دعوة للجميع الاعضاء ... اعطنا اجمل ما قرأت لغيرك من الاعضاء
- نيسان
- عضو مجمّد
- مشاركات: 188
- اشترك في: 30 مايو 2021, 04:28
دعوة للجميع الاعضاء ... اعطنا اجمل ما قرأت لغيرك من الاعضاء
الاخوة الاعزاء ...
المطلوب منكم ,,, ان تشاركوا بمشاركة من ارشيف احد الاعضاء المشاركين هنا ,,,
يعني اجمل ما قرأت مثلا للاخ المدير خالد من قصص ,,, او اجمل ما قرأت للقصص الاخت منيرة ...
شريطة ان يكون العضو مشارك معنا هنا ,,, وشريطة ان لا تكتب مشاركة لك ,..
فرجونا التفاعل مين حافظ ارشيف الاخر ,,,
يحق ان تضع اكثر من مشاركة لاكثر من عضو ,,,
المطلوب منكم ,,, ان تشاركوا بمشاركة من ارشيف احد الاعضاء المشاركين هنا ,,,
يعني اجمل ما قرأت مثلا للاخ المدير خالد من قصص ,,, او اجمل ما قرأت للقصص الاخت منيرة ...
شريطة ان يكون العضو مشارك معنا هنا ,,, وشريطة ان لا تكتب مشاركة لك ,..
فرجونا التفاعل مين حافظ ارشيف الاخر ,,,
يحق ان تضع اكثر من مشاركة لاكثر من عضو ,,,
- نيسان
- عضو مجمّد
- مشاركات: 188
- اشترك في: 30 مايو 2021, 04:28
Re: دعوة للجميع الاعضاء ... اعطنا اجمل ما قرأت لغيرك من الاعضاء
انا اختار قصة من قصص الاخت منيرة
باسم امل من منغوليا كانت رائعة حقا
أمـــــــــــل من منغوليا
نهضت متثاقلة مع نسمات الفجر الأولى, ذهبت للثلاجة, سكبت كأسا من حليب , عادت لغرفة نومها . فتحت العلبة الورقية السوداء
أطلت على أملها؛ ثم سقته الحليب ,غرقت مجددا في النوم وهي تحلم بعريسها الغني الوسيم
رغم بلوغها سن الأربعين فهمي مازلت تثق أنها ستتزوج رجلاً ذا مكانة عالية في المجتمع وستسافر لأماكن كثيرة
وستحظى بخطبة لامثيل لها ...
كانت تمتلك ثقة بالنفس تتجاوز الغرور وتتساوى مع الجنون
رغم أن النحس أرتبط بها بشكل واضح للعيان، إلا أنها اعتبرت ذلك نوعا من "العَين "
كانت شاحبة اللون شديدة الاصفرار نحيلة العود
ولاحواجب لها من كثرة القص واللصق ,إلا أنها تعبتر نفسها جميلة ومَحسودة
جربت أشهر الطرق لتحصل على رجل في الحلال ولم يكن شرطًا أن يكون إبن حلال ,الشرط الأهم أن يكون ذا مال له مسكن خاص وسيارة فقط.
الحقيقة حصلت على رجل جيد في فترة من حياتها وكانت مخطوبة له وعلى وشك الزواج
لكنها طردته هي ووالدتها, لأنهما لم يتفقا على عدد النجوم في الفندق الذي ستقام فيه الخطوبة ...
هكذا تروي هي القصة لكن اطراف العريس وأطراف محايدة
كشفو ان الأمر غير صحيح وأن السبب هو أن العروس أنقصت من عمرها سبع سنين كاملة
كان ذلك أمر ا صاعقا حقا.
كما رويتُ آنفا, جربت بطلتنا العنيدة طرق غريبة وسخيفة ومجنونة لتحصل على زوج
وكان الفشل الذريع هو النهاية الدائمة
حتى التقت بصديقتها العانس التي لم تعد عانسا فقد تزوجت اخيرا
وبعد جلسة ثرثرة , قصت عليها السر الكامن وراء زواجها
وكانت صديقتنا تستمتع بتركيز
-اسمعي هناك فطر خاص على شكل قلب
يقال أنه ات من جزيرة في منغوليا
ذلك الفطر هو خاص بالنساء العانسات
هو من سيجذب لهن الفارس الاسود على الحصان الابيض
-لكن ألم تعكس الأمر ألا يقال الفارس الأبيض على الحصان الأسود
لا أدري عن أي فارس تتحدث لقد تزوجت شيخا
حسن ليس ذلك مهما, هذا ما تمتمت به بطلتنا , ولايهم لون الفارس وحصانه....
-اكملي اكملي
كما قلت لك يجب ان تخبيء الفطر السحري في علبة ورقية سوداء ..
في غرفة مظلمة لاتدخلها الشمس ,احذري أن يصيبه النور
وكل يوم تسقينه كأس حليب باردا من الثلاجة يجب أن يكون باردا
حتى يصير لون قلب الفطـــــــر أحمرا وهو لون الحب ,,حينها بالضبط سيدق حبيبك الباب لخطبتك
مرت سبعة اشهر الان والفطر السعيد بقي شاحب اللون كصاحبته
لكن الأمل ظل أحمرا ساطعا مشعا في قلبها
حتى كان اليوم المشؤوم
نهضت كعادتها وذهبت للثلاجة صبتْ كأس حليب
فتحت العلبة الورقية
سكبت الحليب اليا ..
عند غلق العلبة انتبهت أن الفطر قد اختفى اختفى.. تماما
أملها اختفي ....زوجها اختفى...بحثت عنه طويلا ولم تعثر عليه ولم تفهم سر إختفائه أبدا.
بكت عليه بحرقة حزنت عليه, أتمت العدة ,ثم ذهبت لتجلب أخر..
في السوق إلتقت مع صديقتها التي تزوجت
كانت تشتري فطرا هي الأخرى لكن انتبهت بطلتنا -وبتذكرها لدروس العلوم في مرحلة الثانوية -
انه على شكل "رحم"
سألتها لما هذا؟
قالت هو للحمل للنساء والرجال الذين لاينجبون الأطفال
-لكن الرجل لارحم له : سألت ببلاهة منقطعة النظير
-الامر رمزي فقط
-اه فهمت
-هل أيضا هذا النوع من جزيرة منغوليا
-نعم طبعا
-منغوليا" ناس ملاح" قالت لنفسها
ودعت صديقتها ,عادت لغرفة نومها,خبات أملها في علبة سوداء ... ونامت بعد أن وضعت الحليب في الثلاجة ليكون بارد مع نسمات الفجر المنعشة .
تمت
بقلم منيرة
يوم 30 أوت 2016
باسم امل من منغوليا كانت رائعة حقا
أمـــــــــــل من منغوليا
نهضت متثاقلة مع نسمات الفجر الأولى, ذهبت للثلاجة, سكبت كأسا من حليب , عادت لغرفة نومها . فتحت العلبة الورقية السوداء
أطلت على أملها؛ ثم سقته الحليب ,غرقت مجددا في النوم وهي تحلم بعريسها الغني الوسيم
رغم بلوغها سن الأربعين فهمي مازلت تثق أنها ستتزوج رجلاً ذا مكانة عالية في المجتمع وستسافر لأماكن كثيرة
وستحظى بخطبة لامثيل لها ...
كانت تمتلك ثقة بالنفس تتجاوز الغرور وتتساوى مع الجنون
رغم أن النحس أرتبط بها بشكل واضح للعيان، إلا أنها اعتبرت ذلك نوعا من "العَين "
كانت شاحبة اللون شديدة الاصفرار نحيلة العود
ولاحواجب لها من كثرة القص واللصق ,إلا أنها تعبتر نفسها جميلة ومَحسودة
جربت أشهر الطرق لتحصل على رجل في الحلال ولم يكن شرطًا أن يكون إبن حلال ,الشرط الأهم أن يكون ذا مال له مسكن خاص وسيارة فقط.
الحقيقة حصلت على رجل جيد في فترة من حياتها وكانت مخطوبة له وعلى وشك الزواج
لكنها طردته هي ووالدتها, لأنهما لم يتفقا على عدد النجوم في الفندق الذي ستقام فيه الخطوبة ...
هكذا تروي هي القصة لكن اطراف العريس وأطراف محايدة
كشفو ان الأمر غير صحيح وأن السبب هو أن العروس أنقصت من عمرها سبع سنين كاملة
كان ذلك أمر ا صاعقا حقا.
كما رويتُ آنفا, جربت بطلتنا العنيدة طرق غريبة وسخيفة ومجنونة لتحصل على زوج
وكان الفشل الذريع هو النهاية الدائمة
حتى التقت بصديقتها العانس التي لم تعد عانسا فقد تزوجت اخيرا
وبعد جلسة ثرثرة , قصت عليها السر الكامن وراء زواجها
وكانت صديقتنا تستمتع بتركيز
-اسمعي هناك فطر خاص على شكل قلب
يقال أنه ات من جزيرة في منغوليا
ذلك الفطر هو خاص بالنساء العانسات
هو من سيجذب لهن الفارس الاسود على الحصان الابيض
-لكن ألم تعكس الأمر ألا يقال الفارس الأبيض على الحصان الأسود
لا أدري عن أي فارس تتحدث لقد تزوجت شيخا
حسن ليس ذلك مهما, هذا ما تمتمت به بطلتنا , ولايهم لون الفارس وحصانه....
-اكملي اكملي
كما قلت لك يجب ان تخبيء الفطر السحري في علبة ورقية سوداء ..
في غرفة مظلمة لاتدخلها الشمس ,احذري أن يصيبه النور
وكل يوم تسقينه كأس حليب باردا من الثلاجة يجب أن يكون باردا
حتى يصير لون قلب الفطـــــــر أحمرا وهو لون الحب ,,حينها بالضبط سيدق حبيبك الباب لخطبتك
مرت سبعة اشهر الان والفطر السعيد بقي شاحب اللون كصاحبته
لكن الأمل ظل أحمرا ساطعا مشعا في قلبها
حتى كان اليوم المشؤوم
نهضت كعادتها وذهبت للثلاجة صبتْ كأس حليب
فتحت العلبة الورقية
سكبت الحليب اليا ..
عند غلق العلبة انتبهت أن الفطر قد اختفى اختفى.. تماما
أملها اختفي ....زوجها اختفى...بحثت عنه طويلا ولم تعثر عليه ولم تفهم سر إختفائه أبدا.
بكت عليه بحرقة حزنت عليه, أتمت العدة ,ثم ذهبت لتجلب أخر..
في السوق إلتقت مع صديقتها التي تزوجت
كانت تشتري فطرا هي الأخرى لكن انتبهت بطلتنا -وبتذكرها لدروس العلوم في مرحلة الثانوية -
انه على شكل "رحم"
سألتها لما هذا؟
قالت هو للحمل للنساء والرجال الذين لاينجبون الأطفال
-لكن الرجل لارحم له : سألت ببلاهة منقطعة النظير
-الامر رمزي فقط
-اه فهمت
-هل أيضا هذا النوع من جزيرة منغوليا
-نعم طبعا
-منغوليا" ناس ملاح" قالت لنفسها
ودعت صديقتها ,عادت لغرفة نومها,خبات أملها في علبة سوداء ... ونامت بعد أن وضعت الحليب في الثلاجة ليكون بارد مع نسمات الفجر المنعشة .
تمت
بقلم منيرة
يوم 30 أوت 2016
- وفاء
- مشرف عام
- مشاركات: 2720
- اشترك في: 28 إبريل 2021, 17:03
- مكان: المغرب
Re: دعوة للجميع الاعضاء ... اعطنا اجمل ما قرأت لغيرك من الاعضاء
أنا ذاكرتي ضعيفة، لكن من أجمل ما قرأت لك أخي نيسان، قصة تحكي عن رحلة في سيارة أجرة
- نيسان
- عضو مجمّد
- مشاركات: 188
- اشترك في: 30 مايو 2021, 04:28
Re: دعوة للجميع الاعضاء ... اعطنا اجمل ما قرأت لغيرك من الاعضاء
اهلا بك اختي ,,, اشكرك جدا تقصدين الطريق إلى القرية ,,,
سلمك الله وحماك
نحن نريد وضع المشاركة الاصلية ,,,
وسأختار قصة اخرى للمبدع محمد كنجو
تحت اسم جامعة الحياة
إحساس مرهف، حب للحياة ،قلب خفاق تحركه النسمات ،طموح عظيم يكاد يلامس أطراف السحاب .
-هذا هو "احمد"، الذي وجد نفسه محاصرا بين تطلعاته واحلامه الشخصية الكبيرة، وبين ظروف أسرته التي أخذت تتفاقم بعد مرض والده
وإستلامه قيادة دفة الأسرة وهو في طور الدراسة، التي كان يعول عليها
في بناء مستقبله كما كان يحلم ويخطط بدقة وإجتهاد.
-نسرين.. كانت أكثر من مجرد زميلة دراسة ورفيقة مرحلة؛
تشاركا مشوار الجامعة من بدايته
بأفراحه وأتراحه حتى باتا حديث الرفاق وهمساتهم عن سر تلك العلاقة الوطيدة والقوية والتي لم ينجح احد في إختراق اسوارها المتينة فالجميع
كان يترقب كيف ستؤول الأمور في النهاية..وأحمد في واد ونسرين
على قمة جبل ليس لمثل احمد
أن يفكر حتى في النظر إليه
-لاحظت نسرين قلق أحمد وتوتره
والإنخفاض المفاجئ في علاماته
وانقطاعاته المتكررة عن المحاضرات،
وأكثر ما أثار حفيضتها وقلقها هو عصبيته المستجدة، وغياب الروح المرحة وإبتسامته التي لم تكن تفارق محياه حتى في أصعب اللحظات.
-ووسط إلحاحها لم يجد أحمد بدا
من إخبارها بقراره الصعب بأنه مضطر لترك الجامعة ومساعدة أسرته .
-وقع الخبر على نسرين كالصاعقة
وبالكاد تمالكت نفسها وبصوت متهدج
قالت :
-لكن كيف وأنت تعلم أن تخرجك
وحصولك على شهادة الهندسة يكاد
يكون الأمل الوحيد والحاسم لنا
ليوافق والدي على إرتباطنا معا
وأنت بذلك تجردني من السلاح الأخير الذي يمكن أن اواجهه به
.
وبعد لحظة صمت مرت كأنها دهر
بدا أحمد وكأنه غاب عن الوجود
اجابها:
كنت اعلم اننا سنصل ذات يوم
إلى لحظة الحقيقة وإن كان سلاحك لمواجهة أسرتك ؛
هو شهادة وفاة أسرتي وهي على قيد الحياة ،فإسمحي لي لامجال هنا للمساومة ابدا،
ثم ألايوجد سلاح أخر تواجهين به أسرتك..!!؟؟
إخترق السؤال أعماقها
وشعرت بأنها من غير
قصد أطلقت سهما طائشا
تود إسترجاعه على عجل
ولمعت عيناها ببريق لم يعهده
أحمد من قبل
وأردفت :
شكرا لك أحمد ..
لقد وجدت السلاح
عفوا الحل .
- وفاء
- مشرف عام
- مشاركات: 2720
- اشترك في: 28 إبريل 2021, 17:03
- مكان: المغرب
Re: دعوة للجميع الاعضاء ... اعطنا اجمل ما قرأت لغيرك من الاعضاء
لم افهم ماذا تقصد بالمشاركات الأصلية؟
- محمد كنجو
- عضو ذهبيّ (1500+)
- مشاركات: 5663
- اشترك في: 29 إبريل 2021, 12:24
Re: دعوة للجميع الاعضاء ... اعطنا اجمل ما قرأت لغيرك من الاعضاء
شحطوط ومن غيره للأخت وفاء
حقق ما كان بالأمس مستحيلا، إنها الوحدة العربية والسفر لكل بلاد الأمة بدون تأشيرة ودون خوف من الحروب والدمار، بعد أن عم الأمن والأمان.
في الموقع الوحيد الذي كان يجمع الأصدقاء بدون شروط غير الإحترام، اتفق "سطاعش" (16) منهم أن يقوموا برحلة، تقررت أن تكون في المغرب لأن السمان من اقترحها وقد جهز مايلزم بمساعدة رضوان.
وصل الجميع إلى مدينة الدار البيضاء المغربية، بعضهم جوا وبعضهم بحرا والآخر برا، تراءى لنا السمان من بعيد في حافلة تستوعب أكثر من خمسين شخصا، وبجانبه سيدة أنيقة وجميلة لم يختلف اثنان أنها زوجته ريماس، كان أسعد شخص بوجودها بعد السمان هو قريب الطيب لأن لهجتهما متشابهة.
توقفت الحافلة وهاهو رضوان يخرج رأسه من الباب الخلفي مرحبا، يحمل لائحة بأسماءنا وكأنه ناظر مدرسة، توجهت نحوه منيرة مسرعة:
- المقعد الأمامي قرب النافدة لي
- اصعدي أيتها الحمراء، لكل واحدة منكن مكان قرب النافذة، اخترنا حافلة كبيرة لهذا السبب.
انتشرنا في الحافلة كجرذان تسكن.
تسكن الرجل الصغير الذي استولى على المقاعد الخمسة الأخيرة بعد شجار مع راشيل وتهديدها بحشراته التي يحملها في صندوق يحمل العجب، فارتعبت وهربت هي وريم لكنهما قالتا له:
-طيب أربح بالمقاعد لكن استعد للحرب مع النساء
جلست ريم و وراشيل وهاجر خلف منيرة مباشرة يتبادلان أطراف الحديث تقاطهم كل مرة فراشة ولا أذكر أنها استقرت في مقعد معين، تنتقل من مكان لآخر تستفز هذا و تضحك مع ذاك..،كأنها فعلا فراشة تحلق بأجنحتها
دارويسا صامتة وتحمل علب طعام لكن الجميع كان متوجس منها ومن علبة طعامها لأنها معروفة بسوابقها في الأطعمة الغربية للغاية خصوصا أرجل الدجاج كانت تقسم أنها تحمل طعاما جميلا لكن كل شخص تقترب منه يقول:
-أنا صائم دارويسا ...شكرا
، فلينة غطت وجهها بستارة الحافلة تتأمل الطريق، وكل مرة تصرخ على السمان ليخفف السرعة إذا لاحظت طائرا أو دابة أو أي حيوان آخر لتلتقط صورة،والسمان كان ينصت دوما لصراخها ويخفف السير ، فتصرخ منيرة
-أسرع بنا أسرع
قلب طفلة فتحت الباب الخلفي للحافلة وجلست في الدرج مستمتعة بالهواء العليل ينهرها عن ذلك رضوان كل مرة خوفا من شرطة الطريق،
في المقعد قبل الأخير من صف الرجال كان يجلس فيلسوف، يحمل ورقة وقلم محاولا كتابة قصة ولم يتمكن من ذلك إلا بعد أن غير المكان لأن رائحة قدمي تسكن الذي تمدد في الخلف خدرت عقله وبعثرت أفكاره، إنتهاء لم يتوقف عن الكلام مع قريب وكأنهما في زاوية سؤال مني وسؤال منك.
وفجأة سمعنا صرخة بالخلف والتفتنا جهتها، راشيل وريم خطتا وجه تسكن قلبي بسبب رائحة قدميه واحتلاله للمقاعد،
كانت الوجهة أكادير جنوب المغرب حيث الجو دافئ والبحر الساحر سيحرر أفكار الكتاب لاستغلال الرحلة في كتابة أجمل القصص، أفرغت فراشة كل ما في بطنها وسط الحافلة مما أثر في همسات وتقيأت هي الأخرى، لم يشفق عليهما أحد بعد أن أمرهما رضوان بتنظيف الحافلة.
بعد ساعات من الطريق الممتع، خاصة بعد أن غنت لنا ريماس ومحمد أغنية شامية رائعة رددها معهم الجميع:
منتدانا أحلى تشيكلة
ورد وفل ومسك وعنبر
منتدانا لمة أحباب
بأحلى شباب بيعلا ويكبر
منتدانا بالصوت الناعم
أخوات رجال وكلام مقدر
منتدانا أرقى إشراف
عاالأحباب عيون بتسهر
..
القصص بالصوت العربي
وبالإيمان الصوت معطر
القصص وكلمتنا وحدة
بدنا أدبنا يتطور
القصص ومهما أختلفنا
للأصل منرجع للمصدر
القصص والسجن الأدبي
من قلبه الإبداع يتفجر
..
بالقصص قهوتنا الصبح
حلوة ووسط ومن غير سكر
بالقصص وجبتنا الظهر
صوت وصورة ما بيتأخر
وباالواحة سهرتنا منورة
بالكلمة الحلوة منتحضر
..
القصص منتدانا الأحلى
فيه كبرنا وفينا بيكبر
مناوفينا وإلنا البيت
وباالود البيت بيتعمر
وصلنا أخيرا إلى شاطئ البحر انطلق الشبان للسباحة إلا السمان بقي بجانب زوجته خوفا عليها وعلى حملها، أما الجنس اللطيف فبعضهن تمنع حفاظا على زينتهن والأخريات لا يجدن السباحة، لعبنا الكرة في فريقين تغلب فريق نون النسوة لكثرتنا ههه، ذهبت همسات وأليكسندرا وهاجر لجمع الصدف، منيرة وفراشة ودارويسا تسلقن صخرة كبيرة يتأملن منها البحر وربما كان في ذهن كل واحدة أن تجرب رمي الأخرى من الأعلى، رشيل وقلب طفلة شيدوا قلعة من الرمال كانت رائعة قبل أن يهدمها تسكن بضربة كرة، فلينة مسترخية تحت أشعة الشمس قرب ريماس، أما البقية ذهبوا للصيد وعادوا بعد ساعات بخفي حنين..
أصرت ريم أن نبقى لمشاهدة غروب الشمس فوافقها الجميع، كان المنظر رائعا خاصة بحضور أجمل الأصدقاء.
إنتهت الرحلة وقررنا العودة لمراكش ومنها إلى الدار البيضاء، فحدث ما لم يكن في الحسبان، في الطريق السيار أخرج تسكن فأرا من صندوقه وبدأ صراخ الفتيات في الخلف، أما منيرة فصرخة واحدة منها كانت كافية لتفزع ريماس التي بدت عليها علامات الطلق، ارتعب السمان وهو يعلم أن المسافة بيننا وأقرب مستشفى بعيدة جدا، طلب منه محمد أن يتولى القيادة ويهتم هو بزوجته، لكنه رفض لاعتقاده أنه سيقود أسرع، كانت ريماس تصرخ من شدة الألم والفتيات تصرخن خوفا من الفئران وما كان له إلا أن استسلم وتوقف.
قالت الفلينة بنبرة واثقة
-أنا سأتولى توليدها
اندهش الجميع، وسألها إنتهاء
-هل سبق لك أن قمت بذلك؟
-نعم، ساعدت بقرة ذات مرة وكان كل شيء على مايرام.
صرخ السمان
-وهل توليد زوجتي مثل توليد بقرة؟
-اتركها إذن على هذا الحال حتى تفقد الإثنين، وصعدت للحافلة
-انزلي وليقدر الله خيرا
استطاعت فلينة أن تنقد الإثنين بمساعدة ريم وهاجر، وأدوات تسكن الذي أكد أنه عقمها بمادة كحولية، لفت قلب طفلة المولود في ثوب حريري أخدته من كتف همسات، وأعطته لفيلسوف الذي كبر وأذن في أذنه، واهتم البقية بريماس، نظف محمد الحافلة من الفئران وأكملنا الطريق، تنازل تسكن عن مكانه لريماس التي بدت أقوى مما يوحي شكلها، وأكملنا الطريق، ذهبنا سطاعش وعدنا سبعطاعش، مع المولود الجديد الذي اختار له رضوان اسم"شحطوط
حقق ما كان بالأمس مستحيلا، إنها الوحدة العربية والسفر لكل بلاد الأمة بدون تأشيرة ودون خوف من الحروب والدمار، بعد أن عم الأمن والأمان.
في الموقع الوحيد الذي كان يجمع الأصدقاء بدون شروط غير الإحترام، اتفق "سطاعش" (16) منهم أن يقوموا برحلة، تقررت أن تكون في المغرب لأن السمان من اقترحها وقد جهز مايلزم بمساعدة رضوان.
وصل الجميع إلى مدينة الدار البيضاء المغربية، بعضهم جوا وبعضهم بحرا والآخر برا، تراءى لنا السمان من بعيد في حافلة تستوعب أكثر من خمسين شخصا، وبجانبه سيدة أنيقة وجميلة لم يختلف اثنان أنها زوجته ريماس، كان أسعد شخص بوجودها بعد السمان هو قريب الطيب لأن لهجتهما متشابهة.
توقفت الحافلة وهاهو رضوان يخرج رأسه من الباب الخلفي مرحبا، يحمل لائحة بأسماءنا وكأنه ناظر مدرسة، توجهت نحوه منيرة مسرعة:
- المقعد الأمامي قرب النافدة لي
- اصعدي أيتها الحمراء، لكل واحدة منكن مكان قرب النافذة، اخترنا حافلة كبيرة لهذا السبب.
انتشرنا في الحافلة كجرذان تسكن.
تسكن الرجل الصغير الذي استولى على المقاعد الخمسة الأخيرة بعد شجار مع راشيل وتهديدها بحشراته التي يحملها في صندوق يحمل العجب، فارتعبت وهربت هي وريم لكنهما قالتا له:
-طيب أربح بالمقاعد لكن استعد للحرب مع النساء
جلست ريم و وراشيل وهاجر خلف منيرة مباشرة يتبادلان أطراف الحديث تقاطهم كل مرة فراشة ولا أذكر أنها استقرت في مقعد معين، تنتقل من مكان لآخر تستفز هذا و تضحك مع ذاك..،كأنها فعلا فراشة تحلق بأجنحتها
دارويسا صامتة وتحمل علب طعام لكن الجميع كان متوجس منها ومن علبة طعامها لأنها معروفة بسوابقها في الأطعمة الغربية للغاية خصوصا أرجل الدجاج كانت تقسم أنها تحمل طعاما جميلا لكن كل شخص تقترب منه يقول:
-أنا صائم دارويسا ...شكرا
، فلينة غطت وجهها بستارة الحافلة تتأمل الطريق، وكل مرة تصرخ على السمان ليخفف السرعة إذا لاحظت طائرا أو دابة أو أي حيوان آخر لتلتقط صورة،والسمان كان ينصت دوما لصراخها ويخفف السير ، فتصرخ منيرة
-أسرع بنا أسرع
قلب طفلة فتحت الباب الخلفي للحافلة وجلست في الدرج مستمتعة بالهواء العليل ينهرها عن ذلك رضوان كل مرة خوفا من شرطة الطريق،
في المقعد قبل الأخير من صف الرجال كان يجلس فيلسوف، يحمل ورقة وقلم محاولا كتابة قصة ولم يتمكن من ذلك إلا بعد أن غير المكان لأن رائحة قدمي تسكن الذي تمدد في الخلف خدرت عقله وبعثرت أفكاره، إنتهاء لم يتوقف عن الكلام مع قريب وكأنهما في زاوية سؤال مني وسؤال منك.
وفجأة سمعنا صرخة بالخلف والتفتنا جهتها، راشيل وريم خطتا وجه تسكن قلبي بسبب رائحة قدميه واحتلاله للمقاعد،
كانت الوجهة أكادير جنوب المغرب حيث الجو دافئ والبحر الساحر سيحرر أفكار الكتاب لاستغلال الرحلة في كتابة أجمل القصص، أفرغت فراشة كل ما في بطنها وسط الحافلة مما أثر في همسات وتقيأت هي الأخرى، لم يشفق عليهما أحد بعد أن أمرهما رضوان بتنظيف الحافلة.
بعد ساعات من الطريق الممتع، خاصة بعد أن غنت لنا ريماس ومحمد أغنية شامية رائعة رددها معهم الجميع:
منتدانا أحلى تشيكلة
ورد وفل ومسك وعنبر
منتدانا لمة أحباب
بأحلى شباب بيعلا ويكبر
منتدانا بالصوت الناعم
أخوات رجال وكلام مقدر
منتدانا أرقى إشراف
عاالأحباب عيون بتسهر
..
القصص بالصوت العربي
وبالإيمان الصوت معطر
القصص وكلمتنا وحدة
بدنا أدبنا يتطور
القصص ومهما أختلفنا
للأصل منرجع للمصدر
القصص والسجن الأدبي
من قلبه الإبداع يتفجر
..
بالقصص قهوتنا الصبح
حلوة ووسط ومن غير سكر
بالقصص وجبتنا الظهر
صوت وصورة ما بيتأخر
وباالواحة سهرتنا منورة
بالكلمة الحلوة منتحضر
..
القصص منتدانا الأحلى
فيه كبرنا وفينا بيكبر
مناوفينا وإلنا البيت
وباالود البيت بيتعمر
وصلنا أخيرا إلى شاطئ البحر انطلق الشبان للسباحة إلا السمان بقي بجانب زوجته خوفا عليها وعلى حملها، أما الجنس اللطيف فبعضهن تمنع حفاظا على زينتهن والأخريات لا يجدن السباحة، لعبنا الكرة في فريقين تغلب فريق نون النسوة لكثرتنا ههه، ذهبت همسات وأليكسندرا وهاجر لجمع الصدف، منيرة وفراشة ودارويسا تسلقن صخرة كبيرة يتأملن منها البحر وربما كان في ذهن كل واحدة أن تجرب رمي الأخرى من الأعلى، رشيل وقلب طفلة شيدوا قلعة من الرمال كانت رائعة قبل أن يهدمها تسكن بضربة كرة، فلينة مسترخية تحت أشعة الشمس قرب ريماس، أما البقية ذهبوا للصيد وعادوا بعد ساعات بخفي حنين..
أصرت ريم أن نبقى لمشاهدة غروب الشمس فوافقها الجميع، كان المنظر رائعا خاصة بحضور أجمل الأصدقاء.
إنتهت الرحلة وقررنا العودة لمراكش ومنها إلى الدار البيضاء، فحدث ما لم يكن في الحسبان، في الطريق السيار أخرج تسكن فأرا من صندوقه وبدأ صراخ الفتيات في الخلف، أما منيرة فصرخة واحدة منها كانت كافية لتفزع ريماس التي بدت عليها علامات الطلق، ارتعب السمان وهو يعلم أن المسافة بيننا وأقرب مستشفى بعيدة جدا، طلب منه محمد أن يتولى القيادة ويهتم هو بزوجته، لكنه رفض لاعتقاده أنه سيقود أسرع، كانت ريماس تصرخ من شدة الألم والفتيات تصرخن خوفا من الفئران وما كان له إلا أن استسلم وتوقف.
قالت الفلينة بنبرة واثقة
-أنا سأتولى توليدها
اندهش الجميع، وسألها إنتهاء
-هل سبق لك أن قمت بذلك؟
-نعم، ساعدت بقرة ذات مرة وكان كل شيء على مايرام.
صرخ السمان
-وهل توليد زوجتي مثل توليد بقرة؟
-اتركها إذن على هذا الحال حتى تفقد الإثنين، وصعدت للحافلة
-انزلي وليقدر الله خيرا
استطاعت فلينة أن تنقد الإثنين بمساعدة ريم وهاجر، وأدوات تسكن الذي أكد أنه عقمها بمادة كحولية، لفت قلب طفلة المولود في ثوب حريري أخدته من كتف همسات، وأعطته لفيلسوف الذي كبر وأذن في أذنه، واهتم البقية بريماس، نظف محمد الحافلة من الفئران وأكملنا الطريق، تنازل تسكن عن مكانه لريماس التي بدت أقوى مما يوحي شكلها، وأكملنا الطريق، ذهبنا سطاعش وعدنا سبعطاعش، مع المولود الجديد الذي اختار له رضوان اسم"شحطوط
- نيسان
- عضو مجمّد
- مشاركات: 188
- اشترك في: 30 مايو 2021, 04:28
Re: دعوة للجميع الاعضاء ... اعطنا اجمل ما قرأت لغيرك من الاعضاء
عذرا منك ...سامحيني اختي اسيل ,,, انا لم اوضح ,,, اقصد كامل المشاركة ,.,.,, يعني نجيب القصة كاملة حتى نقرأها جميعا ,,,
- وفاء
- مشرف عام
- مشاركات: 2720
- اشترك في: 28 إبريل 2021, 17:03
- مكان: المغرب
Re: دعوة للجميع الاعضاء ... اعطنا اجمل ما قرأت لغيرك من الاعضاء
آسفة لا أعرف كيف أحضرها، هلا تكرمت ونسخت لنا الطريق إلى القرية؟
- محمد كنجو
- عضو ذهبيّ (1500+)
- مشاركات: 5663
- اشترك في: 29 إبريل 2021, 12:24
Re: دعوة للجميع الاعضاء ... اعطنا اجمل ما قرأت لغيرك من الاعضاء
الطريق إلى القرية لنيسان
الطريق إلى القرية
((أول قصة للكاتب فائزة بالجائزة الأولى على مستوى دمشق للطلاب الثانوية لعام 1993))
على رصيف محطة المدينة اجتمعوا ...ينتظرون سيارة الأجرة لتقلهم إلى القرية ...و طال الأنتظار لدقائق معدودة ..وبين الأفافات والهمسات ..أتى الفرج أخيرا ..
بانت سيارة مهترئة كصاحبها تشعل أنوارها الخافتة وتنطفىء لتعلن لهم أنها قادمة بسرعة البرق لتنقلهم إلى القريةفي تلك الليلة الباردة المظلمة من ليالي شتاء قارس البرودة ..
إنها سيارة ((أبو محمود)) ..ومن لا يعرف ((أبو محمود)) ..صاحب النكتة الظريفة في حديثه ..والدخان الدائم المتصاعد من لفافة تبغه الملتصقة دائما في فمه ..
وكأنه عندما ولج إلى الحياة رضع الحليب مع لفافة التبغ ..فلا يكاد تبغ الأولى يحترق ..حتى يشغل الثانية والثالثة ..هكذا طيلة النهار حتى ينام ...
ألتف الجميع حول سيارته المتعبة وصعدوا بلا إستئذان لكي يتخلصوا من برد أكل أطرافهم وعظامهم ..
- أبو محمود تأخرت ...كدنا نتجمد من البرد ..
- أي والله يظهر على اجسادكم أنها خرجت من الثلاجة ..
قهقة وحيدة خرجت من السيارة وهي قهقة أبو محمود فقط بينما الركاب ألتف كل واحد منهم برداء الصمت ..ودخل حلبة التفكير ..مع أول إنعرجات الطريق المؤدية إلى القرية ...
نظر أبو محمود في وجهيهم ثكلى ..لا تنبس ببنت شفة ..فاختار الصمت أيضا ..وأكتفى بمص لفافة تبغه دون اكتراث ..بما يدور في عقولهم ..
وبدا الطريق شاحبا مغبرا كوجه من تجلس بجانب ((أبو محمود ))...إنها أم احمد ... الجميع يعرفها بإبتسامتها البراقة ..وبساطتها القروية ..
وخبزها المعجون مع تعب سنوات عجاف مروا بها مع تسعة أولاد ترك لها تربيتهم أبو احمد وغادر لملاقاة وجه ربه دون عودة ..عندما كان أكبرهم أحمد في سن المراهقة ..
وربتهم جميعا وبكل شبر وندر ..وزوجت أخر العنقود شيماء قبل عام ونصف ..وفرحت بإنها تجاوزت الأمتحان بنجاح ..
ولكنها لم تعلم ..أن هم البنات للممات ..فقبل أيام نزلت إلى المدينة لتفرح بولوج أول مولود لشيماء والحفيد الثامن عشر بالنسبة لجدته أم أحمد ..ولكن فرحتها لم تكتمل ..
هاهو عقلها يحدثها منحنيا مع انحناءات الطريق إلى القرية ..
وفي داخل لبها يدور حوار كما تدور عجلات سيارة أبو محمود العتيقة ...
هل أقول له ؟؟ ولكن إذا قلت لأحمد عنما حدث معي في بيت أخته ..سيثور كالثور الهائج ويطلق أخته من زوجها ..و ربما يضربه ..أحمد عصبي المزاج ..
لا ..لن أقول له ...ولكن إذا لم أقل له ..لمن أشكو ذاك الظالم الذي يضرب ابنتي ..يا الله فرجك ...لا ..لن أترك أبنتي بين يدي زوجها الظالم و الجاحد ..
لقد تطاول علي أيضا ..و طردني من بيته ..ورماني على رصيف المحطة دون أن يودعني ...سوف أقول لأحمد ..ولن أتراجع ..
هنا صرخت أم احمد ...تنظر بعيون الحدة إلى ((أبو محمود )) ...
استعجل يا أبو محمود ..
استفاق الجميع على صوت صراخها ذاك ..ولم يتكلم سوى أبو محمود ذاته ...قائلا .. من أين سأحضر لكم طائرة ..؟ ثمنها غالي ..
وكالعادة صوت قهقة أبو محمود منفردا داخل أجواء السيارة المنحدرة على طريق القرية ...
بينما عاد الجميع ليدخلوا حلبة التفكير ..منهم من غطى وجهه بكلتا يديه كان يجلس في المقعد الخلفي بقرب الزجاج الأيمن ..ينظر إلى حافة الطريق ..بعينيه الزرقاوين ويتحسر ..
إنه أبو جاسم ..فلاح نشيط ذو همة عالية رغم كبر سنه ..فقد بلغ السبعين وتجاوزها ومازالت ضربة معوله ترن كرنين الذهب .. ومازال الرفش في يديه مثل اللعبة في يد طفل صغير ..
عادة أبو جاسم لا يقف عن الحديث والثرثرة عن زراعته ومحصوله وأرضه ..فهي تشغل باله وعقله كله ولكن عقله اليوم مشوش ..
فهو نزل إلى المدينة ليحصل مال محصوله لموسم السنة الفائتة ..ولكنه عاد يضرب أخماسا بأسداس ...
هاهو عقله يحدثه منحنيا مع انحناءات الطريق إلى القرية ..
وفي داخل لبه يدور حوار كما تدور عجلات سيارة أبو محمود العتيقة ...
هل أقول للمختار .؟..وكيف سأقول له ..يا خجلتي منه ..كيف سأقول لرجل تربيت معه وعشت معه وأكلت وشربت معه ..لمدة سنوات حياتي ..فمنذ أن وعيت على الدنيا وهو يرافقني طريق حياتي ..
ويسندني في السراء وفي الضراء ..كيف سأقول لذلك المسكين المريض بمرض القلب عن تلك المصيبة ..
كيف سأقول لذلك الصاحب المغرور بشهادات ابنه المزورة أن أبنه صاحب الشركات الكبيرة في المدينة ..وصاحب منصب مهم في غرفة الزراعة في المدينة ..كيف سأقول له أن أبنه لص ومحتال ..
وأنه سرقني ولم يعط لي شيئا من ثمن محصولي ..وأنه طردني من مكتبه ورماني كالكلاب على رصيف المحطة المدينة ...ولكني أريد أن أزوج أبني وقد خطبنا له منذ عام والجميع ينتظر أن نقيم له زفافه قريبا ..
لابد لي أن أقول للمختار والذي يحدث سيحدث ...هنا صرخ أبو جاسم بصوت عال أستفاق الجميع من سكرتهم الفكرية على صوته ...أستعجل يا أبو محمود ...
ألتفت (( أبو محمود )) نحوه قائلا :
تعال أبو جاسم استلم المقود ..واستلم القيادة بنفسك . ولنشاهد عضلاتك ...
طبعا كالعادة قهقهة وحيدة رنت في داخل السيارة هي قهقة ((أبو محمود)) طبعا ...
بينما الجميع عادوا إلى صمتهم وتفكيرهم
كانت السيارة تغور داخل تعرجات الطريق إلى القرية كما تغور عينا من يجلس على يسار المقعد الخلفي بالبكاء .. هو محمد الذي يؤدي الخدمة العسكرية في احدى ادارتها في المدينة ..
منذ اربعة شهور وبعد حضوره عزاء والدته غادر محمد القرية عائدا إلى ثكنته بعد انتهاء إجازاته الاضرارية ..
واليوم هو عائد وفي قلبه نار مشتعلة ..فقد تلقى اتصالا من أحد أصدقائه في القرية ..يخبره بأن أخاه الأكبر سنا منه قد حصل على حكم قضائي بفراغ الأرض والدار الذي ورثها عن والديه ..
وأن حصته فيها أصبحت لإخيه فقط .. فطلب إجازة مستعجلة ..وعاد ٍ.
هاهو عقله يحدثه منحنيا مع انحناءات الطريق إلى القرية ..
وفي داخل لبه يدور حوار كما تدور عجلات سيارة أبو محمود العتيقة
ماذا أقول له ؟؟؟ ماذا أقول لمن هو من لحمي ودمي ,,, هل أقول له أنت لص سارق ’’’ هل أشتكي عليه ,,, هل أضربه ؟؟؟ وتصبح قصصنا على ألسنة كل من في القرية ,,, كيف يسرق أخي حصتي ’,’,
وهي أرض واحدة ربانا والدي فيها ونمنا على ترابها وأكلنا من خيرها ’,,,
لا لن أتحدث معه بحدة ’,’’ سأذكره بتربية أمنا وأبانا ,,, وسأذكره بكل حلوة ومرة كانت معه في أيام الطفولة ,,, والأهم من ذلك سأذكره أن الله موجود ولا يرضى بظلم ظالم ,,,
وسوف أخذ حقي منه من الله عز و جل ,,, ولكني لن أسكت سوف اكلمه ,,, هنا تفاجأ من في السيارة بصوت محمد المخنوق يقول :
أستعجل يا أبو محمود ....
هنا همّ أبو محمود بالرد على محمد ولكن سبقه صوت صاعق ,,, جعل الجميع في حالة رعب وخوف إلى أن ركنت السيارة على يمين الطريق
وسمع صوت أبو محمود يقول :
((عجبكون )) ... انفجرت العجلة ...
تنهد الجميع للوقوف عجلات السيارة في الطريق المؤدية إلى القرية
لتعود وتدور في كل يوم وتحمل معها هموم من يذهبون ويعودون
على الطريق إلى القرية
مع أجمل تحيات
نيسان
كتبت في عام 1993
واعيد نسج خيوطها من الذاكرة
يوم 6-3-2021
الطريق إلى القرية
((أول قصة للكاتب فائزة بالجائزة الأولى على مستوى دمشق للطلاب الثانوية لعام 1993))
على رصيف محطة المدينة اجتمعوا ...ينتظرون سيارة الأجرة لتقلهم إلى القرية ...و طال الأنتظار لدقائق معدودة ..وبين الأفافات والهمسات ..أتى الفرج أخيرا ..
بانت سيارة مهترئة كصاحبها تشعل أنوارها الخافتة وتنطفىء لتعلن لهم أنها قادمة بسرعة البرق لتنقلهم إلى القريةفي تلك الليلة الباردة المظلمة من ليالي شتاء قارس البرودة ..
إنها سيارة ((أبو محمود)) ..ومن لا يعرف ((أبو محمود)) ..صاحب النكتة الظريفة في حديثه ..والدخان الدائم المتصاعد من لفافة تبغه الملتصقة دائما في فمه ..
وكأنه عندما ولج إلى الحياة رضع الحليب مع لفافة التبغ ..فلا يكاد تبغ الأولى يحترق ..حتى يشغل الثانية والثالثة ..هكذا طيلة النهار حتى ينام ...
ألتف الجميع حول سيارته المتعبة وصعدوا بلا إستئذان لكي يتخلصوا من برد أكل أطرافهم وعظامهم ..
- أبو محمود تأخرت ...كدنا نتجمد من البرد ..
- أي والله يظهر على اجسادكم أنها خرجت من الثلاجة ..
قهقة وحيدة خرجت من السيارة وهي قهقة أبو محمود فقط بينما الركاب ألتف كل واحد منهم برداء الصمت ..ودخل حلبة التفكير ..مع أول إنعرجات الطريق المؤدية إلى القرية ...
نظر أبو محمود في وجهيهم ثكلى ..لا تنبس ببنت شفة ..فاختار الصمت أيضا ..وأكتفى بمص لفافة تبغه دون اكتراث ..بما يدور في عقولهم ..
وبدا الطريق شاحبا مغبرا كوجه من تجلس بجانب ((أبو محمود ))...إنها أم احمد ... الجميع يعرفها بإبتسامتها البراقة ..وبساطتها القروية ..
وخبزها المعجون مع تعب سنوات عجاف مروا بها مع تسعة أولاد ترك لها تربيتهم أبو احمد وغادر لملاقاة وجه ربه دون عودة ..عندما كان أكبرهم أحمد في سن المراهقة ..
وربتهم جميعا وبكل شبر وندر ..وزوجت أخر العنقود شيماء قبل عام ونصف ..وفرحت بإنها تجاوزت الأمتحان بنجاح ..
ولكنها لم تعلم ..أن هم البنات للممات ..فقبل أيام نزلت إلى المدينة لتفرح بولوج أول مولود لشيماء والحفيد الثامن عشر بالنسبة لجدته أم أحمد ..ولكن فرحتها لم تكتمل ..
هاهو عقلها يحدثها منحنيا مع انحناءات الطريق إلى القرية ..
وفي داخل لبها يدور حوار كما تدور عجلات سيارة أبو محمود العتيقة ...
هل أقول له ؟؟ ولكن إذا قلت لأحمد عنما حدث معي في بيت أخته ..سيثور كالثور الهائج ويطلق أخته من زوجها ..و ربما يضربه ..أحمد عصبي المزاج ..
لا ..لن أقول له ...ولكن إذا لم أقل له ..لمن أشكو ذاك الظالم الذي يضرب ابنتي ..يا الله فرجك ...لا ..لن أترك أبنتي بين يدي زوجها الظالم و الجاحد ..
لقد تطاول علي أيضا ..و طردني من بيته ..ورماني على رصيف المحطة دون أن يودعني ...سوف أقول لأحمد ..ولن أتراجع ..
هنا صرخت أم احمد ...تنظر بعيون الحدة إلى ((أبو محمود )) ...
استعجل يا أبو محمود ..
استفاق الجميع على صوت صراخها ذاك ..ولم يتكلم سوى أبو محمود ذاته ...قائلا .. من أين سأحضر لكم طائرة ..؟ ثمنها غالي ..
وكالعادة صوت قهقة أبو محمود منفردا داخل أجواء السيارة المنحدرة على طريق القرية ...
بينما عاد الجميع ليدخلوا حلبة التفكير ..منهم من غطى وجهه بكلتا يديه كان يجلس في المقعد الخلفي بقرب الزجاج الأيمن ..ينظر إلى حافة الطريق ..بعينيه الزرقاوين ويتحسر ..
إنه أبو جاسم ..فلاح نشيط ذو همة عالية رغم كبر سنه ..فقد بلغ السبعين وتجاوزها ومازالت ضربة معوله ترن كرنين الذهب .. ومازال الرفش في يديه مثل اللعبة في يد طفل صغير ..
عادة أبو جاسم لا يقف عن الحديث والثرثرة عن زراعته ومحصوله وأرضه ..فهي تشغل باله وعقله كله ولكن عقله اليوم مشوش ..
فهو نزل إلى المدينة ليحصل مال محصوله لموسم السنة الفائتة ..ولكنه عاد يضرب أخماسا بأسداس ...
هاهو عقله يحدثه منحنيا مع انحناءات الطريق إلى القرية ..
وفي داخل لبه يدور حوار كما تدور عجلات سيارة أبو محمود العتيقة ...
هل أقول للمختار .؟..وكيف سأقول له ..يا خجلتي منه ..كيف سأقول لرجل تربيت معه وعشت معه وأكلت وشربت معه ..لمدة سنوات حياتي ..فمنذ أن وعيت على الدنيا وهو يرافقني طريق حياتي ..
ويسندني في السراء وفي الضراء ..كيف سأقول لذلك المسكين المريض بمرض القلب عن تلك المصيبة ..
كيف سأقول لذلك الصاحب المغرور بشهادات ابنه المزورة أن أبنه صاحب الشركات الكبيرة في المدينة ..وصاحب منصب مهم في غرفة الزراعة في المدينة ..كيف سأقول له أن أبنه لص ومحتال ..
وأنه سرقني ولم يعط لي شيئا من ثمن محصولي ..وأنه طردني من مكتبه ورماني كالكلاب على رصيف المحطة المدينة ...ولكني أريد أن أزوج أبني وقد خطبنا له منذ عام والجميع ينتظر أن نقيم له زفافه قريبا ..
لابد لي أن أقول للمختار والذي يحدث سيحدث ...هنا صرخ أبو جاسم بصوت عال أستفاق الجميع من سكرتهم الفكرية على صوته ...أستعجل يا أبو محمود ...
ألتفت (( أبو محمود )) نحوه قائلا :
تعال أبو جاسم استلم المقود ..واستلم القيادة بنفسك . ولنشاهد عضلاتك ...
طبعا كالعادة قهقهة وحيدة رنت في داخل السيارة هي قهقة ((أبو محمود)) طبعا ...
بينما الجميع عادوا إلى صمتهم وتفكيرهم
كانت السيارة تغور داخل تعرجات الطريق إلى القرية كما تغور عينا من يجلس على يسار المقعد الخلفي بالبكاء .. هو محمد الذي يؤدي الخدمة العسكرية في احدى ادارتها في المدينة ..
منذ اربعة شهور وبعد حضوره عزاء والدته غادر محمد القرية عائدا إلى ثكنته بعد انتهاء إجازاته الاضرارية ..
واليوم هو عائد وفي قلبه نار مشتعلة ..فقد تلقى اتصالا من أحد أصدقائه في القرية ..يخبره بأن أخاه الأكبر سنا منه قد حصل على حكم قضائي بفراغ الأرض والدار الذي ورثها عن والديه ..
وأن حصته فيها أصبحت لإخيه فقط .. فطلب إجازة مستعجلة ..وعاد ٍ.
هاهو عقله يحدثه منحنيا مع انحناءات الطريق إلى القرية ..
وفي داخل لبه يدور حوار كما تدور عجلات سيارة أبو محمود العتيقة
ماذا أقول له ؟؟؟ ماذا أقول لمن هو من لحمي ودمي ,,, هل أقول له أنت لص سارق ’’’ هل أشتكي عليه ,,, هل أضربه ؟؟؟ وتصبح قصصنا على ألسنة كل من في القرية ,,, كيف يسرق أخي حصتي ’,’,
وهي أرض واحدة ربانا والدي فيها ونمنا على ترابها وأكلنا من خيرها ’,,,
لا لن أتحدث معه بحدة ’,’’ سأذكره بتربية أمنا وأبانا ,,, وسأذكره بكل حلوة ومرة كانت معه في أيام الطفولة ,,, والأهم من ذلك سأذكره أن الله موجود ولا يرضى بظلم ظالم ,,,
وسوف أخذ حقي منه من الله عز و جل ,,, ولكني لن أسكت سوف اكلمه ,,, هنا تفاجأ من في السيارة بصوت محمد المخنوق يقول :
أستعجل يا أبو محمود ....
هنا همّ أبو محمود بالرد على محمد ولكن سبقه صوت صاعق ,,, جعل الجميع في حالة رعب وخوف إلى أن ركنت السيارة على يمين الطريق
وسمع صوت أبو محمود يقول :
((عجبكون )) ... انفجرت العجلة ...
تنهد الجميع للوقوف عجلات السيارة في الطريق المؤدية إلى القرية
لتعود وتدور في كل يوم وتحمل معها هموم من يذهبون ويعودون
على الطريق إلى القرية
مع أجمل تحيات
نيسان
كتبت في عام 1993
واعيد نسج خيوطها من الذاكرة
يوم 6-3-2021
- وفاء
- مشرف عام
- مشاركات: 2720
- اشترك في: 28 إبريل 2021, 17:03
- مكان: المغرب
Re: دعوة للجميع الاعضاء ... اعطنا اجمل ما قرأت لغيرك من الاعضاء
شكرا أخي محمد، صاحب الواجب دائما
- نيسان
- عضو مجمّد
- مشاركات: 188
- اشترك في: 30 مايو 2021, 04:28
Re: دعوة للجميع الاعضاء ... اعطنا اجمل ما قرأت لغيرك من الاعضاء
البارحة راجعت ارشيف الاخت سلمى ,,, واعترف لها .. انني قرأت تلك القصة يوم انزلتها ,, وكنت معجب بها ,,و ولكن لم انزل لها رد ,, والاعتراف بالذنب فضيلة ,, السبب هو انك صديقة ابتسام هههه ,... سامحيني ’,,, القصة ديسمبر وحكايات للنسيان ,,, ((وليست لنيسان )) ههه ’,, كانت رائعة ,, وكان رأيي تماما مطابق للاخ محمد كنجو ,,, من اجمل ما كتبت فعلا ,, وليست خربشات ’,,, شكرا سلمى ,, سلمت يداك ,, وسلم شعورك الوطني ,,,
ديسمبر و حكايات للنسيان
على الهامش
بعض الغياب لابد منه ...
بعض الحضور صار يؤلم ..
ديسمبر تعرف انني لا احبك و احبك في نفس الوقت
!!!"اعرف انه ليس ذنبك و اعرف ان "الحياة لا تصفو لاحد
كل عام افرغ مني كزجاجة عطر تركوها مفتوحة فجفف الهواء قطراتها..انا تركت قلبي مفتوحا للحياة ذات ديسمبر و جففت الحياة احلامي..ماذا افعل باحلام مجففة ..بصورة أقدام تمنيت ان تجتمع عند موقد...أضعتني يا أنا فمن المخطأ منا يا عزيزي ديسمبر ..
تقول لي أمي ذات ديسمبر من شتاء تفصلني عنه عقود من الزمن"لا تسيري في طريق وحيدة و لا تبقي في الظلام طويلا"الغيلان" و " الجنيات" موجودون في الغابة القريبةقد ينزلون و يأخذونك ..لا ادر حقا عن اي غيلان و جنيات كانت تتحدث ..هل عن اولئك الذين باسم الدين يقتلون ام عن مخلوقات هي الاخرى سمعت عنهم من امها و لم تقابلهم يوما وجها لوجه..امي نسيت في ذلك المساء الشتوي ان تقول ليو احذري كثيرا كثيرا من البشر قد يطعنونك في اي لحظةحتى و انت تقدمين لهم اطواق الياسمين
حتى و انت تذكرينهم في دعائك اثر كل صلاة ...
نسيت ان تخبرني انني قد اموت ب "رصاصة خيبة " اسرع مما اموت ب "أظافر وحش" !!
و اتيت لي انت ذات ديسمبر تحمل أوجاع الوطن و همومه فقاسمتك وسادة الشكوى و سهرنا تحت ضوء نفس القمر في مدينتين بعيدتين و حلمنا بالجزائر البيضاء و بحلم الشهداء يتحقق..كنت معك "جافة جدا" لم أرد ان يجمعنا شيء أكثر من الوطن و السياسة و الالم ..لانني ان احببت شيئا او شخصا افقده ..احتفظت بك بعيدا عن قلبي كي تبقى في حياتي في محاولة لتمويه القدر ..
فماذا كان بوسعي ان افعل و انت تحضر لي خاتما في مساء شتوي اخر و تقول لي و الناس في الشارع يهربون من المطر "هل تتزوجينني يا تشي جيفارا الجزائر" ..هل كان بوسعي يومها ان اقاوم سحر عيونك و انت تطلب مني ابناء يشبهونني و تقول لي "اريد فتاة حلوة مثلك لكن بجنون اقل يكفيني مجنونة واحدة في البيت" ماذا كان بوسعي ان افعل و انت تقول "وافقي بسرعة سامرض يا غبية المطر شديد " و تقهقه و اضحك انا الاخرى و ابتسم موافقة.
كانت تلك اول اخطائي و اكبرها و ثمنها ادفعه يوما بعد يوم و لن تتوقف الامي الى ان يضمني اللحد اليه..
فترة خطوبتنا تبدو لي اليوم حلما ضبابيا ..صورة بالابيض و الاسود لفتاة و شاب حلما كثيرا ..اكثر من اللازم فاحترقت الصورة من فرط الحماس ..هداياك التي مازلت احتفظ بها تكسر قلبي كجزيئات صغيرة احاول لملمتها فتختلط بدموع عيوني و يختنق صوتي و تفتح امي الباب فأرتمي في حضنها و ابكي ..ابكي كطفلة و اقول لها "سيقام العرس اليس كذلك ..و ساضع هداياه في منزلنا الصغير القريب من البحر..لقد قام بكراء البيت في ذلك المكان من اجلي ..يعرف انني و البحر اصدقاء" فتضمني اليها و لا تقول شيئا.
يتصل بي اخوك في مساء شتوي اخر و المطر يدق نافذتي فارفض ان انزل لعناقه..لم اعد احب المطر..يقول لي اخوك
"سامحيه ..لا تعرفين السبب الحقيقي الذي جعله يتصرف بهاته الطريقة ..اعترف انه كان جبانا لكن حاولي تفهمه ..يوما ما ستعرفين السبب"
اجيبه "لن اسامحه ..لا عذر لديه ..لا احد يترك خطيبته في اسبوع زفافهما ..لا احد يكسر قلب انثى بهاته القسوة ..يوم طلب يدي ارتفعت على قدمي و همست له "فكر جيدا..لا تعدني بما لا تستطيع فعله ..سنبقى صديقين دوما لكن لا تكسر قلبي" فاجابني "اريدك زوجتي يا مجنونة" كان يستطيع التراجع يومها فلم جعلني اتعلق به ثم رحل ..لن اسامحه فلتحل عليه لعنات السماء ..فليتعذب كثيرا كثيرا ..فليفقد اعز ما يملك ..فليعش عذاب الضمير كل يوم و ليلة ..لن اسامحه "و انفجر بالبكاء فيبكي اخوك لبكائي ..اخوك كان "أرجل منك" كان يطبطب علي بحنان أخ و يدعو لي بالصبر و عدم فقدان عقلي ..أما انت فاختفيت ك "فص ملح" أخذت فرحتي معك و تركت لي انكساري امام اهلي و احبتي و امام نفسي قبل الجميع..تركت لي "فوبيا" من أي رجل يقترب مني ..تركت لي ذكريات تحولت لكوابيس تقض مضجعي فتسرع امي الى غرفتي و اصرخ "أكره الرجال يا امي اكرههم..قساة يا امي " أدفن رأسي في صدرها و أحاول العودة للنوم فلا اجد لذلك سبيلا ..
تقول لبنى "لابد انه عرف انها لا تناسبه ..اصلا هي مغرورة و تنظر للجميع من فوق " فتجيبها سامية "ربما لثرثرتها تركها ..البنت لا تتوقف عن الكلام بالعة مذياع " و تضيف منال "انقذ نفسه في اخر لحظة و انقذها احسن من ان يطلقها فيما بعد " اسمع حوارهن في كافيتريا الجامعة و انا اطلب من النادل قهوة مرة و لم يلاحظن وجودي او ربما لاحظن ! اجمع ما تبقى مني و ادفع ثمن قهوة لم أشربها لكن مرارة الكلمات نابت عن مرارة القهوة و انسحب من هناك دون قول شيء..
اخذت صوتي يا حفيد ماسينيسا و شجاعتي العنترية التي لطالما تغنيت بها و احتميت بعزلتي يوم خذلتني .راهنت عليك انا و ضحيت بأشياء كثيرة من اجلك و كان جزائي رسالة اعتذار و رحيل ..هل تقدر فرحة انثى بثوبها الابيض ..هل تعرف مشاعري و انا اتسوق و اقول "هذا لشهر العسل و هذا لمدينة الالعاب و هذا للسفر" ..قتلتني يا هذا و حتى في الاسلام "الروح بالروح " و انا لن اتوقف عن لعنك حتى اخذ روحك ..اكرهك بأضعاف ما احببتك يوما ..اكرهك بحقد انثى امام جبن رجل ..اكرهك
ديسمبر انتهي بسرعة ارجوك تهاجمني الذكريات كلما اتيت ..ديسمبر ارجوك اسرع اموت بين ذراعيك انا و لست مستعدة للموت قبل دفن احدهم ...
مخرج
قد تموت الارواح قبل الاجساد
في وطن اسمه الجزائر
و في زمن الرجال فيه على ابواب الانقراض
ديسمبر و حكايات للنسيان
على الهامش
بعض الغياب لابد منه ...
بعض الحضور صار يؤلم ..
ديسمبر تعرف انني لا احبك و احبك في نفس الوقت
!!!"اعرف انه ليس ذنبك و اعرف ان "الحياة لا تصفو لاحد
كل عام افرغ مني كزجاجة عطر تركوها مفتوحة فجفف الهواء قطراتها..انا تركت قلبي مفتوحا للحياة ذات ديسمبر و جففت الحياة احلامي..ماذا افعل باحلام مجففة ..بصورة أقدام تمنيت ان تجتمع عند موقد...أضعتني يا أنا فمن المخطأ منا يا عزيزي ديسمبر ..
تقول لي أمي ذات ديسمبر من شتاء تفصلني عنه عقود من الزمن"لا تسيري في طريق وحيدة و لا تبقي في الظلام طويلا"الغيلان" و " الجنيات" موجودون في الغابة القريبةقد ينزلون و يأخذونك ..لا ادر حقا عن اي غيلان و جنيات كانت تتحدث ..هل عن اولئك الذين باسم الدين يقتلون ام عن مخلوقات هي الاخرى سمعت عنهم من امها و لم تقابلهم يوما وجها لوجه..امي نسيت في ذلك المساء الشتوي ان تقول ليو احذري كثيرا كثيرا من البشر قد يطعنونك في اي لحظةحتى و انت تقدمين لهم اطواق الياسمين
حتى و انت تذكرينهم في دعائك اثر كل صلاة ...
نسيت ان تخبرني انني قد اموت ب "رصاصة خيبة " اسرع مما اموت ب "أظافر وحش" !!
و اتيت لي انت ذات ديسمبر تحمل أوجاع الوطن و همومه فقاسمتك وسادة الشكوى و سهرنا تحت ضوء نفس القمر في مدينتين بعيدتين و حلمنا بالجزائر البيضاء و بحلم الشهداء يتحقق..كنت معك "جافة جدا" لم أرد ان يجمعنا شيء أكثر من الوطن و السياسة و الالم ..لانني ان احببت شيئا او شخصا افقده ..احتفظت بك بعيدا عن قلبي كي تبقى في حياتي في محاولة لتمويه القدر ..
فماذا كان بوسعي ان افعل و انت تحضر لي خاتما في مساء شتوي اخر و تقول لي و الناس في الشارع يهربون من المطر "هل تتزوجينني يا تشي جيفارا الجزائر" ..هل كان بوسعي يومها ان اقاوم سحر عيونك و انت تطلب مني ابناء يشبهونني و تقول لي "اريد فتاة حلوة مثلك لكن بجنون اقل يكفيني مجنونة واحدة في البيت" ماذا كان بوسعي ان افعل و انت تقول "وافقي بسرعة سامرض يا غبية المطر شديد " و تقهقه و اضحك انا الاخرى و ابتسم موافقة.
كانت تلك اول اخطائي و اكبرها و ثمنها ادفعه يوما بعد يوم و لن تتوقف الامي الى ان يضمني اللحد اليه..
فترة خطوبتنا تبدو لي اليوم حلما ضبابيا ..صورة بالابيض و الاسود لفتاة و شاب حلما كثيرا ..اكثر من اللازم فاحترقت الصورة من فرط الحماس ..هداياك التي مازلت احتفظ بها تكسر قلبي كجزيئات صغيرة احاول لملمتها فتختلط بدموع عيوني و يختنق صوتي و تفتح امي الباب فأرتمي في حضنها و ابكي ..ابكي كطفلة و اقول لها "سيقام العرس اليس كذلك ..و ساضع هداياه في منزلنا الصغير القريب من البحر..لقد قام بكراء البيت في ذلك المكان من اجلي ..يعرف انني و البحر اصدقاء" فتضمني اليها و لا تقول شيئا.
يتصل بي اخوك في مساء شتوي اخر و المطر يدق نافذتي فارفض ان انزل لعناقه..لم اعد احب المطر..يقول لي اخوك
"سامحيه ..لا تعرفين السبب الحقيقي الذي جعله يتصرف بهاته الطريقة ..اعترف انه كان جبانا لكن حاولي تفهمه ..يوما ما ستعرفين السبب"
اجيبه "لن اسامحه ..لا عذر لديه ..لا احد يترك خطيبته في اسبوع زفافهما ..لا احد يكسر قلب انثى بهاته القسوة ..يوم طلب يدي ارتفعت على قدمي و همست له "فكر جيدا..لا تعدني بما لا تستطيع فعله ..سنبقى صديقين دوما لكن لا تكسر قلبي" فاجابني "اريدك زوجتي يا مجنونة" كان يستطيع التراجع يومها فلم جعلني اتعلق به ثم رحل ..لن اسامحه فلتحل عليه لعنات السماء ..فليتعذب كثيرا كثيرا ..فليفقد اعز ما يملك ..فليعش عذاب الضمير كل يوم و ليلة ..لن اسامحه "و انفجر بالبكاء فيبكي اخوك لبكائي ..اخوك كان "أرجل منك" كان يطبطب علي بحنان أخ و يدعو لي بالصبر و عدم فقدان عقلي ..أما انت فاختفيت ك "فص ملح" أخذت فرحتي معك و تركت لي انكساري امام اهلي و احبتي و امام نفسي قبل الجميع..تركت لي "فوبيا" من أي رجل يقترب مني ..تركت لي ذكريات تحولت لكوابيس تقض مضجعي فتسرع امي الى غرفتي و اصرخ "أكره الرجال يا امي اكرههم..قساة يا امي " أدفن رأسي في صدرها و أحاول العودة للنوم فلا اجد لذلك سبيلا ..
تقول لبنى "لابد انه عرف انها لا تناسبه ..اصلا هي مغرورة و تنظر للجميع من فوق " فتجيبها سامية "ربما لثرثرتها تركها ..البنت لا تتوقف عن الكلام بالعة مذياع " و تضيف منال "انقذ نفسه في اخر لحظة و انقذها احسن من ان يطلقها فيما بعد " اسمع حوارهن في كافيتريا الجامعة و انا اطلب من النادل قهوة مرة و لم يلاحظن وجودي او ربما لاحظن ! اجمع ما تبقى مني و ادفع ثمن قهوة لم أشربها لكن مرارة الكلمات نابت عن مرارة القهوة و انسحب من هناك دون قول شيء..
اخذت صوتي يا حفيد ماسينيسا و شجاعتي العنترية التي لطالما تغنيت بها و احتميت بعزلتي يوم خذلتني .راهنت عليك انا و ضحيت بأشياء كثيرة من اجلك و كان جزائي رسالة اعتذار و رحيل ..هل تقدر فرحة انثى بثوبها الابيض ..هل تعرف مشاعري و انا اتسوق و اقول "هذا لشهر العسل و هذا لمدينة الالعاب و هذا للسفر" ..قتلتني يا هذا و حتى في الاسلام "الروح بالروح " و انا لن اتوقف عن لعنك حتى اخذ روحك ..اكرهك بأضعاف ما احببتك يوما ..اكرهك بحقد انثى امام جبن رجل ..اكرهك
ديسمبر انتهي بسرعة ارجوك تهاجمني الذكريات كلما اتيت ..ديسمبر ارجوك اسرع اموت بين ذراعيك انا و لست مستعدة للموت قبل دفن احدهم ...
مخرج
قد تموت الارواح قبل الاجساد
في وطن اسمه الجزائر
و في زمن الرجال فيه على ابواب الانقراض
- سلمى
- عضو ذهبيّ (1500+)
- مشاركات: 1822
- اشترك في: 29 إبريل 2021, 18:41
- مكان: الجزائر
Re: دعوة للجميع الاعضاء ... اعطنا اجمل ما قرأت لغيرك من الاعضاء
السلام عليكم
الأخ نيسان يبدو أنك تخلط بيني وبين سلمى أخرى لطالما أحسست بهذا
لأني لم أكن أعرفك أبدا في المنتدى السابق
هذه القصة ليست لي
لابد أنه لسلمى أخرى ^^
الأخ نيسان يبدو أنك تخلط بيني وبين سلمى أخرى لطالما أحسست بهذا
لأني لم أكن أعرفك أبدا في المنتدى السابق
هذه القصة ليست لي
لابد أنه لسلمى أخرى ^^
- سلمى
- عضو ذهبيّ (1500+)
- مشاركات: 1822
- اشترك في: 29 إبريل 2021, 18:41
- مكان: الجزائر
- نيسان
- عضو مجمّد
- مشاركات: 188
- اشترك في: 30 مايو 2021, 04:28
Re: دعوة للجميع الاعضاء ... اعطنا اجمل ما قرأت لغيرك من الاعضاء
عذرا اختي ,,, انا ظننتك الاخت سلمى القباني ,,, اعذريني لهذا الخطأ ,,, في جميع الاحوال ,,, اتمنى ان اقرأ لك شيئا من ارشيفك هناك ,,
- سلمى
- عضو ذهبيّ (1500+)
- مشاركات: 1822
- اشترك في: 29 إبريل 2021, 18:41
- مكان: الجزائر
Re: دعوة للجميع الاعضاء ... اعطنا اجمل ما قرأت لغيرك من الاعضاء
اه هكذا اذا، كثيرون كانوا يظنونها انا او يظنونني هي ^^
لابأس عادي أخي نيسان، لا مشكلة ^^
لابأس عادي أخي نيسان، لا مشكلة ^^
- سلمى
- عضو ذهبيّ (1500+)
- مشاركات: 1822
- اشترك في: 29 إبريل 2021, 18:41
- مكان: الجزائر
Re: دعوة للجميع الاعضاء ... اعطنا اجمل ما قرأت لغيرك من الاعضاء
لا داعي لدخوله انه مليء بالمآسي هه
منذ وفاة امي وانا لا أكتب سوى عنها
دعك من ارشيفي واقرأ لآخرين ^^
منذ وفاة امي وانا لا أكتب سوى عنها
دعك من ارشيفي واقرأ لآخرين ^^