لقد وجدتُ هذه الحكاية البوليسية العجيبة من أروع الحكايا المحبوكة التي قرأت في هذا الباب، وهي السادسة في روايات كريستي الأكثر شعبية حسب تصنيف موقع الكودريدز، لكني أضعها في المرتبة الثانية – وربما تستحق المرتبة الأولى – بجانب حكاية (ثم لم يبق أحد) الشهيرة.
طبخت الكاتبة الشخصيات على نار هادئة، حتى أن كثرة الأسماء في بداية القصة قد تربك القارئ قليلا، وتجعله يتململ مكانه من الضجر.. لكن الطريقة المثلى التي أقترح لقراءة هذا النوع من الأدب هي تدوين كل اسم يمر عليك مع وصف مختصر أمامه، وكذا العلاقات التي تربطه مع باقي الشخصيات.. تماما كما يفعل المحققون، لأن الدقة هنا هي كل شيء.
وطبعا تتعمد الكاتبة الداهية أن تثير الشكوك حول كل الشخصيات تقريبا، حتى يختلط عندك كل شيء، وربما تشك في المحقق نفسه ! مع تلك الخدعة المعروفة من احتفاظ المحقق الفذ (هركيول بوارو) ببعض الملاحظات والاستنتاجات لنفسه ليصدمك في النهاية طبعا !
إن روايات التشويق هذه لمن متع الحياة - في ظني – ومن أساليب الترويح وتغيير المزاج التي لا مثيل لها.
