الضحك في اخر الليل .. للكاتب عبد الله عبد ..منقول
مرسل: 14 يونيو 2021, 04:44
الضحك في اخر الليل قصة للكاتب عبد الله عبد ..... من اجمل القصص التي قرأتها في حياتي ,,, والتي دفعتني للكتابة ,,,
الضحك في آخر الليل..............
ولج باب البيت،واجتاز العتبة،فانحرفت الزوجة التي كانت تمسك مقبض الباب لتفسح له الطريق.كان الندخل مظلما يتسلل اليه نور الغرفة الداخلية.استطاع ان يلاحظ هيءة زوجته التي رفعت يدها الى جبينها في تلك اللحظة،كانت بثياب المنزل العادية، فقدر انها لم تاو الى فراشها،تنتظر عوته،فقال لها:
-الم تنامي بعد؟
-كنت قلقة،فجفاني الرقاد.
-ليس ثمة ما يوجب القلق.
ومد يده ليغلق الباب وراءه،فلمس يد زوجته التي كانت لا تزال تمسك مقبض الباب.احس بدفئها،فابعد يده لئلا ينقل اليها برده.
قالت المراة:
-خشيت عليك من القر فلم استطع النوم.
-في النهار كان الجو دافئا،لم نشعر بالصقيع الا عندما هبط الليل.
اغلقت المراة الباب بهود،واستدارت لتلحق بالرجل الذي تقدمها،يخطو بهدوء في ظلمة الممر،وقد غاصت رقبته بين كتفيه.
اندفعت المراة قائلة:
_هل ستعود الى هذا العمل؟
_نعم ،يجب ان اراقب تفريغ حمولة مئتي طن من السكر.يجب ان اخوض المعركة مع العمال ادهوهم فيها الى المحافظة الاكياس.ثم اصاب بالبرد و الجوع و العطش و الصداع.
وصل الى الغرفة،وكان وجهه نحيلا غير حليق،وراسه خفيف الشعر.ادار نظرة عجلى حوله.كان ثمة سريران متقابلان،انحشر في واحد منهما اولاده الثلاثة،وقد استغرقوا في النوم.اما السرير الثاني فينام عليه الزوجان.
وقعت عيناه على المدفاة الباردة،كان يعلم ان مخزونهم من الوقود قد نفذ منذ يومين،لكنه توقع ان يراها مشتعلة بقدرة قادر.انطفات تلك الشعلة الزرقاء التي تخليها .
وتحسس انفه رائحة البطاطا المقلية بالزيت والبصل و الثوم.خلع ممطره والقاه على المقعد.
وضعت المراة طبق الطعام على الارض،ولم يلبث ان هبط و جلس متربعا على بساط رقيق،و لكنه لم يجد وجبته المفضلة.فقد كانت البطاطا مسلوقة.
كان يحس دوارا خفيفا، سمع صوت(الوابور)النفطي، بدا بضربات سريعة و عنيفة،تبعها هدير اشتعال،مضغ طعامه بشهية و صمت،و راح يتساءل عما تفعل زوجته في المطبخ.
وما هي الا لحظات حتى تغير الهدير في اذنيه،ثم دخلت الزوجة تحمل بيدها الوابور الهادر.دهش لحظة ،و لم يلبث ان فهم ،في ايام الشتاء منذ زمن بعيد ،عندما كان صغيرا،كانت امه تلجا الى هذه الوسيلة عندما يخلو البيت من الحطب او الفحم .كانت توقد،وتضع صفيحة معدنية ،ثم تجمع الاولاد المرتجفين حوله.
استمر في التهام طعامه،وقال:
-الم تطبخي البطاطا بالزيت!؟
-طلبت من السمان بعض الزيت دينا،فرفض و قالطلبت مرة من زوجك اربع صفائح من الزيت ،فلم يعطني) لماذا لم تعطه الزيت الذي طلب؟
-لو اعطيته لباعه بالسوق السوداء،و لم يكن الزيبت للباعة ولكن للمستهلك مباشرة.
قالت المراة مترددة:
-لن اتعامل معه بعد اليوم…لفد قال لي زوجك سيموت جوعا فهو لم يتعلم من الحياة).
عادت الزوجة تحمل طبقا عليه ادوات الشاي.اسر لنفسه ليس ثمة اطيب من كاس من الشاي بعد يوم شاق امضيته بين العمال ارشدهم بعبارات ما زالت ترن في مسمعي:
(حافظ على الاكياس)
(هذا سكر و ليس تراب)
تغير صوت الوابور وصار الطف بعد ان وضعت الزوجة ابرق الشاي عليه.ولكنه سرعان ما عاد الى صوته و هديره بعد ان انزلت الزوجة الابريق ووضعته على الارض،وجرت نحوها علبتان معدنيتان و قدحان،اخذت من احدى العلبتين قدرا من الشاي وو ضعته في الابريق،ثم اعادت الغطاء فوقه،وانتشرت رائحة الشاي الزكية.
نظرت الزوجة الى ساعة قائمة فوق منضدة و قالت:
انها الثانية بعد منتصف الليل.
ملات القدحين وعمت الرائحة.
اخذت الزوجة العلبة المعدنية الاخرى و استعانت بالملعقة على فتح غطائها،فتسمر بصرها في قاعها.فقال الرجل:-الا نشرب الشاي؟
ابتسمت الزوجة ابتسامة شاحبة،ومدت العلبة له ،فاستقر بصره في قاعها وابتسم هو ايضا و قال: هذا غير معقول!
اتسعت ابتسامته.مر في خياله السكر المهدور في البحر و على ظهر الباخرة،عدا ما فرط به الاخرون.
-امر غير معقول!
وضحك.ضحك في البداية من حلقومه ،موجة اثر موجة،ضحكا غريبا جافا،لا روح فيه و لا ندلوة.ثم استقام ضحكه. وا ستمر الموقد المشتعل يهدر،و بخار الشاي يتصاعد زكيا معطرا،من كاسين لم يمسا.استمر في الضحك حتى دمعت عيناه.
ولج باب البيت،واجتاز العتبة،فانحرفت الزوجة التي كانت تمسك مقبض الباب لتفسح له الطريق.كان الندخل مظلما يتسلل اليه نور الغرفة الداخلية.استطاع ان يلاحظ هيءة زوجته التي رفعت يدها الى جبينها في تلك اللحظة،كانت بثياب المنزل العادية، فقدر انها لم تاو الى فراشها،تنتظر عوته،فقال لها:
-الم تنامي بعد؟
-كنت قلقة،فجفاني الرقاد.
-ليس ثمة ما يوجب القلق.
ومد يده ليغلق الباب وراءه،فلمس يد زوجته التي كانت لا تزال تمسك مقبض الباب.احس بدفئها،فابعد يده لئلا ينقل اليها برده.
قالت المراة:
-خشيت عليك من القر فلم استطع النوم.
-في النهار كان الجو دافئا،لم نشعر بالصقيع الا عندما هبط الليل.
اغلقت المراة الباب بهود،واستدارت لتلحق بالرجل الذي تقدمها،يخطو بهدوء في ظلمة الممر،وقد غاصت رقبته بين كتفيه.
اندفعت المراة قائلة:
_هل ستعود الى هذا العمل؟
_نعم ،يجب ان اراقب تفريغ حمولة مئتي طن من السكر.يجب ان اخوض المعركة مع العمال ادهوهم فيها الى المحافظة الاكياس.ثم اصاب بالبرد و الجوع و العطش و الصداع.
وصل الى الغرفة،وكان وجهه نحيلا غير حليق،وراسه خفيف الشعر.ادار نظرة عجلى حوله.كان ثمة سريران متقابلان،انحشر في واحد منهما اولاده الثلاثة،وقد استغرقوا في النوم.اما السرير الثاني فينام عليه الزوجان.
وقعت عيناه على المدفاة الباردة،كان يعلم ان مخزونهم من الوقود قد نفذ منذ يومين،لكنه توقع ان يراها مشتعلة بقدرة قادر.انطفات تلك الشعلة الزرقاء التي تخليها .
وتحسس انفه رائحة البطاطا المقلية بالزيت والبصل و الثوم.خلع ممطره والقاه على المقعد.
وضعت المراة طبق الطعام على الارض،ولم يلبث ان هبط و جلس متربعا على بساط رقيق،و لكنه لم يجد وجبته المفضلة.فقد كانت البطاطا مسلوقة.
كان يحس دوارا خفيفا، سمع صوت(الوابور)النفطي، بدا بضربات سريعة و عنيفة،تبعها هدير اشتعال،مضغ طعامه بشهية و صمت،و راح يتساءل عما تفعل زوجته في المطبخ.
وما هي الا لحظات حتى تغير الهدير في اذنيه،ثم دخلت الزوجة تحمل بيدها الوابور الهادر.دهش لحظة ،و لم يلبث ان فهم ،في ايام الشتاء منذ زمن بعيد ،عندما كان صغيرا،كانت امه تلجا الى هذه الوسيلة عندما يخلو البيت من الحطب او الفحم .كانت توقد،وتضع صفيحة معدنية ،ثم تجمع الاولاد المرتجفين حوله.
استمر في التهام طعامه،وقال:
-الم تطبخي البطاطا بالزيت!؟
-طلبت من السمان بعض الزيت دينا،فرفض و قالطلبت مرة من زوجك اربع صفائح من الزيت ،فلم يعطني) لماذا لم تعطه الزيت الذي طلب؟
-لو اعطيته لباعه بالسوق السوداء،و لم يكن الزيبت للباعة ولكن للمستهلك مباشرة.
قالت المراة مترددة:
-لن اتعامل معه بعد اليوم…لفد قال لي زوجك سيموت جوعا فهو لم يتعلم من الحياة).
عادت الزوجة تحمل طبقا عليه ادوات الشاي.اسر لنفسه ليس ثمة اطيب من كاس من الشاي بعد يوم شاق امضيته بين العمال ارشدهم بعبارات ما زالت ترن في مسمعي:
(حافظ على الاكياس)
(هذا سكر و ليس تراب)
تغير صوت الوابور وصار الطف بعد ان وضعت الزوجة ابرق الشاي عليه.ولكنه سرعان ما عاد الى صوته و هديره بعد ان انزلت الزوجة الابريق ووضعته على الارض،وجرت نحوها علبتان معدنيتان و قدحان،اخذت من احدى العلبتين قدرا من الشاي وو ضعته في الابريق،ثم اعادت الغطاء فوقه،وانتشرت رائحة الشاي الزكية.
نظرت الزوجة الى ساعة قائمة فوق منضدة و قالت:
انها الثانية بعد منتصف الليل.
ملات القدحين وعمت الرائحة.
اخذت الزوجة العلبة المعدنية الاخرى و استعانت بالملعقة على فتح غطائها،فتسمر بصرها في قاعها.فقال الرجل:-الا نشرب الشاي؟
ابتسمت الزوجة ابتسامة شاحبة،ومدت العلبة له ،فاستقر بصره في قاعها وابتسم هو ايضا و قال: هذا غير معقول!
اتسعت ابتسامته.مر في خياله السكر المهدور في البحر و على ظهر الباخرة،عدا ما فرط به الاخرون.
-امر غير معقول!
وضحك.ضحك في البداية من حلقومه ،موجة اثر موجة،ضحكا غريبا جافا،لا روح فيه و لا ندلوة.ثم استقام ضحكه. وا ستمر الموقد المشتعل يهدر،و بخار الشاي يتصاعد زكيا معطرا،من كاسين لم يمسا.استمر في الضحك حتى دمعت عيناه.