صفحة 1 من 3

المذكرة الحمراء -منيرة (مس. ما خفي أجمل 4)

مرسل: 11 فبراير 2024, 14:03
بواسطة منيرة
IMG (1).jpg

غزة ،ذات شتاء ..

أغْبَرَتِ السَّماءُ ولا صوت في الأرجاء ،إلا صوت الأمطار الغزيرة في الليلة الأخيرة من الهدنة المؤقتة ..
وقع أقدام ، خطوات واثقة سريعة .ثم الإتجاه مباشرةصوب الممر االضيق الموجود وسط البستان ،رطوبة عالية تخنق الأنفاس ، وصل لمفترق أنفاق ،وجد الإشارة التي تدله على مكان الإجتماع السري ، أحتى رأسه وواصل تحركه
داخل مايشبه السرداب ..

إنه في غرفة العمليات أخيرا ، إستقبله القادة الثلاثة ، كان اللقاء حارا ،فهم لم يلتقوا منذ فجر طوفان الأقصى.
بعد السؤال عن أحوال المجاهدين في منطقة(الشمال )
كونه قائد كتائب المقاومة هناك ، انتقل الحديث لمناقشة تفاصيل خطة المرحلة المقبلة ...
قبل مغادرة ( عبد الرحمن ) المكان ، أخرج أحد القادة مذكرة حمراء ,خط على إحدى صفحاتها (حديثا شريفا) ، وسلمها له ، ودعهم ، وقفل عائدا لموقعه ...
أما هم فقد واصلوا وضع خطط بديلة تحسبا لأية مفاجآت ، لقد علمتهم الحرب الطويلة مع الكيان المحتل انه عدو قذر ، وأساليبه أقذر منه...
ثم تفرقوا كل واحد منهم لوجهة لايعرفها الآخر .

تل أبيب

-حالة طوارىء داخل مركز الإتصالات لوحدة الإستخبارات الداخلية، (إنه يرفض التكلم إلا مع مدير الشاباك)
هكذا أخبر عامل الهاتف المسؤول عنه ، يقول إنه يعرف مكان( المطلوب الأول ) ومكان (الأسير الجنرال )...
كان واضحا أن المكالمة جدية ، لذا حضر سريعا وتواصل مع المجهول عبر الهاتف ،الذي كان يجيد اللغة العبرية بطلاقة
وبدا ملما بكثير من التفاصيل التي لا يعرفها إلا القادة العسكريون من الجانبين ، كانت هذه أخطر مكالمة تتلقاها (إسرائيل ) منذ نشأتها ، إنها بمثابة المخرج الآمن من الحرب التي تورطت فيها داخل غزة ...
تم تبليغ رئيس الوزراء ، وبعد موافقة( الحاخام )
التقى الرئيس مع المتصل المجهول ، لتنفيذ الصفقة الأعظم
وقف إطلاق نار ، مقابل تسليم المطلوب الأول كمرحلة أولى ثم الأسير ، ثم تتبعها مراحل أخرى ..تنتهي بالقضاء على المقاومة .

حين سؤال ( العميل المجهول ) عن سبب تمرده ، أجاب : لن يكون مجديا الإنتصار في هذه الحرب لمن هو تحت الأرض ، إن مات جميع من فوقها ) ...أما إسرائيل فقد أدركت
(★أن أعظم حيتان البحر ليس لديها أي قوه في الصحراء)
و أنها مهما امتلكت من جيوش عسكرية، وأسلحة فتاكة
لن تستطيع تحرير الرهائن ولا تدمير الأنفاق لذا
كان طبيعيا أن يصبح هذا ( المجهول ) حليفا قويا لإسرائيل وأن تنفذ كل شروطه ، خصوصا بعد أن دلهم على مكان (عدوهم اللدود ) ..وتم إلقاءالقبض عليه حيا ..

كان لذلك الحدث تأثير بالغ على المقاومة وعلى شعب غزة ، وحظي الخبر بتغطية إعلامية غير مسبوقة .
وحقق للكيان نصره المنتظر ,وتعاظم دور العميل المجهول حين تم تحرير (الرهينة الأغلى ) ،بناء على معلومات منه ...

صحيح أن الحرب انتهت ، وتم إنقاذ ماتبقى من غزة وأهلها ، وتم فتح كل المعابر، وفك الحصار على المدينة المحبوسة أخيرا ، وتدفقت المساعدات الغذائية والصحية ، وبدأت الحياة تعود تدريجيا للقطاع ..
لكن كل الدمار وتلك الدماء ,وكل تلك المعاناة كان وقعها رحيما على أهل غزة _بما صبروا _,لكن أن يقاد قائدهم إلى سجن اليهود بذلك الشكل المهين ، فإنه البلاء الأشد قهرا، إنها الخيانة الأشنع...


سجن بئر السبع ،صحراء النقب .

في بدلة السجن ذات اللون الأزرق السماوي ، قابعا في سجنه الإنفرادي ، يتعرض يوميا فيها للتعذيب ، يستمتعون بألمه وقهره، موته سيريحه وسيصبح ( رمزا ) مثل سلفه من أبطال غزة ، لذا فهم يحرصون على حياته أشد الحرص ،
وإمعانا في الألم والإنتقام فقد رتبوا لزيارة خاصة جدا ..

كان ( العميل ) يرى أن الصواب كل الصواب في ما فعله ، وكما قال كونفشيوس (من يرى الصواب ولايفعله فهو جبان )
وماكان ( هو ) جبانا ..
لذا فقد امتلك الجرأة ليزور قائده داخل زنزانته ، ويقابله وجها لوجه ، وعادت الذكريات بهما لتلك الليلة الماطرة ، من كان يظن أن هذا سيحصل حقا !

التزم كل منهما بصمت ثقيل ،فلا يوجد حقا ما يقال ، قبل إنصرافه ،سلم عبد الرحمن ( المذكرة الحمراء ) للسجين قائلا له :
_ أنت بحاجة لها الآن أكثر مني ..كي تؤنس وحدتك ..
وكأنه ينهي ولاءه العسكري رسميا ...


_لقد صار( العميل ) حرفيا الذراع الأيمن لإسرائيل ،بل فرض عليهم احترامه بسبب شخصية القوية الساحرة ، ودهائه المتفرد ،ثم أن الأسباب التي دفعته للعمل معهم ، ليست خيانة لشعبه ووطنه ،بل إختلافا في وجهات النظر بينه وبين القادة الآخرين.
كان ( عبد الرحمن ) مثل عميل مزدوج ، أو مثل مخبر سري بمستوى رفيع ، فلا أحد من المقاومة شك به ، بل إزداد نفوذه أكثر وسط كتائب المقاومة ،خصوصا بعد إختفاء القادة الأخرين .
ومن الجهة المقابلة كان يتفق مع القادة الإسرائلين على كيفية القضاء على ماتبقى من مقاتلين بشكل نهائي..
وإعادة كل الرهائن بالتدريج، بشكل يخدم مصالحهما معا .
لذا كانت إسرائيل تمهد له الطريق ليكون الحاكم الفعلي لغزة ، ويتم القضاء على كتائب القسام وغيرها من كتائب المقاومة بيد أبناءها ، دون أن تضطر لتفعل ذلك بنفسها ، وكانت تعرف أن إغراءت المال والسلطة كفيلة بتغيير القلوب والمعتقدات والمبادىء ..ومالأمر إلا مسألة وقت ، فغزة التي قضت على كل العملاء ،يحكمها الآن أخطر عميل على الإطلاق ..


بمرور الوقت تحولت غزة لقطاع هادىء ، أعيد إعمار كثير مما دمر ، وتحرر معظم الرهائن ، وعقدت المقاومة بإسم قائدها الجديد (عبد الرحمن) ،معاهدات تخدم الطرفين معا ، وتم فعليا تدجين الصقور وقص أجنحتها العاصفة ..
ولم تعد غزة تشكل تهديدا وجوديا لإسرائيل ، وغادر من كان تحت الأرض ليمارس حياته ومهامه ( طبيعيا ) فوق الارض ، وأحكم عبد الرحمن سيطرته بمساعدة كتائبه المقاتلة ،او من كانت ( مقاتلة ) على غزة وشعبها ، بل امتدت سيطرته لبعض مناطق الضفة والقدس ..

القدس ، ذات سحور ..

في مكان ما داخل غابة اورشليم ،اجتمع القادة الثلاث ، مع رجال الكتائب السبعة ، وتلقى الجميع إشارة بدء الهجوم.
وجاس رجال ذوو بأس شديد داخل الديار ،وكان نصر الله والفتح المبين ..

ليس بعيدا عن المكان ، وصوب قبة الصخرة
تقدم القادة الثلاث ، بإنتظار رابعهم ، الذي قدم على فرس عربية وسط تكبيرات جموع المجاهدين ..
كان ( عبد الرحمن ) أول المندفعين نحوه ، تسبقه دموعه
الحرى ، كان المشهد مؤثرا ولايوصف بالكلمات ، وأعاد القائد
لعبد الرحمن ،المذكرة الحمراء من جديد ، لقد إستجيب الدعاء المكتوب في صفحتها ، فقد ثبت الله قلوبهم ، فلم تتقلب ولم تتبدل ، وماكان لعقول جبارة ونفوس مؤمنة صابرة نفذت معجزة ( طوفان الأقصى ) أن تعجز عن تنفيذ ملحمة (الحرية) لفلسطين الأبية .



تمت

★قول لكونفشيوس

Re: المذكرة الحمراء -منيرة (مس. ما خفي أجمل 4)

مرسل: 11 فبراير 2024, 21:45
بواسطة محمد كنجو
التقديروالتحية كاتبتنا المتألقة في كل حضور
قصة من العيار الثقيل تحمل الكثير من الأسرار
لم اتبين فحواها تماما ولابد من أكثر من قراءة ومتابعة الردود للوصول للصورة الأفضل بعون الله

Re: المذكرة الحمراء -منيرة (مس. ما خفي أجمل 4)

مرسل: 11 فبراير 2024, 21:49
بواسطة منيرة
الله يجبر بخاطرك يا محمد ^^

Re: المذكرة الحمراء -منيرة (مس. ما خفي أجمل 4)

مرسل: 12 فبراير 2024, 07:23
بواسطة محمد كنجو
اذا غزة الشرارة والعين على،فلسطين كلها
لقادة الثلاث ورجال المقاومة السبعة
الأرقام لاشك لها دلالة ،

Re: المذكرة الحمراء -منيرة (مس. ما خفي أجمل 4)

مرسل: 12 فبراير 2024, 07:29
بواسطة منيرة
لا دلالة للأرقام ،السبعة مثلا ذكرته وفقط

Re: المذكرة الحمراء -منيرة (مس. ما خفي أجمل 4)

مرسل: 12 فبراير 2024, 19:06
بواسطة محمد كنجو
لم ينهي عبد الرحمن ولاؤه العسكري
بل اشتاق للجنرال وما الصمت الذي ساد الا زيادة في الحيطة والحذر حتى لاتتكشف الخطة الجهنمية والمهمة المستحيلة التي تمضي إلى نهايتها السعيدة .

Re: المذكرة الحمراء -منيرة (مس. ما خفي أجمل 4)

مرسل: 12 فبراير 2024, 19:12
بواسطة محمد كنجو
ذكرتني المذكرة والقائد على فرسه العربي والابطال الثلاثة بقصة العائلة الكبيرة ولو تواجد الهاتف الأرضي لقلت هي التتمة السعيدة للنصر الكبير .

Re: المذكرة الحمراء -منيرة (مس. ما خفي أجمل 4)

مرسل: 12 فبراير 2024, 19:43
بواسطة منيرة
محمد كنجو كتب: 12 فبراير 2024, 19:06 لم ينهي عبد الرحمن ولاؤه العسكري
بل اشتاق للجنرال وما الصمت الذي ساد الا زيادة في الحيطة والحذر حتى لاتتكشف الخطة الجهنمية والمهمة المستحيلة التي تمضي إلى نهايتها السعيدة .
صحيح ^^...وإن كان الصمت يحمل معاني كثيرة ...
وحقا في مثل ذلك الموقف لا يوجد ما يقال ^^
ثم إن من رتبوا للزيارة الخاصة حتما كانوا يراقبوان ، لأسباب كثيرة منها التشفي ^^

Re: المذكرة الحمراء -منيرة (مس. ما خفي أجمل 4)

مرسل: 12 فبراير 2024, 19:46
بواسطة منيرة
محمد كنجو كتب: 12 فبراير 2024, 19:12 ذكرتني المذكرة والقائد على فرسه العربي والابطال الثلاثة بقصة العائلة الكبيرة ولو تواجد الهاتف الأرضي لقلت هي التتمة السعيدة للنصر الكبير .
قصتك مستقبلا ،،،قصتي الآن ^^
ربما أن لم يتحقق لا قدر الله ، نلجأ لخطتك ^^

Re: المذكرة الحمراء -منيرة (مس. ما خفي أجمل 4)

مرسل: 12 فبراير 2024, 20:04
بواسطة فراشة سماوية
منيرة أين الخطة في قصتك؟

فعليا والله ما استنتجتها.
هل قصدك حين تظاهر بخيانة أصحابه..
وهو ما خانهم..
؟

لكن ما الخطة؟




ما أعجبني اسم عبد الرحمان هنا
ولا تظني اني اريد ردها واحدة بواحدة هههه


فعلا والله هو ثقيل هنا^^

Re: المذكرة الحمراء -منيرة (مس. ما خفي أجمل 4)

مرسل: 12 فبراير 2024, 20:06
بواسطة منيرة
تبا لك أيتها الفراشة السلحفاة
إنشطري ههههههههههههههه من هنا هههههه

Re: المذكرة الحمراء -منيرة (مس. ما خفي أجمل 4)

مرسل: 12 فبراير 2024, 20:09
بواسطة فراشة سماوية
لن أنشطر ما لم تفهميني خطتك التي سمعنا بها و تشوقنا لها ههههه لكن ما لمسناها😂😂



مأمأة الشيطان كانت محبوكة جيدا وفيها خطط ووو
لكن هنا ما وصلني شي ..
ربما لابد أن أقرأ مرة أخرى..

Re: المذكرة الحمراء -منيرة (مس. ما خفي أجمل 4)

مرسل: 12 فبراير 2024, 20:12
بواسطة منيرة
عبد الرحمن اسم قوي جدا يرعد رعدا، وأنت تقولين ثقيل !!!!

Re: المذكرة الحمراء -منيرة (مس. ما خفي أجمل 4)

مرسل: 12 فبراير 2024, 20:30
بواسطة فراشة سماوية
منيرة كتب: 12 فبراير 2024, 20:12 عبد الرحمن اسم قوي جدا يرعد رعدا، وأنت تقولين ثقيل !!!!

دعينا من الأسماء الآن..

أنا أتكلم بجدية..
فليتفضل أحد ما ويفهمني الخطة الذكية
والله لا أسخر هنا...ولا أشاكس^^

Re: المذكرة الحمراء -منيرة (مس. ما خفي أجمل 4)

مرسل: 12 فبراير 2024, 20:32
بواسطة فراشة سماوية
مافهمته أنا..
أحدهم وهو "عبد الرحمان" تظاهر بخيانة اصحابه
وجعلهم يدخلون السجن..
في مقابل تحرير الصهاينة لبعض الاسرى الفلسطينيين
وعينوه هو كحاكم على المدينة
فعمرها وأعاد بناءها...


في النهاية خرج القائد من السجن...
وسلمه المفكرة الحمراء


هل فهمي صحيح؟

Re: المذكرة الحمراء -منيرة (مس. ما خفي أجمل 4)

مرسل: 12 فبراير 2024, 20:42
بواسطة محمد كنجو
السر في المذكرة الحمراء لاشك أنها لم تكن تحوي على حديث شريف ودعاء فقط ^^

Re: المذكرة الحمراء -منيرة (مس. ما خفي أجمل 4)

مرسل: 12 فبراير 2024, 20:45
بواسطة محمد كنجو
كما فاجأت المقاومة الصهاينة في غلاف غزة
أول مرة واوهمتها بأنها تلتفت فقط لإدارة القطاع
المفاجأة هنا في عموم فلسطين ، جزئية الأسير المهم لم افهمها للآن .

Re: المذكرة الحمراء -منيرة (مس. ما خفي أجمل 4)

مرسل: 12 فبراير 2024, 20:46
بواسطة فراشة سماوية
أفهميني يا نبيهة!
..
ههه

Re: المذكرة الحمراء -منيرة (مس. ما خفي أجمل 4)

مرسل: 12 فبراير 2024, 20:48
بواسطة فراشة سماوية
محمد كنجو كتب: 12 فبراير 2024, 20:42 السر في المذكرة الحمراء لاشك أنها لم تكن تحوي على حديث شريف ودعاء فقط ^^
وبعد؟
لم أفهم الأحداث الرئيسية..حتى أصل للمفكرة.ههه



لنفرض بالمفكرة خطة الخروج من السجن؟ او اي شيء اخر

وين التكتيك يا جماعة؟

منيرة لم توصل لنا ماذا أرادت أن تقول.

Re: المذكرة الحمراء -منيرة (مس. ما خفي أجمل 4)

مرسل: 12 فبراير 2024, 20:49
بواسطة محمد كنجو
المنيرة تخفي شيئا كبيرا ... صبرك عليها ههه

Re: المذكرة الحمراء -منيرة (مس. ما خفي أجمل 4)

مرسل: 12 فبراير 2024, 21:13
بواسطة منيرة
محمد. انت تقريبا شرحت كثيرا من الأمور ^^
شكراااا ^^
****
فراشة حتما سأشرحها لكن ليس الان...مازال الوقت مبكرا

Re: المذكرة الحمراء -منيرة (مس. ما خفي أجمل 4)

مرسل: 13 فبراير 2024, 07:56
بواسطة المهندس
أختي القاصة الرائعة منيرة
قصة ( المذكرة الحمراء )

( غزة، ذات شتاء )
تحديد البيئة المكانية والزمانية قبل بداية السرد، كان عاملاً مساعداً لتصور المشهد من لدن القارىء.
الراوي العليم يصف المشهد العام للبيئة المكانية ( اغبرت السماء / صوت الأمطار ) والزمان ( الليلة الاخيرة من الهدنة )
وعدسة القاصة ترصد خطوات للشخصية الرئيسة، ووصف الخطوات ( واثقة ) يرسم أول معالم الشخصية ( الثقة )
تصل الشخصية الرئيسة إلى بستان ثم مفترق أنفاق، انتهاءً بغرفة العمليات في ما يشبه السرداب.

وقفة: أعتقد بان ( رطوبة عالية تخنق الأنفاس ) غير متوافقة مع ( شتاء وأمطار ) ولو كان ( صيف ) لتوافقت.

تكمل الساردة بحبكة متصلة، عدسة لا تفارق الشخصية الرئيسة، وظهور أول للشخصيات المساعدة ( القادة الثلاثة )
وتعريف آخر لهذه الشخصية ( قائد الشمال )، ثم التصريح باسمه ( عبد الرحمن ).

ينتهي الاجتماع، ويسلم أحد القادة ( مذكرة حمراء ) إلى الشخصية الرئيسة .. فما هي هذه المذكرة ..؟
ويأتي الجواب مباشرةً على لسان الساردة ( خط على إحدى صفحاتها حديثاً شريفاً ) .

وقفة: يحمل القارىء هذه المذكرة وفضول ما بداخلها، والحديث الشريف .. ويمضي في فعل القراءة.
يكمل القادة الاجتماع ووضع الخطط، ويتفرق القوم إلى تفعيل هذه الخطط في القادم من الايام.


( تل أبيب )

بيئة مكانية جديدة، وتطور كبير في منعطف الاحداث أشبه بصدمة للقارىء..
تجسد الساردة خيانة ( مجهول / العميل ) للقائد العام من خلال افتعال حوار هاتفي، وتواصل مباشر بين الشخصية الرئيسة والعدو.. والتنسيق معهم على حقبة جديدة من الصراع يحقق أمور ثلاثة ..
اعتقال القائد / تحرير الأسرى ( الرهينة الأغلى ) / رجل المرحلة المقبلة ..
وانتهاءً بـ ( القضاء على المقاومة )
في هذه الفقرة تعرض الكاتبة وجهة نظر مثيرة للإهتمام وربما النقد وربما .. تتجاوز إلى مرحلة التثبيط والعمالة .. وهي
( لن يكون مجدياً الانتصار في هذه الحرب لمن هو تحت الأرض، إن مات جميع من فوقها ) / سبب التمرد
هذه الجملة .. مفصلية في هذا النص..
فهي تعصف بذهن القارىء .. وتخاطب اللاوعي لديه لعله يستجيب لهذه الفكرة من جهة
ومن جهة أخرى .. تجعل القارىء يصدق خيانة هذه الشخصية، وبالتالي يصدقها العدو غير الساذج.
وبكل أمانة .. استوقفتني طويلاً جداً. وهذا يحسب للساردة، ونصها.
جاء الرد من قبل العدو منطقياً في طريقة التفكير
( إن أعظم حيتان البحر ليس لديها أي قوة في الصحراء ) / الموافقة على التحالف مع هذا العميل المجهول.

( آثار الخيانة )
تحقق النصر للكيان، وتعاظم دور العميل المجهول، وتحرير ( الرهينة الاغلى )، وتحرير الرهائن .. وانتهاء الحرب.
ثم تكمل الساردة ( ما بعد الحرب )
انقاذ ما تبقى من غزة وأهلها، وفتح المعابر، وفك الحصار، وتدفق المساعدات .. وعودة الحياة للقطاع.
( آثار نفسية )
القهر لاعتقال القائد العام، والشعور بالخيانة ..

وقفة: إبقاء هوية ( العميل ) مخفية يُحسب للقاصة، وتعصف معرفة هويته ذهن القارىء، وتبدأ التخمينات ( من هو ؟ )
وقفة: الساردة تطرح تصور وجهة نظر أمام القارىء، في معادلة فحواها ( الحياة مقابل الاستسلام )

سجن بئر سبع، صحراء النقب

بيئة مكانية جديدة، وتسليط الضوء على جانب مهم مما يعيشه المعتقل داخل سجون الاحتلال
( التعذيب/ الألم / القهر ) ونظرتهم إلى رموز المقاومة " موته سيريحه وسيصبح رمزاً "

جاءت جملة ( من يرى الصواب ولا يفعله فهو جبان ) موفقة من حيث منظور الشخصية الرئيسة ( العميل ) من جهة ..
ومن جهة أخرى .. موفقة لتمهيد حدث زيارة هذا العميل قائجه السابق في السجن ( شجاعة هذا العميل ) من منظوره.

وقفة: بحسب تسلسل الاحداث، لم تميط الساردة اللثام عن هوية هذا العميل .. حتى هذه اللحظة..
ثم يأتي اللقاء المنتظر لتميط الساردة اللثام عن هوية هذا العميل .. إنه القائد ( عبد الرحمن )!

لم يكن هناك حوار بين الشخصيتين الرئيسين ( القائد ) و ( العميل/ عبد الرحمن ) سوى جملة واحدة، وفعل واحد..
( أنت بحاجة لها الآن أكثر مني.. كي تؤنس وحدتك ) / المذكرة الحمراء.
إنهاء الولاء العسكري ..

وقفة: هذا الفعل وهذه الجملة هي بكل تأكيد تحت رقابة جيش الاحتلال .. وبكل تأكيد أيضاً يعلم هذا الامر كلاً منهما
( القائد و عبد الرحمن ) .

قفزة زمنية ..

لقد صار( العميل ) حرفيا الذراع الأيمن لإسرائيل ،بل فرض عليهم احترامه بسبب شخصية القوية الساحرة ، ودهائه المتفرد ،ثم أن الأسباب التي دفعته للعمل معهم ، ليست خيانة لشعبه ووطنه ،بل إختلافا في وجهات النظر بينه وبين القادة الآخرين.

في الجزئية السابقة ..
تقوم الساردة بتأكيد وجهة النظر المطروحة سابقاً ( ليست خيانة/ اختلاف وجهات نظر ) ..
وقد تكرر فعل التأكيد من الساردة في أكثر من موضع، وهذا يوحي للقارىء بأن الساردة تعتمد هذه الرواية من زاويتها.
( التكرار = محاولة ترسيخ هذه الفكرة في ذهن القارىء )

ثم ..

كان ( عبد الرحمن ) مثل عميل مزدوج ، أو مثل مخبر سري بمستوى رفيع ، فلا أحد من المقاومة شك به ، بل إزداد نفوذه أكثر وسط كتائب المقاومة ،خصوصا بعد إختفاء القادة الأخرين .

وقفة: من مبدأ ( الاستقصاء ) في السرد في عالم القصة، فإن القاص عليه أن يبحث عن واقعية تصرف الشخصيات في الحقيقة.. وفي الفقرة السابقة لم يكن الأستقصاء ناجح .. والسبب
بأن عنصر الشك في داخل المقاومة مفعّل بشكل دائم، وبروز الشخصية ( عبد الرحمن ) واختفاء القادة .. سببان كافيان لوضع علامات استفهام حوله.

ومن الجهة المقابلة كان يتفق مع القادة الإسرائلين على كيفية القضاء على ماتبقى من مقاتلين بشكل نهائي..
وإعادة كل الرهائن بالتدريج، بشكل يخدم مصالحهما معا .
لذا كانت إسرائيل تمهد له الطريق ليكون الحاكم الفعلي لغزة ، ويتم القضاء على كتائب القسام وغيرها من كتائب المقاومة بيد أبناءها ، دون أن تضطر لتفعل ذلك بنفسها ، وكانت تعرف أن إغراءت المال والسلطة كفيلة بتغيير القلوب والمعتقدات والمبادىء ..ومالأمر إلا مسألة وقت ، فغزة التي قضت على كل العملاء ،يحكمها الآن أخطر عميل على الإطلاق ..

تأخذنا الساردة بعدها في تفاصيل المرحلة الجديدة ( ما بعد الخيانة ) وتصور للقارىء بأن المقاومة ستنتهي على يد أبنائها.
هذا التصور .. هو رؤية الساردة لمخطط الاحتلال الذي يحلم بتحقيقه .. فهل ستكون نهاية القصة هي تحقيق هذه الرؤية.؟

ثم نكمل ..
بمرور الوقت تحولت غزة لقطاع هادىء ، أعيد إعمار كثير مما دمر ، وتحرر معظم الرهائن ، وعقدت المقاومة بإسم قائدها الجديد (عبد الرحمن) ،معاهدات تخدم الطرفين معا ، وتم فعليا تدجين الصقور وقص أجنحتها العاصفة ..

في الجزئية السابقة ..

تصور لنا الساردة النتيجة النهائية لمرحلة ( ما بعد الحرب ) ونتائجها
( قطاع هادىء/ إعادة إعمار / تحرير الرهائن/ معاهدات تخدم الطرفين / تدجين الصقور وقص اجنحتها )

ثم كيف أصبحت الحياة بعد تدجين الصقور ..؟
ولم تعد غزة تشكل تهديدا وجوديا لإسرائيل ، وغادر من كان تحت الأرض ليمارس حياته ومهامه ( طبيعيا ) فوق الارض ، وأحكم عبد الرحمن سيطرته بمساعدة كتائبه المقاتلة ،او من كانت ( مقاتلة ) على غزة وشعبها ، بل امتدت سيطرته لبعض مناطق الضفة والقدس ..

انتهت غزة ومقاومتها .. وأصبح هناك جيل تحت مسمى ( مقاومة ) ولكنه حقيقة ( قمع للمقاومة )..
وكأن الساردة تسلط الضوء على هذه النتيجة كنوع من التحذير الخفي إذا ما تم ( تدجين الصقور ).
لتختم الساردة هذه الجزئية .. بأن عملية التدجين هذه ستطال مناطق الضفة والقدس.

القدس، ذات سحور

بيئة مكانية جديدة، وبيئة زمانية ( سحور ) ..
في مكان ما داخل غابة اورشليم ،اجتمع القادة الثلاث ، مع رجال الكتائب السبعة ، وتلقى الجميع إشارة بدء الهجوم.
وجاس رجال ذوو بأس شديد داخل الديار ،وكان نصر الله والفتح المبين ..

في الجزئية السابقة ..
كان التقصي ( الاستقصاء ) موفقاً من ناحية اختيار البيئة المكانية ( غابة أورشليم ) ووجودها على أرض الواقع.

يجتمع القادة الثلاث، مع رجال الكتائب السبعة ..
وقفة: الفعل ( جاس ) يستخدم في حالة الإفساد، فلم يكن موفقاً اختيار هذا الفعل.
كان على الساردة ذكر بعض تفاصيل ( الهجوم )، الذي جاء بدون تمهيد مطلق، وتحول للنقيض من الخيانة إلى الجهاد من خلال قطع سردي غير مقنع.

الخاتمة ..
ليس بعيدا عن المكان ، وصوب قبة الصخرة
تقدم القادة الثلاث ، بإنتظار رابعهم ، الذي قدم على فرس عربية وسط تكبيرات جموع المجاهدين ..
كان ( عبد الرحمن ) أول المندفعين نحوه ، تسبقه دموعه
الحرى ، كان المشهد مؤثرا ولايوصف بالكلمات ، وأعاد القائد
لعبد الرحمن ،المذكرة الحمراء من جديد ، لقد إستجيب الدعاء المكتوب في صفحتها ، فقد ثبت الله قلوبهم ، فلم تتقلب ولم تتبدل ، وماكان لعقول جبارة ونفوس مؤمنة صابرة نفذت معجزة ( طوفان الأقصى ) أن تعجز عن تنفيذ ملحمة (الحرية) لفلسطين الأبية .

المشهد الختامي لهذه القصة كان يحمل معه الشيء الكثير ..
انتصار المقاومة .. وتبرير هذا الانتصار بعد تدجين الصقور بحاجة إلى توضيح من قبل الساردة. ( كيفية الانتصار )
إعادة المذكرة الحمراء إلى القائد العام .. وهذا الامر يجب أن نقف عنده طويلاً .. لنقول
بأن هذا الدعاء ( الخفي ) قد تسلمته الشخصية ( عبد الرحمن ) في بداية الأمر ، وأشارت الساردة بأنه يحتوي في " أحد صفحاته" على حديث شريف. وهي رمزية بأن هذا الحديث ( الخفي ) يحمل بداخله خطة ما بعد الهدنة .. وفيه دهاء كبير جداً من القائد العام، وهو اعطاء الاشارة للقائد عبد الرحمن بأن ينتقل للمرحلة الثانية ( الأصعب ) من عملية طوفان الأقصى
والتي فيها مغامرة كبيرة للنجاح ( خداع العدو ) بانه انتصر، تمهيداً للوصول إلى الهدف الاسمى وهو ( القدس / الأقصى )
والذي قامت عملية طوفان الأقصى أصلاً لتحقيقه ( التحرير ).
لقد رضي عبد الرحمن أن يكون في نظر الجميع خائن، ولكنه لم يكن إلاّ داهية فلسطين التي راهن عليها القائد العام، وقد نجحت.
إعطاء المذكرة الحمراء إلى القائد في السجن من قبل عبد الرحمن .. هي إشارة بدأ العملية ( التحرير ) الكامل / المعركة الفاصلة.
وهكذا نكون قد اجبنا عن كل الوقفات في التعقيب ..

لأختم تعقيبي الطويل هنا ..
فكرة القصة رهيبة، وخيال كبير، وفكرة مواربة دور عبد الرحمن تطلبت الشيء الكثير من الساردة .. تحسب لها.
ولكن أرى اختي منيرة بأن تدجين الصقور لم يساعدني كقارىء على استيعاب ( المعركة الكبرى ) للتحرير .

من النصوص التي قضيت معها اكثر من أربع ساعات بين قراءة وتحليل، ولم أفعل هذا الامر طوال حياتي ..

قلم مبهر يستحق الثناء ..
كل التحية

Re: المذكرة الحمراء -منيرة (مس. ما خفي أجمل 4)

مرسل: 13 فبراير 2024, 12:29
بواسطة منيرة
سأعلق على ردك الممتاز يا بلال نقطة بنقطة ^^

Re: المذكرة الحمراء -منيرة (مس. ما خفي أجمل 4)

مرسل: 13 فبراير 2024, 12:40
بواسطة منيرة
طبعا قبل البدء شكرااااا جزيلا على الكلام الجميل ^^
وممتنة للغاية لكل حرف ،لكن ساركز هنا على العيوب ^^

وقفة: أعتقد بان ( رطوبة عالية تخنق الأنفاس ) غير متوافقة مع ( شتاء وأمطار ) ولو كان ( صيف ) لتوافقت.

هههه لا خبرة لدي بالجو داخل الأنفاق ، إغبرت والشتاء للتخلص من كلمتي المسابقة ، إغبرت لأجل الغيار ،لكن احب أجواء المطر في القصص

اتذكر يوم كنا نتناقش في المقهى حول الراوي وهل يكون حياديا أو لا ...قلت لك أنه في قصتي منفصم ههه كل مرة مع طرف

لذا تجدني مرة اقول اسير ومرة رهينة ،ومرة اسرائيل ومرة كيان
حسب كل طرف كيف يصف الآخر ..

بالنسبة لجملة ( مافائدة ......) ، الشعب هو حاضنة المقاومة
يعني لو لم يصمد الشعب لهزمت المقاومة أصلا ...
لذا تراهم يحاولون قلبهم على المقاومة بالتجويع والحصار
..

Re: المذكرة الحمراء -منيرة (مس. ما خفي أجمل 4)

مرسل: 13 فبراير 2024, 12:53
بواسطة منيرة
جاءت جملة ( من يرى الصواب ولا يفعله فهو جبان ) موفقة من حيث منظور الشخصية الرئيسة ( العميل ) من جهة ..
ومن جهة أخرى .. موفقة لتمهيد حدث زيارة هذا العميل قائجه السابق في السجن ( شجاعة هذا العميل ) من منظوره.

هههههه نعم هذه الجملة ضربت بها ثلاث عصافير مرة واحدة
تخلصت من كونفشيوس ههههه....رغم أنه كان يمكن التخلص منه في قول حيتان البحر ،لكن وجدت أن ( التخلص ) هنا أجمل

وبينت أن العميل ليس( جبانا ) ،رغم أن العميل في الأصل إنسان جبان ، ومادام عبد الرحمن ليس جبانا فهو إذن ،عليك نور ( ليس عميلا اصلا ههههه) ....يعني القارىء الفطن قد ينتبه لهذا التلاعب ....انا كنت كراوية اعطيكم خيطأ ثم أؤكد أمرا يبدو مناقضا له ...و ثالث أمر كي أربطه بالزيارة الخاصة ،لذا تجرأ وأكمل ^^




وقفة: بحسب تسلسل الاحداث، لم تميط الساردة اللثام عن هوية هذا العميل .. حتى هذه اللحظة..
ثم يأتي اللقاء المنتظر لتميط الساردة اللثام عن هوية هذا العميل .. إنه القائد ( عبد الرحمن )!

لم اكن سأعلن عن اسمه حتى آخر القصة ، سأذكر فقط المذكرة و تستنتجون لوحدكم أنه ( عبد الرحمن ) ، لكن تخيلت المشهد سينمائيا ...وكم سيكون اللقاء صادما بظهور وجه عيد الرحمن في هذه اللقطة , لذا أريتكم إياه ^^