الإنجليزية هي الحل! - خالد

[خالد]

يستبشر الناس خيرا وتتهلل الأسارير وتكاد تسمع الزغاريد كلما ذكر تعميم اللغة الإنجليزية أكثر فأكثر، حتى ربما دعوا لأن نهمس بها في أذن المولود الجديد! وتسمع من يفاضل بينها وبين الفرنسية ومن يلعن الفرنسية، ويقول أنها لغة محتضرة ولم يعد لها وزن يذكر.. وهذا فيه من الصحة ومن الواقع، إلا أن المطبلين للإنجليزية اليوم يفعلون ما فعله المطبلون للفرنسية بالأمس حذو النعل بالنعل. وإذن حق لمطبلي و(غياطي) الأمس دعمهم لفرنسة التعليم والإعلام حسب منطق هؤلاء، إذ الفرنسية كانت متغولة وقتها..

ولو تريث هؤلاء قليلا وكفوا دقيقة واحدة عن تقديس كل أعجمي، للاحظوا أن دولة مثل نيجيريا لم تدرس بالإنجليزية فحسب بل جعلتها لغتها الرسمية، ثم كان ماذا؟ لازالت تحتل المراتب الأخيرة في سلم التعليم، [المرتبة 185 تحديدا، وليست فيها جامعة واحدة مصنّفة، مع أنّها دولة كبيرة يناهز عدد سكانها 180 مليون نسمة، وتسبح فوق بحار نفطية وغازية ومعدنية هائلة، فيما دولة أخرى صغيرة وفقيرة من حيث الموارد في جنوب شرق آسيا مثل كوريا الجنوبية، استطاعت أن تصنع معجزة اقتصادية وعلمية، وهي تعتمد اللغة الكورية للتدريس في جميع المراحل، شأنها في ذلك شأن الدول الرائدة في التعليم]*.

إن المفرغ من هويته وعقيدته كزجاجة عسل خاوية، تعبث بها الرياح كل جنوب وشمألِ، وقد تُملأ بكل ما زاد عن الحاجة من السوائل!


* ما بين المعقوفتين من مقال (مفارقات التعليم بالمغرب) لعادل بنحمزة. بتصرف يسير

[سلمى]

السلام عليكم
فعلا كلام صائب
عندنا في الجزائر تم إدخال اللغة الانجليزية في السنة الثالثة ابتدائي.
للعلم اللغة الفرنسية ايضا ثاني لغة رسمية وتُدرَّس في الثالثة ايضا منذ سنين.
فلنتصور نفسية طفل مقبل على السنة الثالثة يدرس لغتين مختلفتين في اللفظ والمعنى متشابهتين في الحروف كيف سيستوعب عقلهم الصغير كل هذه التغيرات.
إضافة إلى كثير من التغيرات التي مست المنهج التعليمي فأغرقته أكثر مما انعشته.
أنا شخصيا أقر بموت التعليم في بلداننا نحن نمثل أن لدينا تعليم في حين نحن نغرق في محاولة التشبه بالغرب ولا نملك لنا قاعدة تناسب مجتمعنا وعقليتنا وانتمائنا وعقيدتنا .... للاسف

شكرا اخ خالد

[خالد]

وعليك السلام ورحمة الله..

للأسف يا سلمى.. لا نعرف من التعليم إلا اسمه، أما تلك الكلمة الرديفة التي تلصق به (التربية) فقصة أخرى!

وأزيدك من المأساة دمعة ^^.. حتى أمازيغيتنا الحبيبة ألحقت بمناهج الابتدائي في بعض المدارس، التب لا أعلم عددها بالضبط.. وليس اعتراضي على الأمازيغية فهي من لغاتنا، ولا كلامي عن حرفها (تيفيناغ) الذي قيل أنه منسوب لها تلفيقا. وإنما مرادي هذا الحشو والتجميع.. حتى بات الطفل المسكين أمام ثلاث أبجديات. العربية واللاتينية والأمازيغية! حروف مشتبهة وغير متشابهة! مخارج صوتية مختلفة لنفس الحروف بين لغتين، اتجاهات كتابة متباينة ومعان ضبابية تأتي علي ذهنه الصغير فتطمسها أخرى.. أليست هذه جريمة في حق الطفل؟

من حقه أن يشبع من هويته ويعرف من يكون أولا.. ثم بعدها يأتي (الانفتاح) المزعوم الذي لا يقوم به الغرب مع أطفالهم..

[سلمى]

نعم صدقت
عننا الأمازيغية تدرس فقط في المدن القبائلية التي تتحدث الأمازيغية
ومع هذا هم يشتكون من اكتظاظ الدروس على تلاميذهم
في الغرب وفي الدول المتقدمة يعتمد التدريس في المرحلة الإبتدائية على تعليم الطفل أولويات التعليم فحسب، حتى انه لا تقام امتحانات ولا اختبارات، عندنا هلكوا التلاميذ بقراراتهم العشوائية
حتى مرحلة الانتقال للمتوسطة كانت سابقا تتم عن طريق امتحان تلاميذ السنة الخامسة ابتدائي يكون بعد الفصول الثلاث .
هذه السنة خرجوا لنا بقانون جديد للانتقال اسمه امتحان تقييم المكتسبات لا اريد الاطالة في شرح تفاصيله ولكنه كارثة بمعنى الكلمة اهلكوا التلاميذ وحتى الاساتذة ومعهم الأولياء، بسبب قراراتهم غير المدروسة.
والحديث يطول.. نسأل الله ان يخرج من بيننا رجل حق، يعيد تقويم كل هذا الضلال في المنظومة التربوية التي هي أساس ازدهار المجتمع..

شكرا مجددا

[خالد]

آمين.. الله يصلح أحوالنا جميعا

[حمزة إزمار]

الله المستعان، الخوض في هذا الموضوع لا ينتهي، وصراحةً صرت أجد في هؤلاء نوع من التعالي، أتحاشى حتى التحدث في هذا الموضوع.

ثبتك الله على مثل هذه الثغور صديقي خالد.