الاخت سلمى ,,, اليك القصة التي ذكرتها لك في الرد ,,,
أبو كاترينا ,.,,,, بقلمي
أبو كاترينا ,,, رجل بخيل جدا ... لو أستطاع لتنفس من منخار واحد ,,, القرش في جيبه ... لا يخرج إلا ((بزفة)) عرس ,,,, ويرى القروش مثل البيض ,,, يحب الرقود عليها ... عسى ولعل تفقس تلك القروش وتنجب قروشا أخرى ,,, وحتى لو خرج ذاك القرش المسكين وجد قبضة حديدة مغلقة لن يرى النور حتى يفك عنها الأغلال ,,,
يلقب صاحبنا أبو كاترينا بكثير من الألقاب ,,, منها ... الملاكم (( دلالة على إحكام قبضات يديه على القروش التي يملكها )) ويلقب أيضا بأبي مرّة ((وذلك لأنك عندما تريد أن تحصل منه أي قرشا سيذيقك مرارة في فمك وحلقك وأعصابك حتى تحصل على مالك ذاك )) ويسمى بالجلدة أيضا... ((فمن يطالب أبو كاترينا بمال سيصبح جلدة وعظمة حتى يحصل هذا وإن حصل )) ,,,
أبو كاترينا متزوج من إمرأة سليطة اللسان وصوتها عريض وعالي أكثر من صوت زوجها ,,, فهي دائمة السب والشتم على زوجها ,,, ولأن أبو كاترينا رجل يعرف نفسه أن النساء لا تهوى أمثاله ,,, فقد صبر عليها هذا العمر كله ,,,, ولم ينجب منها وكما تقول أم كاترينا والحمد لله أي طفل ,,, لأن لو أنجب منها لمات جوعا من بخل أبيه ,,, ولقب أبو كاترينا اكتسبه هو منذ الشباب والصبا .. لحبه لفتاة اسمها كاترينا ولكنها لم تحبه والسبب أصبح معروفا ,,,
وأم كاترينا بدورها قبلت به ,,, لعدم ثقتها بجمالها الكبير في الوجه مثل أنفها الكبير وذقنها الكبيرة الملتصقة برقبتها ,,, ولأن لسانها كالسيف الحاد والجميع كانوا يخافون قطعة اللحم الحمراء تلك التي في فمها ,,وقبلت به من مبدأ المثل الشعبي ... (( ظل رجل ولا ظل حيط )) ...
المهم أنها تزوجته ولم تكتشف بخله الشديد وشحه إلا في ليلة عرسهما ,,,
فهي راعت ظروفه المادية واكتفت فقط بحفلة في بيت أهلها ,,, ولم يوزعوا أي من المأكولات على الذي حضر من المدعويين إلى حفلة ,,, حتى أنهم لم يوزعوا شيئا من المشروبات ,,, بينما قفز يومها أبو كاترينا من كرسي العرس ,,, وأحضر أبريق ماء ,,,وكؤوساً فارغة .,.. وصرخ بالجميع ,,,
بالله عليكم لا تخجلوا مني ... اليوم هو يوم عرسي ,,, وأنا فرح جدا ,,, لذلك سأوزع عليكم الماء بنفسي ,,, والذي ليس بنفسه الماء .. أرجوا أن يقول لي حتى لا أخسر كأسا عليه ,,, فالماء نعمة ,,, طبعا خرج المدعون جميعا .,.,. غاضبين واسموه عرس عزيمة الضفادع ...
في نهاية المطاف تم ذلك الزواج ,,, وقد وقع الفأس بالرأس ,,, حيث لا ينفع الندم ,,, وفكرت كثيرا أم كاترينا بالطلاق ولكن قلبها الطيب ... وحالة أهلها الفقيرة ,,, كانت تعود إليه ,, وتفرغ جام غضبها في شتمه ولعنه ,,, إن حصل أي خلاف وما أكثرها ,,,,
أبو كاترينا صاحبنا يعمل موظفا في دائرة الكهرباء الحكومية ,,, وهو يقبض راتبا ضعيفا ,,, يقسمه منذ أن يقبضه إلى ((صرر)) صغيرة ,, كل صرة مكتوب عليها وجهتها ... فتلك مثلا للفاتورة الماء وتلك للكهرباء وتلك الصرة للطعام طوال الشهر ,,, والطعام معروف عند الفطور بيضتان واحدة له وواحدة لأم كاترينا ,,, وهو يؤخر الغداء إلى وقت متأخر ,,, والغداء حساء العدس ,,, وعندما أصبح العدس غاليا ... حول صاحبنا على حساء البصل ,,, وقد ألغى من قاموس حياته العشاء ,,, على مبدأ نام خفيفا تستيقظ خفيفا ,,, وهي مبادئ يحفظها البخلاء أمثاله ,,, كمبدأ ... لا ترمي شيئا في سلة القاذورات ,,, فلربما يوما ما تحتاجه ,,, طبعا هذا المبدأ يطبقه أبو كاترينا بحذافيره ,,, حيث يكتنز أشياءا وكركبة منذ أعوام وسنين ,,,
وما حصل هذا الشهر مع أبو كاترينا ,,, كان فاجعة على أعلى المستويات ,,, فقد أخبره صديقه في الدائرة ... أنا فاتورة الكهرباء الخاصة به ,,, أتى عليها خمسون ليرة زيادة ... ضريبة فرضتها الدولة على كل المواطنين ,.,,
فجع أبو كاترينا عندما سمع بالخبر قائلا لزميله الذي أخبره ,,, كيف تكون تلك الضريبة ,,, وان فاتورة الكهرباء الخاصة بي لا تتجاوز العشرون ليرة ,,, منها عشرة ليرات رسم أشتراك ,,, وعشرة مصروف خلال شهر ,,,,فكيف يضعون ضريبة خمسون ليرة على فاتورة مقدارها عشرون ليرة ,,,
فأنا لا أصرف كثيرا الكهرباء ولا أشعل الأنوار .. ولا أستخدم أي الة كهربائية بالبيت سوى الغسالة,,, لأن الغسالة أهداني أياها أحد أصدقائي عندما تزوجت ,,, ولان أم كاترينا لا تستطيع الغسيل على يديها ,, لألم يديها وظهرها ,,, فشفقت عليها ,,,
فأشار عليه زميله بالأعتراض على تلك الضريبة ,,,
وبعد أعتراضات كثيرة ... حاول فيها صاحبنا ... عدم دفع تلك الضريبة ,,, إلا أن رفض طلبه ,,, وقد أخبروه أن المحصل سيأتي غدا ليحصل تلك الضريبة ,,,
ذهب أبو كاترينا مهموما ,,, ودخل إلى غرفته غارقا بالهموم ,,, دون أن يأكل حساؤه اليومي ,,, فشعرت به أم كاترينا ,,, وسألته ,,, فحكى لها المصيبة القادمة ,,, ومن ثم قال لها اتركيني أريد التفكير بالأمر وكان الحزن يمزق نفسه ,,,
وأتى الصباح ... واستيقظت أم كاترينا ,,, وكعادتها سلقت البيض المعتاد ونادت على زوجها أن يستيقظ ,,, ولكن زوجها لم يستيقظ ,,,
ذهبت إليه تحاول ... وتحاول ,,, دون فائدة ,,, صرخت ,,, ناحت ,,, أبو كاترينا ,,, استيقظ ,’,, حركته ... شدته ,,,
مات أبو كاترينا ,,,, مات أبو كاترينا ’,’,’’ ...
وقفت أم كاترينا ,,, عند هذا المأزق ,,, تتأمل
ومن ثم لبست ملابسها وركضت إلى الشارع تستغيث برجال الحي ,,, وتعلن وفاة زوجها ,,,,
وتجمع رجال الحي ودخلوا معها البيت ... وحضروا أبو كاترينا ,,, إلى مثواه الأخير ,,, وحملوه ... ودفنوه ,,,,
وأتى الليل حزينا قاسيا على أم كاترينا ,,, تتفقد زوجها ,,,و تارة تبكي ,,, وتارة تقول في نفسها ,,, عسى لخير تخلصت منه .,.,ومن بخله ...
وإذا بباب البيت يدق ,,, تفتح أم كاترينا ظنا منها أن أحد المعزيين بوفاة زوجها ,,,
ولكنها تفاجأ ... بأبي كاترينا يقف أمامها ,,,
فشهقت ,,, تجمدت ,,, جحظت عيناها ,,, صرخت ,,, كيف عدت ,,, ؟؟؟
فنظر في وجهها قائلا ,,, لا تخافي انا ابو كاترينا بشحمه ولحمه ولست جني ’,,, اتفقت مع جيران على هذه التمثلية ولم اخبرك لان لسانك طويل ,,,
وقبل ان تشتمته ... سألها مباشرة ,,,, :
طمنيني ...هل أتى محصل الضريبة اليوم ؟؟؟؟
مع أجمل تحيات
نيسان
10-3-2017