-تأملته بغباء ! ,ووجدتني أتذكر تلك الأيام العصيبة ,كان ذلك منذ عام تقريبا,حين قرر زوجي مع صديقه شراء الأغنام وإعادة بيعها قبل عيد الأضحى ,ورغم المد والجزر و الصراخ والزجر , و الرجاء والتوسل والمكابرة والعناد بيني وبينه ,فقد عزم على المضي في مشروعه رغم تحذيراتي و نصحي..
قائلا لي : لاعلاقة لك بأمـــور الرجال ,أنتِ لا تفهمين شيئا وكأنه هو وصديقه المهندس ذا خبرة أو دراية بعالم الأ غنام بل أجزمُ أني كنتُ أفوقهما خبرة.
-تم لهما ماأرادا أخيرا و إشتريا "ثمانين "كبشا، ومع وصول الدفعة الأولى منهم بدأت الأمطار تهطل بغزراة, ولم يكن مكان السكن الخاص بهم جاهزا بعد , فتم تجميعهم بقسوة ووضعهم في صالة ضيقة..كان البداية الممطرة تنذر بما هو قادم ...
إستمرتْ الأمطار لمدة أسبوع دون توقف ,فعانتْ الكباش من الضيق والبلل و عاني زوجي و صديقه أكثر في محاولة لصنع كوخ كبير ليأويهم ...
كان يعود كل مساء منهكا جائعا مقهورا.. و قلقا بسبب تراجع سعر الأغنام و توفرها بكميات كبيرة وجودة رفيعة , وليت الأمر توقف هنا فما حصل في تلك الليلة كان
أمرا مثيرا للحزن وللضحك في آن واحد , كان الوقت قد تجاوز منتصف الليل حين سمعنا صراخ أخيه مع دقه العنيف على الباب,تساءلتُ بخوف : هل هذا هو الزلزال ؟
قام مسرعا إليه ليخبره أن الكباش تغرق , لحظتها لم أستوعب ما سمعت ظننتني أحلمْ, لكن لما ذهبتٌ معه رأيتُ منظرا عجيبا لايتكرر, ثمانون كبشا على وشك الغرق , إنّه صنبور الماء تحطم و إنفجر بسبب شجار الكباش وضيق المكان, و لأن الأمطار كانت تهطل والريح تعصف لم ينتبه أحد لما يحصل .
كانت ليلة من العذاب ,الماء في كل مكان و إتجاه ,كل شيء تبلل الكباش ,التبن , الشعير , نحن ُ ....
طلّ الفجر ولم ننتهي بعد ثم ظهرت الشمس أخيرا بعد طول تمنع ودلال , قمنا بمحاولة لتجفيف التبن والشعير فجمعناه في ساحة البيت, و قٌسِمتْ الكباش بين أكواخ الجيران, حتى يتم تجهيز مقرهم...
وفجأة دون سابق إنذار إختفتْ الشمس و عادت الأمطار , حينها جن جنون الجميع وبدأنا في ضحك هستيري طويل , لم يكن هناك جدوى من المحاولة ضاع طعام الكباش للأبد .
إنتهى ذلك اليوم بعذابه وجنونه ,وبقي أسبوعان للعيد , ولم يُبَع ْأي كبش ,وكل يوم يزداد التوتر والقلق ,كان كل شيء ضد زوجي وصديقه ,شعرتُ بذلك يوم رأيت الكباش
تبدو غير محظوظة شكلها يوحي بالشفقة والبؤس , وقد زادتنا بؤسا فأسراب الذباب هجمتْ علينا مذكرةً إياي بطيور "هيتشكوك" وكأن عشرات المبيدات الحشرية كانت تعيدها للحياة بدل أن تقتلها ,وبيوتنا صارت تشبه الأكواخ إنقلبتْ حياتنا رأسا على عقب , و صار السؤال الوحيد الذي يشغل الجميع:
-كم بعت من كبشٍ اليوم ؟
وبقي الجواب نفسه لايتغير :-ولاكبش !
وإقترب العيد أكثر فأكثر و الثمانون كبشا ترفض أن ترحل ,أردتُ أن أساعدَ ولو ببيع كبش واحد فإتصلتُ بعائلتي و صديقاتي مستخدمة أسلوب دعاية أنثوي خالص
كبشنا رقيق ووســيم لحمه أبيض ناصع , رشيق القد , أنيق مليح, فحل, قوي القلب ليس بجريح, وكأنّني أعرض كباشا للزواج وليس للذبح ؟
وكأنني أعرض دجاجا للبيع حين قلت أن لحمها أبيض وليس خرفانا ؟ تخليتُ عن فكرة المساعدة من أساسها لأني حتما لا أصلح بائعة لا للكباش ولا للدجاج.
- إقترب العيد و قررا الصديقان بيع الكباش كيفما كان وأينما كان ,المهم أن يتخلصوا منهم وباعوا نصفهم بثمن لايعادل كلفة الشراء ...
-مثل علي بابا و أربعون لصا , حضر العيد وبقي أربعون كبشا ...
بيعتْ بعد ذلك في موسم العمرة جملة واحدة وبأثمان رخيصة...
وإنتهت القصة دون أن يربح زوجي ولا صديقه قرشا واحد
بل على العكس كانت خسارتهما فادحة ,خسرنا نحن جميع مداخرتنا ,و ضيّع المهندس وقته وجهده وماله وعمله لأجل لاشيء.
والآن زوجي بكل جرأة يعلن أنه سيعيد الأمر من جديد, ورغم تذكيري له بالذي مضى و تحذيري المتوسل ,فعل ما يمليه عليه رأسه العنيد, وقد إقترب العيد ولم يبق سوى يومان الأحد
والإثنين ومازال بحوزته عشرون رأسا من غنم سعيد , وكل شيء يوحي بإعادة سيناريو الماضي البعيد , لذا فمن يشتري منّي كبشا للعيد ,سأهديه هذه القصة وسأزيد توقيعي الجميل عليها , أهناك عرض أفضل من هذا ؟؟
قصة قصيرة وكبش عيد, ذكرني هذا العرض بالعهد الإشتراكي وأسواق الفلاح حين تجُبر على شراء (السكر" مع مطرقة )أو(زيت مع" فأس)
هههههه اهلا محمد
سأختار لك كبشا بشوشا وسيما ههه
القصة قديمة منذ ثماني سنوات أو أكثر
وهي واقعية في أغلب تفاصيلها
أسعدني مرورك للغاية
شكراااا جزيلا
تقديري ^^
قصة مضحكة مبكية، لكن في النهاية تمنيت ان يخسر في تجارة الكباش مرة أخرى لأنني أكره الشخص الذي لا يتعلم من الدرس، إلا إذا كانت تغيرت الظروف وقد هيأ مكانا مناسبا لها وأسلوبا جديدا لبيعها.
أسلوبك في حكي المآسي بروح الدعابة رائع ياحمراء.
أسيل كتب: ↑17 يوليو 2021, 13:03
قصة مضحكة مبكية، لكن في النهاية تمنيت ان يخسر في تجارة الكباش مرة أخرى لأنني أكره الشخص الذي لا يتعلم من الدرس، إلا إذا كانت تغيرت الظروف وقد هيأ مكانا مناسبا لها وأسلوبا جديدا لبيعها.
أسلوبك في حكي المآسي بروح الدعابة رائع ياحمراء.
هههههه في العام الموالي لم يخسر الكثير لكن لم يربح ايضا
معك حق من لايفهم في هذه الأمور ويجهز لها كل شيء لا يغامر ، كان خطأ جسيما
وفي ذلك العام الجميع اتفق على شراء الكباش وإعادة بيعها ههههههه وايضا الأمطار كانت لا تتوقف بشكل مثير للسخرية والعجب ....كانت ايام كلها شقاء وتعب ، أنا فقط بقيت أياما طويلة وانا انظف تلك الصالة بعد مغادرة الكباش هههههههه
قصة ممتازة يا منيرة ^^
ساخرة وواقعية للغاية.. لا يبدو عليها أدنى تكلّف. نحن في حضرة قاصة متمكنة فعلا..
وأما عن إصرار الزوج، فأنا حائر إن كان عنادا فعلا أم مجرد (عدم يأس)..
الله يتقبل منا ومنكم ما مضى من القربات وما هو آت..
ليتك أخبرتني قبلا يا منيرة كنا اشترينا منكم كباش العيد وخلصناك من اثنين أو ثلاثة ههه
قصة جعلت دمي يغلي، لو كنت مكان الزوجة كنت تركت له البيت، وأتركه يتحمل نتائج أخطائه لوحده ههه انت امرأة ونصف فعلا، بقيت معه إلى آخر لحظة من انهيار المشاكل عليكم.
اسلوبك رائع، ولغتك سلسة جميلة.
تكونين كراوية أفضل جدا من غيرها.
استمعت هنا ^^
تذكرت قصة وقعت في العيد الأضحى لعام 2002 تقريبا ولم أجد أحسن من هذا المكان لأحكيها لكم.
في صباح العيد كالعادة أبي يذبح الأضحية وأمي تتكفل بكل ما بقي، وأثناء السلخ وجدت في فخده دائرة بقطر 5 سنتيمترات تقريبا متعفنة ولونها أخضر ومليئة بسائل أصفر(آسفة على بشاعة الوصف ههه)، المهم توقفت أمي مذهولة وطلبت من أبي إحضار الجزار، لحسن الحظ هو جارنا، جاء الجزار وزاد الطين بلة، أفرغ ذلك المكان وغسله بالماء وكان في كل مرة يحدث أصوات غريبة من حنجرته ويبزق في الأرض بشكل أبشع من جرح الخروف، ثم قال لنا بكل ثقة لا داعي للقلق فلحمه طري وهو سليم. أبي وأختي بالنسبة لهما كل شيء عادي، أما أنا وأمي فقد قررنا ألا نأكل من ذلك اللحم أبدا، اتصلت أمي بابن عمها الذي كان يبيع الأضاحي فأحضر لنا خروفا بثمن خيالي استغلالا للظروف، ذبح أبي الخروف الثاني وذهب لإحضار بيطري كي يطمئن قلبه، جاء البيطري وأخبرنا أن ذلك مكان لقاح نستطيع أكل الخروف بأمان.
بدأت أختي في شوي اللحم والأكل هي وأبي -أنا في انتظار انتهاء أمي من الخروف الثاني لنأكل-كانت تردد على مسامعي"البكري العياف ما يربي كتاف(معناه أن البقرة التي لا تأكل كل شيء لن تكون سمينة)".
انتهت أمي أخيرا ونزلنا للطابق السفلي لأنه من المستحيل أن نأكل في سطح المنزل أمام المجزرة التي وقعت.
أكلت بشهية شبه منعدمة بسبب ما حدث، في اليوم الموالي ثم تقطيع الخروفين ووضعهما في الثلاجة ولسوء حظي اختلط اللحم ولم نعد نفرق بين الخروف الأول والثاني، فكان عيد أختي وأبي عيدين حيث أكلا خروفين لوحدهما.
هههه قصة مثيرة اختي وفاء ههه
لو كنت مثلك كنت اشتريت بضع قطع لحم وانتهى الأمر ^^
ذكرتني منذ ثلاث او اربع سنين حصلت ظاهرة عامة في الجزائر
حيث أصبحت كل الاضاحي بعد الذبح تأخذ لونا اخضر وتفسد بمجرد إخراج اللحم
أذكر أننا رمينا الرأس وتقريبا كل الشاة لأن لونها أصبح اخضر
اما اللحم الذي جمدته كنت اذا أخرجته من الثلاجة يصبح لونه اخضر فأرميه ههه
كان أسوء عيد ههه
حمزة إزمار كتب: ↑17 يوليو 2021, 13:15
ههههههههههه جميلة يا منيرة..
أخبريني هل هذه الكباش تضع الميكاب أيضا؟
أسلوبك هذا ممتع، أعتقد أنه يقدم المأساة بطريقة مضحكة..
ههههههه شكرا حمزة البطل ^^
لا لا لا هههه هذه الكباش خرفان أصيلة وأصلية ليس بينها ( أنانيش )
نعم احب القصص الكوميدية ههه.
شكرااا لمرورك المرح المشجع
تقديري لك حمزة
رفعت خالد كتب: ↑19 يوليو 2021, 09:06
قصة ممتازة يا منيرة ^^
ساخرة وواقعية للغاية.. لا يبدو عليها أدنى تكلّف. نحن في حضرة قاصة متمكنة فعلا..
وأما عن إصرار الزوج، فأنا حائر إن كان عنادا فعلا أم مجرد (عدم يأس)..
الله يتقبل منا ومنكم ما مضى من القربات وما هو آت..
اخجلني للغاية تعليقك ،وتفاجأت به سيدي المدير
حقا انا سعيدة للغاية بردك ورأيك في قصتي الساخرة ^^
أما عن إصرار الزوج فهو تحدي مع طمع هههههه في تعويض الذي خسر ^^
ردك سيشجعني أكثر ^^
شكرااااااا جزيلا خالد
بارك الله فيك استاذي
سلمى07 كتب: ↑19 يوليو 2021, 10:53
ليتك أخبرتني قبلا يا منيرة كنا اشترينا منكم كباش العيد وخلصناك من اثنين أو ثلاثة ههه
قصة جعلت دمي يغلي، لو كنت مكان الزوجة كنت تركت له البيت، وأتركه يتحمل نتائج أخطائه لوحده ههه انت امرأة ونصف فعلا، بقيت معه إلى آخر لحظة من انهيار المشاكل عليكم.
اسلوبك رائع، ولغتك سلسة جميلة.
تكونين كراوية أفضل جدا من غيرها.
استمعت هنا ^^
ههههههه اهلا سلمى ،ليتني فعلت ذلك شخصيا
اما القصة فقد وضعتها خلال فترة البيع ههههههههه
انت لم تكوني حاضرة وقتها ^^
نعم كانت فترة قاسية وقد عانيت كثيرا كثيرا هههه
اسعدني مرورك
محبتي يا غالية
أسيل كتب: ↑20 يوليو 2021, 15:54
تذكرت قصة وقعت في العيد الأضحى لعام 2002 تقريبا ولم أجد أحسن من هذا المكان لأحكيها لكم.
في صباح العيد كالعادة أبي يذبح الأضحية وأمي تتكفل بكل ما بقي، وأثناء السلخ وجدت في فخده دائرة بقطر 5 سنتيمترات تقريبا متعفنة ولونها أخضر ومليئة بسائل أصفر(آسفة على بشاعة الوصف ههه)، المهم توقفت أمي مذهولة وطلبت من أبي إحضار الجزار، لحسن الحظ هو جارنا، جاء الجزار وزاد الطين بلة، أفرغ ذلك المكان وغسله بالماء وكان في كل مرة يحدث أصوات غريبة من حنجرته ويبزق في الأرض بشكل أبشع من جرح الخروف، ثم قال لنا بكل ثقة لا داعي للقلق فلحمه طري وهو سليم. أبي وأختي بالنسبة لهما كل شيء عادي، أما أنا وأمي فقد قررنا ألا نأكل من ذلك اللحم أبدا، اتصلت أمي بابن عمها الذي كان يبيع الأضاحي فأحضر لنا خروفا بثمن خيالي استغلالا للظروف، ذبح أبي الخروف الثاني وذهب لإحضار بيطري كي يطمئن قلبه، جاء البيطري وأخبرنا أن ذلك مكان لقاح نستطيع أكل الخروف بأمان.
بدأت أختي في شوي اللحم والأكل هي وأبي -أنا في انتظار انتهاء أمي من الخروف الثاني لنأكل-كانت تردد على مسامعي"البكري العياف ما يربي كتاف(معناه أن البقرة التي لا تأكل كل شيء لن تكون سمينة)".
انتهت أمي أخيرا ونزلنا للطابق السفلي لأنه من المستحيل أن نأكل في سطح المنزل أمام المجزرة التي وقعت.
أكلت بشهية شبه منعدمة بسبب ما حدث، في اليوم الموالي ثم تقطيع الخروفين ووضعهما في الثلاجة ولسوء حظي اختلط اللحم ولم نعد نفرق بين الخروف الأول والثاني، فكان عيد أختي وأبي عيدين حيث أكلا خروفين لوحدهما.
هههههههههه ههههههههه قصة طريفة والمثل رائع ههههههههههه
يلا تكبري وتنساي ،لكن يبدو انك لم تنسي هههههههههههههه
بصحة العائلة الخروفان ،وأنت لك الخبز هههه
سلمى07 كتب: ↑20 يوليو 2021, 16:10
هههه قصة مثيرة اختي وفاء ههه
لو كنت مثلك كنت اشتريت بضع قطع لحم وانتهى الأمر ^^
ذكرتني منذ ثلاث او اربع سنين حصلت ظاهرة عامة في الجزائر
حيث أصبحت كل الاضاحي بعد الذبح تأخذ لونا اخضر وتفسد بمجرد إخراج اللحم
أذكر أننا رمينا الرأس وتقريبا كل الشاة لأن لونها أصبح اخضر
اما اللحم الذي جمدته كنت اذا أخرجته من الثلاجة يصبح لونه اخضر فأرميه ههه
كان أسوء عيد ههه
اخخخخخخخ كانت تلك الفترة سيئة جدا
كثيرا من العائلات رمت اللحم
ذكريات بائسة ،الحمد لله انها انتهت
Djawida batoul كتب: ↑05 سبتمبر 2021, 21:02
هذه اول قصة اقرأها لك قبل تعارفنا من سنين .
احببتك من خلالها ...و لا اظنني سامل يوما من قراءتها .
هنيئا لك روحك المرحة
هههه نعم اذكر جيدا محبتك لهذه القصة ههههه
ذلك يسعدني ويشرفني حقا جويدة
شكرا لوفاءك الجميل يا غالية
محبتي