@@@@ أحلام ضائعة رغم بساطتها @@@@
مرسل: 10 يوليو 2021, 13:36
لعلها أول مرة أكتب قصة ولست من أهل هذا الفن لكن حب المشاركة معكم والبقاء في هذا المنتجع شجعني لكتابة حادثة لا أقول قصة لأنها ربما تفتقر لمقومات القصة ، إنما هي حادثةحصلت معي منذ فترة وجيزة وهذا ما مكنني أن أسردها وإلا لست بارعا في التأليف القصصي المبتكر
...................
حلم فاطمة
حتى الآن لم يجد تفسيرا لما يجري فتفاصيل المأساة باتت في أطوار من الغرابة تتعدى الألم والمعاناة
كان في خيمته في الظهيرة حيث باتت هي الفترة الأشد معاناة له فضلا عن أولاده فما تغني خيمة من البلاستيك في جو أقل ما يقال عنه حار جدا ..
عند العصر حيث صار بالإمكان الخروج لالتقاط الأنفاس طلب منه طفلاه أن يأخذهما " مشوار " ليشتري لهما العصير رغم أن المشوار في هذا الطقس وعلى الدراجة النارية في طرقات تصطف فيها الحفر كأنها ألغام نصبها الأعداء فبالكاد تمشي عشرة أمتار دون أن تصادفك حفرة ...
وكم كان يتعجب من أنه وبالرغم من هذا كله كان يسمع ضحكات طفليه وراءه وكأنهما يتنزهان في حدائق غناء ... وما تفسير ذلك إلا أن النفس البشرية تعيش على المقارنات فمن يضيق ذرعا من الوجود في خيمة في فترة الظهيرة سيسعده الخروج ولو بظروف سيئة ...
وصل منعطفا بين خيام للنازحين وكانت إحدى المنظمات توزع الآيس كريم للأطفال خفف من السرعة وتجاوز الأطفال ثم زاد السرعة قليلا ...
فجأة ينقلب المشهد إلى حالة لم يمر بها من قبل ، وربما تظل عالقة بذهنه لفترة
فاطمة ذات السبع سنوات قادمة من مخيم يبعد عن المكان مئات الأمتار حافية القدمين يتقاطر العرق من وجهها النحيل لكن تركيزها كله منصب باتجاه مكان توزيع الآيس كريم لدرجة أنها لم تفكر بوجود مركبات أو دراجات على الطريق
بقي بينها وبين حلم الحصول على الآيس كريم أن تقطع الشارع فقط وبين طفليه وبين حلمهما في شرب العصير أمتار قليلة
انقطع الحلم وبلحظة بائسة اصطدمت دراجته بفاطمة التي بدت ساكنة والخوف من المحيطين بها بان واضحا إذ أنهم رأوا الموت أقرب ما يكون إليها ....
في هذه اللحظة وباللاشعور أنزل طفليه بسرعة وأدار الدراجة بالاتجاه الآخر وحمل الطفلة وأسرع بها إلى النقطة الطبية ...
كانت مشاعره مختلفة تماما عن كل ما كان يشعر به طيلة فترات الحرب ومواقفها المأساوية
فالآن هو الجاني وليس المجني عليه
الآن هو المتسبب في قطع الحلم عن فاطمة
الآن قد يكون السبب .... لا لا .. يتمنى أن لا يحدث ذلك ..
وصل إلى النقطة الطبية وجد ممرضا يستقبله لكنه لم يكون على قدر المسؤولية فصرخ به ما بالك تحرك افعل شيئا !!!
فقال له ناد للطبيب أبو محمد فبدأ يصرخ في المركز أين أبو محمد نادوا لأبي محمد بسرعة !!!!
جاء الطبيب ضمد الجراح أجرى بعض الفحوصات .. فطمأنه أن فاطمة ليست في خطر ... شعر بارتياح نسبي ..
توافد أهل فاطمة وذووها .. وبعض من كان موجودا أثناء الحادثة .... قال له أحدهم لا تخبر أحدا أنك أنت من صدمت فاطمة كي لا يكون لأهلها ردة فعل تجاهك وافق على طلبه رغم أنه لم يهتم للأمر فما يهمه الآن هو أن تنجو فاطمة وأن لا يصيبها مكروه لا سمح الله
قرر الطبيب أن فاطمة بخير لكن لابد من نقلها إلى المشفى للإطمئنان أكثر
تأخرت سيارة الاسعاف بحجة أن إحدى السيارات معطلة والثانية موجودة لكن سائقها غير موجود فيجب انتظار السائق
لم يسعه الإنتظار فذهب إلى مكان قريب وأحضر سيارة أجرة وذهب معها أبوها وأخوها
كان ينتظرهم بفارغ الصبر وعندما أتوا علم أن فاطمة بخير
في اليوم التالي ذهب لزيارة فاطمة حاملا لها بعض الهدايا
فاستقبلوه بحفاوة وقال له جدها لكن ماذا عن طفليك كيف تركتهما على الطريق أما خشيت عليهما من ردة فعل أهل فاطمة
فقال له يا عم بتلك اللحظة لم يكن تفكيري إلا أن لا أكون سببا في انتهاء حلم فاطمة في البقاء حية بعد أن تسببت بفقدانها لحلم الحصول على الآيس كريم .....
لم يرتاح قلبه حتى رأى فاطمة تمشي باتجاهه فقبلها واعتذر منها وسألها هل أنت غاضبة مني فقالت مبتسمة : لا يا عم أنا بخير
...................
حلم فاطمة
حتى الآن لم يجد تفسيرا لما يجري فتفاصيل المأساة باتت في أطوار من الغرابة تتعدى الألم والمعاناة
كان في خيمته في الظهيرة حيث باتت هي الفترة الأشد معاناة له فضلا عن أولاده فما تغني خيمة من البلاستيك في جو أقل ما يقال عنه حار جدا ..
عند العصر حيث صار بالإمكان الخروج لالتقاط الأنفاس طلب منه طفلاه أن يأخذهما " مشوار " ليشتري لهما العصير رغم أن المشوار في هذا الطقس وعلى الدراجة النارية في طرقات تصطف فيها الحفر كأنها ألغام نصبها الأعداء فبالكاد تمشي عشرة أمتار دون أن تصادفك حفرة ...
وكم كان يتعجب من أنه وبالرغم من هذا كله كان يسمع ضحكات طفليه وراءه وكأنهما يتنزهان في حدائق غناء ... وما تفسير ذلك إلا أن النفس البشرية تعيش على المقارنات فمن يضيق ذرعا من الوجود في خيمة في فترة الظهيرة سيسعده الخروج ولو بظروف سيئة ...
وصل منعطفا بين خيام للنازحين وكانت إحدى المنظمات توزع الآيس كريم للأطفال خفف من السرعة وتجاوز الأطفال ثم زاد السرعة قليلا ...
فجأة ينقلب المشهد إلى حالة لم يمر بها من قبل ، وربما تظل عالقة بذهنه لفترة
فاطمة ذات السبع سنوات قادمة من مخيم يبعد عن المكان مئات الأمتار حافية القدمين يتقاطر العرق من وجهها النحيل لكن تركيزها كله منصب باتجاه مكان توزيع الآيس كريم لدرجة أنها لم تفكر بوجود مركبات أو دراجات على الطريق
بقي بينها وبين حلم الحصول على الآيس كريم أن تقطع الشارع فقط وبين طفليه وبين حلمهما في شرب العصير أمتار قليلة
انقطع الحلم وبلحظة بائسة اصطدمت دراجته بفاطمة التي بدت ساكنة والخوف من المحيطين بها بان واضحا إذ أنهم رأوا الموت أقرب ما يكون إليها ....
في هذه اللحظة وباللاشعور أنزل طفليه بسرعة وأدار الدراجة بالاتجاه الآخر وحمل الطفلة وأسرع بها إلى النقطة الطبية ...
كانت مشاعره مختلفة تماما عن كل ما كان يشعر به طيلة فترات الحرب ومواقفها المأساوية
فالآن هو الجاني وليس المجني عليه
الآن هو المتسبب في قطع الحلم عن فاطمة
الآن قد يكون السبب .... لا لا .. يتمنى أن لا يحدث ذلك ..
وصل إلى النقطة الطبية وجد ممرضا يستقبله لكنه لم يكون على قدر المسؤولية فصرخ به ما بالك تحرك افعل شيئا !!!
فقال له ناد للطبيب أبو محمد فبدأ يصرخ في المركز أين أبو محمد نادوا لأبي محمد بسرعة !!!!
جاء الطبيب ضمد الجراح أجرى بعض الفحوصات .. فطمأنه أن فاطمة ليست في خطر ... شعر بارتياح نسبي ..
توافد أهل فاطمة وذووها .. وبعض من كان موجودا أثناء الحادثة .... قال له أحدهم لا تخبر أحدا أنك أنت من صدمت فاطمة كي لا يكون لأهلها ردة فعل تجاهك وافق على طلبه رغم أنه لم يهتم للأمر فما يهمه الآن هو أن تنجو فاطمة وأن لا يصيبها مكروه لا سمح الله
قرر الطبيب أن فاطمة بخير لكن لابد من نقلها إلى المشفى للإطمئنان أكثر
تأخرت سيارة الاسعاف بحجة أن إحدى السيارات معطلة والثانية موجودة لكن سائقها غير موجود فيجب انتظار السائق
لم يسعه الإنتظار فذهب إلى مكان قريب وأحضر سيارة أجرة وذهب معها أبوها وأخوها
كان ينتظرهم بفارغ الصبر وعندما أتوا علم أن فاطمة بخير
في اليوم التالي ذهب لزيارة فاطمة حاملا لها بعض الهدايا
فاستقبلوه بحفاوة وقال له جدها لكن ماذا عن طفليك كيف تركتهما على الطريق أما خشيت عليهما من ردة فعل أهل فاطمة
فقال له يا عم بتلك اللحظة لم يكن تفكيري إلا أن لا أكون سببا في انتهاء حلم فاطمة في البقاء حية بعد أن تسببت بفقدانها لحلم الحصول على الآيس كريم .....
لم يرتاح قلبه حتى رأى فاطمة تمشي باتجاهه فقبلها واعتذر منها وسألها هل أنت غاضبة مني فقالت مبتسمة : لا يا عم أنا بخير