جيل مخدوع

هنا الخواطر الحالمة والشذرات القصيرة الهائمة..
قوانين المنتدى
لا إيحاءات مسمومة أو اقتباسات كتاب أجانب لا يبالون بالدين ويهجمون على القدر ومعنى الحياة الذي أخبرنا الله به
أضف رد جديد
صورة العضو الرمزية
حمزة إزمار
مشرف عام
مشرف عام
مشاركات: 1114
اشترك في: 28 إبريل 2021, 07:13
مكان: المغرب
اتصال:

جيل مخدوع

مشاركة بواسطة حمزة إزمار »

على إثر الأحداث الأخيرة بين المغرب واسبانيا التي استقبلت زعيم البوليزاريو، والهجرة المريعة إلى سبتة، كان هناك عشرات الأطفال من هؤلاء المهاجرين، أطفال ربما لم يبلغوا سن الثامنة عشرة بعد؛ ما أثار استغرابي -والذي كان يثير استغرابي قبل هذا- كيف لهؤلاء الأطفال الذين لم يجربوا شيئا في الحياة بعد أن يحلموا بالهجرة! ما الذي رأوه كي يهربوا بعيدا! لا أظن أن هؤلاء يعرفون حتى معنى الحياة!

كلا، كلا أنا لست من هؤلاء الذين يلقون المسؤولية على الدولة -كأنهم فرسان لم يكافئهم أحد- بل أنا من هذا النوع الذي يحب أن يكشف ويزيل الستار عن الوقائع، دون عاطفة.


لنفرض سلفا أنهم نجحوا -ولم يغرقهم البحر- وذهبوا إلى البلاد الأوروبية، فما هو هذا الشيء الذي سيفعلونه هناك، أغلبهم تجدهم يقولون "هناك فرص عمل كثيرة، ولا يهم ما ستفعله" وماذا لو لم تجد مبتغاك؟ أو ربما اضطررت للعمل في الحرام! رغم أني أشك أنهم يحسبون حسابا لكل هذا؛ فالدين آخر شيء قد يفكرون فيه -لاحظوا أني لا أتحدث عن فئة الكبار أو من يذهبون بشكل شرعي بعدما حصلوا على شهادة معينة- ولو أنهم بذلوا جهدا هنا كما يبذلون جهدهم في الفرار، لربما كان حظهم أوفر!


هذه الفئة من الأطفال، جيل مخدوع، أغراهم أصدقائهم، واحتال عليهم إخوتهم، وغشهم الإعلام! لقد فتحوا أعينهم بين أناس مغفلين، بين أناس حمقى كل ما يجيدونه هو سب وشتم الدولة، ولا يتمهلون للحظة بأن يلوموا أنفسهم، ما الذي قدموه هم! نعم هم وليس أبن الخال الذي درس حتى تعب ثم لم يجد وظيفة.. فليس من المعقول أن تجعل فشل غيرك سببا لسخطك!


فليت شعري لو أنهم يدكون أنهم سيكونون مسؤولون عن المستقبل، ولو أن كل واحد قرأ مقالي هذا، وبدل أن يبرر هذه الأفعال، جلس مع نفسه يراجعها، ثم نصح غيره، فسنربي بإذن الله جيلا مسؤولا، يحمل هموم هذه الأمة وهذا الوطن -وليس هموم فريق فلان، وفريق علان.. أو هموم هذا المسلسل وذاك- ثم يجلس مهموما؛ لأنه لم يجد عملا! أفلا تعقلون؟ كيف تريد أن تتوفق وأنت غير مسؤول البتة -إن حصلت على معدل سيء، فالأستاذ هو السبب، إن تعثرت في الطريق فالدولة هي السبب! فلتكونوا على يقين تام أن هؤلاء الذين يعكفون على لوم المسؤولين -طبعا لا يفهم من كلامي أني أزيل المسؤولية عن هؤلاء- أنهم ذات يوم سيصلون لذات المنصب وتجدهم يفعلون نفس أفعالهم، مستهترون وغير مباليين؛ وقد يكونون أسوأ.. ففي عقلهم الباطن غرست تلك الفكرة، فكرة التملص من المسؤولية!


التاريخ لا ينسى من يخذل أمته، كما لا ينسى من يرفعها على رأس الأمم، لذلك هناك خيارين لا ثالث لهما، فإما أن تكون من الصنف الأول، أو من الصنف الثاني.. ولا مجال لموقف محايد، والأمم تدخل التاريخ غنية بدينها وأخلاقها، وإن كان التطور المادي ضعيفا فلا بأس، فمع الوقت سيزدهر الوضع، وما إن تفسد أخلاق الأمم حتى تبدأ في الانهيار التدريجي مجددا.. فكيف تريد أن نزدهر ونحن نعيش بين جيل انتهازي وأناني، لا يفكر إلا في كرة القدم والمسلسلات وبطنه وفرجه؟

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. دمتم سالمين!

- تم بحمد الله-
-حمزة إزمار (سيفاو)-
في تاريخ: السبت 10 شوال 1442
الموافق ل:
21 ماي 2021
صورة

صورة العضو الرمزية
خالد
مدير المنتدى
مشاركات: 2769
اشترك في: 27 إبريل 2021, 22:19
مكان: المغرب
اتصال:

Re: جيل مخدوع

مشاركة بواسطة خالد »

الله يصلح أحوالنا، ويهدي الآباء والأمهات منا لحسن تأديب أبنائهم، وغرس العزة والعقيدة السليمة في صدورهم.. نحتاج رجالا لا قطعانا للعلف!
🥇🥇🥈🥈🥈🥉

صورة العضو الرمزية
عبدالرحمن الناصر
عضو مجمّد
مشاركات: 44
اشترك في: 01 يوليو 2021, 14:01

Re: جيل مخدوع

مشاركة بواسطة عبدالرحمن الناصر »

هناك حقول تنتج الزرع والثمر وتنتج الخضرة بشتى أنواعها - وهناك حقول دامية – عندما يقرر شخص ما أن يهاجر هجرة غير شرعية ساعتها يبيع كل ما يملك هذا إذا كان يملك شيئا" فالأغلبية تفعلها بالإستدانة ويضمن الدين الأهل الذين لا يملكون شيئ" بعد أن عجزوا عن إقناع نجلهم بعدم المغامرة المميتة – لكنه يفعلها ويذهب إلى الحقل الدامى بحر متلاطم الأمواج ويركب وسيلة عنوانها الدم - يسافر إلى وحش المجهول متعلقا" بستائر الوهم البالية – وفى لحظات يكون أكبر ما يهمه الحياة فى حد ذاتها – وكثيرا" ما يبتلعهم الحقل الدامى – ولكن إذا نجى من حقل الدماء ووصل إلى ضالته – وجد فيها حقول أخرى لكنها بلا زرع ولا ماء – مطارد شريد فاقد لكافة معانى الأمن والأمان
فإذا ما جد وسعى وكان ذو عزيمة يجد عملا" فى جمع القمامة – ساعتها تبلغ سعادته منتهاها إنه يجمع قمامة الناس هذه الوظيفة التى من المستحيل أن يعمل بها أهل هذه البلاد ومع ذلك هى وظيفة من الصعب الوصول إليها من كثرة الوجوه الضالة – يعمل ليل نهار فالعمل هناك يقدرونه بالساعة وليس باليوم أو بالشهر –
ومن نجح فى الغوص فى هذه الحقول الدامية إستطاع أن يرسل النقود إلى أهله ليسددوا الديون ويشتروا بعض الحقول الخضراء لكنه لن ينجوا من حقول الدم الملوث فسرعان ما تدب فيه الأمراض التى يعجز عن علاجها ولن يتمتع بالحقول الخضراء وكم تمنى أن يعود إلى ما كان عليه حتى ولو أكل من خشاش الأرض ولكن هيهات فما إنكسر لن يعود كما كان
وهذا للشخص الذى نجح من وجهة نظره فما بالك بالذى فشل ولم يصب إلا المرض والذل والهوان ---- والحقول الدامية ليست فقط فى حلم ركوب البحر إلى دول أوربا – بل أيضا" فى حلم السفر إلى دول الخليج لكنه يتحايل على ذلك بطرق غير شرعية فإن وجد عمل وقع تح طائلة الإستغلال والإبتزاز فهو مقيم غير شرعى –


أضف رد جديد

العودة إلى ”منتجع المقالات والخواطر والشذرات“