عندما أسافر ..
أشتاق كلّ شيء ..
إلى التفاصيل البسيطة .. الصغيرة .. المُستصغرة ..
ثرثرة الصديق بغير معنى ..
بشاشة الوجوه لغير سبب ..
همهمة الأسواق و لا نهاية ..
إلى تصدع الآذان و الرؤوس بضجيج الصّغار، و ارتطامهم بكل شيء.!
إلى حروف العلة في نهاية نداءات الباعة..
إلى عربات الخضار المتلاصقة..
و رائحة التراب المبتلّ ..
إلى الرصيف المُغبرّ ..
و بقايا إعلاناتٍ مُلصقة على الجدران ..
إلى نعواتٍ تبيّن أني كنتُ صاحبها الحقيقيّ، بعد أن خسرَت عيني حظّ رؤيتها خلال تقليب الأبصار في النهار.!
إلى نغمات أذات تتسابقُ في الوصولِ إلى أذنيك، من شتى الجهات لكثرة المآذن.!
إلى صوت ارتطام عكاز العجوز بأرضية باحة الجامع، و قلبه المربوط بالمحاريب .!
إلى يديه اللتين أفرغتهما خطوب الحياة من الشّحوم.!
إلى رأسه الذي أخلتْهُ التجاربُ و السنينُ من شعر منسدل.!
أشتاقُ ضجيج الشوارع و هدوء الأزقة، و تمتمات الحياة و الهواء غير المفهومة.!
عندما سافرت ..
و استنشقت هواءً مغايراً ..
فهمت تلك التمتمات ..
كانت هي من يمنحنا الشعور بالحياة ..
من يمدنا بالرضا عن البقاء في الوطن، نصف الوطن، برغم ضنك المعيش.!
كانت تبدّل معيار رضانا عن البقاء ..
تصنع معايير خاصّة ..
و تتركُنا لوحدنا نعاني و نكتبُ شعراً في وطن تركناه بإرادتنا ..
فقط .. لأنّه حُفّ بالقهر ..
قهر الرجال و الأوطان .!
للأخ والصديق محمد ديرانية
تمتمات وطن ...محمد ديرانية
- محمد كنجو
- عضو ذهبيّ (1500+)
- مشاركات: 5663
- اشترك في: 29 إبريل 2021, 12:24
- خالد
- مدير المنتدى
- مشاركات: 2769
- اشترك في: 27 إبريل 2021, 22:19
- مكان: المغرب
- اتصال:
Re: تمتمات وطن ...محمد ديرانية
جميلة..
الرضا بالبقاء في نصف الوطن.. بالرغم من ضنك المعيش.
إن الكتابة عن الوطن لا تنتهي.. لأننا جزء من أوطاننا في الحقيقة، فيا للعجب ممن يدعي مقدرته على نسيان وطنه!
الرضا بالبقاء في نصف الوطن.. بالرغم من ضنك المعيش.
إن الكتابة عن الوطن لا تنتهي.. لأننا جزء من أوطاننا في الحقيقة، فيا للعجب ممن يدعي مقدرته على نسيان وطنه!
- سلمى
- عضو ذهبيّ (1500+)
- مشاركات: 1822
- اشترك في: 29 إبريل 2021, 18:41
- مكان: الجزائر
Re: تمتمات وطن ...محمد ديرانية
السلام عليكم
الوطن ليس ذلك المكان الشاسع الذي يحمل هويتنا فحسب
قد يكون جزءا صغير احتضن وجودنا
أنا ولدت وكبرت في مدينة داخلية صغيرة لكنها كبيرة في قلبي
رحلت عنها عنوة بسبب ظروف قاهرة، لازلت لحد الان رغم مرور سنوات طويلة على رحيلي عنها
كلما عدت إليها رافقتني الطفلة داخلي، أتمنى لو اني أجري في ازقتها وأنط في دروبها كما كنت وانا طفلة صغيرة
كل شيء فيها يذكرني بالماضي، لحد الساعة تحضرني رائحة الشتاء والمطر الذي يبلل الطرقات.. رائحة الصيف والحر وقت القيلولة.. رائحة الدروب التي تمتلأ بالمطاعم..
كيف يمكن لأزقة كبرنا فيها أن تفعل فينا لم يستطع أي شيء بعدها أن يفعله.
أوطاننا جزء منا.. شيء يصعب شرحه.
منقول رائع أخي محمد
أحسنت
الوطن ليس ذلك المكان الشاسع الذي يحمل هويتنا فحسب
قد يكون جزءا صغير احتضن وجودنا
أنا ولدت وكبرت في مدينة داخلية صغيرة لكنها كبيرة في قلبي
رحلت عنها عنوة بسبب ظروف قاهرة، لازلت لحد الان رغم مرور سنوات طويلة على رحيلي عنها
كلما عدت إليها رافقتني الطفلة داخلي، أتمنى لو اني أجري في ازقتها وأنط في دروبها كما كنت وانا طفلة صغيرة
كل شيء فيها يذكرني بالماضي، لحد الساعة تحضرني رائحة الشتاء والمطر الذي يبلل الطرقات.. رائحة الصيف والحر وقت القيلولة.. رائحة الدروب التي تمتلأ بالمطاعم..
كيف يمكن لأزقة كبرنا فيها أن تفعل فينا لم يستطع أي شيء بعدها أن يفعله.
أوطاننا جزء منا.. شيء يصعب شرحه.
منقول رائع أخي محمد
أحسنت