ليتني كنت معكم ... بقلمي ...
هذا الكلام ليس كلامي ,’,’’ هو كلامهم ,,, أقوالهم ,’,,’’ قالوا عني من الجبابرة ,,, قالوا عني صابرة ... قالوا عني لست أم ,,, ولست زوجة ,,, قالوا عن قلبي حجر ...وقالوا لي ربي يعينك ,,, وقالوا لي الله يصبرك ...
سمعت الكثير يا ولدي ,,, وفي كل مرة ,,, كنت أرمي كلماتهم وراء ظهري ,,, وأضعها في كيس صغير لونه أسود حتى لا تظهر للناس شجوني بداخله ,,, وأرميه في سلة المهملات التي في نهاية الحارة ,,, أنت تعرفها جيدا ,,, كانت هي المرمى لأهدافك الكثيرة عندما كنت تلعب الكرة ,,, مع رفاقك ,’,,
رفاقك بالحارة يا ولدي لا تقلق عليهم هم بخير ,,, سألوني عنك كثيرا ,,,
منهم من كان ينظر في عيوني ,,, ويسكت ,,, يبدو أنه كان يعلم ما حصل ,,,
ومنهم كان يسالني إلى أين سافرت .,.. ؟؟؟ ومنهم كان يجيب عني ... ((يا أبله ...طفل في العاشرة من عمره هل يسافر وحده دون أمه ؟؟؟ ))...
كنت أبتسم لهم ,,, لا تقلقوا عادل بخير .,.,, ومن ثم اتركهم ,,, وأمضي إليك ,,,
صوت من بعيد يلاحقني ’’’’ نعم يلهث ورائي ’’’ هي مدرستك في الصف الأول ... تسألني عنك بشغف ,,, ؟؟
نظراتي قبل لساني ... جعلت عيونها حائرة ,,, تترجف أضلعها ,,, دموعها غطت وجهها ... غصة في حلقومها ومن ثم ركضت من حيث أتت تقول كلمة واحدة .... أسفه ...
حاولت أن أبكي مثلما بكت ,,, ولكني سألت نفسي ... نفس السؤال الذي داهمني قبل أيام ’’’ ولما البكاء هل يفيد ؟؟؟
أخذت نفسا عميقا ,,, وتابعت المشي ,’’’ في خطو وئيد ’’’
أوقفني حاجز من الشرطة ’’’ إلى أين تذهبين ؟؟؟ هذه الدرب الأن مقفلة ... قلت لهم عنك وعن أبيك ,,, فتركوني أمضي بسلام ,,,
ربما قالوا في أنفسهم ... مصائبها أكبر من حجمها .. فهل نزيد مصائبها مصيبة ,,, أصبحت مدعومة بفضلك ,,,
الجميع يسايرني ,,, الجميع يريد أن يضحكني ,, الجميع يريد البسمة أن ترتسم على شفاهي ,’,,’
سأهمس لك شيئا لا تقله لأبوك حتى ولو كان ينام بجانبك ,,,
سأهمس في اذنك لأنه لو سمع سيغار حتما ,,, هناك من يريد أن يخطبني ... نعم أبتسم ,,, وأضحك ,,,
فتاة متزوجة تطلب للزواج ,,,, يا لهم من أغبياء ,,, هل تتزوج الفتاة مرتين في وقت واحد ,,,
أنا ما زلت أشعر بنفسي وكأنني في أيام العسل ,,, أذكر تلك الأيام الجميلة مع والدك .. قبل أيام حاولت أن أمزق تلك الصور التي جمعتنا في أيام الزفاف الأولى ولكن المحاولة باءت بالفشل ,,,
كل الصور كنا مبتسمين فيها حتى صورك معي ... لا أعلم لماذا ؟؟؟ ولكني اكتشف أننا نبتسم لالتقاط الصور ومن ثم ندمع لرؤيتها ,,,,
والبارحة أيضا اكتشفت أن بعض صور تفاصيل حياتي احترقت مع احتراق البيت ,,, فضحكت ...
إذا كان العمر كله احترق ,,, حياتي احترقت ,,, وبيتي احترق ...وقلبي أحترق ... وزوجي احترق ,,, حتى أنت يا طفلي احترقت أيضا ,’,, وفي لحظة واحدة ,,, وفي وقت واحد ,,, وفي قنبلة واحدة ,,,,
فهل أحزن على الصور ,,,, ؟؟؟
والان الحمد لله أطمن قلبي عليك ,,, ها أنت ترقد بخير بجانب أبيك ,,,
سأعود إلى البيت ... لأعود إلى حلم لم يتحقق ... الحلم الذي يؤرق ليلي ,,, ويدمع قلبي ... ويجرح داخلي بمبضعه ,’’’
الحلم الذي أراه كل يوم ويتحول إلى كابوس وأمنية ,,, والذي يخرج من أعماقي ,,, بصوت مبحوح وفي جملة واحدة تحرق أضلاعي
’’’’ ليتني كنت معكم """
مع أجمل تحيات
نيسان
ملاحظة للكاتب : جاءت الحرب وذهبت ... وأخذت معها من أخذت ,,, لكنها تركت بداخلي ,,, ذكرى حزينة ,,, ذكرى قاسية ... وفاة صديقي وصديق العائلة
((انيس ))وابنه ((عادل)) في قذيفة واحدة ,,,
إلى زوجة صديقي الصابرة ...
هذا النص اهداء إلى روحيهما الطاهرة ...
نيسان
17-9-2018
في ذكرة وفاة صديقي الخامسة .
..هذا الكلام ليس كلامي ,’,’’ هو كلامهم ,,, أقوالهم ,’,,’’ قالوا عني من الجبابرة ,,, قالوا عني صابرة ... قالوا عني لست أم ,,, ولست زوجة ,,, قالوا عن قلبي حجر ...وقالوا لي ربي يعينك ,,, وقالوا لي الله يصبرك ...
سمعت الكثير يا ولدي ,,, وفي كل مرة ,,, كنت أرمي كلماتهم وراء ظهري ,,, وأضعها في كيس صغير لونه أسود حتى لا تظهر للناس شجوني بداخله ,,, وأرميه في سلة المهملات التي في نهاية الحارة ,,, أنت تعرفها جيدا ,,, كانت هي المرمى لأهدافك الكثيرة عندما كنت تلعب الكرة ,,, مع رفاقك ,’,,
رفاقك بالحارة يا ولدي لا تقلق عليهم هم بخير ,,, سألوني عنك كثيرا ,,,
منهم من كان ينظر في عيوني ,,, ويسكت ,,, يبدو أنه كان يعلم ما حصل ,,,
ومنهم كان يسالني إلى أين سافرت .,.. ؟؟؟ ومنهم كان يجيب عني ... ((يا أبله ...طفل في العاشرة من عمره هل يسافر وحده دون أمه ؟؟؟ ))...
كنت أبتسم لهم ,,, لا تقلقوا عادل بخير .,.,, ومن ثم اتركهم ,,, وأمضي إليك ,,,
صوت من بعيد يلاحقني ’’’’ نعم يلهث ورائي ’’’ هي مدرستك في الصف الأول ... تسألني عنك بشغف ,,, ؟؟
نظراتي قبل لساني ... جعلت عيونها حائرة ,,, تترجف أضلعها ,,, دموعها غطت وجهها ... غصة في حلقومها ومن ثم ركضت من حيث أتت تقول كلمة واحدة .... أسفه ...
حاولت أن أبكي مثلما بكت ,,, ولكني سألت نفسي ... نفس السؤال الذي داهمني قبل أيام ’’’ ولما البكاء هل يفيد ؟؟؟
أخذت نفسا عميقا ,,, وتابعت المشي ,’’’ في خطو وئيد ’’’
أوقفني حاجز من الشرطة ’’’ إلى أين تذهبين ؟؟؟ هذه الدرب الأن مقفلة ... قلت لهم عنك وعن أبيك ,,, فتركوني أمضي بسلام ,,,
ربما قالوا في أنفسهم ... مصائبها أكبر من حجمها .. فهل نزيد مصائبها مصيبة ,,, أصبحت مدعومة بفضلك ,,,
الجميع يسايرني ,,, الجميع يريد أن يضحكني ,, الجميع يريد البسمة أن ترتسم على شفاهي ,’,,’
سأهمس لك شيئا لا تقله لأبوك حتى ولو كان ينام بجانبك ,,,
سأهمس في اذنك لأنه لو سمع سيغار حتما ,,, هناك من يريد أن يخطبني ... نعم أبتسم ,,, وأضحك ,,,
فتاة متزوجة تطلب للزواج ,,,, يا لهم من أغبياء ,,, هل تتزوج الفتاة مرتين في وقت واحد ,,,
أنا ما زلت أشعر بنفسي وكأنني في أيام العسل ,,, أذكر تلك الأيام الجميلة مع والدك .. قبل أيام حاولت أن أمزق تلك الصور التي جمعتنا في أيام الزفاف الأولى ولكن المحاولة باءت بالفشل ,,,
كل الصور كنا مبتسمين فيها حتى صورك معي ... لا أعلم لماذا ؟؟؟ ولكني اكتشف أننا نبتسم لالتقاط الصور ومن ثم ندمع لرؤيتها ,,,,
والبارحة أيضا اكتشفت أن بعض صور تفاصيل حياتي احترقت مع احتراق البيت ,,, فضحكت ...
إذا كان العمر كله احترق ,,, حياتي احترقت ,,, وبيتي احترق ...وقلبي أحترق ... وزوجي احترق ,,, حتى أنت يا طفلي احترقت أيضا ,’,, وفي لحظة واحدة ,,, وفي وقت واحد ,,, وفي قنبلة واحدة ,,,,
فهل أحزن على الصور ,,,, ؟؟؟
والان الحمد لله أطمن قلبي عليك ,,, ها أنت ترقد بخير بجانب أبيك ,,,
سأعود إلى البيت ... لأعود إلى حلم لم يتحقق ... الحلم الذي يؤرق ليلي ,,, ويدمع قلبي ... ويجرح داخلي بمبضعه ,’’’
الحلم الذي أراه كل يوم ويتحول إلى كابوس وأمنية ,,, والذي يخرج من أعماقي ,,, بصوت مبحوح وفي جملة واحدة تحرق أضلاعي
’’’’ ليتني كنت معكم """
مع أجمل تحيات
نيسان
ملاحظة للكاتب : جاءت الحرب وذهبت ... وأخذت معها من أخذت ,,, لكنها تركت بداخلي ,,, ذكرى حزينة ,,, ذكرى قاسية ... وفاة صديقي وصديق العائلة
((انيس ))وابنه ((عادل)) في قذيفة واحدة ,,,
إلى زوجة صديقي الصابرة ...
هذا النص اهداء إلى روحيهما الطاهرة ...
نيسان
17-9-2018
في ذكرة وفاة صديقي الخامسة .