صفحة 1 من 1

صوت الحمير -خالد (مس. ما خفي أجمل 4)

مرسل: 11 فبراير 2024, 14:26
بواسطة خالد
شردتُ ببصري في الصف الطويل من المعاطف الملوّنة أمامي، وهي تنزل معي السلم الكهربي إلى حيث "مربط القطارات" بالمحطة.

إنه الشتاء المنتظر والكل يحثّ الخطى بجدية تحت سماء رمادية، مُتدفئا بأسماله من البرد، مدخّنا سيجارة وهمية، نافثا دخانها الأبيض الساخن في كل مكان..

جُلتُ ببصري بين طوفان البشر مفتّشا عن رقم العربة المدوّن على التذكرة، لقد ولّى - تقريبا - زمن التدافع والركض فوق أقدام المسافرين بحثا عن أي مقعد شاغر. لابد من الجلوس في مكانك المخصص وإلا جاء من يرمقك شزرا مطالبا بمقعده، فتقوم أنت لتطالب غيرك، ويقوم هو كذلك إلى أن يأتي من يقيم السائق من مقعده ربما !.. إن مجتمعاتنا تتقدم نظاميا فعلا، ولكن على طريقة حلزونة مُرهَقة !

داخل القطار، وبإحدى المقطورات المغلقة وجدتُ مقعدي أخيرا، المقعد رقم 39.. ثمة امرأة محجبة نصف حجاب تجلس قبالتي واضعة رجلا على رجل! تفوح منها رائحة عطر "مغرور" نفّاذ.. دخلتُ مُسلّما، ومتحاملا رفعتُ حقيبتي الثقيلة جدا لأضعها على الرف الطويل. ثم جلستُ مُتنفسا الصعداء..

"مرحبا بكم على متن البراق، القطار فائق السرعة.. سينطلق هذا القطار إلى كل من الرباط المدينة، الرباط أكدال، سلا المدينة، القنيطرة، طنجة المدينة بعد قليل.. المرجو.."

كم أمقت السفر !

* * *

لم ألبث طويلا حتى دخل المقطورة رجل أشيب وقور، يبدو من ملامحه أنه متقاعد جدا ! تلته بعد حين امرأة بدوية بدينة بجلباب أحمر ناصع، تجر ولدا لها، وكانت تسبّه وتلكزه كل دقيقة مرة أو مرتين! ثم دلف أخيرا شاب طويل مظلم الملامح واللباس، على رأسه غابة من الشعر، وتظهر من محياه علامات صحة عليلة بسبب كثرة التدخين في الغالب، وكان يحشر بأذنيه سماعات تصدح بالموسيقى كأنها مكبرات صوت !

لماذا يبدو الناس في المحطات والأسواق غرباء الأطوار لهذا الحد ؟ وأنا الذي كنت أتهم الكُتّاب بالمبالغة والتنطّع في رسم شخصيات رواياتهم !

أخرجت كتابي من حقيبة الظهر مُتجاهلا نظرات المرأة قبالتي المُتفحّصة. فردتهُ أمام ناظريّ ورُحت أهمس متكلفا القراءة كعادتي مع الصفحة الأولى. ولبثت على هيأتي تلك حتى اختلط وعيي بالسطور، وارتسمت أمامي الأفكار والمشاهد والوجوه بطريقة سحرية، مع صوت القطار الرتيب وسُباب الأم البدوي الغليظ. كمثل تقنية (الواقع المُعزّز) التي أثارت ضجة في دنيا الناس مع صدور نظارات (التفاحة المعضوضة) إياها حيث تفتح تطبيقاتك ونوافذك الرقمية فوق الثلاجة وعلى الحائط، وتكتب رسالتك على جبهة أخيك إن شئت.. القراءة كذلك واقع مُعزّز من نوع آخر، نوع عميق معجز لا قبل للإنسان به.

وهكذا ذبت في واقعي المعزز، أقلّب الصفحات بلا حساب غافلا عن غرباء الأطوار من حولي..

* * *

ويبدو أني ذبت أكثر من اللازم، حتى سقط الكتاب من يدي ونمت مترنحا..

لا أدري كم مر من الوقت، ولكن صراخ ما أعادني لعالم الشهادة، لأصحو فجأة مبحلقا أمامي، ولولا الذاكرة التي تُحفظ بمكان ما في عقولنا - من بديع خلق الله عز وجل - لتساءلت ماذا أفعل بتلك الغرفة ؟ ومن هؤلاء الغرباء الذين يتصايحون أمامي ؟!

كانت المرأة "المحجبة" تشهر أصبعها ذو الظفر الطويل كالرمح في وجه الرجل الأشيب صائحة:

- لابد أن تسحب هذه الكلمة أيها العجوز.. أسمعت ؟ اسحبها فورا!

أجابها الرجل بابتسامة هازئة، والتفت ناحية النافذة مصرا على موقفه الذي لا أعرف ما هو !

نقّلت بصري بينهم متسائلا، فتطوع الشاب السوداوي إياه ليشرح لي:

- اسمع يا صديقي، يبدو أنك إنسان مثقف وتعرف الغث من السمين، فما قولك في من يريد حبس المرأة، ويطالبها بالمكوث في البيت؟ حسن، سأضعك في الصورة.. هذا السيد طلب من السيدة أن تخفض من صوت الموسيقى بهاتفها قليلا، فرفضت وهو من حقها كما ترى، هاتفها يا أخي وهي حرة في استعماله ! فإذا به يلقي على مسامعنا محاضرة حول كلمات الأغنية البذيئة وعدم احترام الكبار، وكيف كان حياء النساء في عمره إلى آخر تلك الترهات.. ثم ختم كلامه بأن قال أن المرأة ليس لها الحق في السفر بلا محرم أصلا.. تخيل ؟ من يظن نفسه يا ترى ؟ كونفوشيوس ؟

انتبهت الآن إلى مصدر تلك الأغنية الشعبية البشعة التي أزعجتني في نومي، ولا تزال تصدح بالمكان..

فركت عيني منزعجا، ونظرت للرجل الأشيب الذي لا يبدو عليه أدنى انفعال، بل كان يبتسم غير مبال، ثابت الجنان كجلمود صخر حطّه السّيل من عل ! ثم حولت بصري للمرأة وهي على جلستها الأولى لا تزال.. رجل على رجل، ووجه منقوع في المساحيق، ونظرات قاسية متغطرسة.

ماذا يريد مني هذا أن أقول مثلا لترضى عنه سيدته المبجّلة ؟ هو يرتدي مكبرات صوت في أذنيه أصلا، فأنّى له أن يفهم معنى الإزعاج؟

إني أرى حساسية المرء للضجيج علامة على صحة ذوقه وسلامة منطقه إلى حدّ بعيد، وقد كتب أحد الكتاب الألمان المعروفين مقالا عن معاناة كل من عرف من الأدباء مع الضجيج وكيف يقطع حبل تفكيرهم، ويستبيح وحدتهم الاختيارية ويعذبهم. إنها حرب المنطق مع اللامنطق، الذوق السليم مع جيوش البلطجة الأخلاقية، فرسان الفكر مع الحمير الناهقة.

كان ينتظر جوابي بلهفة، فتململتُ بمكاني وانحنيت أحمل الكتاب من الأرض، ومسحت عنه الغبار بهدوء ثم قلت موجها نظري إليه:

- حسن، أشكرك وسأجيب بما علمني الله.. وأرجو ألا تعد جوابي محاضرة، لأنه ليس كذلك. أما مكث النساء بالبيت إلا لضرورة وسفرهن بمحرم فمن صميم الدين، فليبحث عن دينه من أضاعه. هذا أمر الله، ومن كان له إشكال شخصي مع الدين فذاك شأنه، ولا يغير رأيه من الدين شيئا.

وهذا هو المعنى الحقيقي للحرية بالمناسبة.. التحرر من نفوسنا الأمارة بالسوء والفحشاء، ومن وساوس شياطين الإنس والجن، ومن تقليد الآخرين.. من كل ما سوى الخالق سبحانه. لأن عبادته فضيلة ورفعة، وعبادة غيره مذلة وخزي. فمن فعل فقد حلّق بجناحيه بعيدا في سماء الحرية يا صديقي..

وأما الأغاني فقول كبار علماء الأمة فيها معلوم، لم يشذ في ذلك إلا ابن حزم الأندلسي وقد ردّ عليه العلماء وبينوا خطأه، فلا يخدعنّك أحد. وعجبي من هذه الأغاني الصاخبة التي تسمعون، وإخواننا في بلاد الأقصى يُقتّلون كل يوم، ففيم تفرحون؟ أترون الحياة ممتعة لهذا الحد؟ وأما عن حرية المرء في رفع صوت جهازه.. فهاك جوابي..

ثم إني أخرجت الهاتف أمام نظرات الشاب المندهشة، وبسمة الرجل الواسعة، وبحثت عن خطبة تذكر باليوم الآخر، ورفعت الصوت إلى منتهاه..

*
خالد
02-2024

Re: صوت الحمير -خالد (مس. ما خفي أجمل 4)

مرسل: 11 فبراير 2024, 15:01
بواسطة منيرة
الأولى

Re: صوت الحمير -خالد (مس. ما خفي أجمل 4)

مرسل: 11 فبراير 2024, 18:24
بواسطة محمد كنجو
لا أخفيك أخي خالد مدى سعادتي بمشاركتك القيمة معنا
أشتقنا لخالد الكاتب الفذ ، فكيف تحرمنا من هكذا قلم كل هذا الوقت ، عودة للقصة فقد جاءت بالمستوى المأمول من كاتب يعرف كيف يقتنص كل شاردة وواردة ويحيط القارئ بكل التفاصيل التي تشده بل وتنقله إلى المكان كشاهد عيان ناهيك عن الرسائل التي يتلقفها بالتلميح تارة وبالتصريح أخرى
دمت متآلقا كاتبنتا الرائع ومديرنا المحترم .

Re: صوت الحمير -خالد (مس. ما خفي أجمل 4)

مرسل: 11 فبراير 2024, 18:45
بواسطة نجمة
الله الله
وكم كان الجزء الأول من القصة مبهرا
سلاسة الوصف من السلم الكهربائي
الى المسافرين وتعليقات بطل قصتك الساخرة
احببت حين قُطع السرد في قوله
كم أمقت السفر
جعل القصة خفيفة وظريفة في نظري
لو انك اطلت في مابعد المشهد
ربما سندخل ع الأكشن طوالي
هذي الاشكال بدأت تجد لنفسها داعمين وممكن قوانين
وممكن تجعل من نفسها ضحية وفي النهاية
ستكون اما ارهابي او ارهابي هه

بالتوفيق لك

Re: صوت الحمير -خالد (مس. ما خفي أجمل 4)

مرسل: 11 فبراير 2024, 19:51
بواسطة وفاء
مديرنا الفاضل متألق كالعادة ما شاء الله.
الجميل أني انهيت القصة ولم أنتبه لكلمات المسابقة، لم تكن أي كلمة محشورة

Re: صوت الحمير -خالد (مس. ما خفي أجمل 4)

مرسل: 11 فبراير 2024, 21:12
بواسطة منيرة
سلام عليكم
والله اشتقنا يا خالد لقراءة قصة لك ^^
وارتوى شوقنا أخيرا ،فشكرا ^^
....
كم احب القصص التي تحدث في القطارات والمحطات ...
تكون مكانا خصبا للأحداث ، خصوصا لمن يمتلك اللغة والحوار
وتلك إحدى نقاط قوتك يا خالد ...

الوصف كان بديعا لمشاهد ما قبل إنطلاق القطار ...تلك التفاصيل كتبت ببراعة وجمال ، حتى اسم القطار الحقيقي ( البراق ) تناسب مع ماسبق ..
اعجبني هذا التشبيه (مدخّنا سيجارة وهمية، نافثا دخانها الأبيض الساخن في كل مكان...

الآن بدأ النص بلهجة أديية( رومانسية ) هادئة ، ثم تطور ليصبح واقعيا صاخبا ،وذلك طبيعي فقد تكلم الصامتون ^^

Re: صوت الحمير -خالد (مس. ما خفي أجمل 4)

مرسل: 11 فبراير 2024, 21:34
بواسطة منيرة
أذكر انك قلت يوما ( فيما معناه ) على الكاتب أن يكتب شيئا ذا
جدوى ، ويتحدث عن مواضيع مختلفة ... كأن يضع الكاتب جزء من آراءه وأفكاره داخل النص ...وقد فعلت ذلك هنا ، ولم تبدو كمن حشر نفسه في مالا يعنيه بل تحدثت بثقة وفهم للأمور .
أعجبني للغاية حديثك عن القراءة قبل للغفوة اللذيذة ^^.
وأعجبني للغاية النقاش القوي بين الراوي وبين السوداوي
وربما قد.يعتبر ذلك ( عند قارىء ما ) نوعا من الوعظ والإرشاد
ولا علاقة له بالأدب ، لكن من قال ذلك ؟
لما صار يعني قول الأمر الصحيح في الأدب ،حشوا زائدا ،او أسلوبا مباشرا ، أو ( تطرفا ) أدبيا ... اعتقد أن ذلك نابع من التعود على قراءة الروايات والقصص الأجنبية والعربية ..
فلو كانت القصة هذه أجنبية مثلا ،وقال يسوع ،او طائفة هندية والحديث بلسانها ، لتقبل ذلك كنوع من تعدد الثقافات وفسر بطريقة نقدية ما ههههه
لكن ذكر ( الله عزو وجل ) ، أو هذا حرام ، وهذه جنة وهذا نار
قد يقال ما هذا التطرف الأدبي ؟ وما دخل هذه الكلمات وهذا النقاش في قصة أدبية

Re: صوت الحمير -خالد (مس. ما خفي أجمل 4)

مرسل: 11 فبراير 2024, 21:47
بواسطة منيرة
الآن لماذا قلت ذلك ؟ ببساطة لأني كنت من أصحاب هذه النظرة الضيقة للأدب ...وأيضا لايوجد عندنا كعرب هذا النوع من الأدب النظيف الأنيق ، الذي يقدم رسالة بأسلوب ممتع دون تكلف ولا تصنع ولا تعالي ، وبالمنطق وهذا مهم جدا ..انظر هنا مثلا لكلام المسافر المقنع و الحازم ، انا أخبرك بالحقيقة وانت حر
فليبحث عن دينه من أضاعه. هذا أمر الله، ومن كان له إشكال شخصي مع الدين فذاك شأنه، ولا يغير رأيه من الدين شيئا...

المهم لا أريد الإطالة أكثر في هذه النقطة ، لكنها نقطة تتميز بها يا خالد , كأنك في الأدب لا تهاب لومة ناقد متحذلق ههه ..
لا تكتب ما يرضي القارىء الكيوت ربما ، بل تكتب ما يرضيك أنت ويريحك انت ولو خسرت كل القراء مثلا ...
انت تفهم فكرتي صح هههه ؟

Re: صوت الحمير -خالد (مس. ما خفي أجمل 4)

مرسل: 11 فبراير 2024, 22:04
بواسطة منيرة
المهم قد اعود مجددا أن شاء الله لنقاش الأفكار داخل النص
لكن كي لا أنسى هناك أمران اختم بهما الليلة
العنوان لم يعجبني صراحة ، المسافر افضل بكثيييببر وأنسب
وامتلك الحجة ، انت أخذت أشنع صوت وصفت به بعض شخصيات القصة ههه واختراته عنوانا ، يعني من كل الجمال الذي كتبت اخترت القبيح ووضعته عنوانا ؟؟؟؟
كأنك هنا اعليت من شأنه ، يعني الهامش وخسارة فيه ههههه
وايضا تبدو كأنه نجح في إستفزازك أصحاب هذا الصوت حتى تمنحهم هذا التقدير وتضعهم في رأس القصة ؟
لذا ( المسافر ) إختيارك الأول كان موفقا ، لا أعلم حقا لما غيرته
أود أن أعرف الأسباب هههه .

Re: صوت الحمير -خالد (مس. ما خفي أجمل 4)

مرسل: 11 فبراير 2024, 22:17
بواسطة منيرة
الأمر الثاني. كونفشيوس
(بأن قال أن المرأة ليس لها الحق في السفر بلا محرم أصلا.. تخيل ؟ من يظن نفسه يا ترى ؟ كونفوشيوس ؟)
ههههه اعرف انك وضعت الاسم هنا للتخلص منه ربما
وربما لك مقصد آخر ...
الأكيد أن التشبيه ليس في محله وليس منطقيا
لكن أمممم بعد أن عرفنا أكثر عن شخصية المتحدث ، ومدى
غبائه ههه ومحدودية تفكيره ، ربما يعتقد أن كونفشيوس هذا اسم عالم دين لأنه سمع حكمة له ، أو لا يعرف إلا هذا الكونفشيوس ، أو أن كونفشيوس عنده هو الشخص الوحيد الذي يحق له أن يحل ويحرم ، مثل من يمارسون اليوغا بديلا عن الصلاة ^^ كنوع من التحضر ...
المهم كما نقول بالعامية ( يعطيك الصحة ) يا خالد على هذا النص ، وحتى ذكرك لغزة العزيزة كان حسنا ..

اه نسيت ههه النهاية ساحقة ماحقة حارقة ههههه شفيت بها الصدور ^^
بالتوفيق وقد اعود إن شاء الله ^^

Re: صوت الحمير -خالد (مس. ما خفي أجمل 4)

مرسل: 12 فبراير 2024, 12:12
بواسطة وفاء
عدت لأضع تعليقا عن القصة، فلم اجد ما اكتب بعد الحمراء(مافصلتش).
(انظر تعاليق منيرة أعلاه)

Re: صوت الحمير -خالد (مس. ما خفي أجمل 4)

مرسل: 13 فبراير 2024, 13:38
بواسطة فراشة سماوية
قصة لها مغزى: حريتي تنتهي عندما تبدأ حرية الآخرين..

لغة لا غبار عليها...
أسلوب قوي
أكثر شي عجبني هو النهاية
كانت مقنعة غير متوقعة!
أراد أن يمارس الحرية التي يمارسونها..
ليرى ردة فعلهم الآن!
...
وضعت يدك على جرح كبير أعانيه يوميا بوسائل النقل..
أكاد أسمع الاغاني معهم.
اسمع الاحاديث التافهة و السب...
اسمع اخبار السياسة المزعجة
اسمع كل شيء.. حتى الانفاس قريبة جدا خخخخ
اعتدت على وضع سماعات الأذن كل يوم تقريبا
حتى أرتاح قليلا...لكن هيهات...
كل يوم اقول في نفسي: لابد أن تكون لي سيارة خاصة في يوم ما هههه بإذن الله

..
لي تعقيب هنا


تدخلاتك ككاتب لم تكن موفقة في مرتين
وكادت تحيد بالقصة وتجعلها من فن المقال^^
مثل هذين المقطعين:
كمثل تقنية (الواقع المُعزّز) التي أثارت ضجة في دنيا الناس مع صدور نظارات (التفاحة المعضوضة) إياها حيث تفتح تطبيقاتك ونوافذك الرقمية فوق الثلاجة وعلى الحائط، وتكتب رسالتك على جبهة أخيك إن شئت.. القراءة كذلك واقع مُعزّز من نوع آخر، نوع عميق معجز لا قبل للإنسان به.

وهكذا ذبت في واقعي المعزز، أقلّب الصفحات بلا حساب غافلا عن غرباء الأطوار من حولي..
...
إني أرى حساسية المرء للضجيج علامة على صحة ذوقه وسلامة منطقه إلى حدّ بعيد، وقد كتب أحد الكتاب الألمان المعروفين مقالا عن معاناة كل من عرف من الأدباء مع الضجيج وكيف يقطع حبل تفكيرهم، ويستبيح وحدتهم الاختيارية ويعذبهم. إنها حرب المنطق مع اللامنطق، الذوق السليم مع جيوش البلطجة الأخلاقية، فرسان الفكر مع الحمير الناهقة.
....



في المقطع الاول خرجت عن الموضوع و أخرجت القارئ معك
نيتك حسنة في شرح معنى الواقع المعزز. لكنك أطلت في ذلك^^


في الثانية و إن كنت أوافقك تماما في الفكرة
فأنا أمقت الفضوى والضجيج
وأتمنى لو كانت وسائل النقل كلها مكتومة وكاتمة للصوت ههه

إلا أنك ككاتب بالغت في الحكم
وكأنك تلزم القراء كلهم باعتناق نفس الفكرة^^



أرجو أنك فهمت قصدي ...
..

كل التوفيق لك^^