-الجوبارد, والسحب الحزينة تنذر بمطر غزير , ماذا لو هطلت الآن ، قبل أن تحضر الحافلة؟
كيف سيكون منظري ,عندما تغسلني الأمطار وأصير فرجة للرجال ،سبكون مثيرا للفضول وللتساؤل ظهور فتاة
في مساء متأخر ,في وقت لاأمان فيه حيث يزدادالحديث عن عمليات القتل وإختطاف النساء..
-الواقفون معي منهم من يتأملني بريبة وشك ,وآخرون يرمونني بالشفقة و الخوف علي من (إرهاب ) أصبح يهددالجميع ,والجميع لا يعرف من هو هذا (الإرهاب) .
-تذكرت كيف حذرتني صديقاتي ,ومنعنني من العودة في هذا الوقت,كيف توسلن لي أن أبقى:سنغادر صباحا فلم تعودين وحدك مساء؟
لم أرغب في المبيت في الجامعة,شعرت بشوق غريب لعائلتي,لأمي ,لأخي الصغير, تذكرتهم بحنان كبير.
-في الحافلة يتحدثون عن الموت,رائحة الموت تخنقني.،هربت من حديثهم لقصة قصيرة وبدأت أقرأ...
-الأمطار غزيرة جدا ,ومنزلنا بعيد في أطراف القرية النائية,خلعت حذائي ،وسرت حافية القدمين على أرض
شعرت أنها تحضنني. بدفء,هذه الأرض الرائعة التي
طالما جريت في رحابها وسقطت عشرات المرات عليها
,وإستلقيت لأقرأ لها الروايات والقصص الحالمة, ورسائل الحب الهاربة ،وشاركتني أزهارها غضبي وحزني وأسئلتي ...
-الشمس ودعت من بعيد لتنام والقرية التي كانت أمس مرحا وسعادة ,مأوى لأحلامناالبسيطة وأمالنا منذ الصغر صارت اليوم كابوسا ،حتى الأقحوان غادر مع البشر..
-أبتسم بمرارة,أتابع المسير ,أشعر بعيون تحرسني ,تحنو علي
-إحتار الجميع في عودتي متأخرة,نظروا إلي بدهشة.!
-لماذا عدت الان؟
-رددت:إشتقت لكم.
-الساعة تعلن عن الحادية عشر ليلا,عندما جلسنا نتسامر حول حطب مشتعل.
بدأت أروي لهم عن أحدث الأشباح التي تزور حينا الجامعي,عن الجنية العجوز مطموسة الوجه ,وكيف أنها طرقت باب غرفتنا...
وعندما ذهبت صديقتي لترى من الطارق.,لم تجد إلا رواقا طويلا مظلما..
لكن الباب دق مرة أخرى... بعنف وقوة هذه المرة...
تساءل" أبي":من الطارق ,من يأتي الان؟
-أجبت بمكر -لأخفف التوتر الذي بدا على أمي وإخوتي: -إنها الجنية العجوز تركت الجامعة وأتت لللقرية.
طرقات الباب تزداد عنفا ومعها ينمو إحساسنا بالخوف.
-من ؟من؟ لا أحد يجيب !من الذي لا يجيب؟.
إنه الإرهاب ! الإرهاب إسم لطيف له إنه الرعب والموت.
بدأت خواطر تجول في رأسي ...كيف سيكون مصير أهلي ؟
ماذا سيحل بي؟
الفتاة العائدة بشوق لأهلها ..
ينتظرها مصير أفظع،يقتلون،يقتلون ،يرونني يتغير مبدأهم.
-أنا لا أصلح للقتل,يقهقهون,يقررون,"سبية".
-هل لذة السبي عندهم تفوق لذة القتل؟
-لماذا لا تقتلوني كعائلتي ؟
-إزدادت طرقات الباب عنفا ووحشية.
ومعها وصلت للعتبة الأخيرة التي تفصل بين الموت والموت خوفا.
-فتح الباب وكم كانت دهشتنا كبيرة، وفرحتنا عارمة!
-لقد كان خروفنا الشقي هو الطارق الليلي الذي أرعبنا,أفزعته الأمطار و الرياح.
-أسرعت إليه وأحتضنته بسرور ،وعلى أنغام المطر الرائع بدأت اقفز من الفرح ...
والخروف الإرهابي يرقبني بإستغراب.
تمت
قصة واقعية، كتبتها يوم ١ ديسمبر ٢٠١٠.
قمت بحذف بعض المقاطع من النسخة الأصلية لأني وجدتها مباشرة وثقيلة الظل ^^