – لكن رحمة ورعاية الله منعته فلم يستطع جبر أن يقتل الطفل –فحمله وذهب به إلى قرية بعيدة تقيم فيها أخته سعاد --
دق الخفير الخصوصى جبر الباب ففتحت سعاد التى كانت تقيم بمفردها فى البيت بعد موت زوجها - وقالت لجبر إبن من هذا الطفل فقال لها إنه يتيم وعليه ثأر ضعيه عندك واعتنى به ولا تجعليه يخرج وسأتى إليك كل شهر أعطيك بعض المال تساعدك على المعيشة – وأن هذا الطفل اسمه أمين
عاش أمين مع سعاد التى قالت له بأنها خالته وأحبت الطفل كثيرا" واعتبرته طفلها فقد كانت لا تنجب وقد عوضها الله بهذا الطفل ليكون لها إبنا" وتكون له أم وخالة
مر من الزمن ستة عشر عام - أنجبت خلالهما صباح من سليم فتاتين جميلتين لكن حزنها على كريم لم ينقطع – ولا تدرى أين أراضيه وهل هو حى أم مات قتيلا" كما مات أبوه ولم تستطع الأيام أن تنسيها طفلها الجميل
ومرضت سعاد مرضا" شديدا" فقالت لأمين إذهب إلى مزرعة سليم وأحضر خالك جبر -- وعندما ذهب أمين إلى مزرعة سليم وقابل الخفير جبر -- قال له ماذا أتى بك إلى هنا ألم أنبهك ألا تأتى إلى هذه المزرعة أبدا" – قال أمين – خالتى سعاد مريضة جدا" وهى من طلبت منى إحضارك
ذهب جبر مع أمين وكانت سعاد على فراش المرض فقالت لجبر لم يعد فى الوقت متسع إعتنى بأمين كأنه ولدك وفاضت روحها إلى السماء -- لم يعد لأمين أحد يعتنى به فقال لجبر خذنى معك أعمل خفير فى مزرعة سليم
فأخذه جبر وقال ليفعل الله ما يشاء - وعندما تقابلا مع سليم -- قال من هذا ياجبر – قال إنه أمين إبن أختى سعاد التى ماتت بالأمس ويريد أن يعمل خفير فى المزرعة -- فى البداية لم يرتاح سليم لرؤية أمين فقد وجد الشبه كبير من همام لكنه قال يخلق الله من الشبه أربعين --
كانت صباح تتمشى فى حديقة القصر فوجدت شابا" نائما" عند غرفة الخفير فرق قلبها له وغطته بشالها وقالت لسليم إجعل هذا الشاب يعمل داخل القصر – ونجعله كأنه ولدنا
ومرت الأيام ومرض سليم مرضا" شديد وكأنه قد أصابته دعوة سعاد على قاتل زوجها وقال الأطباء أن مرضه خبيث لا علاج له انه مرض معدى فهرب الجميع من حوله ولم يتبقى بجانب سليم ليمرضه من هذا المرض الخبيث سوى أمين– فقد كان يحضر له بعض الأدوية والطعام بعد أن تركه الجميع
وعندما إشتد المرض على سليم أرسل ليحضر الخفير جبر وقال له أريد أن اكتب جميع ممتلكاتى إلى أمين فهو الوحيد الذى وقف بجانبى بعد أن هجرنى أقرب الناس لى - كما أريد أن ازوجه إحدى بناتى ليكون قريب منهم ويعتنى بهم
فقال جبر – لا يحل لأمين للزواج من بناتك - فقال سليم لماذا - قال جبر لأن أمين هذا هو نفسه كريم إبن همام الذى قتلته خذ يا كريم المسدس وأقتل سليم خذ بثأرك إنه قاتل أبيك
أمسك كريم بالمسدس وصوبه باتجاه سليم - ثم أنزل يده وقال العفو عند المقدرة وحسابه وعقابه على الله --- ومات سليم وعاد كريم إلى أمه وأخواته وقامت صباح بإعادة الأراضى المغتصبة لأصحابها - بعد أن حمدت الله على عودة إبنها الغائب وهكذا كانت نهاية الظالم وعودة الحقوق إلى أصحابها .
وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا قَدْ أَفْلَحَ مَن زكَّاهَا وَقَدْ خَابَ مَن دَسَّاهَا
الظالم - والمظلوم
فى إحدى القرى كان يوجد بها رجل طاغية ظالم لم يلمس الإيمان قلبه أسمه (جبران ) ولا يعرف الجبر لقلبه سبيل – إستولى على أراضى الفلاحين بالظلم والإستبداد والقوة الغاشمة حتى أصبح يمتلك ألف فدان
يركب حصانه ويمر على الأطيان التى إمتلكها بالغصب رافعا" سوطه على الأجراء الذين يعملون فى الأرض بعد أن كانوا ملاكها يضربهم بسبب أو من غير سبب
وكان لجبران ولد إسمه سليم ورث من أبيه القوة والغلظة وجفاء القلب وعدم الورع والإيمان وكان يمتطى جواده متبخترا"يجوب الأراضى والحدائق المغتصبة - ودائما" لا تدوم الحياة ولا تمشى كما يهوى البشر فقد مرض جبران مرضا" خبيث ليس له علاج وأصبح طريح الفراش ذليلا"
وفى إحدى المرات عندما كان سليم يجوب القرية متبخترا" على جواده لمح صبية مليحة وجهها مثل الصبح مبيض وشعرها مثل الليل مسود جسدها كأنه عود من البان ينطق الحسن من وجهها وكأن الطيور تتغنى به - فدخلت سهام الحب فى قلب سليم فأقترب منها وسألها عن اسمها فقالت أن إسمها صباح بنت ريحان
رجع سليم إلى أبيه وقال له -- يا أبى لقد نويت على الزواج -- فقال جبران تمام - وهل وجدت عروس ابنة أغنياء مثلنا قال سليم لا – بل فتاة اسمها صباح بنت رجل إسمه ريحان - فإهتز جبران من على سرير مرضه – هذا رجل فقير معدم -- هل أنت مخمور – هل ذهب عقلك فقال سليم سأتزوجها سواء وافقت أم لم توافق
ذهب سليم إلى دار ريحان ودق الباب – ففتحت صباح لأن ريحان شيخ كبير - فقالت لسليم ماذا تريد – فقال جئت خاطبا" لك من أبيك - فقالت ليس لك زواج عندنا يا ظالم فأبوك قد إغتصب ثلاثة فدادين من أرضنا - فقال سليم سأدفع لأبيك خمسون فدان عوضا" عن ذلك -- هنا جاء ريحان يتوكأ على عصاه وقال له – ياسليم بيه إن إبنتى مخطوبة لإبن عمها همام - صحيح هو فقير لكنه هو من سيتزوج إبنتى
هنا رفع سليم السلاح فى وجه ريحان وقال له معك أسبوع واحد وسأحضر وسأتزوجها سواء" وافقت أم لم توافق – وفى اليوم التالى أرسل ريحان إلى إبن أخيه ليعقد القران على إبنته حتى ينهى أمل سليم وتهديده
تزوج همام من صباح وأصبح الأمر واقعا" وتأججت نيران الغيرة فى قلب سليم – لتفضيلهم هذا الفقير المعدم عليه – ومر عام وأنجبت صباح طفل مليح مثل أبيه فأطلقوا عليه اسم كريم -
وبعد عامين وأثناء تجوال سليم بحصانه فى القرية شاهد الطفل كريم يسير خلف أبيه همام - فتوقدت النيران فى قلبه وصمم على قتل همام وتيتيم الطفل لكى ينفرد بمن تملكت قلبه –
كان همام يخرج من بيته كل يوم قبل اذان الفجر لكى يصلى الفجر فى المسجد ثم ينطلق إلى عمله - نادى سليم على الخفير الخصوصى جبر لكى يأتى معه ويتربصا لهمام بعد خروجه من البيت --
وبعد خروج همام وأثناء سيره فى الطريق أمر سليم خفيره جبر لكى يطلق النار على همام - وعندما هم جبر بإطلاق النار سمع همام وهو يسبح ويذكر الله -- فقال لا أستطيع أن أقتله - هنا أخرج سليم سلاحه وأطلق النار ثمانية طلقات على همام فأرداه قتيلا" يسبح فى الدماء -- وركبا خيلهما وإنطلقا هاربين من مسرح الجريمة
عندما لاح الصباح وأشرقت الشمس وجد الناس همام قتيلا"فى دمائه وحضرت زوجته مهرولة فلما وجدت زوجها قتيلا" لطمت وجهها وقالت غدروك يا همام وقتلوك بالظلم والجبروت ويتموا ولدك - خذوه وادفنوه – فقالوا لها بل نبلغ الشرطة – فقالت بل أشكوا قاتله إلى الله - وادعوا الله أن يصيب القاتل بمرض طويل لا شفاء ولا دواء له وما يخدمه فى مرضه إلا ألد أعدائه
حملوا همام ودفنوه - وحملت صباح طفلها وذهبت لتعيش مع والدها - ولكن الأحزان تتوالى فبعد شهر واحد مات الشيخ ريحان وأصبحت صباح وحيدة مع طفلها فى بيت أبيها
وبعد أربعة شهور ذهب سليم بحصانه إلى بيت صباح ودق الباب ففتحت فإذا بها تجد سليم -- ماذا تريد أيها الظالم - قال أريد أن أتزوجك - قالت له إذهب أيها الظالم ولا تعود هنا أبدا" لكن سليم قال لها لن أتركك
وفى كل يوم يذهب سليم إلى بيت صباح ويربط الحصان فى شباك البيت وينصرف -- وظن أهل القرية أن سليم يذهب كل يوم إلى بيت صباح وينام عندها - فبدأوا يتكلمون عليها بالباطل وساءت سمعتها ظلما" وعدوانا"
فأضطرت صباح للقبول بزواج سليم لها وتم عقد قرانها على الظالم وذهبت مع طفلها إلى قصر الطاغية --- ومرت الأيام وإزدادت كراهية سليم لطفلها كريم الذى كان يشبه أبيه إلى حد كبير – وكلما نظر سليم إلى وجه كريم يرى همام قتيلا" يسبح فى دمائه --
نادى سليم على الخفير جبر وقال له لابد أن تأخذ الطفل كريم وتقتله - فقال الخفير الخصوصى لا أستطيع أن أقتل طفلا" –فقال سليم - حياتك مقابل حياته إن لم تقتله قتلتك أنا
غافل الخفير جبر صباح والدة كريم وخطف الطفل وقال له تعالى معى سأحضر لك الحلوى – وعندما غادر القرية بالطفل
أخرج السكين من بين طيات ملابسه وهم بقتل الطفل – لكن رحمة ورعاية الله منعته فلم يستطع جبر أن يقتل الطفل –فحمله وذهب به إلى قرية بعيدة تقيم فيها أخته سعاد --
دق الخفير الخصوصى جبر الباب ففتحت سعاد التى كانت تقيم بمفردها فى البيت بعد موت زوجها - وقالت لجبر إبن من هذا الطفل فقال لها إنه يتيم وعليه ثأر ضعيه عندك واعتنى به ولا تجعليه يخرج وسأتى إليك كل شهر أعطيك بعض المال تساعدك على المعيشة – وأن هذا الطفل اسمه أمين
عاش أمين مع سعاد التى قالت له بأنها خالته وأحبت الطفل كثيرا" واعتبرته طفلها فقد كانت لا تنجب وقد عوضها الله بهذا الطفل ليكون لها إبنا" وتكون له أم وخالة
مر من الزمن ستة عشر عام - أنجبت خلالهما صباح من سليم فتاتين جميلتين لكن حزنها على كريم لم ينقطع – ولا تدرى أين أراضيه وهل هو حى أم مات قتيلا" كما مات أبوه ولم تستطع الأيام أن تنسيها طفلها الجميل
ومرضت سعاد مرضا" شديدا" فقالت لأمين إذهب إلى مزرعة سليم وأحضر خالك جبر -- وعندما ذهب أمين إلى مزرعة سليم وقابل الخفير جبر -- قال له ماذا أتى بك إلى هنا ألم أنبهك ألا تأتى إلى هذه المزرعة أبدا" – قال أمين – خالتى سعاد مريضة جدا" وهى من طلبت منى إحضارك
ذهب جبر مع أمين وكانت سعاد على فراش المرض فقالت لجبر لم يعد فى الوقت متسع إعتنى بأمين كأنه ولدك وفاضت روحها إلى السماء -- لم يعد لأمين أحد يعتنى به فقال لجبر خذنى معك أعمل خفير فى مزرعة سليم
فأخذه جبر وقال ليفعل الله ما يشاء - وعندما تقابلا مع سليم -- قال من هذا ياجبر – قال إنه أمين إبن أختى سعاد التى ماتت بالأمس ويريد أن يعمل خفير فى المزرعة -- فى البداية لم يرتاح سليم لرؤية أمين فقد وجد الشبه كبير من همام لكنه قال يخلق الله من الشبه أربعين --
كانت صباح تتمشى فى حديقة القصر فوجدت شابا" نائما" عند غرفة الخفير فرق قلبها له وغطته بشالها وقالت لسليم إجعل هذا الشاب يعمل داخل القصر – ونجعله كأنه ولدنا
ومرت الأيام ومرض سليم مرضا" شديد وكأنه قد أصابته دعوة سعاد على قاتل زوجها وقال الأطباء أن مرضه خبيث لا علاج له انه مرض معدى فهرب الجميع من حوله ولم يتبقى بجانب سليم ليمرضه من هذا المرض الخبيث سوى أمين– فقد كان يحضر له بعض الأدوية والطعام بعد أن تركه الجميع
وعندما إشتد المرض على سليم أرسل ليحضر الخفير جبر وقال له أريد أن اكتب جميع ممتلكاتى إلى أمين فهو الوحيد الذى وقف بجانبى بعد أن هجرنى أقرب الناس لى - كما أريد أن ازوجه إحدى بناتى ليكون قريب منهم ويعتنى بهم
فقال جبر – لا يحل لأمين للزواج من بناتك - فقال سليم لماذا - قال جبر لأن أمين هذا هو نفسه كريم إبن همام الذى قتلته خذ يا كريم المسدس وأقتل سليم خذ بثأرك إنه قاتل أبيك
أمسك كريم بالمسدس وصوبه باتجاه سليم - ثم أنزل يده وقال العفو عند المقدرة وحسابه وعقابه على الله --- ومات سليم وعاد كريم إلى أمه وأخواته وقامت صباح بإعادة الأراضى المغتصبة لأصحابها - بعد أن حمدت الله على عودة إبنها الغائب وهكذا كانت نهاية الظالم وعودة الحقوق إلى أصحابها .
وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا قَدْ أَفْلَحَ مَن زكَّاهَا وَقَدْ خَابَ مَن دَسَّاهَا